شهدت الخرطوم أمس افتتاح أعمال اجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي في دورته الاستثائية، حيث قرر الاجتماع تحديد نسبة 20% لمؤسسات التمويل العربية من رؤوس أموالها التي تم اعتمادها وزيادتها في قمة الرياض للاستثمار الزراعي، وتحقيق الأمن الغذائي في السودان. ومن الضروري أن نشير إلى أن هذا الاجتماع يجيء في إطار تنفيذ مبادرة الرئيس عمر البشير للاستثمار الزراعي والأمن الغذائي العربي الذي صدر بقرار من قمة الرياض العام الماضي. وكانت هناك مؤشرات قوية منذ أمد بعيد من أن السودان سيكون الموئل المهم للأمن الغذائي لأراضيه الزراعية الواسعة ومياهه الجوفية وأنهاره المتعددة ومزارعيه الكُثُر، فلذلك من المأمول أن يُوفر لهذا الغرض تمويل يحقق هذا الهدف المنشود. وكان لافتاً في خطاب الرئيس عمر البشير مساء أمس (الأحد) في قاعة الصداقة بالخرطوم، لدى افتتاحه لأعمال المجلس الاقتصادي والاجتماعي الدورة الاستثنائية على المستوى الوزاري، الإشارة إلى أن الاقتصاديات العربية، مطالبة اليوم بالدخول في إستراتيجية إنتاج ذاتي اكتفائي في ميدان الغذاء، مضيفاً أنه يُحمد لقمة الرياض قبولها لمبادرة السودان للأمن الغذائي العربي، والسودان يوفر البيئة للاستثمار بالسعي المستمر لإزالة المعوقات التي نقر بوجودها، وتعوق الاستثمار في بلادنا. وأحسب أنه من الضروري أن تعي الجهات المختصة بالاستثمار في السودان هذا الإقرار الرئاسي بوجود المعوقات في طريق الاستثمارات الوطنية والأجنبية، وتسارع إلى معالجتها وإزالة الكثير من هذه المعوقات من أجل تهيئة بيئة ملائمة تسهم بقدر ملحوظ في تدفق الاستثمارات الوطنية والأجنبية، لا سيما تلك التي تسهم في دعم مبادرة الأخ الرئيس عمر البشير للأمن الغذائي، لتكون التدفقات الاستثمارية في السودان، تُعنى بالاستثمار الزراعي والحيواني، باعتبار أن السودان مؤهل لمثل هذه الاستثمارات المُفضية إلى توفير مدخلات الأمن الغذائي للعالم العربي، إذا ما توفرت له فرص التمويل العربي، خاصة الخليجي، والتأكيد على أن الأمن الغذائي يمثل الأولولية القصوى للدول العربية من أجل تغطية الفجوة الغذائية العربية التي تتجاوز 50 مليار دولار التي تتزايد تداعياتها مع تزايد السكان. أخلص إلى أن الكثير من الإستراتيجيين العرب يرون أن السودان يمكن أن يسهم في عملية توفير الأمن الغذائي للعالم العربي، لو لا أن بعض المضاغطات السياسية، جعلت بعض قادة دول كان من المفترض أن تغطي جوانب التمويل المهمة. والمأمول أن مبادرة الأخ الرئيس عمر البشير ستعمل على إعادة النظر من خلال تفكير إستراتيجي لإنفاذ أهداف هذه المبادرة وأن يبقى السودان منطقة وفرة غذائية ومصدر لإنتاج غذائي غزير، إذا ما أقبل المستثمرون بأموالهم في الاستثمار الزراعي والحيواني بالسودان. ولنستذكر في هذا الصدد، قول الله تعالى: "... وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ".