حسب إطلاعي علي ما يجري هذه الأيام بولاية البحر الأحمر وهي ولاية مهمة وحيوية وقابلة للتنمية والتطور فإن ما يحدث هناك هو خلط لجملة أشياء بأشياء أخري كأن نقول خلط عمل صالح وطيب بآخر سئ أو دس السم في الدسم فالتعديلات الحكومية والحزبية بالولاية تبدو امرا عاديا ومن شأنها أن تحدث في كل مكان بل إن هذه التعيلات والتغييرات في ولاية البحر الأحمر قد تأخرت في نظري كثيرا ولكن من داخل هذه الطبيعية والمشروعية تقافذت أشياء أخذت طابع تصفية الحسابات علي طريقة (( لم البقر وأعقر الثور )) فحادثة إسقاط عضوية السيد محمد طاهر أحمد حسين نائب رئيس المجلس التشريعي( بالمجلس التشريعي ) بولايته تأخذ ذات الطابع إذا عدنا لما آلت إليه العلاقة بين الوالي محمد طاهر إيلا والي البحر الأحمر ونائبه السابق الشهير بالبلدوزر فقد تحولت العلاقة بين إيلا والبلدوزر إلي جفوة وخصومة بعد أن كانت علاقة إنسجام وتعاون لأبعد الحدود . وكان(( البلدوزر)) محمد طاهر أحمد حسين قد واجه إتهامات بمحكمة النظام العام بالخرطوم وتمت إدانته في محكمة الموضوع وإلغاء الإدانة من المحكمة العلياء وكان حزب المؤتمر الوطني قد سحب منه الثقة وفقد موقعه نائبا لرئيس الحزب الولاية ولكنه ظل نائبا لرئيس المجلس التشريعي كعضو منتخب من قبل جماهير الولاية (( طيلة هذه المدة )) فلماذا الآن يتم إسقاط عضويته من المجلس التشريعي ؟ من الواضح أن إسقاط عضوية البلدوزر في هذه المرحلة هو قرار سياسي كما عبر عنه هو بنفسه لصحيفة التيار وأتي علي خلفية الصراع داخل المؤتمر الوطني بالبحر الأحمر (ما بين الوالي ) محمد طاهر إيلا والمجموعات المناوئة لإيلا وهي مجموعات مقدور عليها في نظر الوالي وبعضهم خصوم سياسيين ليلا من خارج الحزب الحاكم وليس لديهم تأثير يذكر علي موقع إيلا ومكانته في الولاية والمركز ولكن إلتحاق البلدوزر بهذه المجموعات ( مؤخرا ) كان مهما لهؤلاء الخصوم والمنافسين ليلا علي حد سواء . وقد أطفي إنضمام البلدوزر لمعارضي إيلا قدرا من الخطورة علي الصراع بينهم وبين والي البحر الأحمر وذلك لما للبلدوزر من قدرات علي التاثير وبحكم خبرته السياسية التي تمتد إلي العهد المايوي حيث تولي عضوية مجلس الشعب القومي ممثلا للبحر الأحمر لأكثر من دورة . وقد أراد إيلا أن يلعب مع خصومه في الولاية لعبة الشارع بقيام أنصاره بمسيرة علي الدراجات والسيارت تم إفسادها وربما كان ذلك الإفساد بتخطيط من البلدورز وأعوانه الذين أعدوا للوالي إيلا مفاجأة أخري في مدينة هيا هذه المرة . الأحداث التي شهدتها مدينة هيا إبان زيارة الوالي محمد طاهر إيلا لمحلية هيا مؤخرا وتناقلتها المواقع الإكترونية فإن البلدوزرإذا لم تكن له أيادي في أحداث هيا فهو سعيد بما حدث (( في هيا )) ومقاطعة بعض الحضور للوالي وهو يخاطب جماهير المحلية بهتافات مناوئة ومنها لا نوالي هذا الوالي وقد راج كثيرا أن إيلا إضطر لقطع زيارته لهيا والعودة إلي بورتسودان علي جناح السرعة بعد الهتافات التي تفاجأ بها في هيا وقد تم نفي هذه الأخبار من خلال بعض الوسائط الإلكترونية وكتب بعض الأصدقاء الصحفيين بأن ما تم ذكره في هيا إبان زيارة الوالي إيلا هي أخبار عارية من الصحة وهم موضع ثقه عندي وأسلم إلي حد كبير ما كتبوه وأطلعت عليه ولكن مهما كانت صحة ما حدث من عدمه فإن إيلا قد وجه للبلدوزر وأعوانه عدد من الضربات أولاها عندما أسقط عضويته في المجلس التشريعي بقرار من المجلس التشريعي والضربة الثانية في العمق الذي يستند عليه البلدوزر في تحركاته ومناوراته للوالي إيلا وذلك بإصداره قرارات الإعفاء والتعيين لعمد لقبائل في هيا بموجب الدستور الإنتقالي لولاية البحر الأحمر وربما حسب إيلا وأجهزته الأمنية والحكومية أن هؤلاء العمد محسوبين علي محمد طاهر أحمد حسين وبالتالي تم تخلص الوالي منهم كما تخلص من البلدوزر علي النحو الذي تم به التخلص منه . وما حدث للسيد محمد طاهر أحمد حسين هو أمر مؤسف لكون الرجل قد وجد جزاء سنمار من حكومة البحر الحمر وأجهزتها السياسية وخاصة المؤتمر الوطني الذي لا اشك في بنائه له طوبة طوبة وإصراره علي البقاء فيه رغم أن كل المؤشرات تقول بأن هذا الحزب قد لفظ هذا الرجل أو علي أقل تقدير قيادات في المؤتمر الوطني إن لم نقل جماهيره ولم نلمس تضامنا معه من جانب العض لا في المجلس التشريعي ولا في الحزب وفي هذا نوع من الجحود ولربما صنفه البعض شريكا ليلا ويده اليمني عبر عقود من الزمان وإختلافه معه اليوم لن غير مهم . وبالحسابات السياسية المعروفة فإن البلدوزر قد خسر كل كروته أما إيلا فقد توج نفسه منذ الآن واليا للبحر الأحمر في الإنتخابات القادمة وقد ملك كل شئ في الولاية فهو الآن ملك ملوك البحر الحمر .