الفريق دقلو في تراجيديته الإغريقية    الدوري الخيار الامثل    عائشة الماجدي تكتب: (جودات)    القوات المسلحة تصدر بيانا يفند أكاذيب المليشيا بالفاشر    اشادة من وزارة الخارجية بتقرير منظمة هيومان رايتس ووتش    الهلال يحسم لقب الدوري السعودي    أهلي جدة يكسر عقدة الشباب بريمونتادا مثيرة    الجيش السوداني يتصدى لهجوم شنته قوات الدعم السريع على الفاشر    المريخ يعود للتدريبات وابراهومة يركز على التهديف    برباعية نظيفة.. مانشستر سيتي يستعيد صدارة الدوري الإنكليزي مؤقتًا    يوكوهاما يقلب خسارته أمام العين إلى فوز في ذهاب نهائي "آسيا"    هل يمكن الوثوق بالذكاء الاصطناعي؟.. بحث يكشف قدرات مقلقة في الخداع    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    سألت كل الكان معاك…قالو من ديك ما ظهر!!!    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    عاصفة شمسية "شديدة" تضرب الأرض    «زيارة غالية وخطوة عزيزة».. انتصار السيسي تستقبل حرم سلطان عُمان وترحب بها على أرض مصر – صور    مخرجو السينما المصرية    د. ياسر يوسف إبراهيم يكتب: امنحوا الحرب فرصة في السودان    هل ينقل "الميثاق الوطني" قوى السودان من الخصومة إلى الاتفاق؟    كلام مريم ما مفاجئ لناس متابعين الحاصل داخل حزب الأمة وفي قحت وتقدم وغيرهم    شاهد بالصورة.. حسناء الفن السوداني "مونيكا" تشعل مواقع التواصل الاجتماعي بأزياء قصيرة ومثيرة من إحدى شوارع القاهرة والجمهور يطلق عليها لقب (كيم كارداشيان) السودان    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    روضة الحاج: فأنا أحبكَ سيَّدي مذ لم أكُنْ حُبَّاً تخلَّلَ فيَّ كلَّ خليةٍ مذ كنتُ حتى ساعتي يتخلَّلُ!    محمد سامي ومي عمر وأمير كرارة وميرفت أمين في عزاء والدة كريم عبد العزيز    مسؤول بالغرفة التجارية يطالب رجال الأعمال بالتوقف عن طلب الدولار    مصر تكشف أعداد مصابي غزة الذين استقبلتهم منذ 7 أكتوبر    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    مقتل رجل أعمال إسرائيلي في مصر.. معلومات جديدة وتعليق كندي    النفط يتراجع مع ارتفاع المخزونات الأميركية وتوقعات العرض الحذرة    النموذج الصيني    غير صالح للاستهلاك الآدمي : زيوت طعام معاد استخدامها في مصر.. والداخلية توضح    القبض على الخادمة السودانية التي تعدت على الصغيرة أثناء صراخها بالتجمع    الصحة العالمية: نصف مستشفيات السودان خارج الخدمة    إسرائيل: عملياتنا في رفح لا تخالف معاهدة السلام مع مصر    الجنيه يخسر 18% في أسبوع ويخنق حياة السودانيين المأزومة    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    زيادة كبيرة في أسعار الغاز بالخرطوم    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    وزير الداخلية المكلف يقف ميدانياً على إنجازات دائرة مكافحة التهريب بعطبرة بضبطها أسلحة وأدوية ومواد غذائية متنوعة ومخلفات تعدين    (لا تُلوّح للمسافر .. المسافر راح)    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    دراسة تكشف ما كان يأكله المغاربة قبل 15 ألف عام    نانسي فكرت في المكسب المادي وإختارت تحقق أرباحها ولا يهمها الشعب السوداني    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هذا هو سبب فشل توحيد الحزب الاتحادي .. بقلم: النعمان حسن
نشر في سودانيل يوم 27 - 10 - 2013

فصيل الميرغنى رفض ميثاق توحيد الحزب وديمقراطيته الذى اجمعت عليه الفصائل الاتحادية
الميثاق تبناه 37 نائباو تضمن عشرة نقاط كانت كفيلة لعودة حزب الحركة الوطنية
رفض الميرغنى ان يكون راعيا للحزب لانه يخطط لامتلاك الحزب سياسيا وقد فعل
خطاب السيد فى حفل الكلاكلات حرر شهادة وفاة للحزب الاتحادى
الحلقة الرابعة
النعمان حسن
خلصت فى الحلقة السابقة الى ان المرحلة الثانية من مراحل حزب الحركة الوطنية هى المرحلة الاكثر خطورة فى تاريخه وهى المرحلة التى هيمن فيها السيد محمد عثمان الميرغنى على الحزب وليصبح دكتاتورا امرا ناهيا صاحب القراروحده وليس ادل على ذلك من انه فرض قراره بالمشاركة فى الحكومة بالرغم من اجماع لجان الحزب او المسمى بلجانه على عدم المشاركة
ولعل مرحلة السيد محمدعثمان نفسها تنقسم لمرحلتين الاولى منها مرحلة الصراع بينه والشريف زين العابدين الهندى عقب انتفاضة ابريل ثم كانت الفترة الثانية فى عهد الانقاذ والتى هيمن فيها على الحزب بعد ان خلت له الساحة وكل من حوله وجدوا انفسهم امام خيارين اما ان يخضعوا لطاعته او يتخذون وجهة اخرى
ولقد اتسمت الفترة الاولى بصراع بينه والرافضون له فى فترة مابعد الانتفاضة وكان هو ضعيفا فى مواجهتهم لانه لم يكن بالقوة التى يهيمن فيها على الامور حيث تلاحقه مشاركته فى مايو الا انه كان يعتمد على حماية الشريف زين العابدين الهندى له ولكنه بعد ان تمكن ولم يعد بحاجة لدعم الشريف انقلب عليه وصعد الصراع فى مواجهته حتى بلغ مراحل حادة.لانه كان الوحيد الذى يمكن ان ينازعه على زعامة الحزب وقد ساعدته مواقف عديدة للشريف عندما افتقد تاييدالاغلبية العظمى من الاتحاديين له بسبب مبادرته التى انتهت بمشاركته فى الحكم تحت ضغوط المتهافتين على السلطة من انصاره المقربين اليه الامر الذى مكن الميرغنى الذى ارتدى يومها عباءة المعارضة(صدفة) كزعيم مناضل بالرغم من ان فترة معارضته ورئاسته للتجمع كانت خصما على الوطن كما سيتضح فى حلقة قادمة ولكنها مكنته من ان يحكم قبضته على الحزب بالرغم من انه نفسه عاد وشارك فى الحكم على ارفع مستوياته .
ولعل اهم مفارقات السيد محمد عثمان فى بدايات تلك المرحلىة انه تمحور فى مواقف اجملها فيما يلى:
1- انه وفى اول معركة انتخابية للحزب بعد الانتفاضة لم يكن راغبا فى ان يحقق الحزب اغلبية برلمانية غير موالية له لهذا عمل على فوز الموالين له وسقوط من لا يثق فى موالاتهم له و تسبب فى ان يخسر الحزب الدوائر المضمونة لخوفه ان تاتى بنواب لا يخضعون لهيمنته فخسر الحزب الكثير من الدوائر للجبهة الاسلامية بالرغم من ان الاصوات التى حققها الاتحاديون كانت فى جملتها اكبر من اى مرشح للجبهة منافس فاز على المرشحيين الاتحاديين بسبب تشتيت الميرغنى لاصواتهم والذى كان سببا فى سقوط رموز وقيادات حزبية يعرف قوة شخصياتها حتى لا تنازعه فى الزعامة وهى اكثر تاهيلا وكفاءة منه كما حدث للدكتور احمد السيد حمد ومحمد عبدالجواد عندما قدم الميرغنى من رجالاته مرشحين ضدهم لتشتيت اصوات الحزب فى دائرتى الحلفايا وبحرى حلة حمد وخوجلى وهو نفس ما فعله مع غيرهم على مستوى العاصمة والاقاليم لهذا منى الحزب بهزيمة كبيرة بالرغم من انه حصد اغلبية الاصوات .
2- ثانيا من اهم مفارقات الميرغنى فى المعركة الانتخابية انه اصر على ان يطرح برنامجا انتخابيا للحزب يدعو لدستور اسلامى ويتمسك فيه بما سميت بقوانين سبتمبر الاسلامية التى اصدرها النميرى مما ساهم فى اضعاف موقف الحزب الانتخابى وكان موقفه هذاقرارا فرديا لم يصدر عن اى هيئة حزبية صاحبة كلمة يحدث هذا فى الوقت الذى اعلن منافسه التقليدى حزب الامة وهو حزب دينى طائفى برنامجا انتخابيا دعى فيه لالغاء القوانين الاسلامية استهدف به اصوات الناخبين تجاوبا مع الراى العام
فحقق اكثرية المقاعد البرلمانية
3- عند تكوين الحكومة الاتلافية والتى استاثر فيها زعيم الامة برئاسة الحكومة خرج الميرغنى من الصفقة برئاسة مجلس السيادة لشقيقه السيد احمد الميرغنى بالرغم من ان الحزب يضم فى قيادته نجوم من صناع تاريخ الحزب والمناضلين ضد الدكتاتورية وهم الاحق بالمنصب بكل المقاييس السياسية كما اصبح الشريف زين العبدين نائبا لرئيس الوزراء ولكن سرعان ما تكشف للشريف ان وجود الحزب فى حكومة الصادق هو مظهر شرفى بلا فاعلية مما دفع بالشريف لان يطالب بانسحاب الحزب من الحكومة لوجود الحزب ديكوريا فى السلطة التى هيمن عليها رئيس حزب الامة الا ان الميرغنى رفض الانسحاب واصر على بقاء الحزب دكوريا مما اجبر الشريف للانسحاب من منصب نائب رئيس الوزراء وهى الخطوة التى اعتبرت هروبا من المسئولية
4- اما مفارقة الميرغنى الاغرب تمثلت فى موقفه من الدكتور احمد السيد حمد والتى لم تقف على ترشيح منافس له من انصار السيد فى دائرة الحلفايا الذى تسبب فى سقوطه بسبب الاصوات التى حققها وكانت كفيلة بفوزه كما كان للميرغنى منه موقفا اشد غرابة حيث انه بجاتب تخطيه فى منصب رئاسة الدولة لصالح شقيقه فانه عندما خلى منصب الحزب الثانى فى عضوية مجلس السيادة باستقالة السيد محمد الحسن عبدالله ياسين واستقر راى الاتحاديين على ترشيح الدكتور احمد السيد حمد بديلا الا ان رئيس الوزراء الصادق المهدى رفض الدكتور لانه يعلم قوة شخصية الدكتور احمد السيد وخبرته السياسية التى تفوق الصادق نفسه بديلا للاتحادى المستقيل رغما عن ان المقعد خاص بالحزب ومن حقه وحده ان يقرر البديل وعلل رفضه ان الدكتور(سدنة لمايو) لانه كان وزيرا فى حكومة النميرى يحدث هذامن رئيس الوزراء الصادق المهدى الذى كان نفسه عضوا فى المكتب السياسى لمايوبعد تصالحه مع الانقلاب والمفارقة الاكبر هنا ان السيد محمد عثمان ايده فى رفضه بحجة انه سدنة يحدث هذا من السيد محمد عثمان الميرغنى فى الوقت الذى قدم شقيقه السيد احمد الميرغنى عضو المكتب السياسى لمايو ممثلا للحزب فى الموقع الذى خصص للحزب الاتحادى رئيسا لمجلس السيادة و ارتضى ان يتنازل عن منصب الحزب الثانى فى مجلس السيادة وارتضى ان يذهب المنصب لغير الاتحاديين حتى يسد الطريق امام مرشح الحزب الدكتور احمد السيد حمد الذى لو قدر له ان يدخل القضرلابد ان يطغى وجوده على السيد احمد الميرغنى و على رئيس الوزراء الصادق المهدى.مما مثل تحالفا طائفيا ضده خوفا من تهديده زعامتهم كما تخوف من قبل السيدان عبدالرحمن المهدى والسيد على من زعامة الازهرى يوم ايدا اول حكم للعسكر
هذه اهم مفارقات المرحلة الاولى للميرغنى بعد انتفاضة ابريل وهى المرحلة التى قلت عنها انها شهدت اقوى تجمع عرفه الحزب انذاك وهى مرحلة هيئة دعم وتنظيم الاتحادى الديمقراطى والتى تستحق وقفة خاصة لنقف على طرحها من واقع المستندات المتاحة وما صحبها من تطورات فى مواجهة الميرغنى
ففى يوم 25يوليو1986العدد 26 من صحيفة السياسة صدر الاعلان الرسمى عن تكوين هيئة دعم وتنظيم الاتحادى الديمقراطى (التى اشتهرت بجماعة دار المهندس) تحت شعار التنظيم والديمقراطية بهدف توحيد الاتحاديين وتجميع قوى الوسط فى الحزب الاتحادى الديمقراطى . وقد جاء فى صدر الاعلان عن الهيئة مايلى وانقله هنا حرفيا كما ورد بالصحيفة:
(تم بحمد الله فى امسية الاربعاء 16يوليو 86بدار المهندس اول اجتماع لقيام تجمع من الاتحاديين وقوى الوسط وقد اختير لهذا التجمع اسم هيئة دعم وتنظيم الاتحادى الديمقراطى وقد تمت اجازة مذكرة الهيئة وموجهات العمل التى نعلنها اليوم املين ان يهتدى بها الاتحاديون وقوى الوسط ولقد تم انتخاب لجنة من اربعة عشر عضوا على ان يتم رفعها لخمسة وعشرين عضوا وهم السادة دكتور عمر الصديق وطه على البشير وعمر عبالله ومحمد مالك عثمان ومحمد فائق وهشام بشير واحمد مختار جبرة واحمد وداعة الله ودكتور الشيخ محمد الامين وعمرالعقاد وعوض الامين وسيد العوض وعبدالحفيظ باشرى والنعمان حسن وانبثقت عن هذه اللجنة سكرتارية ثلاثية من السادة عبدالحفيظ باشرى ومحمد مالك عثمان والنعمان حسن وقد اعتمد هذا المكتب رسميا ناطقا بلسم الهيئة ولقد جاءت ردود الفعل مبشرة بالترحيب والتجاوب مع الاهداف الوطنية التى تسعى الهيئة لتحقيقها)
وتبع ذلك البيان عقد العديد من اللقاءات استغرقت ستة اشهر اهمها اجتماع تم بمنزل النائب احمد مختار جبرة ضم اكثر من مائة وخمسين من رموز الحزب ورعيله الاول تقدمهم الحاج مضوى ثم مؤتمر بقاعة المحاضرات بجامعةالخرطوم رقم 102 شارك فيها منسوبوا المنظمات النقابية والمهنية الاتحادية ثم كان اهم اجتماع بمنزل النائب هاشم بامكار الذى شارك فيه 37 نائبا من نواب الحزب والذين امنوا على ميثاق التوحيد والتنظيم الذى اعتمده الجميع من عشرة نقاط واعلن عنه اول يناير 87.
وهو المشروع الذى اجهضه السيد محمد عثمان الميرغنى بدعم ومساندة الشريف زين العابدين الهندى ولولاموقف الاخير لما نجح السيد فى اجهاض المشروع .
ولاهمية ماورد فى الاعلان عن تاسيس الهيئة فى التاريخ المذكور بجريدة السياسة لابد ان اورد اهم ما ورد يومهافى يوم 16يوليو 86
فى مقدمة الاعلان جاء مايلى(الحزب الاتحادى الديمقراطى تاريخيا هوحزب الوسط الذى اجتمعت فيه كلمة الوطنيين من مثقفين وقوى حديثة وغالبية جماهير الشعب بمناطق الوعى وهو الذى حقق الاستقلال وهو الحزب الوحيد الذى لم يتورط فى اى حكم عسكرى وهو الحزب الذى يفترض ان يجمع كافة قوى الوسط بدلا من ان تقف موقفا سلبيا او تتجه نحو قيام احزاب وسط جديدة)
ملحوظة بالطبع كانت زعامة طائفة الختمية هى الوحيدة التى شوهت هذا التاريخ بارتباطها بالانقلابات العسكرية.
ثانيا وفى سياق الاهداف والمهام الى اوردها البيان بصحيفة السياسةاذكر منها:
1(استنفار جماهير وقيادة الحزب للقيام بدورها الطليعى بالتحرك السياسى الايجابى ومواكبة الاحداث بما يعيد سيطرة الحزب عليها)
2(تنظيم الحزب بما يجعل منه مؤسسة ديمقراطية مستوعبة لكل قوى الوسط قادرة على حسم قضية الوطن وهو الامر الذى كان سيحققه لولا ظروف معينة اقعدت هذا الحزب عن هذه الفعالية واهمها)
-(ان تعود جماهير الحزب التى عزفت عن حزبها والتى اتخذت موقفا ىسلبيا بسبب الخلافات المؤقتة او تلك التى انشقت واتجهت نحو تشكيل احزاب وفصائل اتحادية وعودة كل هئولاء للانخراط فى توحيد الحزب وتجميع قوى الوسط.)
وهنا دعونى انشر عليكم اهم ما ورد من مسببات اخفاق الحزب كماجاءت فى الاعلان يصحيفة االسياسة:
أ -(تكالب بعض قيادات الحزب ورجالاته وتسابقهم على القيادة دون اعتبار لقواعد الحزب)
ب -(عدم اهتمام قيادة الحزب بتنظيمه وانعقاد مؤتمر عام تعود الكلمة فيه لاصحاب الحق فى قاعدة الحزب)
ج -( دخول الحزب الانتخابات بلا برنامج سياسى وبلا تنظيم وغياب الرؤى النابعة من قاعدة الحزب والتى حل مكانها اطروحات متناقضة وفق الاهواء والرؤى والمصالح المحدودة للافراد والتى جاءت عاجزة عن استيعاب قضية الوطن)
ه -(امتداد السلوك الفردى فى الطرح ليمس قضايا جوهرية دون الرجوع للقاعدة مثل قوانين سبتمبر الاسلامية ودوائر الخريجين وتمثيل القوى الحديثة والتى كان لابد من الاحتكام فيها للقاعدة)
ملحوظة كان السيد محمد عثمان الميرغنى وبالرغم من انه لا يملك صفة رسمية مفوضة من اى جهة قد اعلن تمسك الحزب يقوانين سبتمبر الاسلاميىة وهو لا يملك ذلك وكما قلت هو نفسه الذى عاد فى وقت لاحق ليوقع اتفاقا مع قرنق ينص على الغاء هذه القوانين الاسلامية.
د -(ظاهرة الهيمنة والانفراد بادارة الحزب واتخاذ قراراته وتحديد سياساته دون الرجوع لقاعدته)
ملحوظة: بالطبع تعلمون من الذى هيمن على الحزب.
ك -(غياب الحزب فكريا عن مواقع الفكر المؤثر وسط الطلاب بالمدارس والمعاهد والجامعات والتنظيمات النقابية وهم من اهم ركائز الحزب)
ولعل اهم الماخذ التى اعلنها البيان على اداء الحزب ما جاء فى ثالثا والتى تقول:
(ادانة تكالب قيادة الحزب وعدم حسمها لقضية تعدد المرشحين وخروج بعضهم على قرارات الحزب كما ان الهيئة تشجب موقف قيادة الحزب بعدم الخضوع لرغبات القواعد ولجانهم وفرضها لمرشحين بعينهم لا يحظون برغبة قواعدهم وتحمل كل من ساهم فى هذه الاخطاء مسئولية تاريخية)
هذه هى اهم ملامح ما ورد فى اعلان الهيئة والذى ترجم بعد ذلك فى ميثاق التوحيد والتنظيم والذى تكون من عشرة نقاط واللافت فى مشروع التوحيد يومهىا انه لم يهدف اقصاء طائفة الختمية او زعيمها من الحزب ولكن سترون ان هذا المشروع قصر دور زعيم الطائفة على الرعاية فقط دون التدخل فى الشان السياسى وهو المشروع الذى اتفق على ان يشرف على تنفيذه وتنظيم قواعد الحزب السبعة وثلاثون نائبا وهم غالبية نواب الحزب باعتبار انهم استمدوا شرعيتهم من قواعد الحزب لهذا اتفق على ضرورة توليهم تفعيل المشروع والاشراف على تكوين لجان القواعد بجانب جهات اخرى مساعدة.
وللاهمية ساورد اهم ما جاء فى النقاط العشرة فى ميثاق التوحيد الذى اتفق عليه وهو المشروع الذى رفضه السيد محمد عثمان الميرغنى واجهضه لدرجة ان الهيئة اصدرت يومها وبسبب رفضه للميثاق قرارها بفصله من الحزب وتصدر خبر الفصل يومها الصفحة الاولى والعنوان الرئيسى لصحيفة السياسة.
اما اهم ما ورد فى مشروع النقاط العشرة فى ميثاق التوحيد الذى اقرته الهيئة والذى جاءت مقدمته كما يلى:
(ااستنفارا لكل ما تقدم فاننا نحن الموقعين ادناه نعلن موافقتنا والتزامنا بالميثاق المفصل فيما يلى:
(اولا:الموافقة على قبول مبدا التوحيد فى حزب واحد _الحزب الاتحادى الديمقراطى- الذى كان جامعا للاتحاديين قبل مايو)
(ثانيا الالتزام بالنهج الديمقراطى كاساس لكافة ممارسات الحزب وخاصة فى بناء اجهزته من القاعدة حتى القمة وضمان ديمقراطية اتخاذ القرار السياسى.)
(ثالثا قبول رعاية السيد محمدعثمان الميرغنى للحزب الموحد على النهج الروحى الذى كانت عليه الرعاية على عهد والده المرحوم السيد على الميرغنى)
(رابعا العمل على التوجه نحو عقد مؤتمر عام
للفصائل الاتحادية وقوى الوسط كلها وتنسيق كل الجهود لتحقيق هذه الغاية كبديل اوفق للمحاولات الجارية الان لعقد مؤتمرات خاصة لبعض الفصائل الحالية مع فتح باب العضوية للحزب الواحد)
ملحوظة هذه النقطة تنص على عدم قيام اى فصيل من الفصائل الاتحادية بعقد مؤتمر جزئى حتى يتوحد الحزب فى مؤتمر جامع لكل الفصائل الا ان هذا ما رفضه الميرغنى
(خامسا القبول بان الهيئة البرلمانية الحالية للحزب الاتحادى الديمقراطى هى اكثر شريحة اتحادية تتمتع بالشرعية الديمقراطية وعليه يلزم ان يكون لها مركز الثقل فى الجهاز الذى يتولى التنظيم والدعوة للمؤتمر العام) وقد قصدبهذا الا يستاثر اى فصيل بالاعداد للمؤتمر العام
(سادسا تمثل الفصائل الاتحادية الحالية فى الجهاز الذى يتولى التنظيم والدعوة للمؤتمر العام)
(سابعا الالتزام بوقف الحملات والتحرشات الاعلامية بين هذه الفصائل وخاصة على صفحات الصحف التى تصدر من قبل بعضها والتركيز على اشاعة روح الوحدة فى الشارع الاتحادى وبين قوى الوسط والخروج من السلبية الى رحاب العمل الايجابى)
(ثامنا العمل على وضع مشروع دستور شامل للحزب بالاضافة الى برامج وتوجهات العمل والمرتكزات الفكرية له والدراسات المتخصصة لمشاكل الوطن السياسية والاقتصادية تمهيدا لعرضها واجازتها بواسطة المؤتمر العام)
(تاسعا الموافقة على استمرارية التمثيل الحالى للحزب فى الاجهزة الدستورية القائمة الان حتى انعقادالمؤتمر العام صاحب السلطة العليا فى تحديد طريق المستقبل)
(عاشرا ان يعلن الموافقة على هذا الميثاق فى مهرجان سياسى عام تعقبه الخطوات العملية لوضعه موضع التنفيذ)
هكذا كانت نقاط الميثاق العشرة والتى اجمعت عليها كل الفصائل والشخصيات الاتحادية التى كانت قد ابتعدت عن العمل السياسى والاغلبية العظمى لنواب الحزب والذين بلغ عدهم 37 نائبا ولم يرفض الميثاق الا فصيل السيد محمد عثمان الميرغنى مع ان مشروع الميثاق اعطى اعتبارا كاملا لطائفة الختمية وزعيمها وكفل له حق الرعاية الروحية ولم يطرح اى دعوة اقصائية له غير ان الميثاق ونقاطه العشرة تحول دون هيمنته السياسيةعلى الحزب الا انه وفصيله كان الوحيد الذى رفض المشروع بدعم من الشريف زين العابدين الهندى الذى اجبرفى نهاية الامر لينشق عنه ويكون حزبا اتحاديا منفصلا تحت مسمى الامانة العامة فى وقت لاحق.
وكانت ردة فعل الميرغنى على هذا المشروع الذى اعلن على شرف االاحتفال بالاستقلال فى اول يناير عام 87 ان القى خطابا مناهضا للمشروع فى السادس عشر من ينايرفى الحفل الذى نظمه انصاره ومريديه بالكلاكلات بمناسبة الاستقلال وكان الاتحاديون يتطلعون له لاعلان ترحيبه بميثاق التوحيد والذى وضع اعتبارا كافيا لطائفة الختمية الا ان خطابه جاء رافضا للمشروع عندما اعلن عن عقد مؤتمر لفصيله وان كانت دعوة من اجل المزايدة لانه لم ينعقد حتى اليوم رغم انه اعلن نفسه رئيسا للحزب بوضع اليد كما جاء فى خطابه فى احتفال الكلاكلات بالرغم من انه لم تنتخبه اى جهة حتى اليوم رئيسا و جاء خطابه رافضا لكل اطروحات مشروع التوحيد والديمقراطية فى الحزب بل حمل دعوات ورؤى سياسية مضادة اتسمت بفردية القرار وعلى راسها تمسكه بالدستور الاسلامى ولعلنى بهذه المناسبة اشير لمقالة كتبها القيادى بالجبهة الاسلامية الاستاذ موسى يعقوب تعقيبا على مايدور فى الاوساط الاتحادية وذلك فى صحيفة الراية لسان حال الجبهة الاسلامية بتاريخ 24يناير 87 اى بعد ايام معدود من خطاب السيد محمد عثمان الميرغنى فى احتفال الكلاكلات تحت صفحته التى يسميها (المشهد السياسى) والتى تناول فيها المشهد السياسى فى الحزب الاتحادى الديمقراطى والتى كتبها تحت عنوان(الاتحاديون وحديث المصالحة الوطنية) وكان من ابرز الخطوط التى ذين بها مقالته كما يلى
1(فى الكلاكلة كان الميرغنى يرد على بيان هيئة الدعم)
2(المراغنة حققوا اوضاعا مكتسبة يصعب معها ارجاعهم الى برج الرعاية مرة اخرى)
هذه العناوين للاستاذ موسى يعقوب تعطى وحدها مؤشرات هامة لموقف الميرغنى الرافض لميثاق التوحيد والديمقراطية.
وكان تعاطف الاستاذ فى مقالته مع السيد محمد عثمان الميرغنى انه يتوافق معه فى رؤية حزبه حول الدستور الاسلامى وكيف ان حديثه جاء رفضا لطرح هيئة الدعم والمفارقة هنا ان الميرغنى نفسه كما اوضحت تراجع عن هذه الرؤية لما وقع اتفاقا مع الدكتور قرنق يؤكد فيها رفضه للدستور الاسلامى متناقضا مع نفسه لان المصلحة كانت هى المحرك لقراراته الفردية باسم الحزب.
وهذا هو موضزع الحلقة القادمة لنرى كيف كانت ردة فعله على اعلان الهيئة ومشروع التوحيد كما جاء فى خطابه فى احتفال الكلاكلات مما اجبر الهيئة لان تصدر قرار بفصله من الحزب فى خبر تصدر الصفحة الاولى من جريدة السياسة والى الحلقة القادمة لنقف مع خطاب السيد فى الكلاكلات.والمزيد من الوقفات مع السيد محمد عثمان الميرغنى الذى الت اليه ملكية الحزب.
siram97503211 [[email protected]]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.