Faisal Addabi [[email protected]] من المؤكد أن العالم كله قد سئم من لعبة جر حبل النفط بين شمال السودان وجنوب السودان، فمن وقت لآخر يتبادل الشمال والجنوب اتهامات بشأن دعم الحركات المتمردة شمالاً وجنوباً ، ومن حين لآخر يصدر رئيس جمهورية السودان تصريحاً نارياً مفاده قفل انابيب النفط الشمالية التي يمر عبرها نفط الجنوب إلى بورسودان ، رغم أن هذا الاجراء يؤدي إلى تعريض الشمال والجنوب ، الفقيرين أصلاً ، إلى مزيد من الفقر ، ويجر المزيد من التعقيدات إلى الملفات الأمنية الشائكة المفتوحة بين الحكومتين المتشاكستين ، ويستدعي الاستنجاد الفاضح بالوساطة الدولية والوساطة الافريقية لاعاده نفط الجنوب إلى مجاريه الشمالية، كما يهدد ، وهذا هو الأخطر، بقيام دولة الجنوب بالاستغناء نهائياً عن أنابيب الشمال والاتجاه إلى إنشاء انابيب لعبور نفط الجنوب عبر أوغندا الفقيرة المتلهفة لمثل هذا الاجراء البديل الذي قد يغنيها من جوعها الاقتصادي المكشوف الأمر الذي سيؤدي في نهاية المطاف إلى قطع أقوى روابط الجوار بين شمال وجنوب السودان اللذين كانا منذ عهد قريب سوداناً واحداً موحداً! من المؤكد أيضاً أن الوساطة الدولية والوساطة الافريقية قد شعرتا بالملل السياسي الشديد من التدخل المتكرر في لعبة جر حبل النفط ولعبة افتح يا سمسم ، اقفل يا سمسم اللتين أصبحتا تُمارسان بشكل مفاجيء من وقتٍ لآخر في السودانين ولا يتضرر منهما سوى المواطنين السودانيين سواء أكانوا ينتمون إلى جمهورية السودان أو جمهورية جنوب السودان! لعل السؤال الكبير الذي يجب أن يُوجه لحكومتي جمهورية السودان وجنوب السودان ولكل المنشغلين حالياً بحرب التصريحات والتصريحات المضادة في الحكومتين هو: لماذا تكون هناك حركات تمرد في الشمال والجنوب أصلاً؟ لماذا لا يكون المخرج العملى هو إيجاد حلول سياسية ديمقراطية جذرية للأسباب المفضية إلى التمرد المسلح هنا وهناك بدلاً من اللجوء إلى لعبة خنق الاقتصادين الشمالي والجنوبي المخنوقين أصلاً؟! لماذا يدفع مواطنو الشمال والجنوب فاتورة الحرب والخلاف بين الحكومتين في كل مرة؟! ومتى تكف حكومتا الشمال والجنوب عن اللعب بحياة المواطنين السودانيين تحت مسميات السيادة الوطنية وحماية الأمن القومي بينما يُقتل السودانيون كل يوم بسبب حرب البسوس السودانية وتمرح جحافل القوات الأممية في أراضي شمال وجنوب السودان منذ عقود؟! أين الرشد السياسي السوداني (إن وُجد)؟!