أخي المتوغل في دمي .. والمنتشر في خلايا وأوردة الوطن .. وفي أحلام الغلابة.. وأحداق الآطفال .وأمنيات المستقبل من الصعب جدا الكتابة عنك ...! من الصعب اختزال مسيرة رجل قبيلة ..! رجل فوق طاقة الأبجدية المتعارف عليها ... رجل لا يليق به الحزن المستهلك العادي .. ولا يشبه الكتابة العادية..والبكاء العادي ... والعزاء العادي ...! لاشيء يستطيع النهوض بعبء فجيعة رحيلك المريرة القاسية .. سوى الصمت .الذي يصرخ .. باللغة المستحيلة التي تخاطب الاحساس مباشرة من غير كلمات ...! وفي ذات الفجيعة .. / لن نكف عن محاولات الكتابة ....مع علمنا انها لا تستطيع اقتلاع كل المرارة .! ولن تفلح في تجسيد كامل حزننا ..! وستظل دائما ناقصة .. وعاجزة ولن تسبر غور فجيعتنا فيك ..وفجيعة الوطن ..! أخي الشريف محجوب أسفي عليّ ..... وأسفي عليك ..... وأسفي على الوطن الذي لم تئن يوما من حمل همومه...ولم تمل من تضميد جراحه .. وترتيق أثواب آماله .ومواساته ..وضخ العافية في عروقه من خلال أشعارك التي أصبحت مداس للتربية الوطنية .. وأصبحت تسير جنبا الى جنب مع المواطنين في الشوارع تعلمهم الصمود .. وعدم الانحناء .. وأن الرياح تسقط الأشجار الضعيفة .. وتهدم البيوت الهشة ..!! لن تموت كلماتك أبدا ...... ستظل محفورة في جبين الوطن ... ومتقدة على الدوام ... ميراث .. وارث .. وتاريخ متجدد لعزة النفس .. والصمود .. والكفاح الذي لا يعرف الوهن ..! أخي الشريف محجوب . عشت شاعرا انسانا عفيف اليد .. والقلب .. واللسان ورحلت بكبرياء مذهل ..!!!!!!رحلت قويا ..وواقفا .. ومضيئا .. وشامخا ...!!!!!!! أخي المحجوب ..... العبرة ملء الحلق.... والحزن يستشري في الجسد كالنار .... مهنتي الكتابة وأفشل دائما في رثاء الأعزاء ...!! وأنا في قمة العجز ... لا أملك الا أن أقول انا لله وانا اليه راجعون وستظل خالدا فينا وفي الوطن وفي كل الذين أحبوك بصدق . وربنا يلهمناواسرتك وكل عشيرتك من المبدعين الصبر الفاتح ميكا [email protected]