دولة إفريقية تصدر "أحدث عملة في العالم"    والي الخرطوم يدشن استئناف البنك الزراعي    الناطق الرسمي بإسم القوات المسلحة السودانية: نحن في الشدة بأس يتجلى!    السودان: بريطانيا شريكةٌ في المسؤولية عن الفظائع التي ترتكبها المليشيا الإرهابية وراعيتها    أول حكم على ترامب في قضية "الممثلة الإباحية"    البطولة المختلطة للفئات السنية إعادة الحياة للملاعب الخضراء..الاتحاد أقدم على خطوة جريئة لإعادة النشاط للمواهب الواعدة    شاهد بالفيديو.. "معتوه" سوداني يتسبب في انقلاب ركشة (توك توك) في الشارع العام بطريقة غريبة    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تقدم فواصل من الرقص المثير مع الفنان عثمان بشة خلال حفل بالقاهرة    شاهد بالفيديو.. وسط رقصات الحاضرين وسخرية وغضب المتابعين.. نجم السوشيال ميديا رشدي الجلابي يغني داخل "كافيه" بالقاهرة وفتيات سودانيات يشعلن السجائر أثناء الحفل    شاهد بالصورة.. الفنانة مروة الدولية تعود لخطف الأضواء على السوشيال ميديا بلقطة رومانسية جديدة مع عريسها الضابط الشاب    بعد اتهام أطباء بوفاته.. تقرير طبي يفجر مفاجأة عن مارادونا    موظفة في "أمازون" تعثر على قطة في أحد الطرود    "غريم حميدتي".. هل يؤثر انحياز زعيم المحاميد للجيش على مسار حرب السودان؟    الحراك الطلابي الأمريكي    تعويضاً لرجل سبّته امرأة.. 2000 درهم    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الثلاثاء    معمل (استاك) يبدأ عمله بولاية الخرطوم بمستشفيات ام درمان    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الثلاثاء    انتدابات الهلال لون رمادي    المريخ يواصل تدريباته وتجدد إصابة كردمان    أنشيلوتي: لا للانتقام.. وهذا رأيي في توخيل    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    بعد أزمة كلوب.. صلاح يصدم الأندية السعودية    الإمارات وأوكرانيا تنجزان مفاوضات اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة    القلق سيد الموقف..قطر تكشف موقفها تجاه السودان    السودان..مساعد البرهان في غرف العمليات    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    إيران تحظر بث مسلسل "الحشاشين" المصري    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    يس علي يس يكتب: روابط الهلال.. بيضو وإنتو ساكتين..!!    سرقة أمتعة عضو في «الكونجرس»    تدمير دبابة "ميركافا" الإسرائيلية بتدريب لجيش مصر.. رسالة أم تهديد؟    حسين خوجلي يكتب: البرهان والعودة إلى الخرطوم    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    قوة المرور السريع بقطاع دورديب بالتعاون مع أهالي المنطقة ترقع الحفرة بالطريق الرئيسي والتي تعتبر مهدداً للسلامة المرورية    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مرحباً بالشيخ إسماعيل هنية في الخرطوم
زميلة فلسطينية تمنت فوز السودان على منتخب بلادها
نشر في الصحافة يوم 26 - 12 - 2011

يزور الشيخ المجاهد إسماعيل هنية، رئيس الوزراء الفلسطيني المقال، السودان فى مستهل أول زيارة له خارج الأراضي المحتلة منذ عام 2007م وتقوده الزيارة كذلك الى عدد من الدول العربية، واسماعيل هنية واحد من القيادات الفلسطينية التى تلقى احتراماً كبيراً فى الأوساط العربية والإسلامية والدولية، لما يتمتع به من شخصية جمة التواضع، طيبة السجايا عظيمة الخلق، وعمل الشيخ هنية مديراً لمكتب الشيخ المجاهد الشهيد أحمد ياسين مؤسس حركة «حماس» وكاتماً لأسراره منذ عام 1994م، أي أثناء وجود الشيخ ياسين في السجن وبعد خروجه من السجن عام?1997م فطن الشيخ ياسين إلى حيوية هنية، الذي كان الخطيب الرئيسي في الحفل الذي أقامته حماس بمناسبة إطلاق سراح الشيخ ياسين في استاد اليرموك.
وعند اندلاع انتفاضة الأقصى في عام 2000، وقيام «كتائب عز الدين القسام»، الجناح العسكري لحركة المقاومة الاسلامية «حماس» بشن سلسلة من العمليات الاستشهادية التي ألحقت خسائر فادحة في قلب الكيان الصهيوني، ركزت الحكومة الصهيونية على استهداف قيادات الحركة، حيث قررت حكومة «شارون» في عام 2003م تصفية جميع قيادات المقاومة في فلسطين، خاصة حركة «حماس» وقائدها الشيخ المقعد «الشهيد أحمد ياسين،» ومثله مثل بقية قيادات حركة حماس أصبح هنية ملاحقاً من جيش الاحتلال الصهيوني.
وبالفعل تعرض «هنية لمحاولة اغتيال بينما كان برفقة الشيخ الشهيد ياسين» في 6 سبتمبر عام 2003م عندما ألقت طائرة حربية صهيونية من طراز F16 قنبلة تزن نصف طن على منزل في غزة، كان يملكه النائب عن حركة حماس الدكتور «مروان أبو رأس» حيث كان هنية والشيخ ياسين متوجهين إليه، لتهنئته بمناسبة اجتماعية، وقبل دخولهما ألقت الطائرة القنبلة فانهار المبنى أمامهما، وأصيبا ببعض الشظايا، لينجيهما الله عز وجل، إلا أن قوات الاحتلال الصهيوني تمكنت من النيل من الشيخ الشهيد «أحمد ياسين» مؤسس حركة «حماس»، حيث استشهد نتيجة هجمة غادرة شن?ها الطائرات الصهيونية أثناء خروجه من المسجد في 22 مارس 2004م، ولحق به بعد شهر خليفته الدكتور الشهيد «عبد العزيز الرنتيسي» وكان استشهد قبلهما الدكتور «ابراهيم المقادمة» و«إسماعيل أبو شنب».
ونقرأ فى سيرة هنية الذاتية حسب «اليويكبيديا» أن إسماعيل هنية ولد في مخيم الشاطئ للاجئين في غزة التي لجأ إليها والداه من مدينة عسقلان عام 1963م عقب النكبة. وتعلم في الجامعة الإسلامية في غزة، ونشط في إطار لجنة الطلاب، وقد ترأس اللجنة لمدة عامين. وفي عام 1987م تخرج في الجامعة الإسلامية بعد حصوله على إجازة في الأدب العربي. وسجنته السلطات الإسرائيلية عام 1989م لمدة ثلاث سنوات نُفي بعدها إلى لبنان عام 1992م بعد قضاء عام في المنفى وعاد إلى غزة إثر اتفاق أوسلو وتم تعيينه عميدا في الجامعة الإسلامية بمدينة غزة.
وفي عام 1997م تم تعيينه رئيساً لمكتب الشيخ أحمد ياسين، الزعيم الروحي لحركة حماس، بعد إطلاق سراحه عام 2003م. وبعد عملية استشهادية حاولت غارة إسرائيلية استهداف قيادة حماس وجرح إثر ذلك هنية في يده. وتعزز موقعه في حركة حماس خلال انتفاضة الأقصى بسبب علاقته بالشيخ أحمد ياسين وبسبب الاغتيالات الإسرائيلية لقيادة الحركة.
وفي 16 فبراير 2006م رشحته حماس لتولي منصب رئيس وزراء فلسطين، وتم تعيينه في العشرين من ذلك الشهر. وفي 30 حزيران 2006م هددت الحكومة الإسرائيلية باغتياله ما لم يفرج عن الجندي الصهيوني الأسير جلعاد شاليط.
وفي20 أكتوبر 2006م عشية إنهاء القتال بين فصائل فتح وحماس، تعرض موكبه لإطلاق نار في غزة وتم إحراق إحدى السيارات، ولم يصب هنية بأذى وقالت مصادر في حماس إن ذلك لم يكن محاولة لاغتياله. وقالت مصادر بالسلطة الوطنية الفلسطينية إن المهاجمين كانوا أقرباء ناشط من حركة فتح قتل خلال الصدام مع حماس.
وفي 14 ديسمبر 2006م منع من الدخول إلى غزة من خلال معبر رفح بعد عودته من جولة دولية، فقد أغلق المراقبون الأوروبيون المعبر بأمر من وزير الأمن الإسرائيلي.
وتعرض في 15 ديسمبر 2006م لمحاولة اغتيال فاشلة بعد إطلاق النار على موكبه لدى عبوره معبر رفح بين مصر وقطاع غزة، الأمر الذي أدى إلى مقتل أحد مرافقيه وهو عبد الرحمن نصار البالغ من العمر 20 عاماً وإصابة خمسة من مرافقيه من بينهم نجله عبد السلام ومستشاره السياسي أحمد يوسف، واتهمت حماس قوات الحرس الرئاسي قوات أمن ال «17» بقيادة محمد دحلان التي تسيطر على أمن المعبر.
وفي عام 2007م تمت إقالة هنية من منصبه رئيساً للوزراء من قبل رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس، وذلك بعد سيطرة كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس على مراكز الأجهزة الأمنية في قطاع غزة، ورفض هنية القرار لأنه اعتبره «غير دستوري» ووصفه بالمتسرع مؤكداً «أن حكومته ستواصل مهامها ولن تتخلى عن مسؤولياتها الوطنية تجاه الشعب الفلسطيني».
في 25يوليو2009م وفي أثناء حفل تخرج الفوج الثامن والعشرين في الجامعة الإسلامية بغزة منحت إدارة الجامعة دولة الرئيس إسماعيل هنية شهادة الدكتوراة الفخرية ووسام الشرف من الدرجة الأولى تقديراً لجهوده في خدمة القضية الفلسطينية.
ويحظى الشيخ هنية بشعبية كبيرة في أوساط حماس والشعب الفلسطيني، حيث يشتهر بهدوئه ومواقفه المحسوبة جيداً وتأكيده الدائم على الوحدة الفلسطينية، كما يحظى بعلاقات قوية مع قيادات الفصائل الفلسطينية المختلفة. وشارك هنية في جميع جلسات الحوار بين حركة حماس والسلطة الفلسطينية والفصائل الفلسطينية.
إلا أنه وعقب توليه رئاسة الحكومة الفلسطينية واجهته عدة عقبات عاصفة، أهمها الحصار الذي فُرض على الشعب الفلسطيني الذي اعتبر بمثابة عقاب ظالم على اختيار الشعب لمن رآه أفضل من يمثله ويسعى للحفاظ على كيانه في مواجهة الاحتلال الصهيونية.
وتميزت سياسة هنية في إدارة الأزمات في البلاد بالمرونة والذكاء، حيث دخل في حوار مع الرئيس محمود عباس لتشكيل حكومة وحدة وطنية، معرباً عن استعداده للتنازل عن رئاسة حكومة الوحدة الوطنية من أجل الاسراع برفع الحصار المفروض على الفلسطينيين، كما قام هنية بجولة موسعة من أجل كسر الحصار عن شعبه، حيث التقى بعدد من زعماء الدول العربية والإسلامية، ونجح كذلك، خلال الجولة في جمع بعض المساعدات المالية للشعب الفلسطيني، لكن قوات الاحتلال الصهيونية رفضت حينها دخوله إلى فلسطين، بما يحمل من مساعدات لشعبه وقامت بإغلاق معبر رفح ف? وجه أرفع شخصية في فلسطين وسط صمت عربي مريب، حتى نجح في إيداع الأموال باسم الشعب الفلسطيني في أحد البنوك المصرية.
والشيخ هنية حينما يبدأ جولة الخارجية الحالية من السودان، فهو بذلك يقدر للسودان حكومة وشعباً موقفهما المبدئي من قضية العرب والمسلمين المركزية «قضية فلسطين» ويستحضر فى ذهنه تلك اللاءات الثلاث التى صدرت عن القمة العربية الرابعة فى الخرطوم «لا صلح ولا اعتراف ولا تفاوض مع العدو الإسرائيلي» قبل أن يعود الحق لأصحابه، وقد عرفت تلك القمة بمؤتمر الخرطوم أو مؤتمر «اللاءات الثلاث»، حيث جاء اجتماع الرؤساء والقادة العرب فى الخرطوم فى29 أغسطس 1967بحضور القادة العرب، وفى مقدمتهم الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، على خ?فية هزيمة عام 1967، وكانت تلك القمة من القمم النادرة التى وقف فيها القادة العرب موقفاً مبدئياً وقوياً وموحداً من العدو الصهيوني.
وينتمي الشيخ «إسماعيل هنية» إلى عائلة فلسطينية كانت تقيم في قرية «الجورة» الواقعة إلى الشمال من مدينة «عسقلان» إحدى مدن قطاع غزة، وقد هاجرت عائلته من قرية «الجورة» في عام 48م بعد أن هاجمتها العصابات الإرهابية الصهيونية، ومن الذين هجروا من نفس القرية الشيخ «أحمد ياسين» مؤسس وزعيم حركة حماس الذي اغتالته قوات الاحتلال الصهيونية في مارس من عام 2004م. ومن أشهر أقوال هنية حينما كان رئيسا للوزراء قوله: «أنا شخصيا بصفتي رئيسا للوزراء اتشرف بالانتماء إلى حركة المقاومة الاسلامية حماس»، وقال أيضاً: «بصفتي رئيسا ل?وزراء اتشرف بالعيش في مخيم الشاطئ للاجئين»، وقال أيضاً: «لن نعترف لن نعترف، لن نعترف بإسرائيل»، في خطاب هنية «أبو العبد» في ذكرى انطلاقة حركة حماس 21 قال هنية: «سقط بوش ولم تسقط قلاعنا، سقط بوش ولم تسقط حركتنا، سقط بوش ولم تسقط مسيرتنا».
واسماعيل هنية شخصية مرنة ويعتبره قادة فتح احد حمائم حماس، فهو من قبل قد قال: «ان حركة المقاومة الاسلامية ستقبل بعرض اي اتفاق تتوصل اليه السلطة في رام الله مع اسرائيل، على استفتاء شعبي، وستلتزم بنتائجه، حتى لو جاءت متعارضة مع قناعات حماس السياسية»، وقد عاب وقتها كثيرون على هنية تعجل تقديم مثل تلك المرونة، لكن ما تم من مصالحة تاريخية فى القاهرة بين الحركتين الأبرز «حماس وفتح» فى الساحة الفلسطينية، يؤكد بعد نظر الشيخ هنية، وسعة افقه السياسي، وايمانه بضرورة المصالحة، واستناده وحركته الى الشعب الفلسطيني بوصفه م?جعاً في كل صغيرة وكبيرة يتم الاختلاف حولها. واسماعيل هنية ليس مثل رؤساء الوزارات العربية يعيش فى رغد من العيش، بل يعيش فى بيت متواضع بناه لنفسه على انقاض بيت كان يملكه والده، وكما تقول زوجته الفضلى أم العبد إنها لن تطالب بغيره وستبقى به، مؤكدة ان هنية قام ببنائه، قبل أن يشكل الحكومة، والمنزل مكون من طابقين، تقطن هي بالطابق الأول برفقة ابنها عبد السلام وزوجته وبقية الأطفال، فيما يقطن ثلاثة أبناء لها متزوجون بالطابق الثاني، ومنذ ان تزوجت آمال باسماعيل الذي تدعوه ب «ابو عبد السلام» اعتادت على غيابه الطويل، ?تقول انه عندما كان تلميذاً بالمدرسة كان يلقي بحقيبته المدرسية، ويسارع إلى الملعب، لممارسة هوايته بلعب كرة القدم، ومن ثم يتناول المشروبات الغازية، وبعض السندويتشات مع اقرانه، حتى الساعة الثانية فجراً، وعندما التحق بالجامعة تكرر غيابه، كونه شغل منصب نائب رئيس مجلس الطلاب ومن ثم رئيساً له. ومن مظاهر سماحته وعفوه عن الناس فقد أصيب أحد أحفاده بجروح ورضوض عقب دهسه من قبل سائق سيارة في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة بطريق الخطأ، ونقل إبراهيم هنية «6 سنوات» إلى مستشفى دار الشفاء بمدينة غزة مساء الاثنين 19/12/2011م، لي?لقى العلاج، ويغادر المستشفى بعد فترة وجيرة، هذا وقد عفت العائلة عن السائق، ومن مظاهر تواضعه واهتمامه بالفقراء زياراته لهم فى مناسبات مختلفة، بل وبغير مناسبة، وفى مقال للشيخ هنية غداة العدوان الصهيوني على غزة قال الشيخ هنية: من المؤكد أن الحملة الصهيونية على شمال القطاع تأتي في سياق مخطط وقرار استراتيجي هو أبعد من إيقاف صواريخ القسام بالرغم مما أحدثته الصواريخ من إرباك واضطراب في أمن المستوطنات وخاصة سديروت.
فالحملة تعكس قراراً أمريكياً صهيونياً يقوم على:
أ حرمان الشعب الفلسطيني من امتلاك وسائل قوة تحمي المقاومة وتردع العدو.
ب حرمانه من قطف ثمرة مقاومته وانتفاضته التي دخلت عامها الخامس، وعدم تكرار نموذج الانسحاب من الجنوب اللبناني تحت وطأة المقاومة.
ج حرمانه من أية وحدة حقيقية تؤمّن صموده وتوفر لشعبنا عناصر القوة والثبات في وجه الهجمة الصهيونية.
هذه هي الأبعاد الحقيقية للحملة الشرسة التي يتعرض لها شعبنا في شمال القطاع الصامد وفي كل مكان، وترجمة للمخطط بملامحه السابقة تم إعلان أهداف الحملة الإجرامية والتي تمثلت في:
أ إيقاف صواريخ القسام .
ب تقويض المقاومة الفلسطينية.
ج ضرب حركة حماس.
د إيجاد حزام آمن في شمال القطاع.
ولا تزال اسرائيل تفرض حصارا جائرا على شعب غزة التى لم يغادرها الشيخ هنية منذ 2007م.
والعلاقات بين الحكومة السودانية الحالية وحركة حماس علاقات مميزة، فالحركة الإسلامية فى السودان تعتبر حماس امتداداً طبيعياً لجماعة الاخوان المسلمين، وتمثل ذات الايديولوجية الفكرية التى تسعى لربط قيم السماء بالأرض، وقد احتفظت الخرطوم على الدوام بمساحة مناسبة من كافة الحركات الفلسطينية المقاومة حتى حركة فتح، ولم تتأثر بالخلاف الذي نشأ بين حماس وفتح، بل كانت القيادة السودانية تدعو على الدوام إلى ضرورة وسرعة طي صفحة الخلاف، وقد بذلت فى هذا الصدد جهوداً كبيرة معلومة لدي الطرفين، ولم تتوقف زيارات كبار قيادات الحرك?ين يوما الى السودان، وفى أكثر من مناسبة دعا الرئيس البشير إلى المصالحة ونبذ الخلاف، مبيناً أن العدو هو إسرائيل وحدها، مشدداً على ضرورة المحافظة عليها لتفويت الفرصة أمام التربصات الإسرائيلية الرامية إلى تمزيق الصف الفلسطيني وتأجيج صراعاته واحتلال أرضه وإضعاف قوته وإجهاض عملية السلام. ومن المتوقع أن يطلع هنية القيادة السودانية على آخر مستجدات الساحة الفلسطينية، ومن المتوقع أن تعرض الخرطوم على هنية استضافة عدد من قادة الحركة فى المرحلة المقبلة، سيما فى ظل فتور بين الحركة والقيادة السورية على خلفية تداعيات الث?رة الشعبية فى سوريا.
وايا كانت الموضوعات التى سوف تدرج فى جدول اعمال ضيف البلاد الكبير الشيخ اسماعيل هنية، فإننا نرحب بها بشكل مبدئي، انطلاقا من واجبنا تجاه إخواننا فى فلسطين، فصائل وشعباً، وعلينا أن ندعمهم على الدوام، وندعم قضيتهم العادلة فى تحرير بلدهم والقدس الشريف، وأن ندعم مقاومتهم وجهادهم الباسل، ضد عدو لا يفرق بينهم، بل يريد أن يجتث شأفتهم تماما كما يقتلع أشجار الزيتون، والسودان كان على الدوام داعما للقضية الفلسطينية، ولم تشذ عن ذلك حكومة شمولية او ديمقراطية، والشعب السوداني يعتبر القضية الفلسطينية قضيته، ولذلك وقف السو?انيون الى جانب اخوتهم فى فلسطين، والى جانب انتفاضاتهم وثورتهم، من أجل التحرر، ورفضت الحكومات الوطنية على مر التاريخ التطبيع مع الكيان الصهيوني الذي حاول ابتزازها ولا يزال حتى يطبع السودان معها، لكن الذى لا تعلمه اسرائيل، أننا نعتبر انفسنا فى خندق واحد مع اخواننا جميعا فى فلسطين، وسررت كثيرا للمقابلة التى تمت بين منتخبنا لكرة القدم وشقيقه الفلسطيني فى دورة الالعاب العربية الثانية عشرة التى استضافتها قطر أخيراً، وقلت لصديقة فلسطينية أن منتخبكم الفلسطيني سوف يفوز على منتخبنا، فقالت لي بل أتمنى أن يفوز منتخب «?لدي الثاني السودان»، وشاء الله ان فاز منتخب فلسطين على منتخبنا فهنأتها على الفوز، فالبلدان بلد واحد، بغض النظر عن الحدود الجغرافية المصطنعة والهموم أيضا واحدة والتحدي أيضا مشترك، ورحم الله الشهيد ابو عمار والشهيد الشيخ أحمد يسن، وكل شهداء فلسطين الذين رووا بدمائهم الزكية ثرى فلسطين، وأرجو أن يجد الشيخ هنية كل الحفاوة التى يستحقها فى الخرطوم، ونقول له حللت أهلاً ونزلت سهلاً فى بلدك الثاني السودان، وشخصياً اعتبره ضيفاً استثنائياً، وآمل أن تتاح له ضمن برنامج زيارته فرصة بأن يطل على النخبة السودانية، بل حتى ع?ى عامة الشعب، من خلال محاضرة محضورة، يطلعنا فيها على أحوال أهلنا فى غزة الصامدة، وآخر تطورات المشهد السياسي الفلسطيني.
٭ كاتب وصحافي سوداني مقيم في قطر


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.