*ما أعز الأوطان و ما أعظمها و ما أغلاها حتى عندما تستلب عزتها أو تهان هيبتها و كرامتها !!* *ظل السودان تحت رحمة أهواء الإنقلابيين و رغبات المغامرين لمدة خمسة عقود حسوما من جملة ستة عقود هي جملة عمره منذ نيله الإستقلال من المستعمر الأجنبي ليقع تحت كبت و تسلط و عسف و جبروت و قسوة و ظلم الحاكم الوطني الباغي البغيض الذي تحكم في كل المقدرات الوطنية و عاث فيها عبثا و فسادا !!* *كل الأوطان و كل الشعوب تتكئ و تتأمل و تتعشم و ترنو إلى جيوشها طلبا للخلاص عند اشتداد المحن و توالي الإحن ؛؛ إلا السودان فقد إتكأ الساسة و إتكأت الأحزاب السياسية باكرا على جيش السودان طلبا للسلطة ضد إرادة أهل السودان و ضد حرية أهل السودان و ضد كرامة أهل السودان ؛؛ بل و سامت شعب السودان سوء العذاب قهرا و تنكيلا و حرمانا !!* *لم تكتفي تلك الأحزاب المتكئة على الجيش ؛؛ المستغلة لإستقلاليته و حيدته و مهنيته بامتطاء صهوة الجيش فقط وصولا إلى الحكم و التحكم و التسلط بل سعت إلى إفراغه من مهنيته و تفريغه من قوميته و قوته و تسييسه و تهجينه !!* *كل الأحزاب السياسية السودانية ساهمت بقدر ما في جريمة إقحام الجيش السوداني في السياسة و كل الأحزاب السياسية السودانية لم تدافع عن الديمقراطية المؤودة و المفترى عليها بالقدر المطلوب كما ينبغي و كما يجب ؛؛ برغم البكائيات المصطنعة على ضياع الديمقراطيات المتتالية !!* *كل البكائيات المصطنعة التي تعج بالنائحات المستأجرات لم ترق إلى مستوى طموح الشعب السوداني المكتوي بالنارين حكومة و معارضة !!* *كل الأحزاب السياسية التي إدعت الدفاع عن الديمقراطية و الوقوف ضد الديكتاتورية في كل المراحل و الحقب السياسية تجدها في لحظة ما إما مشاركة أو مهادنة أو مغازلة أو مداعبة و هي اللحظة المفصلية الهامة و الدقيقة التي تترنح فيها أركان الديكتاتورية ؛؛ و تهتز عندها و ترتعد فرائصها خوفا من غضبة شباب أبي لا يخشى ولا يخضع و لا يخنع !!!* *المشكلة و المعضلة و الأزمة و الهاوية قومية و مركزية بالأساس ؛؛ جذورا و ساقا و تفرعا و أوراقا جافة يبسة و متساقطة في كل أنحاء و أرجاء و أصقاع و أرقاع و بقاع السودان و ليست ولائية كما يظن و يعتقد الكثير منا ؛؛ بل ذلك مجرد وهم كبير و خطأ عظيم وخطل عميم !!* *الإثنين 13 ربيع الأول 1438ه* *12ديسمبر 2016م* عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.