هو عنوان لفيلم وثائقي شمالي جديد، على شاكلة فيلم بروق الحنين المثير للجدل، مخرج هذا الفيلم هو مزمل نظام الدين، ومدته ست وثلاثون دقيقة، تدور احداث هذا الفيلم عن( جاك كابتن فريق المكلية جوبا ) الذي ولد فى الجنوب، وعاش بالشمال لاعبآ فى الاندية الرياضية هناك. بعد الانفصال عاد الى الجنوب، وحسب الفيلم عاني جاك!!! لمدة عامين كي يتاقلم على الجنوب! وهو يحن ويشتاق للشمال! ويصور الفيلم لحظات الحنين بين الشعبين برغم الانفصال، وخاصة عندما اختار فريق الملكية جوبا، واصر فى اللعب فى الخرطوم بدلا عن كمبالا فى( بطولة سيكافا ) وحسب الفيلم لم يخذلهم جمهور الشمال، التي كانت تهتف معهم( ملكية فوق ). يقول مخرج الفيلم بان فيلم الملكية جوبا سيشارك فى اكبر مهرجان سينمائي بمدينة هلسنكي عاصمة دولة فنلندا. سطر جديد... نترك فيلم( الملكية جوبا ) اي بروق الحنين 2 بمعني اخر، ونتساءل بكل البراءة: الى متي سيستمر اعلام الخرطوم فى تصوير شعب جنوب السودان على انه نادمآ على الانفصال؟ وانه يشده الحنين دائما نحو الشمال؟. واذا كان القصد شريف، والنية صافية، اي ان معظم اعمال الفنية للخرطوم عن الجنوب هي من باب الانسانية فقط، مما يتطلب توثيق مثل تلك الافلام لتذكير الشعبين والراي العام العالمي والاجيال القادمة عن علاقة طيبة وحنينة نشات بين شعبين كان فى اصل واحد، اذا كان الغرض هو فقط لهذة الاسباب، فلماذا لا يقوم نفس الاعلام بانتاج فيلم مشابهة، يتناول بروق حنين شمالي، يعبر فيها انسان الشمال عن وجدانه وزكرياته فى الجنوب، وانه ايضا يشده الحنين نحو الجنوب؟ اذا كان الغرض من مثل هذة الافلام هي لاهداف انسانية وفنية فقط، اي ليس له علاقة بالسياسة، اين هي حنين انسان الشمال نحو الجنوب؟ اليس للشمالي لحظات وزكريات جميلة وحلوة ترسبت فى اذهانه، عن الجنوب؟ ان كنا نتحدث عن علاقة متبادلة بين الاخوة كانوا فى السابق واحد، واصبحوا شعبين بفعل الانفصال؟ لماذا يحرص اعلام الخرطوم فى حصر هذة العلاقة فى طرف واحد اي( الطرف الجنوبي )؟ اين هو الطرف الشمالي هنا فى هذة العلاقة؟ اليست مثل هذة الممارسات من الاسباب التي ادت للانفصال؟ اي روح التعالي، الذي يصور الجنوبي دائما وابدا على انه يحتاج للشمالي فى كل الاحوال؟ بينما للشمالي العكس. كيف تكون مثل تلك العلاقة؟ هل يمكن وصفه بعلاقة ناجحة؟ فى ظل انعدام تكافؤ الاحترام بين طرفي العلاقة؟ علما ان من شروط وجود اي علاقة ناجحة ومثمرة هو الاحترام والاهتمام المشترك بين طرفي العلاقة. اين هي اعلام الجنوب من كل ما يحدث؟ لماذا لا تقوم اعلامنا بالتصدي لهذا الاعلام السلبي، الذي يهن كرامتنا، ويقلل من قيمة استقلالنا؟ هل المانع هو ضعف الامكانيات ام ضعف الكوادر الفنية لدينا؟ ام هي سياسة التسامح المطلق الذي دمرنا ومازال يدمرنا حتي الان؟ لدرجة ان شيخهم الكبير( الترابي ) وصفنا يوما باننا شعب ضعيف الزاكرة؟! علما ان هنالك العديد من تصريحات المهينة للشعب الجنوب فى الاعلام السوداني المعاصر، وكان اخرها تصريح الشاعر اسحق الحلنقي عن شعب الجنوب. اخر سطر... اختم حديثي هذا بقول الشاعر: من يهن يسهل الهوان عليه. نحن من ضربنا بكرامتنا بعرض الحائط، بافعالنا التي سنندم عليه يوما، واثبتنا للطرف الاخر، اننا شعب نرتاح للعيش فى وسط الذل والهوان، كما يرتاح القمل للعيش فى الاوساخ، فاصبحت الطرف الاخر لا يبالي فى احترام مشاعرنا ولا يقدس حتي انسانيتنا، فكيف نبكي كمثل النساء على كرامة لم نحافظ عليه كالرجال؟ ولن ازيد..