تم تدشين كتاب "قروي في بلاط الدبلوماسية" لمؤلفه السفير عمر يوسف بريدو أمس (الأربعاء) في قاعة الشارقة التي أمها عدد من الدبلوماسيين في أجيالهم المختلفة والبروفسور مامون محمد علي حميدة وزير الصحة في ولاية الخرطوم، حيث تبودلت الكلمات حول الكتاب ومؤلفه. إذ أجمع المتحدثون على سلاسلة أسلوب الكتاب وبساطة لغته وجميل مفرداته، إذ تضمن معاني ومفاهيم في العمل الدبلوماسي بين دفتيه. استوقفني في كلمات المتحدثين، إذ إنها تحدثت بإسهاب عن المؤلف، معددةً لخصاله وطيب معشره، دون التركيز على ما جاء في الكتاب من مواقف ومضامين. وأحسب أن الكتاب ومؤلفه كانا في حاجة ماسة إلى رؤية نقدية لبعض ما تضمنه، خاصةً أنه اتسم بسمات صاحبه، من حيث الحياة ونكران الذات، وتغييب جليل الأعمال. كنت أظن - وليس كل الظن إثماً - أن الكتاب يقف بقدر من التفصيل والإسهاب في حديث عن تجربة مهمة في حياة المؤلف، كانت تلكم التجربة في بواكير أيام الإنقاذ في مطلع يوليو 1989، إذ التمس بعض قياديي الإنقاذ ضالتهم أثناء مراجعتهم للأسماء المرشحة في التشكيل الوزاري، وأجمعوا على اختيار السفير عمر يوسف بريدو سفير السودان لدى المملكة العربية السعودية ليكون أول وزير خارجية في حكومة الإنقاذ الأولى، ولكنه بأدبه الجم وطبعه الخجول اعتذر عن المنصب، ولكن نفسه التواقة للإيثار والتضحيات أبت إلا أن يشير إليهم باختيار الأخ الراحل السفير علي سحنون ليكون بديلاً عنه وزيراً للخارجية في سني الإنقاذ الأولى بعد كثير تفاوض في محاولة لإقناعه، ولما استحال ذلك عليهم، ركنوا إلى اختياره، فاختاروا الراحل علي سحنون وزيراً لخارجية الإنقاذ الأولى. أخلص إلى أنه من الضروري أن يكون هنالك فهم عام لتدشين الكتب من أنها جلسة مراجعة ومدارسة حول ما جاء في الكتاب بالتفصيل والتدقيق والإضافة، ليتسنى للمؤلف إمكانية الاستفادة مستقبلاً من محاور تلكم المناقشات والمدارسات والأفكار، عندما نفكر في إصدار طبعات لاحقة لمؤلفه. وأحسب أن الأخ بريدو بأدبه الجم وذوقه الرفيع اختتم حفل التدشين هذا بالشكر والتقدير لكل من أسهم في كتابه هذا ومن ثم لمن ساهم بالقول عن كتابه هذا، مشيراً إلى استفادته مما قيل، ولكني أذهب إلى أن حديث بريدو اشتمل على رؤى نقدية تتطرق لشيء من الإشارة والتفصيل لبعض ما جاء فيه، ليكون زاده في مستقبل الأيام، إذا فكر في طبعات منقحة جديدة. وأحسب أنه من الضروري أن يجد هذا الكتاب اهتماماً خاصاً من الذين تستهويهم مثل هذه الكتب مثل المذكرات والسير الذاتية، أن يولوا هذا الكتاب عنايتهم، وذلك من خلال عرض نقدهم وإضافاتهم عنه في الصحف السيارة. و"التغيير" ستُعنى بهذا الكتاب وغيره من خلال صفحتها الراتبة الأسبوعية المختصة بعرض الكتب والإشارة إلى جديد المطابع، باعتبار أن الكتاب أداة من الأدوات المهمة للتغيير الذي تنشده صحيفة "التغيير".