أثارت الانتقادات العنيفة التي وجهها فاروق أبو عيسى رئيس تحالف المعارضة إلى بعض الأحزاب والقوى السياسية التي نُشرت في بعض الصحف يوم الثلاثاء الماضي ردود فعل متباينة، وغضبة عارمة في أوساط تلكم الأحزاب والقوى السياسية، حيث إنه وصف حزب البعث بأنه جماعة الريح السنهوري، في إشارة فيها قدر من الاستخفاف بذلكم الحزب الذي في رأيه جماعة يقودها الريح السنهوري، لا تأثير لها على الشارع، وفاقدة الجماهيرية. وذهب في اتهامه للبعثيين، مذهباً بعيداً، إذ وصفهم بالسطحيين، ويبرر ذلك بأنهم يعيقون تفاهمات كبرى يجريها تحالف المعارضة مع الجبهة الثورية، بحُجة أن الجبهة الثورية تجد دعماً وتأييداً من قبل القوى الصهيونية والأميركية. ولكنه لم يكتفِ بالهجوم على حزب البعث والبعثيين، بل امتد هجومه إلى حزب الأمة القومي، والمعلوم أن بينه وبين حزب الأمة ما صنع الحدد من خلف، وتباعد في الموجهات والأهداف، فلا غروَ إن هاجم فاروق أبو عيسى حزب الأمة هجوماً قاسياً، متهماً الحزب بالتواطؤ مع المؤتمر الوطني (الحزب الحاكم). وقال في اجتماع خُصص لبحث ترتيبات الاحتفال بتوقيع مشترك بين التحالف والجبهة الثورية على وثيقتي "الإعلان السياسي للجبهة والدستور الانتقالي للتحالف"، واستبعدت منه أحزاب البعث والأمة القومي والمؤتمر الشعبي، إن انضمام الجبهة الثورية سيشكل قيمة للتحالف أكبر من استمرار عضوية حزب الأمة وجماعة الريح السنهوري (البعث). وأضاف أن وجود الجبهة الثورية داخل الهيئة العامة لقوى الإجماع الوطني سيصنع التوازن المفقود بسبب مواقف الشعبي المتذبذبة ومواقف حزب الأمة المتواطئة. وأحسب أن فاروق أبو عيسى لم يترك صليحاً لتحالف المعارضة، بعد هجومه الكاسح على ثلاثة من الأحزاب والقوى السياسية التي تشكل وجوداً قوياً في خارطة المعارضة، وأن بعضها يرفد المعارضة بالطلاب والشباب للمظاهرات والاحتجاجات، والبعض الآخر يمدها بالرجال ساعة الحاجة إليهم لإحداث عدم استقرار. أخلص إلى أن عدداً من الصحف اليومية نشرت انتقادات فاروق أبو عيسى يوم الثلاثاء الماضي وأولتها اهتماماً ملحوظاً، أصدرته في صفحاتها الأولى. وتعجب الكثيرون من الذين يتابعون الشأن السياسي السوداني. ولما كُثر الحديث حول هذه الانتقادات الفاروقية على أحزاب وقوى سياسية تشكل دعامة كبرى لتحالف المعارضة، جماهيرياً وتخطيطاً وتنفيذياً. وتوقعت أن يصدر فاروق أبو عيسى بياناً صحافياً ينفي فيه هذه الانتقادات أو يوضح حقيقة الأمر للصحافة، فكم نجد في صحف الأربعاء والخميس ما يفيد هذا النفي أو يشرح أسباب وأبعاد هذه الانتقادات، ولكن تحالف المعارضة قد نفى أمس عبر الوسائط الإلكترونية أن يكون رئيس تحالف المعارضة قد هاجم حزبي "الأمة" و"الشعبي"، على نحو ما تناقلته بعض صحف الخرطوم السيارة. وقد نشرت صحيفة "تحالف المعارضة" أمس أن ما نُسب إلى فاروق أبو عيسى بشأن مهاجمته لحزبي "الأمة" و"الشعبي"، عارٍ من الصحة. وفي تعميم صحافي نشرته الصحيفة، أوضحت أنه يقع ضمن الأخبار الملفقة المدسوسة والمفبركة، لإحداث انشقاق وسط قوى تحالف المعارضة. وأشار البيان إلى أن جهة محددة وراء هذه الأخبار الملفقة لإحداث الفتنة والوقيعة بين قوى تحالف المعارضة. ولكن لم يحدد هذا البيان الجهة التي تفبرك هذه الأخبار. ومن الضروري أن يعي فاروق أبو عيسى خطورة مثل هذه التصريحات على تماسك قوى تحالف المعارضة، وعليه أن ينبري نافياً لمثل هذه الوقائع في الصحف التي نشرت ذلك، وليس في المواقع الإلكترونية التي عوامل كثيرة تضعف مصداقيتها، وأنه من صميم المهنية أن يُتاح له أمر النفي أو الإثبات في ما ينشر عنه أو ينسب إليه من قول أو عمل لخطورة ذلك على تماسك قوى المعارضة ووحدتها.