دخل السودان منطقة الخطر بسبب الامطار والسيول في وقت رفضت الحكومة اعلان السودان منطقة كوارث الا اذا مات نصف المتضررين حسب ما ذكر والي الخرطوم في برنامج "حتى تكتمل الصورة" بقناة النيل الازرق واعتبر ان الحالة مجرد أزمة عابرة يمكن احتواؤها، ولكن الحكومة في ذات الوقت كلفت اللجنة العليا للدفاع المدني وزير الخارجية بطلب الدعم الخارجي. وشكلت وزارة الخارجية لجنة برئاسة وكيل وزارة الخارجية لبحث استقطاب الدعم الخارجي ودعم الجاليات السودانية في الخارج لمساعدة المتضررين، ولكن مراقبون حذروا من تهاون الحكومة في طلب العون بشكل اوسع، لاسيما ان مرحة ما بعد الخريف تعتبر الاسوء بسبب التردي البئي، ودعت الحكومة للتعامل مع الامر بانسانية، ودعوة المجتمع الدولي بشكل جدي في دعم السودان حتى وان اضطرت لاعلان السودان منطقة "كوارث. فيما قالت الاممالمتحدة ان الاوضاع المتردية تستدعي اعلانها منطقة كوارث، وطالبت بإعلان السودان منطقة كوارث حتي يتسني تقديم المعونات الانسانية للمتضررين. وبادرت دولة قطر بتسيير جسر جوي لدعم المتضررين جراء السيول والأمطار التي اجتاحت معظم مدن وولايات السودان، ابتداءا من يوم الاثنين لدعم المتضررين بمواد إيواء وأدوية وغيرها من المعينات، وبالرغم من ان وزارة الداخلية السودانية المعنية بالغوث اكدت في بيان لها الأسبوع الماضي، إنها مستعدة لكل الآثار المترتبة على الأمطار والسيول خصوصا مع توقع هيئة الأرصاد الجوي هطول المزيد من الأمطار في كل ولايات السودان خلال الأيام المقبلة، لكن في الواقع كانت الأوضاع تزداد تدهوراً مع هطول الأمطار. المعارضة بدورها أعلنت موقفها فاتهمت الحكومة بالتقاعس عن مسئوليتها تجاه المواطنيين المتضررين وعن آداء دورها حيال الكارثة التي تشهدها البلاد ما يفسر عدم حرصها على أرواح وممتلكات المواطنين وبانها حتى هذه اللحظة لم يتعدى دورها شفط المياه من بعض المناطق، بل ذهبت الى اكثر من ذلك وطالبت الحكومة خلال مؤتمر صحفي عقدة امس الاول باعلان السودان منطقة كوارث على خلفية الأمطار والسيول التي تجتاحها منذ نهاية يوليو الماضي وخلفت عشرات القتلى ودمرت آلاف المنازل ،ورات ان هذا التهاون "يفقد الحكومة الشرعية التي تفتقدها أصلا"، واكدت بانها فتحت دور الأحزاب كمراكز لتلقي المساعدات لتقديمها للمتضررين وتشكيل لجان لتنفيذ المهمة. الأمطار الغزيرة التي هطلت يوم الجمعة الماضية في عدد أنحاء واسعة من السودان، التحقت اضرار كبيرة قبيل تلافي أضرار أمطار الأسبوع الماضي، تمثلت الأضرار الفادحة في الأرواح والممتلكات، كما تسببت الأمطار التي بلغت معدلاتها حسب مصلحة الارصاد الجوي بين 40 و58 ملم، في مقتل أكثر من 13 مواطنا في أنحاء متفرقة من البلاد، وتهدم أكثر من 9 آلاف منزل، وعزل بعض المناطق كليا. وحسب احصاءات الدفاع المدني ان أمطارا الجمعة الماضية ألحقت خسائر بنحو أكثر من 50 قرية، وأدت إلى انهيار تسعة آلاف منزل، في العاصمة الخرطوم وحدها. وانهارت أكثر من 1300 منزل في ولاية الجزيرة وسط البلاد، وألحقت أضرارا بالطريق البرية ،وحسب تقارير غيررسمية أن أعداد المتضررين لم يتم حصرها بعد، إلا أن زهاء 18 ألف منزل تدمرت بفعل السيول، وأن أعدادا كبيرة من المواطنين تعيش في العراء وتواجه ظروفا إنسانية سيئة. ويطالب ناشطون وسياسيون بإعلان الخرطوم منطقة "كوارث"، لا سيما أن قدرات الحكومة على مواجهة الأخطار التي قد تترتب على موسم أمطار غزيرة أقل بكثير مما هو مطلوب، ولكن الحكومة تخوفت من اجتياح المنظمات الغربية"غير المرغوب فيها" باجاد زريعة والتسلل لمناطق النيل الازرق وجبال النوبة بحجة دعم المتضريين لذلك رفضت اعلان السودان منطقة"كوارث" حسب مصادر حكومية ،واتفق الخبير الاستراتيجي الرشيد ابوشامه مع هذا الراي بان الحكومة لديها تحفظ على بعض المنظمات الدولية بجانب ان المبالغ التي تخصص للاغاثة يذهب نصفها مصاريف ادارية لهذه المنظمات وفي ذات الوقت تشكل خطر على الحكومة لممارستها التجسس ،الا انه اردف قائلا " لامانع من طلب العون من الدول الصديقة والعربية كما فعلت السعودية في عام 88،وما قامت به دولة قطر الان على يكون تكون هنالك جهات من هذه الدول تشرف على ذهاب الاغاثة للمتضررين دون غيرهم. ولكن حزب المؤتمر الشعبي المعارض هدد، ب"النزول للشارع"،حال رفض النظام مقترح المعارضة بإقامة حكومة انتقالية مدتها 30 شهرا يتم خلالها وضع دستور جديد، ودائم، وإعادة بناء مؤسسات الدولة توطئة لقيام الانتخابات، وعدد من مواطنون في مناطق الكلاكلة وشمبات والفتح بولاية الخرطوم وود الحداد بولاية سنار والمحس بالولاية الشمالية تظاهرو وإستنكارا للقصور الحكومي تجاه مجابهة السيول والفيضانات التي أودت بحياة العشرات ودمرت الاف المنازل وعدم وصول المساعدات الكافية بينما تتصاعد أزمتهم بسبب تواصل الأمطار فى وقت أطلق فيه مئات من الشباب مبادرة اطلقوا عليها اسم "نفير" لتقديم خدمات الطوارئ والغوث للمتضررين من الأمطار والسيول،بلغ عددهم اكثر من (1200) متطوع في مبادرة ، لم ينتظروا النداء للإغاثة ولكنهم نفخوا الحياة في مؤسسات المجتمع وأهل الخير، من جميع الأعمار والتخصصات العلمية والفئات وقطاعات الشعب السوداني، لكن غالبهم من الشباب والشابات. asmahan faroog [[email protected]]