عندما إطلعت علي تصريحات المسئولين الأمريكيين عقب إعلان المصالحة الفلسطينية تذكرت قول الله تعالي في سورة يوسف بسم الله الرحمن الرحيم : الآن حصحص الحق أنا راودته عن نفسه صدق الله العظيم ...وقد جاء هذا القول بعد مؤامرة يمكن أن نصفها (( بلغة اليوم )) بالدنيئة تعرض لها يوسف عليه السلام ودخل بموجبها السجن الذي مكث فيه زمنا طويلا والقصة معروفة ولكن الولاياتالمتحدةالأمريكية بهذه التصريحات أكدت أنها في لحظة غضب علي ما حدث من إعلان وحدة بين الفلسطينيين قد قالت في العلن ما كانت تفعله في السر وأنها كانت تقف وراء الإنقسام الفلسطيني ((بين حركتي حماس وفتح )) بقوة ومشكلة ذلك الإنقسام أنه لم يعد مجرد خلاف سياسي ولكنه أشبه بالفتنة التي صاحبها قتل الطرفين لبعضهم البعض وعزل الحكومة الفلسطينية المنتخبة والتي فازت بها حركة حماس في إنتخابات نزيهة وشفافة بإعتراف الولاياتالمتحدةالأمريكية نفسها . وظلت الولاياتالمتحدةالأمريكية تمنع كل جهود التقارب بين الفرقاء في فلسطين وهو موقف غير أخلاقي ولم تكن الولاياتالمتحدةالأمريكية تكشف عن هذه السياسة التي كانت تمارسها في حق الفلسطينيين لولا أنها رأت وفد حماس وفتح في منزل إسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني المغال بحضور نائب الأمين العام لحركة حماس موسي أبو مرزوق الذي عبر لقطاع غزة لهذا الغرض ومن هناك و من مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين حيث منزل هنية تم إعلان الإتفاق علي ما يحقق وحدة الفلسطينيين عبر عدة خطوات من بينها الإنتخابات العامة ....... ويمكن أن تكون صدمة الجانب الأمريكي هذه المرة أكبر لجهة ما تم الإعلان عنه من إتفاق بين الفلسطينيين أقرب إلي الأمر الواقع وهو يختلف عن ما كان يقوم به نظام الريئس محمد حسني مبارك في مصر تحت رعاية مدير المخابرات المصرية الأسبق عمر سليمان الذي كان يجمع الفرقاء الفلسطينيين في القاهرة من وقت إلي آخر (( حتي لا يجتمعوا في الأرض المحتلة )) ويتفقوا بعيدا عن أعين مخابرات مبارك التي إعتادت أن تجعل من اللقاءات بين فتح وحماس في العاصمة المصرية لقاءات صورية وأحيانا يتم الإعلان عن وحدة لاوجود لها علي أرض الواقع ولاينجم عنها غير مزيد من الخلاف والإختلاف والتباعد في المواقف بين الجانبين ... وقد إستثمرت إسرائيل كثيرا من وراء هذا الخلاف الفلسطيني الفلسطيني فكانت تنفرد بقطاع غزة وتشن عليه الحروب المتواصلة وتشددعليه الحصار وتعزله عن العالم وفي الضفة الغربية تمارس التقتيل والملاحقة الأمنية في حق الفلسطينيين وتعمل بلا توقف لتهويد القدس والمسجد الأقصي أما محادثات السلام التي ترعاها اللولايات المتحدةالأمريكية فإن إسرائيل تطلق عليها رصاصة الرحمة كل يوم من خلال بناء المستوطنات وعدم إطلاق الأسري الفلسطينيين من من تراوحت مدة إعتقالهم في السجون الإإسرائيلية لأكثر من ثلاثين عاما وهو ما عبر عن الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الإجتماع الأخير للجنة المركزية لحركة فتح برئاسته . وطالما أن الأمر كذلك فإن الولاياتالمتحدةالأمريكية لا ترعي غير الإنشقاق الفلسطيني بين حماس وفتح وتريد للأمور أن تمضي هكذا بحجة أن حماس هي حركة إرهابية ولا ينبغي لفتح إن كانت ترغب في سلام مع إسرائيل أن تجتمع معها في حكومة واحدة أو صيغة وطنية واحدة وحماس لاتعترف بإسرائيل وفي ذات الوقت ترفض فتح والرئيس أبو مازن الإعتراف بكون إسرائيل دولة يهودية وكون إسرائيل هي دولة يهودية فإن ذلك شرط إسرائيلي للسلام مع الفلسطينيين وتمكينهم من إقامة دولتهم الفلسطينية كما هو أيضا شرطا أمريكيا تطالب الولاياتالمتحدة الجانب الفلسطيني ممثلا في حركة فتح بالإعتراف بأن إسرائيل دولة يهودية . وبغض النظر عن الرأي الأمريكي حول حركة المقاومة الإسلامية ((في فلسطين )) المعروفة إختصارا بحماس إلا أن حماس هي حركة فلسطينية لها وزن كبير في الساحة الفلسطينية لايقل عن وزن حركة فتح التي تحولت إلي ما يعرف بدولة فلسطين ولكل هذه الإعتبارات المتعلقة بمصلحة الشعب الفلسطيني لابد من الوحدة الفلسطينية التي تأخرت كثيرا بسبب الإرادة المريكية الإسرائيلية الرافضة لإقامة هذه الوحدة علي أرض الواقع وقد إنفضح أمر هذه الإرادة الجهنمية للولايات المتحدة والتي بدأت في الإفصاح عن نفسها والسفور عن وجهها في كثير من المواقع مثل مصر والسودان واليمن والبقية تأتي وليس أمام الفلسطينيين غير الوحدة والتغلب علي خلافاتهم وإن كانت كبيرة وخطيرة من أجل شعبهم وتحرير فلسطين الذي يعتبر حلم كل مواطن عربي ومسلم علي وجه الأرض . /////////