لم يكن الترابي، " شايب التنظيم"، مُدرجاً في جدول اعمال مؤتمر حزب المؤتمر الوطني الحاكم، لكن "الاخوان" رغِبوا في تأكيد استحوازهم على الحكومة والمعارضة معاً!.. لأجل هذا قدّموه، كي يتحدّث بالانابة عن احزاب المعارضة السودانية،بالاستناد على أنه كان عضواً فى تحالفها!.. وكالعادة تحدّث شيخهم، فقال كل ما عنده، لكنه لم يفصح عن شيئ جديد!.. لقد "دخل بي حمد، ومرق بي خوجلي"، وسط تصفيقٍ حاد من اعضاء الحزب الحاكم، الذين عادوا الى ترديد شعاراتهم القديمة، علي شاكلة "هي لله، هي لله،، لا للسلطة ولا للجاه".. و"اسلامية مية المية"!..بدأ شايب التنظيم حديثه مُحلقاً فى فضاءات الإله، موجهاً "السّلام" من قبل ومن بعد، الى الله فى عليائه، ومنتهياً بحديثه عند آماله العريضة،فى أن يعمل خيراً إن شاء الله فى يوم القيامة!..هكذا قال بالحرف الواحد "أن نعمل يوم القيامة ، إن شاء الله"، مع ادراكه أو ايمانه ربما بأن يوم القيامة، ليس يوم عمل وأنما يوم حساب وجزاء!.. و لقد تأكد من خلال مداخلته القصيرة، قبل تقديم الرئيس البشير، أن الشّايب ، لم يتنازل مُطلقاً عن حلمه فى الصعود نحو "المجد" اندياحاً عبر "الوحدة" ، التى يطلبها كما قال مع أخوتنا فى شمال الوادي، دون الافصاح،عمّا اذا كانت تلك الوحدة التى ينشدها، ستكون مع المُرشِد، أم مع المشير!.. هكذا ترك عبارته "مطلوقة، ومُعلّقة فى الهواء"!.. وأفصح كذلك، عن رغبته فى الوحدة مع اخوتنا فى الجنوب، مضيفاً : "هم الاقرب الينا"!.. ويعني بذلك أهل الجنوب، مع أنّه هو الذي أفتى بقتلهم، ونكّل بهم، حتى انفصلوا عن شريعته!.. وأبدى الشّايب أشواقه فى الحوار والتوحُد مع تلامذته ،الذين قال أنه يراهم الآن، جالسون أمامه يصفقون!،، وقد كان الى عهد قريب، يقول أنهم "آبقون"، وبينهم "بالِعْ"و جُلُّهم "والِغْ"، وجميعهم مراوغون فى سبيل الامتيازات!.. أثبتت المداخلة ، بأن الشّايب، لم يزل يتحدث باسم الله، والدين ،والوطن، و أنه لم يزل مع تلك "الوهمة" بأن الله قد اجتباهم، وأن الدماء التى اريقت خلال المسيرة القاصدة،كانت " تبتغي رفع اللواء"، وأنّهم إن شاء الله "زمراً، فى الجنّة زمراً"!..اراد الشّايب بذلك مسابقة الريح، وتأكيد حضوره داخل جسد الانقاذ، و قال ما معناه، أنّه على العهد لتقديم طرح تأصيلي يشكل بديلاً للافكار الوافدة، التى تريد أن تنغرس فوق "أرضنا"!، مضيفاً أن الابتلاءت التى ربما كان أراد بها المفاصلة،أو عنيّ بها "حِرمانه المُعلن" عن السلطة والثروة أيّا كان المعنى المقصود، يقول الشّايب ،أن الابتلاءات قد ذكّرته بضرورة التلاقي والحوار والائتلاف، من اجل "التشاوروالشورى"!.. ومضى قائلاً كذلك : "نريد للحوار، أن يتحرر فيه الشعب ، ولكن أن لا يتفجر عنفاً في الحرية، وأن ينتظم، ويأمن ، ولا يتجبر عليه ناظم.. ونريد لعامة الناس، وإن أصابتهم وطأة بؤس، أن يجدوا بشرىً وفرجاً"!.. دع شايب التنظيم،يتحدّث كما يشاء ، فليس فى حديثه جديد..الجديد هو ظهوره بهذه المُباشرة، ليتحدث عن مدخله نحو تلامذته عبر مبادرة الحوار الوطني، التي شبع موتاً!..والجديد هو أن استشارية غندور، قد حققت له حلمه بالعودة الى منصة الكلام الرسمي، وأفسحت له مجال للتنظير، مع عِلمها التّام ، بأنّ عصر الضحكات، وتجديع الأيادي، قد انقضى!.. وقد يسأل سائل:لم أغدقوا عليه بكل هذا الظهور!؟..إنّها عوايد الملوك يا سيدي!..فالملوك مثل سائر الخلق يحتاجون الى تزجية بعض الوقت و قهر المِلل، بشيئٍ من اللّهو المُباح!.. ///////////