عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. أعلن بالأمس الخميس 21 /4 /2016 م نتائخ الأنتخابات الرئاسية في تشاد . التي جرت أحداثها في يومي 9 و10 من ابريل الحالي . وأستطاعت قيادة تحالف الأحزاب السياسية بقيادة الرئيس الحالي ان تنال ثقة الشعب التشادي بفضل طرحهم المقنع بقضايا الوطن وهموم الشباب وتطلعاتهم وقد عمت فرحة عارمة ربوع تشاد الليلة قبل الماضية بفوز مرشح تحالف الأحزاب .وانتهز هذه المناسبة ان اقدم أحر التهاني القلبية لفخامة الرئيس ادريس دبي بثقة الشعب وهو أهل لها .وكما أود أن انتهز هذه المناسبة السعيدة , لأعطاء بعض الأضواء عن تاريخ ومسيرة الأحزاب السياسية في تشاد . يصعب علي الباحث التقويم الحقيقي لتطور الفكر السياسي في تشاد , وليس من السهل أيضا تتبع الأصول الأولي للأحزاب السياسية فيها بدقة . ومع ذلك تقول المصادر أن الحياة السياسية الحديثة في تشاد بدأت بالأنتخابات الخاصة بالجمعية الوطنية التأسيسية الفرنسية الأولي التي أجريت في 21 /1 /1945 م كتنفيذ لتوصيات مؤتمر برازفيل لسنة 1944م . ونتيجة لذلك جاءت الأحزاب السياسية في تشاد وخاصة الأحزاب التي ظهرت في الفترة ما بين 1945 -1958 م فروعا من ا لأحزاب الفرنسية الرئيسية , وأخذت تتلون بدرجة كبيرة بالولاء القبلي المحلي وأرتبطت سياسيها بهيكل وأتجاة زعمائها الشخصية مما جعلها تميل في باديء الأمر الي أستخدام وسائل العنف أكثر من تركيزها علي النشاط السياسي الحديث والأهداف التي تخدم المصالح الوطنية . وكانت الأحزاب المذكورة أدناها اولي الأحزاب التي ظهرت كأحزاب سياسية حديثة في تاريخ تشاد الحديث. الحزب رئيس الحزب التاريخ 1 – الحركة الأجتماعية التشادية عربي القوني اكتوبر 1945 2 – الحزب التقدمي التشادي جبرائيل ليزت فبراير 1947 3 – أتحاد تشاد الديمقراطي جان باتست مارس 1952 4 - الحركة الأشتراكية الأفريقية أحمد غلام الله مارس 1952 5 – تجمع الريفيين التشاديين سهولبا يونيو 1958 وقد سيطرت هذه الأحزاب الحياة السياسية في تشاد الفترة الأنتقالية التي أعقبت الأستقلال. وشكلت عدة حكومات إئتلافية . كما حصلت عدة أنشقاقات في مسيرة هذه الأحزاب الي تاريخ 12 يوليوعام 1960 م حيث وقع رئيس جمهورية فرنسا أنذاك جنرال ديقول مع رئيس حكومة تشاد أتفاقا تنقل بمقتضاه أختصاصات الرابطة الي جمهورية تشاد وحدد تاريخ الأستقلال في 11 /8 /1960 م وبحلول هذا التاريخ وصل الي مدينة فورت لامي ( أنجمينا حاليا ) اندري مالرو وزير الدولة والممثل الشخصي للجنرال ديقول وتبادل وثائق التصديق ونقل أختصاصات مع الرئيس تمبلباي الذي تولي رئاسة الحكومة بعد سقوط حكومة أحمد غلام الله التي لم تستمر أكثر من 12 يوما .وبعد ذلك وافقت الجمعية الوطنية التشادية بالأجماع علي قانون دستوري الذي ينص علي ترقية فرنسوا تمبلباي رئيس الوزراء الي مرتبة رئيس الدولة ورئيسا للحكومة وتتشكيل اول وزارة بعد الاستقلال من السادة الأتية اسمائهم :- 1 فرنسوا تمبلباي رئيس الجمهورية ومجلس الوزراء وملكف بالدفاع 2 – جبريل خيرالله وزيرا للشئوون الخارجية 3 – أبو نصر عبدالله برقو وزيرا للداخلية 4 – بابا حسن وزيرا للأقتصاد والتجارة 6 – ادم شيري وزيرا للزراعة 6 – جبريل تورانقاب وزيرا للتربية الوطنية 7 – توفا كيرو وزيرا للأشغال العامة والمواصلات 8 -مشيل جدنقار وزيرا للمالية والتخطيط 9- جبريل بول وزيرا للوظيفة العامة والأرشاد القومي 10 - روبتير دلسبا وزيرا للعمل والشئوون الأجتماعية 11 – حسن بكري وزيرا للثروة الحيوانية 12 – موريس انقانتار وزيرا للسياحة والغابات والصيد 13 – محمد عبدالكريم أمين الدولة للدفاع الوطني 14 – علي كوشو أمين الدولة للمالية والتخطيط 15 – محمد حسن جوجو أمين الدولة بالرئاسة ملكف بالأعلام 16 – عيسي اللآوة شيمي أمين الدولة للداخلية وقد أختطفت هذه الفترة التاريخية من ذاكرة تاريخ تشاد المعاصر من أجل توضيح بعض الحقائق التي يجهلها أغلب شباب اليوم وربط هذة الذاكرة التاريخية بما تجري الآن من أحداث سياسية وممارسة الديمقراطية وانتخابات عامة وأئتلافات الأحزاب السياسية في مواجهة لأحزاب أخري . ولكن مسيرة هذه الأحزاب التي ظهرت فترة الأستعمار كانت غير موفقة في قيادة الجماهير الشعبية وذلك نظرا لغياب الوعي السياسي والوطني لدي السياسيين وارتباطهم لفئات المحافظة المرتبطة أصلا بالأستعمار من السلاطين وشيوخ القبائل وعدم وجود أيديولوجية او منهاج لتنظيم علاقة الأحزاب ببعضها وغياب التعاون فيما بينها في مسيرتها النضالية كلها عوامل أثرت سلبا علي مسيرة الأحزاب السياسية وحرفت نضالها الي مصالح شخصية او جهوية ضيقة أدت في نهاية الأمر التهديد بتقسيم البلاد الي دولتين كما ان الزعامات الحزبية ظلت علي المشاحنات والعداء الأقليمي والقبلي والتطاحن حول الأشخاص هكذا غلب جانب الطموح الذاتي علي المسئوولية العامة والولاء القبلي والحزبي علي الولاء للوطن مما جعل هؤلاء الحزبيين لم يفكروا في قضايا الأنسان الأساسية بل أنشغلوا في امور من يحكم البلاد فقط . بل صار البرلمان والحال إلأ ساحة عراك أخري للتشاحن الحزبي غير الهادف بدلا من ان يكون البرلمان مؤسسة تنعكس فيها الأراء وتتصارع الأفكار البناء وتتمثل أرادة الأمة. نتيجة لهذه الممارسات الخاطئة مما ساعد السيد فرنسوا تمبلباي الي تنصيب نفسه رئيسا للبلاد في 12 /7 /1960 م وبعدها قام بأنقلاب علي زعماء الأحزاب وألغاء أحزابهم السياسية ورماهم في السجون , قائلا لهم أنها أحزاب قديمة أنشئت قبل الأستقلال ولا نحتاج الي أحزاب كثيرة . ومنع قيام أحزاب جديدة ما عدا حزبه المسماة (بالحزب التقدمي ) وترتبت علي هذه الأجراءات القمعية مظاهرات ونزاعات دامية في كافة نواحي تشاد وظهرت حركة فورلينات وحركات مسلحة اخري المطالبة بالديمقراطية وقضايا اخري . ولكي لايعيد التاريخ نفسه ويقودنا الي ذات النتيجة يجب ان يدرك الجميع ولا سيما قادة الأحزاب السياسية الكثيرة أن أي انحراف في ممارسة الديمقراطية يقودنا الي الدكتاتورية ولذلك يجب علينا أن نأخذ في الأعتبار تجارب الماضي ونحفظ جيدا دروس التاريخ حتي نجنب أنفسنا تكرار هذه السلبيات التي اعقبت أحزاب ما بعد الأستقلال. ثانيا : هذه الأحزاب السياسية الكثيرة التي نراها الآن في الساحة التشادية ( 106 ) حزبا مسجلا في بلد لا يتجاوزعدد سكانها عن 13 مليون نسمة . يبدو للمراقب والمتابع أن أي قبيلة في تشاد مقابلها حزب سياسي وهذا المسلك بتأكيد سوف تؤدي الي ممارسة القبلية السياسية والتعصب القبلي والي أخر ما هنالك من عيوب التي تؤدي الي هدم المجتمع . وتفقد الديمقراطية من مضمونها . ولذا أدعو جميع قادة الأحزاب السياسية ذات الأهداف المتشابهة الي توحيد نفسها في كتل حزبية كبيرة ذات ثقل جماهيري حتي تتمكن من استمرارها في الساحة السياسية مستقبلا , لأنه لا معني أطلاقا لأن ندعي أننا ابناء وطن او أبناء أمة وأننا اخوة وأشقاء ومع هذا نتصرف بعنصرية وندافع عن الحواجز التي تبعدنا عن بعضنا البعض , وهذا نوع من النفاق وهو ضد الروح الوطنية.