تعقيب على مقالة الأستاذ/ نبيل أديب عبدالله عن أعياد الميلاد ودولة القانون في سودانايل إسماعيل عبدالحميد شمس الدين – مقيم في قطر لقد تناول الأستاذ نبيل أديب القضية من خلال الجانب القانوني ووفقاً للأحكام الدستورية بوصفه أحد المراجع الهامه في وبحكم مركزه وسط المحامين المخضرمين وهي قضية تتسم بالحساسية المطلقة التي يحجم عن إثارتها الكثيرون ، علماً بأن السودان كان ولا يزال وسيظل وطناً للجميع وإذا كان القانون والمجتمع قد حسم حماية المعتقدات الدينية فكان لا بد أن يتضاءل دور التطرف والتعصب في بلد وصف يوما بانه النموذج لعلاقات الأديان ،وهذه صورة المجتمع المتحضر ، لأن الأديان قد أتت بأصالتها لتحرر عقل الانسان وتحوله الى عقل متنور ناضج وإذا كانت شعوب العالم على امتداد المعمورة تتطلع الى تحقيق السلام فإن جميع رسالات السماء قد أمرت بالسلام ، فهاو سيدنا عيسى عليه السلام يقول (طوبى للرحماء لأنهم يُرحمون، طوبى لصانعي السلام، ) وهذا سيدنا محمد عليه السلام يقول في وصاياه: ((الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء))، والله تعالى يقول بحق محمد صلى الله عليه وسلم: {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)}. ويقول الله تعالى في القرآن الكريم: {والله يدعو إلى دار السلام}. والإسلام جُعل تحية الناس بين بعضهم دعوة للسلام والرحمة، والنبي محمد صلى الله عليه وسلم يدعو إلى بذل السلام... والإسلام والمسيحية يدعوان الناس إلى المحبة والتعاطف والتعاون. لقد أتت أديان السماء بأصالتها لتحرر عقل الإنسان وتحوله إلى عقل متنور ناضج، ولم تأت أديان السماء لتتناقض مع العقل والحقيقة، بل أتت لتنسجم معها وتنميها وتنصرها. ,كما يقول أحد شيوخ المسلمين (إذا كانت شعوب العالم تتطلع إلى تحقيق السلام العالمي فإن جميع رسالات الأنبياء تأسست على بناء السلام بين الإنسان وربه، وبين الإنسان والإنسان، فهذا سيدنا عيسى المسيح عليه السلام يقول في إنجيل متى: ((طوبى للرحماء لأنهم يُرحمون، طوبى لصانعي السلام). وهذا سيدنا محمد عليه السلام يقول في وصاياه: ((الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء))، والله تعالى يقول بحق محمد صلى الله عليه وسلم: {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين). ويقول الله تعالى في القرآن الكريم: {والله يدعو إلى دار السلام}. والإسلام جعل تحية الناس بين بعضهم دعوة للسلام والرحمة، والنبي محمد صلى الله عليه وسلم يدعو إلى بذل السلام.... والحقيقة أن الإسلام لم يأت ليلغي الأديان السماوية التي سبقته وإنما جاء مجدداً ومتمماً لها، فسيدنا المسيح يقول: ((ما جئت لأنقض وإنما جئت لأتمم )) . وإلى هذا أشار نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فقال: ((إنَّ مثلي، ومثل الأنبياء من قبلي، كمثل رجلٍ بنى بيتاً فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنةٍ من زاويةٍ، فجعل الناس يطوفون به، ويعجبون له، ويقولون: هلاّ وُضعَت هذه اللبنة ؟ قال: فأنا اللبنة، وأنا خاتم النبيين))(رواه البخاري [ كتاب المناقب ]، باب (خاتم النبيين)، وروى مسلم. ونحمد الله وقد أنعم علينا سبحانه وتعالى بنعمة الاسلام الذي نزل متمما وخاتماً للنبيين ونبدأ يومنا بذكره ونختمه بحمده ، وبالرجوع لتاريخ السودان عبر القرون الماضية لن نجد من حالات الردة عن دين الاسلام إلا القلة التي لا تتعدي أصابع اليد الواحدة ،فما مبعث هؤلاء لمعاداة الأديان الأخرى ليصل الأمر الى النيل من الآخرين قولاً أو فعلاً أو عملاً ولماذا يمارس البعض عمليات الشحن الزائد وسط الشباب الذي يقود للعنف Violence وما عداهم فهو مارق عن الإمةوبالتالي الى التعصبPrejudice وبالتالي بث روح الكراهية في المجتمع ومن الطبيعي عدم الاعتراف بالآخر وسوء الظن بالآخر ، فتُقاد فئة من شبابنا الطاهر الى العنف وحتى إذا لجأ البعض من مواقع السلطة سياسية أو دينية الى الدعوة من خلال الدين الحنيف الى التطرف ، فتعاليم الاسلام بعيدة كل البعد على مظاهر التطرف والعصبية والعنف، ولعلنا نبرز بعض المشاهد لسودان الأمس واليوم التي عاش فيها الناس في رحمة الله وفي السودان الذي يسع الجميع كما قال الراحل المقيم جون قرنق:- 1-كانت أجراس الكنائس تعلو بالصوت الذي يشرح حالة العبادة للصلاة أو الأفراح أو الأتراح ويمارس المسيحيون أو الأقباط عباداته بحرية كاملة بالإضافة للمشاركة من بعض المسلمين الذين يربطهم العمل والحي السكني في الأفراح والأحزان وكانت الكنائس الكبرى في العاصمة وبعض الأقاليم ملحقة بالمدارس لتعليم الطلاب والطالبات بصرف النظر عن دياناتهم وتخصيص مادة أساسية للدين الاسلامي بل كان معظم مدرسي اللغة العربية من أئمة المساجد وطوال الحقبة التاريخية للقرن الماضي والحالي لم نسمع أن أحداً قد ارتد عن دينه. 2- كان الأقباط الذين هاجروا من مصر منذ قرن من الزمان يعيشون في المدن والأحياء مشاركين المسلمين أفراحهم وأتراحهم بل أن بعض المدن كمدينة عطبرة شهدت تصاهراً بزواج المسلمين من حرائر الأقباط وقد وصل عدد هذه الزيجات الى أكثر من 50 حالة مع نهاية الستينات. 3- وفي موقع في قلب الخرطوم كانت تُقام العبادات اليهودية في المعبد اليهودي على شارع القصر فقام المتطرفون قبل عشرات السنين بهدمه فأراحوا متطرفي اليوم من هذه المهمة وكانوا يعيشون وسط الناس في أمن وسلام حتى أن أحدهم كان مديراً للطيران المدني وبقى في السودان وأسرته ولما اشتد به المرض سافر للعلاج في بريطانيا وكانت وصيته أن يدفن في مقابر اليهود في الخرطوم. 4- يقيم الأقباط كل عام مائدة رمضانية في النادي القبطي بحضور السيد المشير عمر أحمد البشير وعددا من القادة السياسيين والدنيين المسلمين. لا أقول هذا دفاعاً عن الأقباط والمسيحيين الذين أسسوا دور العلم من خلال الارساليات وانما الحديث بصفة عامة لأن التطرف لا يرحم طالما تم توجيهه من ضعاف النفوس والغائبين عن روح الاسلام وتعاليمة القيمة والباقية. وقد دخل التطرف الى أرض السودان الطاهرة منذ سنوات عندما خرجت مجموعة وهاجمت المسجد في مدينة الثورة بامدرما وقتلت البعض وجرحت الآخرين وتعود بي الذاكرة لحادثة عالقة بالأذهان رواها صاحبه يرحمه الله ،، إنه ذلك الرجل الذي تميز بالشجاعة والخلق القويم وما أن يسمع الآذان إلا ويسارع لتأدية الفريضة ولا يخاف الا من الخالق الجبار فكان القاضي العادل والمحامي الشريف وكيل النيابة المميز ، فيوم أن طلب منه المشر جعفر النميري محاكمة خصومه السياسيين كان الرد حاسماً بتقديم الاستقالة حتى لا يلوث العدالة نعم إنه الراحل المقيم مولانا الصادق الشامي الذي تم اعتقاله مع بداية عهد الانقاذ وكان نصيبه السجن في مرحاض هو وزميلين له وكان الحراس يصومونه بالكفر وغيرها من الحالات. فلذ فان العزل ورفض الآخر أصبحت الطابع المميز للبعض الذي ((يقولون الما معانا ))ضدنا حتى إذا أدى أركان الاسلام الخمسة. إن التطرف والتعصب والكراهية من فعل فئة ضالة ومضللة والصورة أمامنا في القارة الأفريقية من عمليات بوكو حرام وجيش الرب والمسميات التي تمرح باسم الدين في البلدان العربية، لقد وصل الأمر لدق ناقوس الخطر لإيقاف التطرف والهوس قبل ان يصل الى ما وصلت اليه بلدان مجاورة بالنيل من جيوشها وقواتها المسلحة واللهم ثبتنا على دينك الحنيف . [email protected]