اسم (لعمود ) اخترته وحرصت علية فى صحيفة الازمنة ثم من بعد فى صحيفة الراى الاخر فى عهدالحرية الصحفية وليس الديمقراطية لان الديمقراطية فكر وثقافة سياسية متقدمة لم يعرفها السودان عبر تاريخه وكنت امنى نفسى بان ابحث عن مسمى اخر متى اصبح للشار ع صوت ولكن الشارع وهو بتعبير ادق الشعب ظل صوته يخبو عبر كل انظمة الحكم التى تعاقبت على السودان منذ فجر (الاستقلال المزعوم) فكان هو الضحية التى تدفع ثمنا اكبر كلما حل حكم جديد على السودان اسوأ من الحكم الاسبق له بديمقراطية زائفة منفردة او متواطئة مع عسكر ففى كل الحالات ظل الشعب اكثر خسارة وظل صوته يخبو اكثر مما كان عليه قبله لهذا اراه يفرض مسماه على طالما ان الشارع لاصوت له. حتى تم نعيه بمسمى )الاغلبية الصامته) مع انها صاحبة الحق فى ان يكون لها الصوت الاعلى فكيف لايكون لها صوت الشكر للاخ الزميل رحاب االذى افتقدنى ولهذه الصحيفة التى جمعتنى بها فترة طالت قبل ان اهجر السودان او حقيقة ارغم على الهجرة من وطن لم يعد لى ولاغلبيته موقع فيه. وكيف يكون للشارع كلمة وهو لم يعرف فى تاريخه حكما ديمقراطيا حتى يعلو فى صوته لان الديمقراطية تعنى انه هو الصوت الاعلى وهذا ما لم يعرفه السودان منذ رفع (علم الاستقلال) الذى هلل له ولم يعد فى حياته غير ذكرى اليوم الذى رفعه فيه حتى بات نادما على رحيل الانجليز لتتوارثه من بعدهم قوى سياسية مدمنة للفشل مدنية او عسكرية قوامها احزاب وهمية تهيمن عليها بيوت طائفية لا تعرف المؤسسية الديمقراطية او احزاب عقائدية تقوم فلسفتها على نظام الحزب والفكرالواحد سواء كانت شيوعية بعثية ناصرية يسارية او اسلامية وهو فكر مستورد اما من نظريات عالمية رافضة للديمقراطية مبدأ حتى وان بقيت تحت مظلة تعددية حزبية او عقائدية اسلامية من وجهة نظر سياسية وكلها تقوم على فكر يرفض الاخر لهذا نراها احتكرت الحكم وتقاسمته متحالفة فيما بينها او مع العسكر اقتسما فيها الحكم من ثلاثة انظمة قائمة على ديمقراطية وهمية ومثلها ثلاثة عسكرية من صنعها ومتحالفة معها والمفارقة انهاطوال تنقلها من نظام حاكم لاخر يكون مردود النظام اسوا مما قبله ليصبح الشارع فى نهاية الامر هو الضحية وهو الذى يدفع ثمنا اكبر مما قبله. لهذا لم يكن غريبا الا يعرف الشارع عبر كل مراحل حكمه نظاما ينحاز اليه قوامه مؤسسية ديمقراطية تحقق له الكلمة العليا وان كانت اكبر صدمة حلت به يوم انتكس حزب الحركة الوطنية الحزب الوطنى الاتحادى الامل الوحيد فى تاريخه الذى كان يملك التاهيل لبناء حزب ديمقراطى مؤسسى الا ان قياداته اسلمته لطائفية كتبت نهايته و السطر الاخيرلنعى الديمقراطية ومستقبل السودان وكونوا معى [email protected] //////