في الخمسينات اتي العم عبد السلام الخليفة الي منزلنا كعادته لزيارة صديقه والدي ابراهيم بدري . ووالدي كان علي رأس الحزب الجمهوري الاشتراكي الذي كان يعارض بشراسة محاولة السيد عبد الرحمان لان يكون السودان مملكة وهو الملك . الاعمام عبد السلام والشنقيطي وشوقي كانوا من اقطاب حزب الامة . وقديما كان البشر يختلفون سياسيا ويتبادلون الحب الصادق . ولقد حمل اشقائي اسماء مثل عبد السلام ومحمد صالح الشنقيطي . واسمي انا محمد علي شوقي . وعبد السلام الخليفة هو زوج ابنة السيد عبد الرحمان قوت القلوب متعها الله بالعافية . وبعد فوز الحزب الوطني الاتحادي بالاغلبية في البرلمان بسب الاموال المصرية ، احس الانصار بالغبن . فالحزب الوطني كون علي عجل من عدة احزاب كانت تخاف من سيطرة السيد عبد الرحمان وفكرة الملكية في منزل الرئيس المصري محمد نجيب في القاهرة في اكتوبر 1952 . الانتخابات للحومة الانتقالية كانت في 1953. وفي لحظة صفاء في المساء في منزلنا في حي الملازمين ، ذكر العم عبد السلام لابراهيم بدري بأنهم قد اتو بجيوش الانصار وانهم منتشرون في كل امدرمان . فلم يتمالك ابراهيم بدري حفيد محمد ود بدري من حلة دمبك في جزيرة كشوي في الرباطاب الا ان يقول له ,, طيب ياعبد السلام يا اخوي جيوشكم دي عرفنا بتاكل وبتشرب ، بس ما وريتونا ديل بيخ ..... وين ؟؟ هذه الجيوش التي اتت في 1954 هي التي تسببت في مذبحة اول مارس في القصر الجمهوري ، عندما اخطا الاتحادي ودعي الرئيس محمد نجيب الي السودان . وقتل الانصار وهاجموا الجميع بالفئوس والسلاح الابيض . وقتل رجال البوليس الذين لم يكونوا مسلحين . وسلحوا بالمسدسات بعد الحادثة . وقتل ظابط بوليس بريطاني . وقتل ميرغني عثمان صالح ابن القطب الانصاري عثمان صالح . والفت الفنانة عشة ام رشيرش اغنية يا سمك جاتك هدية واول مارس الضربة كانت قوية . فا لبعض هرب الي النيل ومات غرقا . الآن عندما اسمع المجرم احمد هارون يتحدث عن حل مشكلة الجنجويد بأخذهم بعيدا عن الابيض ، اردد نفس سؤال ابراهيم بدري . وازيد عليه الي اين سيذهبون ، ومن سيروعون هذه المرة ؟؟ ومتي نتخلص من هذا الكابوس . وهؤلاء القتلة المتمرسون لن يضعوا السلاح بسلام ويعودوا الي الحلب والصر والتقنت والترس . سيتحولون الي عصابات مسلحة تروع الجميع . لانهم لن يعودوا الي مالي وتشاد. وسيمارسون الصيد الجائر . وسيدوسون علي المزارع ويلوثون البيئة . في بداية الانقاذ قال المجرم ابراهيم السنوسي شبيه الترابي بأنه قد حل مشكلة النهب المسلح في ولاية كردفان . فقد قام بفتح السجون ودرب وسلح كل المجرمين وبعثهم الي الجهاد في الجنوب . وصفق وهلل المستمعون في التلفزيون الوطني وفي الاعلام المكتوب وهذه جريمة حرب . ع . س . شوقي [email protected] ////////
