حدثان رياضيان بارزان تصدرا الاحداث الرياضية أمس وجعلا ماتبقي من شعر رأسي يقف ، محور هذان الحدثان حارس الهلال المنتهية فترة تعاقده جمعة جينارو ، واللاعب كما نعلم من ابناء دولة جنوب السودان ، ظل يحمل صفة اللاعب السوداني حتي نهاية عقده ، بعدها تحول الي لاعب اجنبي ، او فلنقل من ابناء منطقة ابيي ، التي مازال الصراع متواصلا حول تبعيتها بين الحكومة السودانية، وحكومة جنوب السودان . ويسعي الهلال لاعتماد اللاعب الي أن يتم الفصل في القضية عبر المؤسسات الدولية والقارية . تحول ضم اللاعب لنادي الهلال إلي حالة من الاستقطاب السياسي المخيف في تقديري والذي لايعي راسم او راسمي السيناريو خطورته ومايمكن ان يؤدي اليه في سبيل البحث عن مكاسب اقل مايمكن ان يقال عنها مكاسب رياضية رخصية ، الحدث الاول ظهر من خلال الحوار الذي اجرته الزميلة (الزعيم) مع رئيس مكونات دينكانوك بالسودان العمدة عبدالله ميوت ، والذي لم افهم من خلاله بصراحة الوضع القانوني لمكونات دينكانوك بالسودان ، ومعلوماتي البسيطة تؤكد أن دينكانوك ينتمون لجنوب السودان ، وهذا اصل القضية ، دينكانوك يطلبون ضم المنطقة لدولة لجنوب السودان ، فكيف نفهم أن لهم مكونات بالسودان ؟ وجود هذا المكون بالسودان يعني ببساطة عدم وجود صراع حول المنطقة ، وأنها تلقائيا اصبحت سودانية وفق المكون الذي يترأسه العمدة عبدالله ميوت ، وهذا يعني بإختصار عدم وجود قضية ، ولكن الواقع يقول غير ذلك . الحدث الثاني ارتبط بالحدث الاول ، فقد اقتحم عدد من شباب منطقة ابيي مكاتب الاتحاد السوداني أمس وعقدوا مؤتمرا صحفيا ( بأي صفة لا ادري ) يبدو ان مكاتب الاتحاد اصبحت مفتوحة لقضايا وصراعات خارج الاطار الرياضي ، المهم انهم اكدوا علي تصاعد الاستقطاب السياسي في هذه القضية ، بتأكيدهم انتماء جمعة جينارو لمنطقة ابيي نافين حديث العمدة عبدالله ميوت الذي يعتبر حسب حديثهم عمدة لقبيلة من قبائل دينكانوك التسعة وليس لكل القبائل ، لفت انتباهي في مجمل الحديث مايلي : ( قضية ابيي تحتمل كل الابعاد ، فبعد احداث ابيي المتعاقبة للمنطقة منذ خمسينيات القرن الماضي فقد هجر العديد من اهالي ابيي المنطقة ولهذا لايمكن ان نجزم ونشكك في انتماء مواطني أبيي للمنطقة الا عبر الاطر الرسمية والاوراق الثبوتية ولهذا نرجو ان نترفع عن مشاكلنا وخلافاتنا الخاصة والا نزجها في مشاكل المنطقة ككل فسمعة ابيي فوق الكل وجمعة جزء لايتجزأ من ابيي الكيان وهو سوداني ) انتهي . اذا ركزنا في الكلمة الاخيرة (وهو سوداني) . وذات السؤال المطروح علي تعريف العمدة عبدالله ميوت (رئيس اتحاد مكونات دينكانوك بالسودان) ، اطرحه علي المجموعة التي اطلقت علي نفسها اسم شباب ابيي ، هل جمعة جينارو سوداني ام جنوب سودان ؟ افهم ان المنطقة مازال بها صراع قانوني وسياسي ، وان تكييفها القانوني لم يتم حتي الآن ، ومع ذلك نجد للعمدة وربما الشباب (رقم وطني) يؤكد انتماؤهم للسودان ، وهم في ذات الوقت من ابناءالجنوب . قضية جمعة جينارو أكدت علي تمدد النفوذ السياسي في الوسط الرياضي ، وقدرة هذا النفوذ علي خلق صراع بين هلالاب ومريخاب من منطقة (ابيي) . [email protected]