البشير أعاد تكوين مليشيات الجنجويد تحت غطاء بما يسمي قوات الدعم السريع بعد ان فقد ولاء الجيش التقليدي للحفاظ علي حكمه الازمة الحالية ستدفع بالسودان الي الحرب الشاملة والمزيد من التقسيم والتفتيت نيويورك : الراكوبة في مقالة جديدة ومهمة كتب الاستاذ احمد حسين ادم الباحث الزائر ومسئول برنامج السودان وجنوب السودان بمعهد حقوق الانسان بجامعة كولمبيا الامريكية في نيويورك ,كتب عن قوات الدعم السريع (الجنجويد) وكذلك تطوراته السياسية والاقتصادية في السودان . علي الرغم من ان موضوع المقال عن الجنجويد ، آلاء ان المقال قدم تحليلا عميقا عن مجمل الأوضاع في السودان وسياقها الإقليمي والدولي. حيث بداء المقال (ان البشير الذي يواجه ضغوطا سياسية واقتصادية ودبلوماسية والذي يعاني من مشاكل صحية قد قام بإعادة تكوين الجنجويد تحت غطاء ما يسمي بقوات الدعم السريع لتكون جيشه الخاص بعد ان فقد ولاء الجيش التقليدي). مرت سنوات منذ ان اصدر مجلس الامن الدولي قراره رقم 1556من العام 2004 والذي طالب فيه مجلس الامن البشير بحل مليشيات الجنجويد وتجريدها من السلاح وتقديم قادتها للعدالة وذلك لجرائم الإبادة التي ارتكبتها مع بقية القوات التي تتبع لنظام البشير في دارفور. وقال انه من السخرية بمكان ان البشير بدل ان يمتثل لقرار مجلس الامن الدولي في هذا الصدد ، قام بدمج الجنجويد في قوات الاحتياطي المركزي وقوات حرس الحدود، والان عمل علي اعادة تشكيل هذه القوات الإجرامية تحت مسمي قوات الدعم السريع لتكون تحت القيادة المباشرة لجهاز الامن والمخابرات . وأضاف ان حالة الياس التي يمر بها البشير وتضعضع ثقته في الجيش التقليدي ، دفع به الي اعادة تكوين هذه القوات المرتزقة لتكون جيشة الخاص في إطار صراع السلطة المتأزم والبقاء في الحكم. وفي هذا السياق قدم تحليلا لوضع المؤسسة العسكرية ، حيث قال انها دمرت وفقدت حرفيتها تحت ممارسات نظام البشير ،مضيفا بان القادة الكبار في الجيش ولائهم مرتبط بالبشير لأنهم يرتبطون بحلقة الفساد حول البشير ،حيث ان مصيرهم مرتبط بمصيره والعصبة التي تعمل حوله. وقال احمد ان الضباط الصغار يشعرون بعدم الرضاء وضعف الروح المعنوية بعدم ثقتهم في القيادة وممارساتها. اما الضباط في الرتب الوسطي فقد سئموا من استمرار الحروب المفتوحة ،ويئسوا ايضا من حال السودان الذي يعيش حرب مع نفسه، ولذلك قدموا العديد من المذكرات يطالبون فيها راس النظام بإيجاد مخرج سياسي لأزمات السودان المتعاظمة والمتطاولة. كما ان هؤلاء الضباط طالبو بإقالة وزير الدفاع الذي وصفوه بالمفسد وعدم الكفاءة والوطنية. وذهب المقال ليقول ان السبب الرئيسي وراء نشر قوات الدعم السريع (الجنجويد) في مايو الماضي كان استباق اي تحرك او انقلاب يمكن ان يقوم به بعض ضباط الجيش المتزمرين ضد البشير ،الذي غيبه المرض لفترة، وقال ان الجنود الذين يمثلون الحلقة الدنيا للمؤسسة العسكرية لا يريدون القتال ضد اهلهم في مناطق الهامش السوداني ،حيث ان اغلبهم من تلك المناطق التي تدور فيها الحروب. وقال احمد حسين انه من الأسباب الرئيسية التي جعلت البشير يتخذ من الجنجويد جيشاً خاصا به، هو طمعه للبقاء في الحكم ، لان الجنجويد ليست لهم طموحات في الحكم او القدرة علي القيادة بسبب انهم غير مؤهلين، وليسو أكفاء في هذا المجال . موضحا انهم مرتزقة فقط يقاتلون من اجل المال ،وبعض الامتيازات الأخري ،مضيفا بان نشر مليشيات الدعم السريع عقدت وعمقت الأزمة الوطنية ، وقللت من فرص الحلول السلمية والحوار بين أطراف الأزمة الوطنية الشاملة . كما انها دقت اسفينا جديدا بين جهاز الامن والقوات المسلحة التي تري ان جهاز الامن يتطلع الي ادوار غير أدواره ، وان وضع مليشيات الدعم السريع تحت إمرة الجهاز و نشرها في الخرطوم اعتبرته القوات المسلحة استفزازا لكرامتها ودورها المهني. ويضيف ان نشر هذه القوات قد اثبت للجميع ان البشير غير جاد في عملية ما يسمي بالحوار الوطني ،وانه مازال يتمترس وراء الحلول العسكرية والأمنية ومحاولات الخداع لإطالة أمد حكمه. اخيراً حذر احمد حسين ، بان الأزمة السودانية الحالية ربما تدفع بالسودان الي الحرب الشاملة والمزيد من التقسيم والتفتيت لما تبقي من الوطن الامر الذي يمكن ان يقوض الامن الإقليمي والدولي. لذلك نوه احمد حسين في مقاله ،ان الوضع في السودان ينبغي ان يسترعي اهتمام اللاعبين الدوليين والاقليمين للمساعدة في إيجاد حل ناجع وسريع. وفي هذا الإطار طالب اصدقاء البشير في المحيط الإقليمي المجاور والدولي وتحديدا الصين وروسيا وقطر بانه بدلا من يغضوا الطرف عن ممارسات البشير الرعناء عليهم ، ان يستخدموا نفوذهم للمساعدة في إيجاد مخرج استراتيجي جاد للازمة السودانية .وذلك بالحوار والتواصل مع كل أطراف الأزمة عبر مؤتمر دولي إقليمي برعاية دولية لتجميع الفرقاء السودانيين للتباحث والحوار حول الأزمة السودانية ،لإيجاد مخرج يضع السودان في طريق الانتقال الديمقراطي السلمي الشامل الذي يحقق السلام الشامل في السودان. The Opinion Pages http://www.nytimes.com/pages/opinion/index.html | OP-ED CONTRIBUTOR In Sudan, the Janjaweed Rides Again http://www.nytimes.com/2014/07/17/opinion/in-sudan-the-janjaweed-rides-again.html