الاحسان كما جاء في حديث (هذا جبريل اتاكم ليعلمكم امور دينكم) تم تعريفه على انه ان تعبد الله كأنك تراه، فان لم تكن تراه فانه يراك، تحدث خطيب مسجدنا مركزا على موضوع الاحسان من كل جوانبه التي تهم المسلم المؤمن بحق وقد امر الله به عباده في محكم التنزيل (ان الله يأمر بالعدل والإحسان)، وجاء ايضا ان أجره عظيم (وللذين احسنوا الحسنى وزيادة) وثوابه كبير، فالحسنى هي الجنة التي اعدت للمتقين والمحسنين والزيادة هي كما جاء في التفسير هي شرف النظر الى وجه الله الكريم الحليم العظيم جل جلاله وتقدست اسماؤه يوم القيامه، يوم الفصل ويوم الحساب، فانظر كم هو أجر عظيم ومقدر وثمين. كما أن المحسنين ينعمون ايضا بمعية الله سبحانه وتعالى حيث جاء في القرآن الكريم (ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون)، وهو شرف لا يدانيه شرف ان نكون في معية الله. وقمة الاحسان هي الاحسان الى الوالدين (وبالوالدين احسانا)، فبر الوالدين كما اخبرنا الرسول الكريم هو من موجبات دخول الجنة والفوز من النار، وذكرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم انه شقي ذلك الذي ادرك احدا من أبويه ولم يدخله ذلك الجنة، فبر الوالدين هو من أهم اسباب دخول الولد الجنة، فذلك العاق بوالديه لن يدخل الجنة مهما عمل. عليه يجب ان يحرص كل أحد منا على رضا وبر الوالدين ويحسن اليهما. ومن صور الاحسان، الاحسان الى الجار فالجيرة حقها كبير واورد الامام قصة ذلك الاعرابي الذي اراد ان يبيع داره ووضع سعرا أعلى مما تستحق داره فلما سئل عن سبب ذلك اورد سببا وجيها وهو ان جيرته لها ثمن باهظ وكان جاره واحد من الأخيار. فالجيرة الحقة تشترى ايضا ولها ثمن. فالجار الذي لا يأمن جاره من شروره فهو جار ناقص الايمان كما جاء في هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم. ومن صور الاحسان كذلك معاملة الزوجة لزوجها والاحسان اليه. والاحسان في تحية المسلم لأخيه المسلم (واذا حييتم بتحية فحيوا باحسن منها)، لأن السلام من مدعاة دخول الجنة ايضا، والاحسان مطلوب في القول ايضا (وقولوا للناس حسنا). كما يشمل الاحسان اتقان العمل الذي نتكسب منه، فهو مسئولية تستوجب الاحسان والاتقان حتى تبرأ ذمتنا ويكون الأجراء الذي نتقاضاه نظير ما نقدم من عمل متقن اجرا حلالا ليس فيه شبهة اية حرمة. وليس الاحسان للانسان وحده بل فالاحسان للحيوان كما جاء في السنة النبوية اذ امرنا رسولنا الكريم بأن نحسن الى تلك الأعاجم من الحيوانات، وحذرنا من خطورة الاستهتار بها وطلب منا الرفق بها، وقد علمنا من هديه الكريم ان امرأة دخلت النار بسبب حبسها هرة منعتها الاكل حتى ما تت. وكذلك قصة الاعرابي الذي اخذ العطش منه مأخذا فنزل الى بئر وشرب حتى ارتوى وبينما هو يهم بأن يغادر البئر لمح كلبا يلهث من شدة العطش، فما كان من ذلك الاعرابي الا ان عاد الى البئر ولم يجد وعاء يحمل فيه الماء فملأ خفه ومسكه بفيه واخذ يرقي الى السطح وقدم الماء للكلب الذي شرب وارتوى هو الآخر فكان له في ذلك اجرا عظيما. وقد احسن الله اليه نظير احسانه لذلك الحيوان (هل جزاء الاحسان الا الاحسان). فأوجه الاحسان متعددة وتشمل كافة مناحي الحياة، فالتكن عبادتنا لله بحسبما جاء في الحديث الشريف ان نعبد الله كأننا نراه، وأن نحسن الى اخواننا المسلمين ووالدينا والحيوانات الاخرى التي سخرها الله لخدمة الانسان. وبالله التوفيق. [email protected] ////////