وصف الشيخ راشد الغنوشي ماحدث في مصر بأنه إنقلاب ضد الشرعيه . و شبه النزاع المصري المصري السائد الاَن بانه معركه من معارك الإسلام الكبري التي كان لمصر دوراً حاسماً فيها مثل معركه المسلمين ضد التتار ومعركة المسلمين ضد الصليببين. . .. والسؤال الذي يطرح نفسه هل حقاً أن السيد راشد الغنوشي يرفض الإنقلابات العسكريه من حيث المبدأ؟؟ إذاً لماذا لجأ الغنوشي و إحتمي بالإنقلاب العسكري الدموي في السودان؟؟ والذي إنقلب علي نظامي ديمقراطي منتخب. بل أن الإنقلاب الذي يقف معه السيد الغنوشي هو الأسواء بين الإنقلابات العسكريه التي حدثت في التاريخ وهو لا شك أكثرها عنفاً ودموية. فهو النظام الذي أباد الملايين من أبناء شعبه؟ ؟ فكيف يسمح لنفسه من يرفض الإنقلابات من حيث المبدأ أن يحتمي بها و أن يحمل جوازاً دبلماسياً صادراً بقرار من نظام غير شرعي ومنقلب علي الشرعيه مثل نظام السودان, حتي يصل به إلي بلاد الصليبين الذين يرفضهم ويشبه النزاع السائد الاُن في مصر بالحروب التي دارت معهم ؟ وهل الإنقلاب علي الشرعيه حلال علي أخوان الغنوشي السودانيين وحرام علي خصوم أخوانه المصريين؟؟ حتي لو سلمنا جدلاً بأن ماحدث في مصر إنقلاب مثل ماحدث في السودان ؟ والجميع يعرفون الفرق بين الحالتين . لذلك فإن الغنوشي أخر من يتحدث عن الشرعيه والديمقراطيه. لأنه غير مبدئي في الدفاع عن الشرعيه .و لو كانت تصريحات الغنوشي صدرت عن السيد المنصف المرزوقي لوجدت الإحترام بغض النظر عن الإتقاف أو الإختلاف معها. لأن مواقف المرزوقي من قضايا الديمقراطيه والحريات العامه ورفضه للإنقلابات العسكريه واضح ومعروف وسجله خالي من الإحتماء بالأنظمه العسكريه والوقوف معها. وموقفه من النظم الديمقراطيه الغربيه متسق مع فكره . أما الدكتور راشد الغنوشي فإن عليه أن يصمت كما صمت علي دموية النظام العسكري الذي إنقلب علي الشرعيه في السودان والغريب في الأمر أن السيد راشد الغنوشي لم ينسي الحروب الصليبيه التي مرت عليها مئات السنوات لكنه ينسي إنه حتي قبل عامين كان يعيش تحت الرعايه الكريمه لحكومة صاحبة الجلاله الملكه إليزابيث أليكسندرا ماري ويندسور و هي حاكمة الولايات الملكية التالية (شكلياً أو فعلياً) : المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وأيرلندا الشمالية، كندا، أستراليا، نيوزيلندا، جامايكا، بربادوس، البهاما، جرينادا، بابوا غينيا الجديدة، جزر السولومون، توفالو، سانت لوسيا، سانت فنسينت والجرينادينز، أنتيغا وبربودا، بليز، سانت كيتس ونيفيس وجزر الفوكلاند.المتحده والتي يرفرف علمها المكون من الصلبان الثلاثه و أولها الصليب الأحمر هو صليب القديس جورج ( إنجلترا) محاط بإطار ابيض يجسد صلبيب القديس باتريك ( إيرلنداء الشماليه إضافة للصليب الذي يظهر كحرف X ويرمز لصليب القديس أندرو (إسكتلند) فكيف لايري السيد الغنوشي كل هذه الصلبان) عندما كان يعيش لأكثر من 18 عاماَ في المملكة المتحدة ينعم بديمقراطيتها و كرم أهلها ولم يغادر إلي أي أمارة إسلاميه حتي لو كانت أمارة غزه أو ماليزيا أو إيران؟ ولم يفكر حتي في الديار المقدسه التي كانت السبب في أن يسمح له المع بن علي بمغادرة تونس لزيارتها . إذا كيف يحدثنا الغنوشي عن حماسه لدور مصر في الحروب الصليبيه التي التي صارت تاريخاً و يستدعي تلك الحروب بكل ماتمثله من وحشيه وهمجيه إلي حاضر المشهد السياسي الراهن في مصر بغرض تشبيه الشعب المصري وجيشه بهم. علي الرغم من أن تلك الحروب أدانتها و إعتزرت عنها حتي الكنيسه الكاثوليكيه نفسها عندما طالع البابا السابق يوحنا بولث الثاني سفر الكاتب الشهير أمين معلوف( الحروب الصليبيه كما رأها العرب) من الواضح أن السيد راشد الغنوشي لاتهمه المصداقيه السياسيه بقصد مايهمه الكسب السياسي و الإنتصار لجماعته التي ينتمي لها لذلك أراد ان يؤسس لموقفه الرافض للتغير الذي حدث في مصر خلفيه إسلاميه بتقديس موقف أخوانه المصريين . لذلك لم يتررد في اللجو لهذاء التشبيه البعيد كل البعد عن الواقع علي الرغم من أنه يعرف أن النزاع في مصر حول السياسيه والسلطه وليس حول الدين. وهذاء التفكير الثيوقراطي الذي يتنهجه الغنوشي هو الذي يجعل قطاعات واسعه من جماهير المسلمين تختلف مع تيارات الإسلام السياسي التي تغلف مواقفها بثياب القداسه وتمثيل الدين في اي منعطف من منعطفات السجال السياسي حتي لو كان حول رفض هدم مؤسسات الدوله المدنيه و جعلها أشبه بمليشيا عسكريه تابعه لهم كما فعل أخوان السودان الذين يتحمس لهم السيد الغنوشي ولايري أنهم يفعلون غير الإسلام عندما قاموا بإحالة شعب السودان عن بكرة أبيه لما اسموه الصالح العام ولم يستثنوا منه إلا من إنتمي للجماعه التي يحبها السيد الغنوشي ويقف معها . والدليل علي ذلك أننا لم نسمع منه حتي هذه اللحظه ومنذ 30 يونو 1989 تصريحاً واحداً ينتقد فيه مالحق بالسودان من دمار وخراب بأيدي أخوانه في الفكر والتفكير. وهو موقف غير مقبول من ناشط سياسي يقول عن نفسه أن مرجعيته التي ينتطلق منها هي مرجعيه إسلاميه فلو كانت كذلك فهي تحتم عليه إتخاذ مواقف تجاه مايحدث في البلدان الإسلاميه المختلفه والتي من بينها السودان والذي كان حرياً علي الغنوشي ان يتحمس لأهله الذيين يسيطر عليهم نظام الفساد و الإستبداد ليس كما يصفه الخصوم بل كما وصفه من بناه و ابدع في تدبيره نفسه الشيخ حسن الترابي الصديق الشخصي للشيخ راشد الغنوشي . فهل يراجع الغنوشي نفسه ويعلن لنا موقف مما حدث ويحدث بالسودان ورضي ربه وضميره أم نتوقع حضوره في المؤتمر القادم للحزب الحاكم في السودان كضيف شرف لكي يجمل زبح وقتل و سجن و نهب السودانيين كما حرص علي الحضور من قبل . فيكسب العالم ويخسر نفسه وربه. محمد عثمان الفاضلابي . osman Ali [[email protected]]