بقلم: المستشار/ عبد الرحمن عبد الفتاح ناصف رئيس المكتب الإعلامي سفارة جمهورية مصر العربية بالخرطوم مع الإعلان رسمياً صباح اليوم عن تدشين وافتتاح معبر قسطل أشكيت، فإن هذا اليوم الأربعاء 27 أغسطس 2014، لَسوف يُخلد ليس فقط في التاريخ المصري والسوداني، بل أيضاً في التاريخ العربي والأفريقي، إذ أن افتتاح أول طريق بري مُمهد بين مصر والسودان من بين ثلاث طرق مُمهدة يجري العمل على تدشينها وافتتاحها خلال الفترة القريبة القادمة، سوف يمثل بفضل الله تعالى، ثم بوعي الشعبين الشقيقين، وإدارك رفيع من جانب القيادة السياسية في مصر والسودان، طفرة حقيقية، ومُنجر على أرض الواقع في تاريخ علاقاتٍ بين بلدين لَطالما كثُر الحديث عن أزليتها وقِدمها في التاريخ.. وإنه لمن حسن الطالع أن يتواكب افتتاح الطريق البري بين مصر والسودان وقد شهد السيد الرئيس/ عبد الفتاح السيسي، إطلاق عمليات الحفر في قناة السويس الجديدة "الثانية"، والتي لا يتوقف مردودها الإيجابي على مصر فقط، ولكن لصالح المنطقة العربية وأفريقيا، بل حركة التجارة العالمية أيضاً.. على نفس القياس، يأتي افتتاح معبر قسطل أشكيت، والذي لا يتوقف مردوده الإقتصادي والتجاري والثقافي والإجتماعي والسياسي على مصر والسودان فقط وإن كانا في المقام الأول، وإنما لصالح المنطقة العربية والقارة الأم، قارة أفريقيا أيضاً.. لم يعد الحديث عن خفض تكلفة الشحن والنقل البري، وانسياب الحركة التجارية، وتدفق العلاقات بين البلدين بين مصر والسودان، وغيرها من الفوائد والثمار التجارية والاقتصادية التي سوف تعود على مصر والسودان كثمرات مرجوة ومنتظرة من افتتاح الطريق.. لم يعد هذا الحديث جديداً أو يمثل إضافة أو اكتشافاً بل أصبح في حكم المتيقن منه. ولكن الذي نأمله ونرجوه هو أن يصبح هذا الطريق استجابة حقيقية وفعلية لحلم داعب أحلامنا وخيالاتنا، بل وأحلام وخيالات آبائنا وأجدادنا، وقادتنا العظام رحمهم الله جميعاً.. إن هذا الحلم، هو حلم التعاون العربي الأفريقي الذي عبر عن نفسه في أول قمة جمعت الرؤساء العرب والأفارقة في قمة التعاون العربي الأفريقي بالقاهرة عام 1979 أي منذ نحو خمسة وثلاثون عاماً، والقمة الثانية للتعاون العربي الأفريقي في ليبيا الشقيقة منذ عدة سنوات، وقمة القاهرة نتج عنها توصيات ودراسات هامة وجادة ورصينة، مثلما هو في قمة ليبيا أيضا، كانت تنتظر لحظة التفعيل والتنفيذ على أرض الواقع.. من المؤكد أيضاً، أن افتتاح الطريق البري بين مصر التي تحتل الموقع الشمالي الشرقي للقارة، والسودان الذي يمثل البوابة الشمالية لشرق وغرب وجنوب ووسط القارة، سوف يمثل افتتاح هذا الطريق مع الطريقين الآخرين، استجابة لحلم آخر عظيم، حلم (القاهرة كيب تاون).. ذلك الطريق القاري الذي وبافتتاح الطريق البري الجديد بين مصر والسودان، يكون قد آن الآوان ليصبح حلم (القاهرة كيب تاون) شيئاً ملموساً مُحققاً على أرض الواقع. [email protected]