درج معظم البشر أنه إذا حدث خلاف مع شخص ما تتحول كل المحاسن الى مساوئ حتى إذا سأل أحد الأشخا ص عن ذلك الشخص المختلف معه لا يسمع المرء الا ما يحبط . وقد صاحب هذا السلوك البشرية منذ بدء الخليقة ولن نتخلص من ذلك الا بدخول الجنة بسلام .ولو لاحظنا حياة لأنبياء لوجدنا ذلك في قوم سيدنا وقوم صالح وقوم سيدنا عيسى على سبيل المثال واشتد ذلك في عهد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حيث عانى من تشويه السمعة معاناة لن تشهدها البشرية حتى قيام الساعة فقد تعمد كفار قريش نسيان كل صفاته ( التي كلها نبيلة) ووصفوه بكل سوء حتى صبره الله بقوله الكريم " فلا يحزنك قولهم إنا نعلم ما يسرون وما يعلنون" و" ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك" "واصبر وما صبرك الا بالله" لقد ساقني الى هذا القول السعي لاكتشاف محاسن الناس وشدني في هذا الصدد البرنامج التلفزيوني الجيد الذي يقدمه البروفسير مأمون حميدة منذ عدة سنوات إذ فرج من خلال هذا البرنامج كرب مرضى من مختلف أنحاء السودان بتوضيح المرض ثم توجيه المرضى لتلقي العلاج المجاني في مستشفيات راقية ما كان لهم الولوج اليها بسهولة. هذا المجهود الفردي ليس بالسهل فكم من متخصص في فرع من فروع المعرفة لا يقدم علمه لفائدة البشر.إن كتم العلم لا يفيد في الدنيا والآخرة وعلى كل من أعطاه الله العلم أن يبسط علمه خارج نطاق العمل لافادة الخلق.أتمنى أن تكون هناك جمعيات مثل جمعية الطرق من قبل المهندسين للمساعدة الطوعية في ايجاد حل لمشاكل الفيضانات بدلاً من القاء اللوم على الحكومة في الاخفاقات . أعجبتني تجارب بعض الأطباء السودانيين في بريطانيا وبعض دول الخليج حيث سخروا علمهم الطبي في اجراء عمليات جراحية مجانا في مختلف مناطق السودان كما أعجبني قيام فريق طبي سوداني بتقديم خدمات طبية في غزة. وفي إطار مختلف شدني العمل الخيري الكبير الذي يقوم به الستاذ كمال حمزة حيث سخر ما أعطاه الله من مال في حل الكثير من مشاكل الناس دون تردد أو رياء وأتمنى أن يحذو من وهبه الله المال الاستفادة من تجربته الانسانية . ينبغي علينا أن نشد من أزر هؤلاء بالدعاء لهم بالخير والصحة والعافية لأن ما يقومون به ( وعلى رأسهم البروفسير مأمون حميدة) هو ما يدعو له الاسلام من حيث أن فاعل الخير يثاب عليه في الدنيا والآخرة. أتمنى أن ننظر في السودان الى محاسن الناس مثلما ننظرالى محاسن الأمور إذ تقع أعيننا عند الشراء على ما هو أجود لا الردئ كما نعاين الى أقصر الطرق عند السفر وأفضل التعليم وأفضل العلاج فالقرآن يدعو الى كل مستحسن حيث مدح الرسول صلى الله عليه وسلم " وإنك لعلى خلق عظيم" " قد أفلح المؤمنون ......." وقد قال الرسول الكريم أنه بُعث ليتمم مكارم الأخلاق ؟ فالمكارم لا تأتي بالنظر الى المساوئ. كل فضائل الأعمال تدعو الى النظرة الايجابية لا السلبية للأمور ومن هذه الزاوية الصحفية لا يسعني إلا وأن أدعو الله أن يمتع البروفسير مأمون حميدة بالصحة والعافية فقد فرج كرب الآلاف ومن فرج لمحتاج كربة من كرب الدنيا يفرج الله عنه كربة من كرب يوم القيانة في يوم يفر المرء من أخيه وأمه وبنيه وصاحبته وبنيه . استحق أحد السلف دخول الجنة بفضل سقايته لكلب فما بالكم ببشر كرمه الله. المطلوب من البروفسير مأمون حميدة أن يستمر في البرنامج ويدرب آخرين لتقديم برامج مماثلة في القنوت الفضائية السودانية من حيث الأسلوب والطرح التعليمي المبسط حيث أعجبني تقمصه لشخصية السائل فجزاه الله خير الجزاء بصرف النظر عن رؤية الغير له. [email protected]