المريخ يوقِع عقداً مع شركة (Sport makers)    شاهد بالفيديو.. الفتاة السودانية "إحسان" التي شغلت الرأي العام قبل سنوات بهروبها وزواجها دون موافقة أهلها تعود لإثارة الجدل من جديد وتعلن مساندتها لقوات الدعم السريع: (اسمي اسلام دقلو)    شاهد بالفيديو.. بأزياء قصيرة ومثيرة للجدل.. الفنانة رؤى محمد نعيم تغني بأحد المسارح وتعانق إحدى معجباتها من السيدات كبار السن    مفاوضات الجنرالين كباشي – الحلو!    لاعب برشلونة السابق يحتال على ناديه    محمد وداعة يكتب:    مستشفي الشرطة بدنقلا تحتفل باليوم العالمي للتمريض ونظافة الأيدي    عالم «حافة الهاوية»    إنطلاق دورة أعمال الشئون القانونية التي تنظمها الإدارة العامة لتدريب الضباط بقاعة دار الشرطة عطبرة    مليشيا الدعم السريع تجتاح قرية البابنوسة شرق مدني وتقتل وتصيب 8 أشخاص    تعرف علي أين رسم دافنشي «الموناليزا»    انتخابات تشاد.. صاحب المركز الثاني يطعن على النتائج    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    كوكو يوقع رسمياً للمريخ    برقو لماذا لايعود مديراً للمنتخبات؟؟    عقار يلتقي وفد مبادرة أبناء البجا بالخدمة المدنية    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    صابر الرباعي بعد نجاح أغنيته: تحبوا تقولوا عليا باشا تمام كلنا بشوات    باريس يسقط بثلاثية في ليلة وداع مبابي وحفل التتويج    السودان..اعتقالات جديدة بأمر الخلية الأمنية    السودان يشارك في اجتماعات الفيفا    جماهير الريال تحتفل باللقب ال 36    مصر تدعم دعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام العدل الدولية    شاهد بالصور.. (بشريات العودة) لاعبو المريخ يؤدون صلاة الجمعة بمسجد النادي بحي العرضة بأم درمان    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الأحد    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الأحد    نتنياهو مستمر فى رفح .. إلا إذا...!    ترامب شبه المهاجرين بثعبان    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    السيسي: لدينا خطة كبيرة لتطوير مساجد آل البيت    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    روضة الحاج: فأنا أحبكَ سيَّدي مذ لم أكُنْ حُبَّاً تخلَّلَ فيَّ كلَّ خليةٍ مذ كنتُ حتى ساعتي يتخلَّلُ!    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    القبض على الخادمة السودانية التي تعدت على الصغيرة أثناء صراخها بالتجمع    الصحة العالمية: نصف مستشفيات السودان خارج الخدمة    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    وزير الداخلية المكلف يقف ميدانياً على إنجازات دائرة مكافحة التهريب بعطبرة بضبطها أسلحة وأدوية ومواد غذائية متنوعة ومخلفات تعدين    (لا تُلوّح للمسافر .. المسافر راح)    دراسة تكشف ما كان يأكله المغاربة قبل 15 ألف عام    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تركيا وتنظيم الدولة الاسلامية "داعش"
نشر في سودانيل يوم 13 - 10 - 2014

أصدر الأستاذ محمد فتح الله كولن من مقره بالولايات المتحدة الأمريكية بياناً يدين فيه بشدة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، وقياساً على ذلك فإننا رأينا عددا من البيانات والتصريحات المختلفة تنحو ذات المنحى منها ما صرّح به أبو بصير الطرطوسي عن داعش ووصفه لها بأنهم (الخوارج الدواعش) وذكره أنهم يريدون أن يتمددوا ويقيموا خلافتهم على أنقاض المسلمين والمجاهدين، وزاد "أن ما يقومون به ينم عن جهل، وتوحش، وغلو، وسفاهة هذه الجماعة التي لم يسلم من شرها وفسادها الأحياء ولا الأموات". ونجد أن بيان الداعية الاسلامي التركي كولن كان رافضاً لسلوك التنظيم وإدانته بشدة للأعمال الوحشية، وقال: "إن أفعالهم لا تنم بتاتا عن الإسلام الذي يدّعون اتباعه، وهي جرائم ضد الإنسانية. إن الدين يؤسس لأرضيةٍ ترسّخ لقيم السلام، وحقوق الإنسان، والحريات، وحكم القانون. وأيّ تفسير يجانب هذه الحقيقة يبقى خاطئا ومُضَلِّلا، وخصوصا استغلال الدين من أجل تأجيج الصراعات." ، أيضاً نجد أن الشيخ يوسف القرضاوي ذهب إلى ماذهب إليه الأستاذ كولن بحسب ما ورد على حساب القرضاوي بتويتر "أنا اختلف مع داعش تماما في الفكر والوسيلة، لكني لا أقبل أبدا أن تكون من تحاربهم أمريكا التي لا تحركها قيم الإسلام بل مصالحها وإن سفكت الدماء." وبرغم موقفه إلا أنه يرفض فكرة التصدي لتنظيم"الدولة الإسلامية" من طرف أمريكا معتبراً أن واشنطن "لا تحركها إلا مصالحها" وأكد القرضاوي الذي يعد من أهم مرجعيات تيار الإخوان المسلمين أن إعلان تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي سيطر على مناطق واسعة من العراق وسوريا، هو "باطل شرعا" و"لا يخدم المشروع الإسلامي" وفي هذا الاتجاه نجد أن الأستاذ كولن بيّن ذلك بقوله:"إن أيّ عنفٍ ضد مدنيين أبرياء أو اضطهادٍ لأقليات، يناقض روح الدين الإسلامي ومبادئ القرآن الكريم وسنة الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم. فإما أن أعضاء تنظيم داعش يجهلون تماما قواعد الإيمان الذي يدّعونه، أو أن أفعالهم تبتغي مصالح شخصية أو تستهدف أغراضَ أسيادهم السياسية. وبغض النظر عن هذا، فإن أفعالهم تُعادِل أفعال التنظيمات الإرهابية، وهو ما يعني جلبهم للمحاكمة وإخضاعهم للمساءلة عن جرائمهم المروّعة."
وقد جاء الرفض لتنظيم الدولة الاسلامية من جهات وأطراف عديدة كل بحسب رؤيتها للأمر ، فكما نجد أن بعض بيانات من أطراف الثورة السورية ترفض رفضاً قاطعاً ممارسات تنظيم الدولة الاسلامية معتبرين التنظيم مجموعة من المتطرفين يبتز الشعب السوري ويمارس الوصاية عليه لفرض أجندتهم الخاصة، كذلك نجد أن الكثير من الدول رفضت فكر وسلوك التنظيم وبعضها ساهم في ضربة بتحركات عسكرية مباشرة ، ونلاحظ أن الأستاذ كولن لم يصدر بيانه بوصفه مرشد وزعيم جماعة الخدمة المعروفة بتركيا بحسب اختيارة للكلمة الافتتاحية "إن كوني مسلما يؤمن بقوةٍ بمبادئ دينه الحنيف" مؤكداً بذلك النص حديثه كفرد مسلم لكنه يخاطب الداخل التركي والعالم خاصة بعد تقديم تعازيه لكل المتضررين من ذلك السلوك الوحشي ودعواته بفك الأسرى، وبرغم أن التنظيم أحدث اشتجار فكري حوله لدي بعض شباب المسلمين وقد أكدت ذلك على سبيل المثال الحكومة الأردنية حيث أشارت مرارا إلى أنه لايوجد "تنظيم لداعش" داخل البلاد، وأن هناك عدد من المتعاطفين معه، ويبدو أن سبب التعاطف يأتي بسبب الخطاب الديني وهو ما نبه له الداعية كولن ومن خطورته في إشارة لاستخدام التنظيمات الارهابية اسم الدين بحسب قوله: "إن داعش ليس أول تنظيم إرهابي يستغل الخطاب الديني من أجل التغطية على وحشيته. فقد صنع تنظيمُ القاعدة نفس الشيء قبل 13 عاما، ويصنع حاليا ذلك تنظيمُ بوكو حرام. إن ما يجمع هذه التنظيمات هو تلك العقلية المتحجرة والاستبدادية، التي تُنكِر على الإنسان كرامته التي حباه الله بها." وقد نشرت البيان كبرى الصحف الأمريكية كنيويورك تايمز، ووول ستريت جورنال، وواشنطن بوست، وشيكاغو تريبيون، ولوس أنجلوس تايمز ما يؤكد أن التنظيم يؤرق تلك المجتمعات ويسبب لها الكثير من القلق فنجد أن سفير بريطانيا بالأمم المتحدة مارك غرانت قد وصف التنظيم بالوحش الذي صنعه فرانكنشتاين الأسد، وأكد أن هناك دلائل عديدة لتواطئ تنظيم داعش في النظام السوري، وتنظر ألمانيا للتنظيم باعتباره تنظيماً إرهابياً وتعتبر أية أنشطة دعم وتأييد وترويج له مخالفة للقانون. والحظر يشمل المشاركة في هذا التنظيم والتجنيد له وأي دعم له بما في ذلك المظاهرات المؤيدة. بينما أكّد الرئيس الأمريكي أوباما أن داعش "تنظيم ارهابي بكل معنى الكلمة. ولا رؤيا لديها سوى الإجهاز على كل من يقف في طريقها" ، وبرغم تصريحه "إن داعش ليست "إسلامية"، فلا توجد ديانة تغفر قتل الأبرياء، كما أن الغالبية العظمى من ضحايا داعش من المسلمين." إلا أن العديدين ينسبوا صناعة هذا التنظيم لأمريكا تحديداً مستندين إلى الفائدة التي تجنيها الولايات المتحدة من قيامه وهي توسيع رقعة الحرب في سوريا إلى حرب كبيرة في الشرق الأوسط والتخلص من إيران ، بحسب ما أورده موقع إخباري صيني، حيث كشف موقع "فورث ميديا" الإخباري الصيني عن دور السفارة الأمريكية في أنقرة في قيادة قوات "داعش" في العراق. وقال الموقع في تقرير له، إن "الضوء الأخضر قد منح لتنظيم "داعش" بهدف تدمير العراق وتوسيع رقعة الحرب في سوريا إلى حرب كبيرة في الشرق الأوسط والتخلص من إيران منذ نوفمبر 2013". كما وردت أنباء حول تقارير نقلتها وكالة "فارس" الإيرانية، إن مصدرا مقربا من السعودية ورئيس الوزراء اللبناني الأسبق سعد الحريري كشف أن السفارة الأمريكية في أنقرة أصبحت مقرا لعمليات "داعش"
كل ما سبق يدلل على تقارب وتناقض في ذات الوقت حول هذا الكيان الجديد مما حدا بالكثير من المحللين لاستصحاب المواقف واستحضار الوقائع فزاد التناقض الذي أوقع العديدين في حيرة وأنا منهم .. وأحاول هنا أن أجمع ماسبق لأصل لفكرة محدده وهي أن داعش ليس بالضرورة صناعة غربية أو أمريكية ولكنها وسيلة يتم استخدامها بفعالية لأغراض استراتيجية تصب في مصلحة الغرب وأمريكا وأهم ركيزة في هذه الاستراتيجية -بحسب رأيي الشخصي- هو إضعاف تركيا.
إن الاستراتيجيات الغربية تعتمد عدة طرق لحماية مصالحها بغض النظر عن مآلات هذه الاستراتيجيات على المناطق وقاطنيها وهنا الغاية تبرر الوسيلة –أي وسيلة- وبعمق دراساتهم والتي أحيانا ما يمدهم بها أكاديميون وباحثون وخبراء من المنطقة نفسها، فإنهم يعرفون كيف يستخدمون الكيانات الناشئة أو القديمة كل بحسب فكره ومعتقده وطريقة سلوكه لصناعة صراع –والصناعة هنا صناعة فتن وصراعات وتفكك أنسجة لمكونات محلية موجودة-
إن ما شهدته القوات الأمريكية والغربية في منطقة الشرق الأوسط من خسائر فاق أسوأ التوقعات، ووفقا لآخر أرقام وزارة الدفاع الأمريكية، فقدت الولايات المتحدة (4487) عنصرا في العراق عام 2003م وفي 31 أغسطس من العام 2010 بلغ عدد القتلى في صفوف القوات الأمريكية (4421) عسكريا، قضى (3492) منهم خلال مشاركتهم في الأعمال القتالية، بينما بلغ عدد الذين أُصيبوا جرَّاء العمليات (32000) شخص ، هذا غير قتلي القوات الأخري من الدول المشاركة ، ويُضاف لهذه الأرقام بحسب دراسة لمؤسسة راند بعنوان الجراح غير المنظورة، عدد (630 ألف) حتى 2007 من المصابين بالأمراض النفسية وأمراض الدماغ من فقدان ذاكرة وانتحار والاكتئاب الشديد –وبحسب رأيي أن هذا ما شكل الرأي العام السالب في أمريكا وأوربا تجاه أي قتال خارجي-، ووردت أرقام حول خسارة ما يفوق (600 ألف) قطعة من العتاد ، وقدَّرت وحدة البحوث في الكونغرس الأمريكي، أن تكون الولايات المتحدة قد أنفقت مع نهاية العام المالي 2011 مبلغا قدره (802 مليار) دولار أمريكي على تمويل الحرب، ما جعل الاقتصاد الأمريكي موشكاً على الانهيار وبذلك الانهاك الخيالي لن تُقدم لا أمريكا ولا حلفائها على غزو دولة في الشرق الأوسط أو غيره وبذلك يكون الحلم الامبراطوري قد أصبح مجرد حلم يرواد القلة التي تعمل على بدائل واستغلال فرص متوفرة بالمنطقة منها -داعش-، كل تلك الخسائر وحفر الحرب الشعبية الغير متوقعة التي سقط فيها حلف الناتو ومن خلفه، كشفت القناع عن هزيمة أمريكا ودول الغرب في حرب استنزاف طويلة، وهروبها بعد أن أيقنت بقرب الهلاك الاقتصادي والأهم منه وهو سقوط سمعتها كقوى عُظمى ، لتنتهج بذلك في هذه المرحلة الجديدة استراتيجية جديدة وهي "القيادة من الخلف" كما أسموها "leading from behind" والتي تعتمد بالأساس على عدم التدخل مباشرة في المنطقة، فتصور أمريكا عبر الإعلام تشكيلها لحلف من 10 دول للتصدي على تنظيم الدولة الاسلامية؟!! في حربها على الارهاب، فتعيد للأذهان –أذهان الملوك والرؤساء- نظرية (إما معنا أو ضدنا)، ويأتي تصريح وزير الدفاع الأمريكي على هامش قمة الناتو بتشكيل قوة الردع السريع –على وزن قوة الدعم السريع- لتأكيد النظرية مع إمكانية أن يوسع في المستقبل بضم دول ممانعة حالياً ، وهي قوة من مشاة ووحدات خاصة جوية وبحرية لمواجهة تهديدات عالمية؟؟!!، ولكن هل ستكون القوات هذه قوات أمريكية وأوربية تحاول أن تحتل وتهيمن على مناطق الثروات والمصالح أم ستكون البيادق هذه المرة من المنطقة ذاتها استفادة من التجربة وإمعاناً في التفرقة والتشتيت؟ هي بلا شك استخدام للموارد المادية والبشرية المحلية ويكون الناتو في القيادة من الخلف، أما المقاتلون الجنود والجيوش عربية والتمويل عربي أو خليجي تحديداً بعد تلك الخسائر السابقة ، وقد تكون الجيوش من الأردن ومصر مع قوة رمزية من الخليج، بلا استبعاد قطر وعمان لتحفظهما .
والفرضية الأساسية لهذا المقال هو جر تركيا لهذا الصراع بعد فشل المخطط في جرها من قبل في توتر الجارة سوريا، فيأتي احتجاز الرهائن والاستيلاء على القنصلية التركية في الموصل وتقدم داعش الذي يشكل ضغط على الحكومة التركية لسببين أولهما أن شمال العراق تشكل أهمية اقتصادية وسياسية لتركيا باعتبارها منطقة نفط وتجارة ثانياً التحذيرات عبر الطرق الإعلامي من دخول القاعدة لتركيا وأنها الآن على الأبواب، وموقفها المتأزم بعد أن احتضنت كل من حاول اسقاط الأسد وغالبيتهم من التيار السلفي والآن الداخل يضغط للدخول في الحرب!؟
ثم يأتي اتهام بايدن في خطابه الذي ألقاه في جامعة هارفرد حول سياسة الولايات المتحدة في الشرق الاوسط واوردته صحيفة تركية قال:"مشكلتنا الكبرى كانت حلفاؤنا في المنطقة، الاتراك اصدقاء كبار لنا وكذلك السعودية والمقيمون في الامارات العربية المتحدة وغيرها، لكن همهم الوحيد كان اسقاط الرئيس السوري بشار الاسد لذلك شنوا حربا بالوكالة بين السنة والشيعة وقدموا مئات الملايين من الدولارات وعشرات آلاف الاطنان من الاسلحة الى كل من يقبل بمقاتلة الاسد". هكذا ضرب عصفورين بحجر خاطب الداخل بأن التخطيط الصهيوأمريكي ما هو إلا حرب بالوكالة وصراع عقدي وتمويل لداعش، وخاطب المجتمع التركي العاطفي أحيانا بأن دعماً وتدريبا يأتي من تركيا لهذا التنظيم فيزداد الضغط الخارجي والداخلي معاً على تركياً ويحدث الاستفزاز المتوقع إزاء بعض القرارات السياسية المعتمدة على العاطفة الدينية أكثر من الدبلوماسية الدولية . وما إدخال السعودية والامارات إلا ديكور للتصريح لأسباب معروفة ولايشكل الاعتذار أي تغيير فهو ضمن الخطة المرسومة مسبقاً، كما لا يشكل نفي الحكومة التركية الذي ورد على لسان نائب رئيس الحكومة التركية، بولنت أرينك، إن "بلاده لم تقدم أي مساعدة للتنظيم" فرقاً في الرأي العام العالمي أو الرأي التركي وهو المستهدف بالأساس من هذه التصريحات.
وهكذا يُظهر الغرب عبر الإعلام الدولي أنهم أصدقاء الشعوب العربية والاسلامية باستخدام النظرية القوبلزية وهي الطرق المستمر على نقاط محددة ليعلق في أذهان الناس ما يرددون وينسون ما حدث في الشأن المصري والكثير من الأحداث التي وقف فيها الغرب صامتاً ومازال طالما الأمر يجري لمصلحته ، وهاهم يتجاوزون ما حدث من بشار وشيعته ومايحدث في مصر وغيرها من نيجيريا والعراق ورواندا ووووو ويهبون مستصرخين متنادين مكونين للأحلاف ومتجاوزين الأعراف ومخترقين للحدود بعد ذبح صحفي أمريكي والثاني، وفجأة تُفعل الاجراءات المؤجلة وتُتخذ القرارات المجمدة وتحاك القصص ويخيب مخطط الصحف المتصهينة بقتل امرأة على يد بريطاني أسود أسلم حديثاً فتكذب الشرطة البريطانية ذلك، ولكن يصدق العالم للمرة الألف أنهم دعاة السلام وناصري المستضفين ومغيثي الملهوفين، هكذا يأتون فينفذون سياسة الأرض المحروقة كما حدث في افغانستان العراق ودارفور وكل منطقة تعج بالنفط والغاز ولا يرضخ أهلها رضوخ العبيد لأسيادهم.
إن كل ما يحدث ونشاهده يهدف لعدد من الأهداف منها وأولاً: التخويف من الإسلام الذي بدأ ينتشر بأوربا بشكل ملحوظ، فلابد إذا أن يسيئوا لسمعته ويخلقوا حوله الشبهات ويلصقوا به الارهاب وهي نظرية صهيونية بجدارة يخدمها الغرب بمهارة خاصة بعد تعاطف الشباب والتخوف من انضمامهم أو مساعدة التنظيم ، ثانياً: أن تظل المنطقة العربية والاسلامية تحت سيطرة القوى العظمي –كاستغلال جديد- ولا أقول استعمار فشتان ما بين المعنيين، فلا تستطيع أن تتطور فتشكل (بعبعاً جديداً) خاصة مع وجود عقيدة سليمة يمكن أن تنهض بهم كما فعلت سابقاً وبالتالي إدارة حرب صليبية جديدة كما صرح بوش بالخطأ من قبل وكتموا حديثاً ، ثالثا: محاولة السيطرة على الملف النووي الايراني ، فإيران حليف وشريك صامت لأمريكا في العراق وتشكل فزاعة للخليج إضافة لتطمينها حتى لا تدخل في أزمة بسبب استهداف داعش للشيعة في المنطقة ، رابعاً: استمرار التوتر السني الشيعي بالمنطقة ما يجعل الغرب هو الملجأ لكل فصيل فتكون اللعبة بيدهم ويتحول الجميع لبيادق داخل لعبة المصلحة البحتة ، خامساً: الابقاء على قوة ذات بعد عالمي مدعومة مخابراتياً تتدخل في أي مكان يعتقد الكبار أن مصالحهم فيها مهدده باسم القضاء على داعش ، لتصبح داعش مجرد تكتيك غربي ووسيلة لتحقيق الأهداف ، خامساً: صنع حلف جديد مصري إيراني سوري –خارج الأسد- عراقي وخليجي (والآن مصر تقرب وجهات النظر بين السعودية وإيران بينما تخشى السعودية المنشقة داخليا مابين مؤيدي نظرية الدبلوماسية الخارجية وبين المحذرين من فتنة انقلاب السلفيين) بغرض إيقاف الثورات وتحرك الشعوب الذي بدأ بالتململ والتحرك من أجل الكرامة والحياة المستقرة ، وقد يتم ضم الجزائر والمغرب فكل ما يحدث يؤثر بشكل على جوانب مختلفة ، وهذا التحالف يصب بشكل من الأشكال على الهدف السادس: وهو خروج تركيا من تحالفاتها الحالية مع الخليج وغيره ، لماذا؟ لأن تركيا في نظر الغرب ما تزال وستظل الدولة العثمانية التي أخضعت جزء كبير من أوربا خاصة بعد تطور تركيا الجديدة وقربها من الشرق والشعوب العربية والمسلمة، إذ ما زال البعض في الغرب يقول أنهم يتعاملون مع عثمانيون جدد وأنه يجب إعادة النظر في وجودهم في الناتو بعد ابتعاد تركيا كثيراً عن الانضمام للإتحاد الأوربي بعد تحررها من الارث الأتاتوركي، فإن خرجت من تحالفاتها تكون أضعفت دورها ، وإن انضمت لهذا الحلف الايراني العربي تكون قد قضت على عشر سنوات من البناء والاتجاه نحو العثمانية، وهي صاحبة الخلاف مع مصر وإيران أهم عضوين في الحلف الجديد.
إذاً ما صرّح به الأستاذ كولن كما ذكرت من مقره بأمريكا كأنه يخاطب الداخل التركي أكثر من الخارج الذي يتهم تركيا، وكأنه يبعث برسالة واضحة لكل الشعب التركي بأن يقفوا ضد هذا التنظيم الذي يراد به زرع الفتنة وإضعاف تركيا وألا يقوموا بأي ضغط على الحكومة حتى تتخذ الخيار الأنسب للدولة والشعب فما تزال تركيا تمثل النموذج الناجح للإسلام الوسطي الذي لايريده الكثيرين في المنطقة ، ودخول تركيا الحرب ضد داعش يكون أيضاً حرباً ضد نفسها لأن هذه الحرب ستمتد لسنوات طويلة ، فالأخطار التي ستجابهها تركيا من جراء قرارها ليست خفية على الداخل التركي فاذا ما دخلت الحرب وأعلنت حالة العداء مع المجاهدين في سورية فهذا سيضعف موقف الحكومة وقراراتها المستقبلية في بداية حكمها.
وعلى تركيا أن تستفيد من الصراع الروسي الغربي وأن تحسن توظيف العلاقات مع النجوم الصاعدة كالهند والصين في آسيا مما يشتت أولويات أمريكا والغرب، كما عليها أن يتحد صفها الداخلي حتى لا تضعُف وتنزلق في الفرقة والشتات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.