1- الملك كافور الأخشيدي: تولى كافور الأخشيدي حكم مصر أكثر من ثلاثة وعشرين عاما. بعد تولي تقاليد الإمارة لأكثر من ستة عشر عاما. لم يترك كافور خلافة الأخشيديين لأبنائهم وتعذر بصغر سنهم. يقول كثير من المؤرخين إن عهد كافور كان عهدا قاسيا، فيما يرى الآخرون أنه كان عهدا ثقافيا متميزا برز فيه (ابن يوسف الكندي وسيبويه المصري وأبو الطيب المتنبي) كما كان كافور نفسه ذكيا مولعا بالأدب والثقافة يقرب الشعراء منه ويمنيهم بتولي الإمارة كما فعل مع أبو الطيب المتنبي. وقد امتدت سلطة السودانيين في مصر منذ عهد الحاكم بأمر الله الفاطمي والمستنصر والناصر بل وفي عهد ابن طولون نفسه إذ كانت توكل لهم الريادة العسكرية وأمن مصر. حكم كافور مصر والشام في آن واحد وكان يدعى له في منابرهما وكذلك في الحجاز وتحارب هو وسيف الدولة الحمداني والعلويون في السلطة على الشام. وتمكن كافور من محاربة الخارجين وبطش بالقراصنة وبسط الأمن على مصر رغم الوباء (الجدري) الذي أصابها في عهده. من الملاحظ أن سيطرة السودانيين (السود) على البلاط العربي بدأت في فترات متقطعة بدءا من آل طولون ومن ثم الفاطميين الذين كتبت في عهدهم سيرة عنترة بن شداد ومن ثم كافور وتلاه بنو نجاح الأحباش في اليمن ومصر الذين حاربهم صلاح الدين الأيوبي، خوفا من توسيع سلطتهم والحفاظ على حكمه، رغم الفترة القصيرة التي حكم فيها كافور مصر إلا أنه سجل اسمه في التاريخ، وما أصدق قول الشارع القديم في رثائه. ما بال قبرك يا كافور منفردا بالصحصح المرت بعد العسكر اللجب يدوس قبرك أفناء الرجال وقد كَانَت أسود الثرى تخشاك من كثب ءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءء ءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءء 2 – الفارس البطل عنترة بن شداد: كان من مفاخر حكم الفاطميين لمصر تدوينهم سيرة عنترة بن شداد، وربما كان ذلك لزواج ملوكهم من سيدات سودانيات، واعتمادهم على السودانيين كالطولونيين من قبلهم في قيادة الجيش وأمن مصر. يقول آرنست رينان: "لا أعرف إذا كانت هناك في تاريخ الحضارة القديمة كله صورة ألطف وأدعى إلى الرضى، وأكثر حيوية من صورة شبه الجزيرة العربية كما نجدها بوجه خاص في نموذج عنترة المثيرة للإعجاب".. أغرم عنترة بعبلة بنت عمه وأراد تزوجها إلا أنه رُفض ولم يعترف بانتسابه للعرب لسود لونه وأمه زبيدة حبشية الأصل رغم الفتوحات والغزوات التي خاضها إكراما لقبيلته (بني عبس). ثم تحكي السيرة عن الصلح بين كسرى والعرب وأن عنترة وفد على كسرى وكبر في نظره لما قام به من البطولات وكيف قتل بطل الروم.. حيث أسقط عنترة البطريق، بكعب الرمح، وتفادى رمية غادرة من بهرام الديلمي، فانحرف عنها عنترة وأمسك الرمح بيده وسدده للبطريق فأرداه مضرجا بالدماء.. فرح كسرى بعنترة وأغدق عليه الهدايا. ثم عاد عنترة إلى عمه مالك.. اختلفت الروايات في وفاة عنترة بن شداد إلا أن أكثرها يميل إلى أن عنترة عاد من إحدى غزواته فأبصره جابر بن وزر النبهاني وهو يدخل دغلا ليتبول فرماه بسهم قتله. ويزعم كثير من الرواة أن عنترة عمّر حتى بلغ التسعين مما جعله غير مكترث ولا منتبه إلى المخاطر المحدقة به. وصف عنترة بالشجاعة والإقدام ونصرة الضعفاء وعزة نفسه وحبه الصادق لعبلة وتنكره لمن تنكروا له وتبرأوا منه لسود لونه. لقد دخل عنترة سجل الخالدين بسيرة حياته ومناهضته للاستبداد بالإنسان المستضعف وبنظرته التقدمية التي لم تزل تناقش في عصرنا الراهن، كما في أمريكا حيث يعير السود لسوادهم رغم مواهبهم الفذة ونشاطهم الفكري والثوري. يقول معبرا عن شخصيته الأبية الآنفة: يخبرك من شهد الوقيعة إنني أغشى الوغى وأعف عند المغنم اليها ....اهدي هذا المقال [email protected] ////////