مدير الإدارة العامة للمرور يوجه باستمرار تفويج البصات السفرية يومياً للحد من الحوادث المرورية    كشفها مسؤول..حكومة السودان مستعدة لتوقيع الوثيقة    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يحوم كالفراشة ويلدغ كالنحلة.. هل يقتل أنشيلوتي بايرن بسلاحه المعتاد؟    حزب الأمة القومي: يجب الإسراع في تنفيذ ما اتفق عليه بين كباشي والحلو    تشاد : مخاوف من احتمال اندلاع أعمال عنف خلال العملية الانتخابية"    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    دول عربية تؤيد قوة حفظ سلام دولية بغزة والضفة    الفنانة نانسي عجاج صاحبة المبادئ سقطت في تناقض أخلاقي فظيع    وزير الداخلية المكلف يقف ميدانياً على إنجازات دائرة مكافحة التهريب بعطبرة بضبطها أسلحة وأدوية ومواد غذائية متنوعة ومخلفات تعدين    صلاح العائد يقود ليفربول إلى فوز عريض على توتنهام    جبريل ومناوي واردول في القاهرة    وزيرالخارجية يقدم خطاب السودان امام مؤتمر القمة الإسلامية ببانجول    وزير الخارجية يبحث مع نظيره المصري سبل تمتين علاقات البلدين    (لا تُلوّح للمسافر .. المسافر راح)    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الأحد    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الأحد    انتفاضة الجامعات الأمريكية .. انتصار للإنسان أم معاداة للسامية؟    بوتين يحضر قداس عيد القيامة بموسكو    وفاة بايدن وحرب نووية.. ما صحة تنبؤات منسوبة لمسلسل سيمبسون؟    برشلونة ينهار أمام جيرونا.. ويهدي الليجا لريال مدريد    وداعاً «مهندس الكلمة»    النائب الأول لرئيس الاتحاد ورئيس لجنة المنتخبات يدلي بالمثيرأسامة عطا المنان: سنكون على قدر التحديات التي تنتظر جميع المنتخبات    الجنرال كباشي فرس رهان أم فريسة للكيزان؟    ريال مدريد يسحق قادش.. وينتظر تعثر برشلونة    الأمعاء ب2.5 مليون جنيه والرئة ب3″.. تفاصيل اعترافات المتهم بقتل طفل شبرا بمصر    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة لها مع زوجها وهما يتسامران في لحظة صفاء وساخرون: (دي محادثات جدة ولا شنو)    شاهد بالصور والفيديو.. رحلة سيدة سودانية من خبيرة تجميل في الخرطوم إلى صاحبة مقهى بلدي بالقاهرة والجمهور المصري يتعاطف معها    تمندل المليشيا بطلبة العلم    الإتحاد السوداني لكرة القدم يشاطر رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الأحزان برحيل نجله محمد    ((كل تأخيرة فيها خير))    دراسة تكشف ما كان يأكله المغاربة قبل 15 ألف عام    نانسي فكرت في المكسب المادي وإختارت تحقق أرباحها ولا يهمها الشعب السوداني    قائد السلام    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة حديثة تعلن بها تفويضها للجيش في إدارة شؤون البلاد: (سوف أسخر كل طاقتي وإمكانياتي وكل ما أملك في خدمة القوات المسلحة)    الأمن يُداهم أوكار تجار المخدرات في العصافرة بالإسكندرية    العقاد والمسيح والحب    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نحن احوج ما نكون للعبرة من مصر لنتحرر من هيمنة امريكا .. بقلم: النعمان حسن
نشر في سودانيل يوم 26 - 08 - 2013

هل يملك بشر ان يدعى بعد الرسول انه يحكم بما امر الله
الولايات المتحدة عدو الاسلام وحليف الاسلام السياسى
احداث مصر تفرض علينا ان نسترجع ما كتبه رجل المخابرات الالمانى
النعمان حسن
ما تشهده مصر من احداث وما صحبها من ردود الافعال خاصة من دول غرب اوربا بقيادة امريكا التى تزايد بادانة مصر بعنف بالرغم من مواقفها من حالات كثيرة اسوأ وضعا وضحاياها اضعاف ضحايا مصر فلماذا تباينت مواقف الغرب وامريكا ولماذا الكيل بمكيالين .
ولكم اسعدنى ان المس ان رجالات مصر لاول مرة يتحدثون بجراءة وجدية عن استقلاليتهم وتحررهم من ان تكون امريكا او الغرب قابض على شئونهم فهذه بلا شك مرحلة تحرر لم تعرفه مصر فى تاريخهاو ستؤدى حتما لاستقرار الشعب المصرى وتصالحه مع نفسه من مختلف فئاته بعد ان اصبح مالكا لقراره لان امريكا تتحرك وفق مصالجها هى وليست مصالح مصر بل وكل الدول التى تعانى من التدخل الامريكى فى شانها والتى لن تتحقق لها الا باثارة الفتنة الدينية بين شعبها المسلم المسيحى المتعايش منذ نشاته والسودان بلا شك واحد من الدول التى اصبحت امريكا تخطط لتقسيمها وتفتيت وحدتها بعدان اصبحت القوى السياسية الحاكمة والمعارضة ادوات تحت امرتها بحثا عن دعمها للبقاء فى السلطة او العودة اليها لمن فقدها
هذا ما فرض على ان اقف مع احداث مصر ليس لان مصر دولة عربية شقيقة فحسب ولكن بجانب ذلك لاننا بحاجة لان نستخلص العبر من هذه الاحداث التى شهدتها وما صحبها من ردود الافعال.من جانب دول اوربا الغربية والتى تكشف عن الكثير مما يهمنا ان نستوعبه كسودانيين خاصة ونحن نبحث عن اعادة صياغة جديدة للسودان نرفض ان تكون مفاتيحها بيد الارادة الامريكية ووفق مصالحها هى كما هو حالنا اليوم
بداية لابد اولا من ابداء الاسف ان يصل الامر بالاشقاء فى مصر هذه الحالة من الاحتراب وسقوط ضحايا من الجانبين اذ ليس هناك من يرضيه قتل مواطن على يد مواطن والرحمة لكل من سقط من الجانبين ونرجو من الله سبحانه تعالى ان يوفق كلمتهم لما فيه خير مصر من مختلف اجناسهم واديانهم دون تغول جهة على اخرى.
لعلكم تذكرون اننى اوضحت فى اكثر من حلقة بان الحكم الديمقراطى المؤسسى لا يمكن ان يقوم على احزاب دكتاتورية الفكر والثقافة طائفية او عقائدية سواء ان كانت عقائدية دينية او سياسية ولعل احداث مصر تؤكد لنا هذه الحقيقة حيث انه وقبل ان تمضى فترة طويلة على اسقاط دكتاتورية العسكر التى كانت فى حضن امريكا وحمايتها رغم مصادرتها للديمقراطية بثورة شعبية انحاز لها الجيش وحل بديلا لها نظام حكم ديمقراطى ولكن التجربة الديمقراطية سقطت فى اقل من عام لما بلغ الحكم فى اول تجربة نظام ديمقراطى لمصر حزب عقائدى دينى اسلامى الا ان الشعب نفسه الذى فجر ثورة ضد دكتاتورية مبارك واسقطه بدعم الجيش عاد نفسه للثورة على حكم الحزب العقائدى الاسلامى الذى حاز على الحكم عبر صناديق الاقتراع الحرة وللمرة الثانية بدعم من الجيش فقضى الشعب على حكم الحزب الذى حقق اغلبية ذلك لان الحزب العقائدى الاسلامى سرعان ما كشف انه لا يقبل وجود الراى الاخر وانه كشف عن نواياه لتصفية وجود الاخرو وعدم القبول بالاخر وهو ما تقوم عليه المؤسسية الديمقراطية وما كان الحال ليختلف لو ان من بلغ الحكم عبر صناديق الاقتراع حزب عقائدى شيوعى او يسارى فالعقائدية والديمقراطية ضدان لا يجتمعان كما اوضحت
لهذا لم يكن غريبا ان ينهار الحكم العقائدى الاسلامى لانه اهتم بصياغة المجتمع وفق رؤيته الاحادية وتصفية ماعداه من فكر حتى لو كان فى ذلك اضرار بمصالح المواطنين مما يؤكد ان الحكم الديمقراطى لن يستقر تحت سيطرة اى رؤية عقائدية احادية.
وفى حقيقة الامر كنا اسبق فى السودان لمواجهة هذا الواقع حيث ان السودان شهد الحكم الطائفى الاحادى عبر صناديق الاقتراح وانتهى حكمهم وحكم الديكقراطية الزائفة بالانقلاب عليها عسكريا ويومها استقبل الشعب الانقلاب العسكرى بترحيب شعبى بسبب سوء الحكم الديمقراطى المزيف ثم كان تجربة السودان مع الفكر اليسارى العقائدى وهو يستولى على الحكم بانقلاب عسكرى ويستقبل بنفس الترحيب ولنفس السبب ومع ذلك انهار حكمه بارادة الشعب الذى عاد يبحث من جديد عن المؤسسية الديمقراطية ولان التاريخ اعاد نفسه بعودة الكتاتورية الطائفيىة عبر صناديق الاقتراع فلقد قضى على الديمقراطية بانقلاب عسكرى للعقائدية الاسلامية هذه المرة ولان الحكم الاسلامى كما هو الحال فى مصر اتجه نحو فرض رؤاه وفكره الاحادى الرافض للاخر فلقد كانت النتيجة انه قوبل برفض من العديد من المناطق فى دارفور والنيل الازرق وجنوب كردفان لتنتشر ظاهرة الحروب الاهلية والعننف وسقوط مئات الالاف من الضحايا من الجانبين ولاتزال هذه الحروب تتصاعد ويتواصل تساقط الضحايا لذات السبب لان الشعوب ترفض الراى الواحد الاحادى حتى لو تدثر بثوب ديمقراطية زائفة.سواء عسكريا كما هو الحال عندنا او ديمقراطيا كما هو الحال فى مصر
اذن هى حقيقة يجب ان نستخلصها من مصر اذا عجزنا ان نستخلصها من واقعنا وهى ان العقائدية ايا كانت دينية او سياسية اسلامية او مسيحيىة او ان تكون سياسية يسارية فانها لا تؤسس لدولة مؤسسات ديمقراطية. ولن يختلف الحال فى كل الاحوال
لهذا قلت ولا ازال اقول ان السودان وهكذا الحال فى مصر انه لا مكان لدولة مؤسسات ديمقراطية تحت احزاب عقائية او دكتاتورية طائفية وانه لا مجال لبناء مؤسسية تحقق طموحات الشعوب الديمقراطية الا بتصفية الاحزاب الدكتاتورية والعقائدية سياسية كانت ام دينية اسلامية او ناصرية فى مصر اواسلامية او شيوعية فى السودان وعودة الحركات الاسلامية لان تصبح دعوية تقويم المجتمع من خلال زرع القيم الاسلامية وليس التكالب على السلطة
من هنا جاءت تجربة مصر تاكيدا على ضرورة اعادة صياغة الحركة الحزبية وفق رؤى سياسية غير طائفية وعقائدية.
وليت الامر يقف عند عدم الاستقرار فى هذه الدول وعلى راسها السودان ومصر فان الامر يزداد خطورة لان فشل انظمة الحكم الوطنى تتهدد مصالح هذه الدول لوجود قوى عالمية طامعة فى الهيمنة على العالم لتامين مصالحها الخاصة وتحت ظل هذا النوع من انظمة الحكم الوطنى التى تقدم كل التنازلات من اجل السلطة والعمل على اجهاض قوى الاخرين تبقى هذه الدول تحت قبضة الغرب بقيادة امريكا الطامعة فى صياغة هذه الدول وفق مصالحها الخاصة,
لهذا نجد الغرب وامريكا احرص على هذا الواقع فى الدول الاسلامية والعربية تحديدا بغرض احكام قبضتها عليها لهذا فهى المستفيد من هذه التناقضات واحرص على وجودها لانها المستفيد اولا واخيرا لان هذه الدول متى سادتها ديمقراطية مؤسسية فانها لن تجد المناخ الذى يحقق مطامعها.
وبعودتنا لمصر لابد ان نتساءل :
اذا كانت امريكا ودول اوربا هم اكبر اعداء الاسلام والرافضين له فلماذا اذن يدعمون الحركات الاسلامية ويشجعون تسييس الاسلام لتحقيق ماربهم ويتظاهرون بالدفاع عنهم وهم اكبر الحاقدين على الاسلام؟
لهذا الواقع ظروف تاريخية لابد لنا من الوقوف عندها ودراستها بتجرد:
فالعالم كما نعلم ساده فى القرن العشرين معسكران عرفا بالمعسكرين الغربى والشرقى ويتمثل المعسكر الغربى فى دول غرب اوربا وحلفائها والتى عرفت بالنظم الراسمالية واصطلح على تسميته بالمعسكر اليمينى ويتمثل المعسكر الشرقى فيما كان يسمى بدول شرق اوربا وبعض دول اسيا الصين وكوريا الشمالية والتى عرفت بالنظم الشيوعية واصطلح على تسميتها بالمعسكر اليسارى
وكلا المعسكران افرزا عبر مسيرة القرن تنظيمات جانبية تعددت وتنوعت ولكنها لم تخرج عن عباء ة اليسار التابع للمعسكر الشرقى او اليمين التابع للمعسكر الغربى و لهذا بقيت تحت قبضة المعسكر الذى تنتمى اليه وتخضع اليه بعدان سلب ارادتها وكان كل منها تحت حماية المعسكر الذى تنتمى اليه طالما ان المعسكرين متساويان فى القوى العسكرية فى تلك الفترة التى عرفت بالحرب الباردة لهذا ساد العالم فى تلك الفترة نوع من السلام الزائف هو سلام اقتسام القوتين للعالم حيث اصبحت فيه دول العالم تحت حماية واحد من المعسكرين لانها خاضعة لارادته لان كل مكوناته خاضعة لواحدة من القوتين العالميتين لهذا استقر المقام بالعالم ان يقتسمه عدوان متساويان فى القوى كل منهما احترم للثانى مناطق نفوذه وارتضى بغنيمته تجنبا للمواجهة والدخول فى حرب عالمية وكلاهما يمتلكان الية تدمير الاخر والعالم
وتميز النصف الاخير من القرن العشرين بظاهرتين:
الاولى انه شهد محاولات متعددة من عدة دول نمت فيها ما اصطلح على تسميتها بقوى الوسط والتى عرفت بدول عدم الانحياز وهى قوى هدفت لان تكون مستغلة او محايدة بين المعسكرين ولكن الواقع يؤكد ان معسكر الوسط فشل فى ان يستخلص هذا الطريق الثالث بسبب ضعف قدرات دول العالم الثالث العسكرية والاقتصادية لهذا انتهت الوسطية كتجربة فاشلة بين وسط اليمين وهو الوسط الموالى لليمين ووسط اليسار وهو الوسط الموالى لليسار حيث تعين على دول الوسط ان تخضع مجبرة لواحد من المعسكرين.لتضمن حمايتها لهذا بقى دورها سالبا ومظهريا واسما بلا مضمون
الثانية فلقد شهد الجزء الثانى من النصف الاخير من القرن العشرين شهد نجاح امريكا فى تصفيته المعسكر الشرقى باختراقه فى عقر داره وتفجير ثورات شعبية فيه انتهت لوقوع مكوناته من الدول تحت حضنها بعد تقسيم الاتحاد السوفيتى زعيم المعسكر الشرقى لدويلات صغيرة فرعية اكثريتها اصبحت موالية لامريكا بحثا عن دعمها بلقمة العيش ليسود العالم معسكر واحد هو المعسكر الغربى الذى هيمنت عليه امريكا وحلفائها من دول الغرب الذين تجمعهم مصلحة واحدة ساتعرض اليها فى هذه الحلقة على لسان رجل استخبارات المانى.
ولهذا اقبل العالم على القرن الواحد وعشرين وهو تحت قبضة امريكا وحلفائها من توابع اوربا
اثناء بدايات تلك المرحلة التى سبقت انهيار المعسكر الشيوعى كانت هناك حركات اسلامية دعوية تهدف نشر الاسلام لاعلاقة لها بالسياسة والسلطة والحكم قوامها نشر القيم الاسلامية التى ان تحققت لما فسد اى حكم وعلى راس هذه الحركات الهضيبى والبنا فى مصر كدولة رائدة فى هذا المجال وفى ذات الوقت اخذ الفكر الشيوعى طريقه للدول الاسلامية وبصفة خاصة العربية واصبح له تاثير سياسى على دول المنطقة حتى ان بعض انظمة الحكم فى بعض الدول العربية اصبحت يسارية الفكر منتمية للمعسكر الشرقى عبرانقلابات عسكرية .
هنا وجدت امريكا انها ولكى تصعد حربها ضد انتشار الفكر الشيوعى فى الدول الاسلامية وبصفة خاصة العربية فانها وبذكاء نجحت فى ان تنحرف ببعض منظمات الدعوة الاسلامية من كونها منظمات دعوية للعمل السياسى والمطامع فى الحكم فى مواجهة الفكر اليسارى المتتطلع للسلطة مستغلة فى ذلك ترويجهم الى ان الشيوعية تقوم على فلسفة الحادية بحكم نظرية ماركس فى الوجود وهو احد مؤسسى الماركسية اللينينية التى تقوم على نظرية اقتصادية اشتراكية والتى وجدت الدعوة اليها هوى لدى بعض القوى العربية الرافضة للراسماليةو لهيمنة الغرب وامريكا على السوق العالمى وهكذا نشأ الاسلام السياسى على اثر التحول االذى رعته امريكا والغرب لاستغلال الدين ضد انتشار الشيوعية فى الدول العربية والاسلامية فكان اغرب تحالف سياسى بين دول الغرب الرافضة للاسلام بعد ان احدث نقلة نوعية فى بعض مكوناته لمنظمات راغبة فى السلطةومع ذلك يقى الغرب راع وممول للاسلام السياسى حتى اليوم وان تغيرت الاسباب تاكتيكيا حيث كان يدعمه حليفا ضد الشيوعية ويدعمه اليوم بعد انهيار الشيوعية ليحقق مصالحه عبر الفتنة التى يكون احد اطرافها ليمذق ويضعف قدرات الدول التى يتخوف من ان تصبح خصما على نفوذه
هكذا كانت نشاة الحركة الاسلامية السياسية فكرا واهدافا صنيعة المعسكر الغربى حيث شهد العالم الحديث لاول مرة مولد ما ماصطلح على تسميته بالاسلام السياسى تحت رعاية الغرب ليصبح اداة الغرب فى مكافحة اليسار عامة والشيوعية خصوصا ثم لتحقيق مصالحه وتفتيت وحدة الدول الاسلامية بالنزاعات حول السلطة بعد ان تحقق له التخلص من المعسكر الشرقى واصبح العالم تحت هيمنته وحده
فلقد كانت الحركات الاسلامية قبل ذلك حركات دعوية بعيدا عن اسلمة السياسة وكان دافع الغرب من رعاية مولد الاسلام السياسى ان يسخره لمحاربة المعسكر الشرقى الشيوعى وسط الدول الاسلامية مستغلا فى ذلك مابين الشيوعية والاسلام من تعارض بسبب المفاهيم المغلوطة او الاعتقاد السائد بان الشيوعيىة دعوة الحادية منكرة لله سبحانه تعالى وليست دعوى سياسية تقوم على نظرية اقتصادية بعيدا عن فلسفة فكر ماركس عن الوجود وبالمقابل سادت الدول الاسلامية نظريات يسارية متحررة عن الشيوعية ومناهضة للحركة الاسلامية طابعها الدكتاتورية ليصبح الصراع كله من اجل السلطة وكان طريقه للسلطة الدكتاتورية العسكرية على راسها الناصرية والبعث بنوعيه والكتاب الاخضروغيرهم من نظريات تركية وايرانية .
بنهاية المغسكر الشيوعى بعد ان قهرته امريكا والذى تبعه انهيار النظريات اليسارية التى قامت على الدكتاتورية العسكرية والتى ترتبط بافراد مهميمنة عليها اكثر مما تعتمد على احزاب مؤسسية فانه لم يتبق فى الساحة الا الحركات الاسلامية الحليف الاول بل المولودالشرعى للغرب بقيادة امريكا
.تحت هذا الوضع الجديد بدات بعض عناصر الاسلام السياسى وقبل ان تتحرر نظمها من قبضة امريكا على مفاتيحها ومكوناتها وكوادرها المرتبطة مباشرة بها والتى تعتمد فى تمويلها على امريكا وقبل ان تتحرر نفسها من قبضتها بدات هذه العناصر فى ان تلوح الى ان الحركة الاسلامية هى البديل الشرعى للمعسكر الشرقى بل انها تطاولت فى رؤاها المتعجلة وهى لا تزال تحت قبضة امريكا وراح قادتها يزايدون بان الاسلام السياسى يجب ان يسود العالم بالقوة بعد قهره لامريكا وهو الذى يعجز عن توحيد كلمة المسلمين بسبب التكالب على السلطة ولييس بالدعوة كما يقتضى الاسلام
ولان امريكا وحلفائها يملكون الكفاءة والخبرة لتحديد رؤيتهم الاسترانتيجية وقراءتهم العلمية للوضع واحتمالاته فلم يغيب عنهم خطورة الدول الاسلامية من عربية واسيوية اذا ما توحدت رؤيتها وتحولت الى كتلة واحده بما تملك من قوة اقتصادية ضخمة لهذا خططت امريكا وبذكاء عملت فيه على استغلال قبضتها للحركات الاسلامية فحولتها لمهدد للدول الاسلامية وانظمة حكمها لتصبح خصما لكل مراكز الحكم والسلطة فى الدول العربية والاسلامية حتى اصبحت الحركات الاسلامية مصدر صراع واستهداف لانظمة الحكم افى الدول الاسلامية وللصراع فيما بينها من اجل السلطة مما اجبر الكثير من هذه الدول لان تسلم امرها وامنها لحماية امريكا لانظمتها الامر الذى ضمن لامريكا استحالة توحد الدول الاسلامية ويالها من مفارقة فاغلبية هذه الدول تحكمها نظم وفق رؤى اسلامية خاصة بها ومع هذا تقع تحت قبضة امريكا لحمايتها من الحركات الاسلامية الامر الذى يمثل تناقضا كبيرا ساعود اليه فى حلقة قادمة فكيف للاسلام ان تكون له انظمة حكم باسمه متعددة ومتناقضة اذا كان بين البشر حقا من يملك ان يحكم بما امر الله فمن اين الصراعات والخلافات :
1 لهذا اصبحت الحركات الاسلامية اداة تحت قبضة امريكا رغم الخلاف الجوهرى بينهم و رغم مظاهر العداء الصورية حيث انها ضمنت بما تملكه من سيطرة على غالبية كوادرها القيادية المخترقة للحركات الاسلامية ان توظفها لخدمة استراتيجيتها لتحقيق مصالحها وهيمنتها على العالم.
2- ان تصبح امريكا هى ملاذ كل الانظمة العربية والاسلامية التى تواجه خطرالحركات الاسلامية الطامعة فى ان تحل مكانها فى السلطة باسم الاسلام المفترى عليه حتى اصبحت امريكا المسئولة عن امنها كدول مسلمة لتحميها من تغول الحركات الاسلامية فاى تناقض او تعارض اكثر من هذا عدو الاسلام يحمى المسلمين من اعتداء الحركات الاسلامية
وبهذا قبضت امريكا على اللعبة بالريموت كونترول وهى تسيطر على كلا الطرفين المتصارعين لتحقيق المصالح الغربية كما اشرت.
هنا لابد من عودة لما سطره رجل المخابرات الالمانى عندما تقاعد عن الخدمة فى رتبة عالية والذى اصدر كتابا اوجزت ما جاء فيه بعض الصف العربية قبل ثلاثين عاما ولكم اسفت لاننى فقدت مانشر حوله بسبب حريق التهم الشقة التى كنت اسكنها فى القاهرة فى مطلع التسعينات ولقد قدم هذا الاستخباراتى الالمانى تحليلا للمصالح الغربية والتى اوجزها فى ان الغرب تحت قيادة امريكا يعلم تماما ان الفارق فى مستوى المعيشة بين شعوب اوربا وامريكا وتميزها على بقية دول العالم لايرجع لتفوق فى امكانتها الاقتصادية وانما يقوم على استغلالها لامكانات دول العالم من خام وكسوق لمنتجاتها بما فى ذلك السلاح الذى تحارب به بعضها البعض لهذافان توحدها فى كتلة اقتصادية غربية انما يهدف لحماية هذه المصالح لهذا فا لغرب لن يسمح بقيام كتل اقتصادية منافسة لان قيام هذه الكتل سوف يكون خصما على المصالح الاقتصادية الاوربية ومستوى المعيشة فيها المتميز عن العالم ولضمان عدم قيام كتل اقتصادية بهذه الخطورة فان دول غرب اوربا بقيادة امريكا تولى نظرها بصفىة خاصة للدول العربية والاسلامية خاصة ذات الامكانات الكبيرة منه التى تطمع فى ان تؤسس معسكرا بديلا للمعسكر الشرقى ولخطورة ما تملكه من مصادر الطاقة والامكانات الاقتصادية متنوعة تشكل وحدتها خطرا كبير على مستوى معيشة المواطن الاووربى لقناعة النظم الاوربية بان نهاية الفقر فى دول العالم الثالث سيكون خصما على رفاهية المواطن الاوربى. ولتحقيق هذاالغرض زرع الغرب اسرائيل فى قلب الدول العربية
لهذاوكما اوضح رجل المخابرات الالمانى فان امريكا ودول الغرب تخطط وتعمل على تفتيت العديد من الدول العربية والاسلامية ذات الامكانات العالية وذهب الاستخباراتى الالمانى لان يحدد بعض هذه الدول وبينها السودان ومصر والعراق وسوريا وليبيا واليمن وايران وغيرهم لهذا فان الغرب يعول على استغلال الخلافات العرقية والدينية والعنصرية بين هذه الدول لتحقيق تقسيمها لدويلات صغيرة فقيرة متنافرة تعيش متسولة من اجل الامن و الدعم من الغرب وهكذا فان على راس ادواته لتحقيق هذا الهدف اثارة الفتنة بين الاسلام السياسى لتعدد منظماته الطامعة فى الحكم . حيث ان كل منه يدعى انه هو الذي يملك ان يحكم بما امر الله وان غيره انما كفرة ولا ادرى من اين جاز لاى منهم ان يدعى انه هو الذى يحكم بما امر الله فهل له من وحى وسيط بينه وسبحانه تعالى كما كان الحال مع حكم الرسول صلى الله عليه وسلم عندما لا يصيب حكم الله فيهبط عليه الوحى ليصححه و وهذا ما لم يتوفر من بعده لبشر مما ينفى عن اى بشر مهما بلغ ان يدعى انه يحكم بما امر الله ويعطى نفسه الحق فى قتل من يخالفونه الراى
هذا ما جاء على لسان رجل المخابرات الالمانى والذى اثبت الواقع انه يمثل فعلا المحرك للغرب فى ما يخطط له فى هذه الدول ولعل واحدة من اهم واكبر ادواته لذلك تصعيد الخلافات الدينية سواء داخل الحركات الاسلامية من جهة وغير المسلمين من جهة اخرى.
اذن الغرب تحكمه استراتيجية واحدة وهى وحدها التى تفسر لنا تناقض مواقفه فى التعامل مع الدول الغربية والاسلامية وان مواقفه تجاه هذه الددول غير مبدئية يكيل فيها بمكيالين لا تفسير لها غير ان مواقفه تقوم على مايخطط له لتامين مصالحه الاقتصادية ولضمان هيمنته على العالم,
لهذا نراه مساندا لدكتاتوريات اشد فظاعة مما تشهد مصر لانه صاحب مصلحة فى انظمتها ونراه ينصب نفسه حاميا لحقوق الانسان وكأن شعب فلسطين ليس جديرا بهذه الحقوق ويلتحف ثوب الدفاع عن الديمقراطية وهو الداعم الاول والاكبر لانظمة عسكرية مواليىة لمصالحه.
وفى الحلقة القادمة مع مزيد من التفاصيل حول مواقف امريكا والغرب لنرى كيف كانت مواقف الغرب من الاحداث التى شهدها البلدان وماهو حقيقة مخطط التقسيم لهذه الدول وبينها السودان ومصر.
siram97503211 [[email protected]]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.