اذا كنت قد تناولت مواقف الزعيم الشهيد اسماعيل الازهرى رئيس الحزب الوطنى الاتحادى ومن بعده الحزب الاتحادى الديمقراطى بعد عودته(المشئومة) لطائفة الختمية فاننى لا اقلل من شخصيته الوطنية هو او رفاقه الا ان تلك كانت جريمة فى حق الديمقراطية والسودان لانها كانت لها اثار سالبة كتبت نهاية الحزب تماما عندما اسلمت امره لزعيم الطائفة بعد رحيل الشهيدين الازهرى والشريف حسين الهندى ولكن رغم ذلك فان الحزب تحت زعامة الازهرى ورفاقه كانت لهم مواقف محسوبة على مستقبل الديمقراطية قبل ان يعود لحضن الطائفة كما تواصلت ذات المواقف بعد عودته للطائفة الامر الذى افقد حزب الحركة الوطنية اى امل فى بناء مؤسسة ديمقراطية فدفع السودان الثمن ضياع الامل فى غرس القيم الديمقراطية فيه حتى يؤسس نظام حكم يقوم على تعددية حزبية ديمقراطية تؤمن له الحاكمية على شئونه وحقوقه فى تجرد تام تتساوى فيه كل العنصريات والجهويات والاديان التى تكون شعب السودان وتجنبه الانقسامات لان الشعب كله يصبح الشريك فى السلطة لهذا فالوقوف مع هذه الممارسات التى اجهضت الديمقراطية انما هو لاخذ العبرة من التاريخ بامل ان يستلهم شباب اليوم الدرس منها ولعل اول واخطر مظاهر الخروج عن قيم الديمقراطية ان تفوض وكيلا عن الناخبين فى اول تجربة ديمقراطية فى السودان لتنفيذ برنامج معين تحققت لك الاغلبية البرلمانية من المؤيدين له فتعطى نفسك الحق فى ان تتراجع عنه دون تفويض جديد من الذين اوكلوك المسئولية نيابة عنهم وباسمهم حتى لو كان المردود للخروج عن قيم الديمقراطية اعلان استقلال السودان فالزعيم الازهرى ورفاقه يعلمون انهم حازوا ثقة اغلبية الناخبين لمفاضلتهم بين اعلان وحدة وادى النيل على الدعوة للاستقلال المزعوم الذى يدعو له حزب الامة لهذا ان راى الازهرى ومعه نواب الحزب الذين فوضهم الناخبون لاعلان وحدة وادى النيل ان ظروفا استجدت للتراجع عنه مهما كانت مبررة فانه يتعين على الحزب ان يعود لمن اوكلوه وفوضوه لبرنامج محدد حتى يفتوهم فى الامر وهذا اهم قيم الديمقراطية ولو ان هذا حدث لحقق الحزب ثقة اكبر لاحترامه حق من انتخبوه لانهم الاصل ولم يكن الامر يتطلب اكثر من ان يقرر الحزب عودته للناخبين حتى يقدم الخطوة الرئيسية لتأسيس المؤسسية الديمقراطية وان تعذر ذلك لاى سبب وحالت دونه اعتبارات لا يملك التحكم فيها فانه قد اوفى بعهده لمن اوكلوه ولكانت تلك الخطوة اول درس يقدمه حزب الاغلبية فى ترسيخ قيم الديمقراطية لا ان يجهض تلك القيم بان يعلن الاستقلال دون تفويض من ناخبيه ليضمن البقاء فى السلطة ولو انه اعاد الحق لاهله لكانت تلك الخطوة الاساس لتنظيم الحزب من قواعده وصولا لمؤتمراته العامة ووقتها لما شهد السودان هذا التدنى فى الحكم الوطنى الذى هيمنت عليه دكتاتورية مدنية باسم ديمقراطية زائفة او عسكرية منفردة او متحالفة مع الاحزاب التى لا ترفض ذلك ولقد شهدت انجلترا حيث تسود القيم الديمقراطية ان حزب العمال الذى حقق اغلبيته البرلمانية لبرنامجه الانتخابى الذى يقوم على تاميم الاقتصاد ولما تسلم الحزب السلطة ووجدانه لا يملك تنفيذ ما التزم به للاغلبية التى انتخبته حل البرلمان وعاد للناخبين ليفتوا فى الامر بعد ان اكد لهم انه لن ينفذ ما وعد به . وكونوا معى نواصل كيف كان مسلسل تشييع القيم الديمقراطية فى حزب الحركة الوطنية [email protected] /////////