"الآلاف يفرون من السودان يومياً".. الأمم المتحدة تؤكد    انتفاضة الجامعات الأمريكية .. انتصار للإنسان أم معاداة للسامية؟    بوتين يحضر قداس عيد القيامة بموسكو    أول اعتراف إسرائيلي بشن "هجوم أصفهان"    وفاة بايدن وحرب نووية.. ما صحة تنبؤات منسوبة لمسلسل سيمبسون؟    برشلونة ينهار أمام جيرونا.. ويهدي الليجا لريال مدريد    وداعاً «مهندس الكلمة»    النائب الأول لرئيس الاتحاد ورئيس لجنة المنتخبات يدلي بالمثيرأسامة عطا المنان: سنكون على قدر التحديات التي تنتظر جميع المنتخبات    السعودية أكثر الدول حرصا على استقرار السودان    الفاشر.. هل تعبد الطريق الى جدة؟!!    الخارجيةترد على انكار وزير خارجية تشاد دعم بلاده للمليشيا الارهابية    ريال مدريد يسحق قادش.. وينتظر تعثر برشلونة    الأمعاء ب2.5 مليون جنيه والرئة ب3″.. تفاصيل اعترافات المتهم بقتل طفل شبرا بمصر    شاهد بالفيديو.. محامي مصري يقدم نصيحة وطريقة سهلة للسودانيين في مصر للحصول على إقامة متعددة (خروج وعودة) بمبلغ بسيط ومسترد دون الحوجة لشهادة مدرسية وشراء عقار    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة لها مع زوجها وهما يتسامران في لحظة صفاء وساخرون: (دي محادثات جدة ولا شنو)    شاهد بالصور والفيديو.. رحلة سيدة سودانية من خبيرة تجميل في الخرطوم إلى صاحبة مقهى بلدي بالقاهرة والجمهور المصري يتعاطف معها    غوارديولا يكشف عن "مرشحه" للفوز ببطولة أوروبا 2024    كباشي والحلو يتفقان على إيصال المساعدات لمستحقيها بشكل فوري وتوقيع وثيقة    ريال مدريد ثالثا في تصنيف يويفا.. وبرشلونة خارج ال10 الأوائل    تمندل المليشيا بطلبة العلم    الإتحاد السوداني لكرة القدم يشاطر رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الأحزان برحيل نجله محمد    ((كل تأخيرة فيها خير))    الربيع الامريكى .. الشعب العربى وين؟    وصف ب"الخطير"..معارضة في السودان للقرار المثير    دراسة تكشف ما كان يأكله المغاربة قبل 15 ألف عام    مستشار سلفاكير يكشف تفاصيل بشأن زيارة" كباشي"    نانسي فكرت في المكسب المادي وإختارت تحقق أرباحها ولا يهمها الشعب السوداني    قائد السلام    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة حديثة تعلن بها تفويضها للجيش في إدارة شؤون البلاد: (سوف أسخر كل طاقتي وإمكانياتي وكل ما أملك في خدمة القوات المسلحة)    الأمن يُداهم أوكار تجار المخدرات في العصافرة بالإسكندرية    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الخميس    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الخميس    العقاد والمسيح والحب    شاهد بالفيديو.. حسناء السوشيال ميديا السودانية "لوشي" تغني أغنية الفنان محمد حماقي و "اللوايشة" يتغزلون فيها ويشبهونها بالممثلة المصرية ياسمين عبد العزيز    مؤسس باينانس.. الملياردير «سي زي» يدخل التاريخ من بوابة السجن الأمريكي    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التحية لفاطمة الصادق .. بقلم: عبدالله محمد أحمد الصادق
نشر في سودانيل يوم 16 - 04 - 2017


أدعيا العروبة في السودان:
كان الناس في السودان يعجبون بحكامهم الانجليز ويصفونهم بالعدل والأمانة والنزاهة والاستقامة وهم لا يعلمون بأنهم صفوة مختارة يتم اعدادها للعمل بالمستعمرات، وأدعيا العروبة والاسلام الذين أسسو الدولة من منطلق تحيزاتهم العنصرية والذين يتمسكون بسودانهم القديم ولا يريدون سودانا جديدا يقوم علي الديمقراطية ودولة المواطنة خوفا علي مصالحهم وامتيازاتهم الاجتماعية في أغنيتهم التي يغنيها حسن خليفة العطبراوى يزعمون أنهم أمة رسالية جاءت من الجزيرة العربية الي مجاهل أفريقيا لانقاذ الناس من التخلف وتعليمهم مكارم الأخلاق بصفتهم شعب الله المختار، ويحلمون بعودة أمبراطوريتهم العربية التي انتهت بقيام الدولة العباسية في نهاية القرن الهجرى الأول علي أكتاف المسلمين من غير العرب، وذلك اجترارا لحضارة قامت ثم بادت وغيرة من الحضارة الأوربية التي انتقلت بالبشرية من عصر الساقية الي عصر الفضاء، ويتهمون العالم الحر بالاستلاب الثقافي ويحلونه لأنفسهم، ويعني ذلك التعالي علي السكان الأصليين واحتقار وازدراء ثقافاتهم، ولدينا ما يكفي للاعتقاد بأن ذلك كان سببا في كراهية الاسلام والمسلمين في مانيمار وأفريقيا الوسطي، لكن ذلك يكذبه الحاضر المؤلم والمستقبل المظلم في العالم العربي عامة والسودان خاصة، وفاقد الشيء لا يعطيه بدليل الأمن والسلام والأزدهار في العالم الحر، ويختزل أدعياء العروبة والاسلام االأخلاق في المرأة والخمر، وكانت وما زالت الخمر كما قال مسلم بن الوليد الشاعر العباسي يهودية الأنساب مسلمة البعل، وقال علي بن أبي طالب لو أن شارب الخمر مات تحت الجلد لوديته أى تحملت ديته لأنه لم ينزل فيها حد، وكان عمر بن الخطاب يتحصل رسوما علي صناعة الخمور، وكان في مجتمع المدينة لقطاء وكان عمر يفرض لهم اعاشات من بيت المال، ويتجاهل هؤلاء الظلم أكبر الكبائر بعد الشرك بالله، والكذب الذى جاء ترتيبه في قائمة الكبائر للامام الليثي قبل الزنا والخمر، وقديما قالوا ليس أكبر عندالله من كذبة امام علي منبر ووسائل الاعلام منابر كمنابر المساجد، واحتفلت صحافتهم بقضية الراعي الأمين وتجاهلت عصابة الرعاة في الحدود السعودية الكويتية والأماراتية الذين كانوا يسرقون الخراف من مخدميهم ويهربونها عبر الحدود، فهم يعيشون في واقع افتراضي زائف اخترعوه بأنفسهم لأنفسهم وأحاطوه بسياجات من النفاق ولا خير في أمة من المنافقين، وقال علي بن أبي طالب أول الفلاسفة في الاسلام ليس التعصب في التمسك بالرأى انما التعصب أن ترى أشرار قومك خيرا من خيار الآخرين، ولا وجود لأمة فاضلة الا في أوهام أدعياء العروبة والاسلام في السودان،ويدعون العفة ويتهمون الآخرين بالاباحية ويجعلون من الجاني ضحية والضحية جانيا فقد كانت الأمة في عرف أجدادهم مستباحة لشباب أسيادها ولاكرام الضيف كبقرة في حظيرة سيدها يراد لها أن تلد عجلا أو عجلة كل سنة فقد كان للعبد قيمة نقدية وكان الناس في التركية الأولي يخيرون بين سداد الضريبة نقدا أو ما يساوى قيمتها من العبيد، وتفادت الادارة البريطانية تحريم الرق بجرة قلم خوفا من انهيار القطاع الزراعي وتفاديا لاثارة أدعياء العروبة، مثلما تفادى ذلك الاسلام لنفس الأسباب والرق في الاسلام حرام قطعا لأنه امتهان لكرامة الانسان الذى كرمه الله ولأنه ظلم مبين والظلم أكبر الكبائر بعد الشرك بالله، لكن العبيد أخذوا حريتهم بأيديهم وتجمعوا في مستوطنات حول المدن كانت تعرف بالرديف والديم واحترف الذكور السرقة والاناث الدعارة وصناعة الخمور البلدية فقد كن مستباحات منذ صغرهن فأصدرت الحكومة قانون التشرد وقانون خدم المنازل كمعالجة وقتية، وحاول محمد ابراهيم نقد في كتابه القيم التخفيف من علاقات الرق في المجتمع السوداني مثلما فعل أفلاطون في جمهوريته الطوباوية لكنه أدان الرق، وفي كتابه الوعد الحق والفجر الكاذب قال الدكتور منصور خالد ان الشعوب التي دخلت الاسلام جاءت تحمل معها ثقافاتها الوثنية، وينطبق ذلك علي القبائل العربية، وكان الدكتور النور حمد بحلقاته بجريدة التيار يفصل ما أجمله الدتكتور منصور خالد، واستشد منصور خالد بامرأة بكادقلي في عهد قوانين سبتمر في عهد نميرى تطلقت وتزوجت في نفس اليوم، ونصحها المحامي بعدم الاعتراف أمام القاضي بأن الرجل الثاني دخل بها لانقاذها من الرجم، لكنها تجاهلت نصيحة المحامي عندما رأت صويحباتها وجاراتها في قاعة المحكمة لأن ذلك في عرفهن لعيب فيها، ومصداقا لكلام الدكتور منصور خالد كان ذلك شائعا في الدولة السنارية التي توصف بالاسلامية ومنه الجمع بين الأختين، وأذكر أنني كنت مكلفا بادارة شئون العاملين بمديرية جنوب كردفان عندما جاءني الاستاذ حسن النضيف مساعد المحافظ لشئون التعليم ووزير التربية في حكومة اقليم كردفان لاحقا وقال لي ان موظفة في مكتبه حملت سفاحا وطلب منها البقاء في منزلهم الي تلد ما في بطنها وقد أصبحت أما وطلب مني تكوين مجلس تأديب لمحاكمتها اداريا، فقلت له أبوها لم يحاسبها وكذلك مجتمعها فكيف نحاسبها نحن الذين جئنا من أقصي الشمال وربما كان شريكها واحدا منا جملا من الصحراء لم يلجم، وطلبت منه اعادتها الي العمل فورا وتعتبر فترة غيابها اجازة حمل وولادة بمترتب كامل، ولنا أن نتساءل أيهما أفضل عند الله فتاة تحتفظ بليقطا اعترافا بخطيئتها أم فتاة ترمي به حيا في المرحاض أو أمام باب المسجد في الظلام خوفا من الناس والله بكل شيء عليم؟
التحية لفاطمة الصادق:
قالت فاطمة الصادق في كل اسرة سكير وزناء فانتاشها بعض كتاب الأعمدة لوما وتقريعا وتجريحا وطالبها بعضهم بالاعتذار للشعب السوداني، وليس في كلامها عيب سوى أنه حكم عام لا يجوز فيما يتعلق بالسلوك، وسبقها الي ذلك فيثاغورس قبل ثلالثة آلاف سنة عندما قال الانسان عالم صغير والعالم انسان كبير، وعلي بن أبي طالب قبل أربعة عشر قرنا عندما قال خلق الناس من طين الأرض عذبها وسبخها وسهلها وحزنها معجون بطينة الألوان المختلفة والأشباه المتباينة والأضداد المؤتلفة، ويقول السودانيون الناس معادن منهم الذهب والفضة والحديد والصفر والصفيح والبطن بطرانة والنار تخرى الرماد، وكان علي بن أبي طالب يتحدث عن تجربته الذاتية في مجتمع مكة والمدينة وكان مجتمعا عربيا مائة في المائة، والتجربة الذاتية المباشرة أصل المعرفة وسقطت تفاحة من الشجرة علي رأس نيوتن فاكتشف نظرية الجاذبية، وكان الرباطابي الذى وصف نميرى بالديك في عنقريب العدة فيلسوفا ينطلق من التجربة الذاتية المباشرة وقد يكون أميا، فقد كان نميرى في السكة حديد واتحاد كرة القدم وقوانين سبتمبر بالفعل كالديك في عنقريب العدة والثور في مستودع الخزف والبصيرة أم حمد التي كسرت الجرة وذبحت العجل ونيرون الذى أحرق روما وجلس علي كومة الرماد وشمسون الجبار الذى هد المعبد عليه وعلى أعدائه وكانت السلطة عجوبة التي خربت سوبا، والحكم والامثال والنكات الشعبية كبسولات تنطلق من التجربة الذاتية المباشرة، والنظريات والمصطلحات العلمية تأتي من الحياة وهي ترف ذهني اذا لم تعد الي حياة الناس وصولا الي حياة أفضل، وقال محمود محمد طه ان الحياة كتاب الله المشهود وتنزيل من رب العالمين لكنهم لا يقرأونه مصحوبا بكتابه المسطور، فالذين تجنوا علي فاطمة الصادق ليس لديهم سوى نظريات حفظوها لأداء الامتحان فلم يتعلموا شيئا من الحياة ولم يسافروا في الضهارى ويركبوا اللوارى ويشربوا الشاى في قهوة أم الحسن ويأكلوا الشية في قهوة الله كريم ولا يعرفون شيئا عن السودان الطويل العريض، وكان أبو نواس يتحدى ابراهيم النظام شيخ المعتزلة عندما قال قل لمن يدعي في العلم معرفة عرفت شيئا وغابت عنك أشياء، وقل لوكان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي .
العرب القدامي الأقدمون:
وصف أمير الشعراء ذرات الرمال حول أبو الهول بذنوب البشر، وكان الشاعر العربي الذى قال كل نساء العالمين نسائي دنجوانا، وفي النساء دنجوانيات أيضا، ويعرف الدنجوان في المجتمع السوداني بالنسونجي والشحاد الذى يمد قرعته لكل امرأة، وهذا دليل علي ان الغريزة الجنسية تتفاوت قوة وضعفا الى درجة الصفر عند بعض الرجال وبعض النساء والتفاوت كالتعدد والتنوع سنة الكون، وربما يكون ادعاء العفة والغيرة علي الدين والحرص علي الفضيلة عجزا وحسدا وكل ذى عاهة جبار، ويقولون امرأة واحدة لا تكفي ورجل واحد لا يكفى بالنسبة لبعض النساء، فالزواج لا يعصم بعض الرجال وبعض النساء من ارتكاب جريمة الزنا، ويحلو للرجل كما يحلو للمرأة مشاهدة ارتعاشات النشوة الجنسية في شريكه وكأن ذلك انتصارا واقتدارا،والجنس محور حياة الدنجوان فليس للدنجوان متعة تعلو علي متعة الجنس، والمرأة مدينة يراها لأول مرة يحلو له استكشافها ولفافة يدفعه الفضول لفضها، ولكل امرأة في نظره لذاذاتها ونكهتها كأنواع التمور المختلفة، وليس للدنجوان اهتمام بالمتعة الذهنية والشعورية التي وصفها أرسطو بأن دوامها أطول وحاجتها الي غيرها أقل وفضلها علي المتعة الحسية التي يتساوى فيها الانسان مع الحيوان، وكانت علاقات العشق والغرام عند العرب القدامى والأقدمين معلنة لكن ذلك لا ينفي وجود علاقات سرية وغير معلنة بشهادة أبو الفرج وهو متهم لدى أدعياء الاسلام بالافتراء علي الأمة الاسلامية لكنه لم يفعل شيئا سوى تدوين الأدب الشفوى الذى كان متداولا في زمانه، واذا صح مايزعمون فان السيرة والأحاديث النبوية كانت أدبا شفويا متداولا حتى القرن الثاني الهجرى وولد أبو حنيفة النعمان أول الأئمة الأربعة سنة ثمانين ومات سنة مائة وخمسين وكان الامام مالك من تلاميذه وولد ابن اسحق مؤسس السيرة النبوية سنة خمسين هجرية ووثقها بتوجيه من أبى جعفر المنصور ثاني الخلفاء العباسيين، وكان امرء القيس دنجوانا بشهادة معلقته الشهيرة ويوم دارة جلجل ويوم عقرت للعذارى مطيتي ومثلك كم حبلي طرقت ومرضعا، وكان لأبي الطيب كما جاء في ديوانه في مضارب الأعراب زورات أخفي وأدهى من زورة الذئب وأبو الطيب هدفه مخادر الحسان والذئب هدفه مرابط الأغنام لكن أبو الطيب لا يأتي علي غير موعد وكذلك عمر بن أبي ربيعة وغير ذلك الكثير، وكان الحج موسما لكل دنجوان ودنجوانة ويقول السوانيون بلدا مابلدك أمشي فيها عريان، ولم يكن عمر بن أبي ربيعة منصفا عندما قال كتب القتل والقتال علينا وللغانيات جر الذيول فقد كانت المرأة مقاتلة في صفوف الخوارج كالمرأة الكردية والمرأة الأميريكية في عصرنا هذا ومندى بت السلطان عجبنا بجبال النوبة ضد الجيش البريطاني المصرى، ومنهن غزاله الحرورية التي تحدت الحجاج بن يوسف طاغية العراق وهجته أسد عليّ وفي الحروب نعامة فتخاء تهرب من صفير الصافر هلا خرجت الي غزالة في الوغى أم ان قلبك في جناحي طائر، والشماء الحرورية التي جىء بها أسيرة أمام الطاغية عبيد الله بن زياد فسألها ماذا تقولين في أمير المؤمنين محاولا استدراجها للفتك بها فأجابته ماذا أقول في رجل أنت خطيئة من خطاياه.
المجتمعات عوالم مختلفة:
قال أرنولد تويبنى الفيلسوف الايرلندى المشهور ليس المجتمع كائنا حيا تتكون خلاياه من الأفراد بل هو نظام للعلاقات بين الأفراد، وقال فيثاغورس الانسان عالم صغير والعالم انسان كبير، ويفهم من ذلك ان الدولة تتكون من دول تتعدد بتعدد الأفراد والفرد هو الأصل ومصدر الفعل الحقيقي في المجتمع، والأنا هوية قائمة بذاتها لكنها قد تتضخم فتنكر حق الآخرين في الأنا ولا يشمل العقد الاجتماعي الحرية الشخصية ومقياسها عدم الاعتداء علي حرية الآخرين، والمشكلة في أننا لانعترف للمرأة بحريتها الشخصية وحقها في تقرير مصيرها، ويتكون المجتمع من أربعة عوالم تأتلف وتختلف وتتعايش والنفاق قاسمها المشترك ولا خير في أمة من المنافقين، وهي الرجال والنساء والشباب والأطفال، والأطفال يعرفون عن الجنس ما يعرفه الكبار ويعرفون كيف ومن أين جاءوا الي هذا العالم ويتبادلون الشتائم الجنسية ويلطقطون النكات الجنسية من أفواه الكبار، وللجنس في أجسادهم أعضاء ووظئف نشطة منذ الطفولة الأولي لها وجود في الذهن وخارج الذهن، والجنس يمارس أمام أعينهم علنا بين الحيوانات والطيور والحشرات وبصفة خاصة في المجتمعات الريفية والرعوية ويمارسون الجنس فيما بينهم سرا، ومن أعجب الأعاجيب الحكم الذى أصدرته محكمة بارسال طفل الي الاصلاحية بتهمة التحرش بطفلة أفلم يكن هذا القاضي طفلا؟ وكان يكفي التأنيب والتوبيخ وقد تتحرش الطفلة بطفل، لكن ذلك في السودان يعتبر اهانة لآسرة الطفلة وقد تكون هي الجانية، وكانت جرائم الشرف متفشية في المجتمعات الأوربية، فمن السخف منع الاختلاط في التعليم العام ومنع تدريس الجنس وقد يكون ذلك سببا في تفشي الجرائم الجنسية، ويحاول بعض الرجال وبعض النساء البحث عن فضاءات لممارسة الحرية الشخصية مع مراعاة القبول الاجتماعي، ويتمرد الطفل علي أبويه دفاعا عن حريته ولا يتعلم منهما شيئا بقدر التعلم من التجربة الذاتية والفضول وحب المعرفة، وتختلف الرغبة الجنسية قوة وضعفا وتتفاوت القدرة علي الصبر والمقاومة،ويختزل أدعياء المعرفة بالدين الذين يقومون بدور الكجور والكاهن الاسلام في المرأة والخمر ويتجاهلون الظلم أكبر الكبائر والظلم أصل الشر في هذا الوجود، وتشير حادثة الافك الي ان الخلوة قد تحدث عرضا وقد تمليها الضرورة ولا تقوم دليلا علي الاتهام ومن ذلك التشدد في أركان جريمة الزنا، ولم يخلق الله الانسان أعزلا من غير سلاح في مواجهة الشيطان كخوفه من الله وخوفه من المجتمع وخوفه من تبعات أفعاله، ولا يوجد مجتمع بدون لقطاء وكان في مجتمع المدينة لقطاء وكان عمر بن الخطاب يفرض لهم اعاشات من بيت المال، وكان عمر يتحصل رسوما علي صناعة الخمور، وقال علي بن أبي طالب لو أن شارب الخمر مات تحت الجلد لوديته أى تحملت ديته لأنه لم ينزل فيها حد، وكانت ولا تزال الخمر كما قال مسلم بن الوليد الشاعر العباسي يهودية الأنساب مسلمة البعل، ولنا أن نتساءل لماذا يشرب بعض الناس الخمر ومعظمهم لا يتعاطاها، والتدين طبيعة بشرية كالتسيب الديني ، ويتجاهل أدعياء المعرفة بالدين الكذب وقد جاء ترتيبه في قائمة الكبائر للامام الليثي قبل الزنا والخمر، وقد يكون الكذب فعلا مرتدا بتضليل الانسان واستدراجه الي حتفه، وقديما قالوا ليس أكبر عندالله من كذبة امام علي منبر ووسائل الاعلام منابر أخطر من منابر المساجد، ويقول السودانيون ان الكيزان دعوهم الي المساجد وسبقوهم الي السوق.
المرأة والمجتمع:
يقول الباحثون ان المجتمعات البشرية الأولي كانت أمومية بمعني زعامة المرأة كزعامة الأفيال في الغابة في زماننا هذا، ولا تزال المرأة في بعض القبائل الأسوية هي التى تملك الأرض والعقار وتختار زوجها والرجل كالحيوان ليس له ذمة مالية، والمرأة في كاونارو في الجبال الشرقية هي التي تختار زوجها في حفل راقص واشارتها رفع ساقها فوق كتف الشاب الذى تختاره كالشبال في الشمال، والمرأة في المناصير تزرع الجروف وتربي الأغنام كمحصول نقدى وشاهدتها في كردفان ودارفور تحمل قدح المونة وتتسلق السقالة، وعندما تفقد المرأة زوجها تتصدى للمسئولية وتتفوق علي الرجال ودايراك يا علي تكبر تشيل حملي وأياك يا علي الخلاك أبوك دخرى، وجاء في تقارير منظمة الزراعة العالمية ان المرأة الأفريقية تنتج ثمانين في المائة من الحبوب فليست المرأة الأفريقية عالة علي الرجل وكائن غير منتج ومن ذلك ستات الشاى والمرأة العاملة في المكاتب والمصانع، وبدأ التمييز ضد المرأة بمزدك نبي الفرس الأقدمين عندما ادعي ان أصل الشر في هذا الوجود المرأة والثروة وأفتي بشيوعية النساء لكل الرجال كالماء والكلأ فاختلطت الأنساب وثار الفرس علي نبيهم وقتلوه وكان البرقع حلا وسطا، ومن هنا انطلقت الأقوال والمقولات ضد المرأة، وينسب الي أفلاطون قوله الشيطان استاذ الرجل والمرأة استاذ الشيطان وكانت المرأة في الديموقراطية الاغريقية في مرتبة بين العبيد والأحرار كالموالي في العصر الأموى، وينسب الي علي بن أبي طالب في تهج البلاغة قوله المرأة شر وأشر مافيها أنها شر لا بد منه، والي أرسطو قوله لا تطلب المرأة من الدنيا سوى زوج فاذا وجدته طلبت منه كل شىء، والي برنارد شو قوله المرأة تنظر الي رجل وتتحدث عن رجل وتفكر في رجل ثالث، والي نابليون قوله فتش عن المرأة، وقال شاعر عربي ان النساء رياحين خلقن لنا وقال آخر شياطين أعوذ بالله من شر الشياطين، وقال شاعر ان النساء كأشجار نبتن معا منهن مر وبعض المر مأكول، وقال علقمة بن العبد الشاعر الجاهلي اذا شاب رأس المرء أو قل ماله فليس له في ودهن نصيب يردن ثراء المال حيث علمنه وشرخ الشباب عندهن عجيب، وقال ابن عقيل في شرح ألفية ابن مالك الأصل في الأسماء التذكير لذلك احتاجت المرأة لتاء ونون التأنيث، وقال الواقدى دخلت علي المهدى الخليفة العباسي فوجدته مغتما فقلت مالك يا أمير المؤمنين فقال انها الخيزران اشتريتها من نخاس واعتقتها وتزوجت منها فأصبحت زوج أمير المؤمنين وسيدة نساء العالمين وأم ولي العهد لكنها قالت لي اليوم مارأيت منك خيرا، وآخرهم استاذنا العالم الجليل محمد جلال هاشم عندما قال ان المجتمع الذكورى لعبة اخترعتها المرأة لاستغلال الرجل، وكان بعض أصدقاء الشباب يصف الزوجة بأنثي البعوض التي تنقل الملاريا الي حياة الرجل وانثي نوع من العنكبوت تعرف بالأرملة السوداء تأكل شريكها بعد قضاء وطرها منه، لكنهم يتزوجون قضاءا وقدرا كما يزعمون والمرأة في نظرهم جهاز تفريخ لا أكثر ولا أقل، وكل ينفق من ما عنده فقد يكون ذلك نظرة ذاتية وغير موضوعية، لكن المرأة تساهم في هذه النظرة الدونية وقالت أعرابية رجل من عود خير من قعود وقالت مصرية ضل رجل ولا ضل حيطة وقد يكون ذلك خوفا من العنوسة ومشكلة المرأة في أنها مستودع للأنساب. وكنت أظن أن المرأة الكويتية ستكتسح مقاعد البرلمان بنيلها حق الانتخاب والترشيح بعد نضال طويل فخاب ظني وفشلت كلينتون في السباق الي البيت الأبيض كأول أمريكية في تارخ الولايات المتحدة، وليس للمرأة عدوا كالمرأة وقد يكون ذلك ترسبات في العقل الباطن بسبب المنافسة علي الأزواج في سوق الزواج، وفي اجراس الحرية كنت ألتقي بناهد محمد الحسن ورشا عوض وأذكر أني قلت لهما يفترض أن تقود المرأة معركة استرداد الديموقراضية لآن النساء أول ضحايا حكم الكيزان، وأين أنتن من رائدات الحركة النسوية في الخمسينات من القرن الماضي عصر النهضة في السودان وهن خالدة زاهر طبيبة وفاطمة طالب معلمة وثرية الدرديرى طالبة ونفيسة المليك معلمة ونفيسة محمد الأمين معلمة وسعاد الفاتح طالبة وبتول آدم ممرضة وثريا أمبابي معلمة وخادم الله عثان ممرضة وحاجة كاشف طالبة ومن المعلمات سعاد عبد الرحمن وعزيزة مكي وفاطمة عثمان ومحاسن عبد العال وفاطمة أحمد ابراهيم وخديجة مصطفي.
إغتصاب النساء:
الحرب مشتقة المعني من الحرب بفتح الحاء والراء وهو أخذ المال بالقوة والمرأة في عرف المجتمعات الذكورية سلعة تشترى بالمال، وكان أمير الشعراء في موقفه من كتاب قاسم أمين والدعوة الي تحرير المرأة منافقا فقد جعل منها علقا نفيسا يحفظ في حرز أمين وطائرا جميلا غردا يحاط بالأقفاص، ولا يختلف في ذلك عن الحاكم بأمره الذى حرم علي النساء الخروج من بيوتهن أو الظهور بالشرفات والوقوف أمام الأبواب والشبابيك ومنع النقلتية من صنع أحذية النساء وكذلك حافظ عندما قال أنا لا أقول دعوا النساء سوافرا بين الرجال يجلن في الأسواق، وكان موقف فتاة مثقفة من كتاب الأهرام لا يختلف عن موقف حافظ وأمير الشعراء، وأذكر أن امرأة في ثرثرة بين ركاب الحافلة قالت ان النساء ناقصات عقل ودين فكيف وهذا ينطبق علي كثير من الرجال ؟ واغتصاب النساء من متلازمات الحرب في كل زمان ومكان، وبدلا من التحقيق في اتهام العساكر باغتصاب النساء في قرية تابت قالوا ان السودانيين لا يفعلون ذلك، وكانو في برنامج في ساحات الفدا يحلون اغتصاب النساء باسم ما ملكت أيمانكم والعودة بنا الي عصور الرق والعبودية وانتهاك كرامة الانسان، وكان عمر بن الخطاب يتخوف من غياب جنوده عن زوجاتهم وغياب الزوجة عن زوجها لأن الغريزة الجنسية حاجة بايولوجية كحاجة الانسان للتخلص من فضلات الطعام والماء، وليس للجنس عند الانسان مواسم كالحيوان، ولا يحتاج الجنس عند الانسان لمؤثرات خارجية، ولدى كل من الرجل والمرأة وجبة لذيذة يشتهيانها، واختلف المفسرون في نوع الشجرة المحظورة التي أكلا منها وفسرها محمود محمد طه بشجرة الجنس وربما حملت حواء بأول طفل في الجنة ووضعته في الأرض، ومشكلة المرأة في أنها هي التي تعطي وتمنع لأنها هي التي تتحمل العواقب والتبعات فتتعرض للاغتصاب وهي الأضعف لأن عزتها وكرامتها تدعوها الي المقاومة ورغبتها تدعوها الي الاستسلام، وبدراهمي لا بالحديث الناعم حطمت عزتك المنيعة كلها بدراهمي نزار قباني، وتتفاوت القدرة علي الصبر ومقاومة الرغبات قوة وضعفا ولولا ذلك لما استطاع رجل أن يغتصب امرأة، وقد تكون المرأة أقوى من الرجل عضليا لأن القوة العضلية هبة طبيعية وليست مكتسبة، وليس صحيحا ان المرأة ناقصة عقل ودين فقد تكون المرأة أقوى من الرجل نفسيا وعقليا وعضليا.
التحرش الجنسي:
بعض الرجال كما يقال في المثل السوداني الفحل ما عواف ولكل ساقطة لاقطة وكلو عند العرب صابون فليس للجنس في منظورهم أى بعد عاطفي، ولا يهتم هؤلاء باشباع حاجة شريكتهم فهم أقرب الي الحيوان في الغابة، والزواج لا يعصم بعض الرجال وبعض النساء من ارتكاب جريمة الزنا لأن الغريزة الجنسية تتفاوت قوة وضعفا والتفاوت كالتعدد والتنوع والاختلاف سنة الكون ولولا ذلك لما كانت حياة الانسان ممكنة هذا يصيد وهذا يأكل السمكة، ويحاول بعض الشباب من الجنسين اشباع الحاجة الجنسية بالوسائل الذاتية لكن الجماعات السلفية كفرت نجيب محفوظ لأن فتاة في احدى رواياته تمارس أحلام اليغظة، وبعض النساء في منتصف العمر بهن شغف بالصبية والمراهقين فهن يتحرشن بالأطفال وكذلك بعض الرجال في منتصف العمر بهم شغف بالمراهقات، وبعض أئمة المساجد والقساوسة في لندن متهمون لدى الشرطة بالتحرش الجنسي بالأطفال، وكانت الفتاة السودانية تزجر المتحرشين حولها بكلمة سم وكلمة عواليق وكلمة بس كناية عن القط المتطفل، لكن ذلك لا ينفي أن بعضهن يعجبهن التحرش ويتجاوبن معه، ومن الرسومات الساخرة التي لا تنسي بمجلة صباح الخير المصرية فتاة فستانها فوق الركبة تستعرض جسدها أمام مجموعة من الشباب وهي تقول مافيش حد عاوز يغتصبني؟ ومنها مراهق ساخط يقول أمي في البيت تضربني وأبويا يضربني والبنات في الشارع لابسات محزق، وهل كانت امرأة العزيز أول وآخر امرأة تتحرش برجل وتراوده عن نفسها؟ وما بال النسوة الائي قطعن أصابعهن؟ وهل كان يوسف أول وآخر شاب وسيم؟ وهل كان كلنتون أول رجل تحرش بمونكا منذ أن كانت صبية ومراهقة الي أن تخرجت في الجامعة وأصبحت متدربة بالبيت الأبيض؟ ولماذا مونكا متدربة في البيت الأبيض دون غيرها من الخريجين والخريجات؟ فقد تستغل المرأة أنوثتها في تحقيق أحلامها وتطلعاتهالآنها هي التي تعطي وتمنع، وحفظ البلاغ لعدم وجود شهود لأن ذلك لا يحدث الا بين طرفين لا ثالث لهما، ولا زلت أذكر قضية الفتاة التي اتهمت رجلا باغتصابها وكان محامي الدفاع مبارك زروق فسألها ما نوع خزائك فقالت شبط وأين كان الشبط قالت في عفوية تحت السرير، والغريزة الجنسية عند المرأة أقوى لأن الحمل والولادة انقسام جسدى تحيط به الكثير من المخاطر والأوجاع وتلهو بنا الحياة وتسخرنا في دورانها الأزلي حول نفسها, وكانت الحكومة المصرية كالبصيرة أم حمد عندما أصدرت قانونا لمحاربة التحرش الجنسي لأن ذلك يفتح مجالا واسعا للابتزاز ومعظم حالات الابتزاز لا تعلن خوفا من الفضائح وخوفا علي القبول الاجتماعي ولا يختلف ذلك عن حالات الخطف والاحتجاز طلبا للفدية المالية، وينطلق الناشطون والناشطات ضد التحرش الجنسي من دوافع ذاتية وغير موضوعية كالحملة ضد وجود اللاجئين والنازحين بجبل أولياء التي تنسبها الصحف الي أهالي جبل أولياء عامة، وبمناسبة اغتيال جون قرنق كان الطيب مصطفي في الانتباهة يحذر من حزام أسود حول العاصمة ونعلم ان السكن العشوائي مجتمعات تتعايش فيها كل القبائل السودانية وفيه تتجسد الوحدة الوطنية في منعزل من السياسة وسماسرتها ومرتزقتها الذين يتعيشون علي آلام الناس ومتاعبهم، وهم أعداء والوعي والاستنارة والسلام وأنصار الجهل والظلام والتشتت والترشزم والانقسام وكلما رأو شقا في جدار الوحدة الوطنية دقوا طاره ووسعو اطاره وأشعلوا ناره وشدوا أوتاره وهو زرع لا ينبت الا في دمن الكراهية والبغضاء ولا يثمر الا في مناخات الفتن الشعواء.
الكسانتيبات :
كسانتيب زوجة سقراط تحول اسمها في اللغة الانجليزية الي مفردة بمعني المرأة النقاقة المتسلطة الشرسة، والكسانتيبية حالة من الاندراوة في المثل السوداني لا علاج لها. ومن أعراضها الاعجاب الزائد بالذات والشعور بالأهمية والحدة والانفجار لأدني احتكاك بزوجها والطيش والرعونة والتباهي والفشرى والبوبار وكراهية أهل زوجها، ومن سماتها الصراخ في وجه أطفالها تلعنهم وتتوعدهم بالثبور وعظائم الأمور، ومن أعراضها أيضا القلق الجيني وبعض الناس يتخلصون منه في الانغماس في العمل وبعضهم يلجأ الي الخمر والمخدرات وأحلام اليقظة أما الكاسانتيب فتتلخص منه في مشاكسة زوجها وأطفالها والجرى في الفارغة طوال اليوم كسمكة القرش التي لا تستطيع استخلاص الأوكسوجين من الماء لأن خياشيمها ثابتة وغير متحركة،والكسانتيب موضوعها زوجها وأطفالها وأهل زوجها، وهي تعاني من عاهة عاطفية والعاهات الجسدية تقابلها عاهات أخلاقية وعاطفية وخير مثال للعاهات العاطفية فتاة البئر، والكسانتيب موضوعها الأول زوجها في حرب عوان ضروس لا مبرر لها كالحرب في السودان وسوريا واليمن والأطفال أول ضحايا الحروب، وتقاتل الكسانتيب بكل الأسلحة المتاحة ولا تعترف بسلاح محرم ولا تستسلم حتي آخر جندى وآخر نفس، وتحاول اشانة سمعة زوجها في عيون أطفالها والأهل والجيران كخطوط خلفية، لكن أسلحتها ترتد الي صدرها فالأطفال سرعان ما يعون ويعرفون الحقيقة المرة وكذلك الأهل والجيران، ومعظم المضربون عن الزواج من أولاد الكسانتيبات الذين يكرهون جنس النساء، ولا تعترف الكسانتيب بأن الرجال قوامون علي النساء بما أنفقوا ومن أسلحتها الحرب الاقتصادية وقد يكون ذلك خوفا من الزوجة الثانية، ويقول السودانيون كثرة المرض لي الموت وكثرة النقة لي الطلاق، لكن زوج الكسانتيب قد يخاف علي أطفاله من زوجة الأب لكن ذلك حكم عام فقد فازت بجائزة الأم المثالية في مصر زوجة الأب وكان موضوعها أطفال زوجها الذين فقدوا أمهم، ومن الكسانتيبات نازك السلحدار في مسلسل ليالي الحلمية ودولت في الشهد والدموع وما أكثر العبر وأقل الاعتبار، وليست زوجة سقراط أول ولا آخر الكسانتيبات وقال المغيرة بن شعبة رجل مؤنث وامرأة مذكرة فهي قوامة عليه ،ورجل مذكر وامرأة مؤنثة فهو قوام عليها، ورجل مذكر وامرأة مذكرة فهما وعلان ينتطحان، وجمع جمّع وهي التي تجمع نسبها الي نسبك، وربيع مربع اذا نظرت اليها سرتك واذا غبت عنها صانتك، وشيطان سمعمع وهي الكالحة في وجهك اذا دخلت والمولولة خلفك اذا خرجت ، وقال الحردلو مخاطبا شبلا جاء به السماسرة لمساعدتهم علي بيعه للراغبين من الأجانب نترات ناس أبوك اللي الرجال وليعة وامك في الحريم ماها المرة السميعة وانت كان كبر جنبا تقلب البيعة ومن كالشاعر في ادراك العلاقات الخفية بين الأشياء لآنه يتعامل معها بشعوره، والمرأة السميعة مضحكة ومسخرة نساء الحي لقلة عقلها، ويقولون ان سقراط سأله تلميذه هل أتزوج يا شيخنا فأجابه تزوج يابني فانك في الحالتين نادم، وقال الواقدى دخلت علي المهدى فوجدته مغتما فقلت مالك يا أمير المؤمنين وهذه الدنيا بين يديك فقال انها الخيزران اشتريتها من نخاس وأعتقتها وتزوجت منها فأصبحت زوج أمير المؤمنين والسيدة الأولي وأم ولي العهد لكنها قالت لي الآن ما رأيت منك خيرا، وقالت امرأة سودانية تخاطب أطفالها يا الله الكريم تحقق لي مرادى أضوق صرف المواهي مع ولادى بعدين لي أبوكم ماني فاضي يحسن في الكلام واقبل منه غادى، ولا زلت أذكر فيلما مصريا بعنوان كلام نواعم والحية ناعمة وجميلة لكنها قد تكون سامة، وبيت القصيد أغنية تتغني بها مجموعة من الكسانتيبات تقول زوجي وأنا حرة فيه زوجي أفردو واطويه زوجي أغسلو واكويه، وانطلقت دعوة في مصر الي تكوين اتحاد لحماية حقوق الأزواج المضطهدين، لكن ذلك كله حكم عام قد يكون ذاتيا وليس موضوعيا، والزواج أخطر قرار في حياتنا لكنه قرار عشواني في السودان بسبب الحواجز الاجتماعية بين الجنسين وجما عات الهوس والغلو الديني التي تستقوى بالعادات والتقاليد البالية لحماية مصالحها ودورها الطفيلي في المجتمع، وكذلك الاهتمام بالشكل قبل المضمون كالمال والجاه والنفوذ، والجمال كما قال أمير الشعراء مختلف ألوانه لكنه كل غير منقسم وجمال الروح كالخمر المعتق كلما طال الزمان عليه طاب وازداد عطاءا وتألقا، وكانت ليلي الاخيلية تعني المضمون عندما قالت ان رؤبة أحيا من فتاة حيية وأجرأ من ليث في بطن خفان خادر، ومن الضرورى أن تكون العلاقات الزوجية مادة دراسية في التعليم العام ومن ذلك في مصر مبادىء علم الاجتماع والفلسفة والمنطق، ولا بد من تنظيم كورسات تأهيلية واشتراط الكشف الطبي لأن بعض الناس لا يصلحون بطبيعتم آباءا أمهات والاسرة مجتمع صغير ودولة صغيرة ولا يصلح المجتمع الكبير الا بصلاح الأسرة، وبرميل من العسل أو برميل من الزفت لكن هذا كله أحكام عامة قد تكون ذاتية وغير موضوعية.
البرقع والحجاب:
يفهم من أشعار رؤبة بن العجاج في محبوبته ليلي الأخيلية ان المرأة العربية لم تكن تغطي رأسها الا بعد الزواج اشارة الي أنها أصبحت ملكية خاصة، أما الفتاة قبل الزواج فقد كانت سافرة ومن شأن السلعة أن تعرض وتجلي للناظرين، ولما جلوك علي الملا وتخيروا الخطاب غيرى، أحمد محمد صالح، ولا تزال الفتاة العربية سلعة قابلة للفساد يرجي التخلص منها بالزواج بعد أن كانت تدفن حية وقد يكون الزواج قبرا، وبيع البصل بما حصل،واعتجر الرجل عمامته بمعني العجيرة التي كانت فوطة تعتجرها المرأة للزينة أو لحماية شعرها من الأتربة والحشرات، ويعزز ذلك قصة المرأة الوضاءة التي تعلقت بها أنظار شاب اسمه الفضل بن العباس في مجلس النبي ولولا أنها كانت سافرة لما وصفت بأنها وضاءة أو عيناء أو لمياء أو حواء، وكذلك الفتاة في شمال السودان كانت ترتدى الرحط وهو سيور من الجلد تتدلي بين الوركين كورقة التوت والنهدان حران، وأذكر أن ربات البيوت بامدرمان كن يشترين الروب والسمن وحطب الحريق من الأعرابيات فقد كان الأعراب يعيشون مع أغنامهم في أطراف المدينة التي كان يحيط بها حزام من الأحراش والحشائش البرية، وأذكر ان المرأة البدوية المتزوجة كانت ترندى الفستان والثوب السوداني أما الفتاة البدوية قبل الزواج فقد كانت ترتدى ثوبا واحدا كالسارى الهندى تلف طرفه حول خصرها كالقرباب أو التنورة وتلف طرفهه الآخر حول رقبتها والنهدان عاريان، فالبرقع عادة فارسية قديمة وليس له أساس في الجاهلية والاسلام، وفي أوربا كانت المرأة خيمة متحركة، وعندما بدأت ترتاد بلاجات السواحل كانت تمارس السباحة بملابسها الفضفاضة، وكانت الزوجة تجبر علي ارتداء سروال حديدى مفتاحة في يد الزوج وكانت جرائم الشرف متفشية في المجتمعات الأوربية، وحتي الستينيات كانت النساء في أميركا يتهمن مارلين مورو الممثلة الهوليودية الشهيرة بأن فساتينها تبرز ولا تخفي سروالها الداخلي وربما حسد حملنه من أجلها وقديما كان في الناس الحسد علي حد تعبير عمر بن أبي ربيعة، وقد يكون التعرى في عصرنا هذا رد فعل وهروبا من عصور القهر والاضطهاد، وأذكر ان الأزهر الشريف منع الطالبات المتبرقعات من دخول المدينة الجامعية فقامت قيامة الجماعات السلفية واقترحوا تعيين حارسات علي الأبواب لكن معظم القوادين في شبكات الدعارة من النساء وداخليات البنات صيد ثمين، وقد يكون اقبال بناتنا علي الحجاب لاخفاء شعرهن الذى يفتقر للسيولة واللمعان وقد يكون مكرا لاصطياد العرسان في سوق الزواج ومكرهن عظيم، وليس البرقع والحجاب دليلا علي العفة والمضمون وليس الشكل، وكانت ليلي الاخيلية تعني المضمون عندما قالت ان رؤبة أحيا من فتاة حيية وأجرأ من ليث في بطن خفان خادر، والطبع يغلب التطبع وليس التكحل في العينين كالكحل بفتح الكاف والحاء كما قال أبو الطيب، وقال علي بن أبي طالب ما أضمر الانسان شيئا الا وظهر في فلتات لسانه وصفحات وجهه ونبرات صوته، وقال زهير بن أبي سلمى الشاعر الجاهلي مهما تكن عند امرء من خليقة وان خالها تخفي عن الناس تعلم، وقال عبد الرحمن الريح مافي الفؤاد يبان في العيون لأن الوجوه تكاد أن تفوه بما في الصدور وعيون المتبرقعات أكثر جرأة من عيون السافرات، والمرأة كعضو في المجتمع مسئولة عن تبعات أفعالها فكيف يتعامل المجتمع وتتعامل السلطة مع الأشباح؟ وهل الشعر أكثر فتنة من العيون؟ وتعطلت لغة الكلام وخاطبت عيناى في لغة الهوى عيناك، وكيف يباح البرقع ويحرم الكدمول، وكان من حق الحكومة الفرنسية أن تحرم البرقع لأسباب أمنية، لكن الجماعات السلفية كفرت الصادق المهدى لأنه قال ان برنامج حزب الأمة يتضمن منع ارتداء البرقع.
قانون الأحوال الشخية:
قوانين حمورابي أشد احتراما للمرأة واهتماما بالأسرة وحماية الأطفال مقارنة بقانون الأحوال الشخية في السودان ومصروان كانت عقوباته همجية ودموية، والخيانة الزوجية في قوانين حمورابي عقوبتها الاعدام ولا يتسع المجال للتفاصيل، وفي نزاع أمام المحكمة بين أبو الأسود الدؤلي مؤسس علم النحو وطليقته حول صبي قالت المرأة كانت بطني وعاءه وحجرى فناءه وصدرى سقاءه أكلأه اذا نام وأحفظه اذا قام، فلما استوت فصاله واكتملت أوصاله وأملت نفعه ورجوت عطفه أراد أن يأخذه مني، وقال أبو الأسود حملته قبل أن تحمله ووضعته قبل أن تضعه وأنا أقوم عليه في أدبه وأقدرعلي تقويم أوده وأمنحه علمي وألهمه حلمي حتي يكتمل عقله، واعترضت المرأة بأنه حمله خفا وحملته ثقلا ووضعه شهوة ووضعته كرها، وأصدر القاضي حكمه لصالح المرأة التي كانت ألحن بحجتها وهذا ما حذر منه الحديث الشريف، ولا يخلوا الدفاع في الحالتين من الثقوب والعيوب للمحامين في عصرنا هذا، ويعرّف الفقهاء الأولون عقد الزواج بأنه عقد يمتلك به الرجل بضع المرأة أى فرجها ولم ترد كلمة الملك في آيات الزواج وورت كلمات السكن والمودة والرحمة بمعني الشراكة، فالزواج في القرءان عقد شراكة يقبل الفشل والنجاح والشروط والشروط المضادة والتفاوض والتوافق والاتفاق ولا يقبل التدخل من طرف ثالث الا كوسطاء وشهود، ويتضمن شروط وكيفية انهاء التعاقد كأى عقد مدني والعقد شريعة المتعاقدين، ويحتاج العقد للمحامي وموثق العقودوليس الماذون ومن شروط العقد الحرية والأهلية، ولا زلت أذكر رواية سينمائية بعنوان ليلة القبض علي فاطمة، وفي قانون الأحوا الشخصية في مصر الكثير من العيوب التي تتعارض مع ميثاق حقوق النسان وأعلنت حكومة الكيزان أمام العالم كله أن لها تحفظات فيما يتعلق بالمرأة فهم لا يعترفون بالمرأة كانسان، والسكن حق للأطفال الذين رأوا الدنيا فيه وليس للزوجة، وتختص وزارة العدل بتعديل قانون الأحوال الشخصة كقانون عام لكنها ملزمة باستشارة المنظمات النسوية ومنظمات المجتمع المدني والخبراء في كافة المجالات ذات الصلة وكيف يحكمنا الأموات من الفقهاء في الألفية الثالثة،
الانسان كائن أخلاقي:
لا تختلف المرأة عن الرجل في كونها بشر، وترى شخصا يغمي عليه لمجرد رؤية الدم ولا يستطيع ذبح حمامة وشخصا يذبح الانسان بالسكين كما تذبح الشاةوبعض الناس تسيل دموعهم تأثرا بموقف عاطفي رواية سينمائية، ويفشل بعض طلاب الطب لعدم قدرتهم علي مشاهدة الجثة في حصة التشريح، وبعض الناس يقتل القتيل ويمشي في جنازته ويجلس في صيوان المأتم معزيا، وبعضهم علي استعداد للقتل مقابل حفنة من الجنيهات، وبعضهم لا يجد متعته الا في قتل النساء والأطفال ويفضل لحم الأطفال كما يفضل الكثيرون لحم العتان، وقصة رية وسكينة قصة واقعية مصدرها دفاتر الشرطة، وبعضهم يكسبون عيشهم بالعمل في المناجم تحت الأرض وبعضهم يكتسب عيشهم من صيد الثعابين السامة لبيعها لمعامل الأدوية، لكن بعضهم يمتهن السرقة والنشل والنصب والاحتيال، والضمير هو الحاسة الأخلاقية والعاهات الجسدية تقابلها عاهات أخلاقية وعاطفية وشعورية وخير مثال للعاهات العاطفية الكسانتيب وفتاة البئر، ويقولون ان الانسان مخلوق ناطق وليس هذا وصفا جامعا مانعا لأن للحيوانات والطيور والحشرات لغات للتواصل،ويقولون أنه مخلوق عاقل وللحيوانات عقول تفكر بها والا لما كانت حياتها ممكنة وللحيوان أيضا عواطف ومشاعر، فالانسان مخلوق أخلاقي وبدون الأخلاق يتساوى الانسان مع الحيوان، لذلك فان السياسة التي وصفها أرسطو بأنها أكثر الفنون شرفا وشمولا اذا لم تكن بذلا وعطاءا وتضحية لخير البلاد والعباد نشاط اجرامي هدام.
التعدد سنة الكون:
التنوع والتعدد والاختلاف الذى نشاهده في البر والبحر يقابله تعدد في نفوس البشر نفس لوامة ونفس أمارة بالسؤ ولا تختلف المرأة في ذلك عن الرجل، ويخضع ذلك لقانون التفاوت والتفاضل السىء والأسواء والشجاع والأشجع وكل صيغ المفاضلة والتفاضل، والكون كله يقوم علي الانتظام من خلال التعدد والتنوع والاختلاف ، ولا يمكن أن يكون ذلك صدفة لأن الصدفة تنتج الفوضي وليس النظام، وكل شيء خلقناه بقدر، ولا تعرف الأمور الا بأضدادها ولولا الخير لما عرف الشر ولا الحق لما عرف الباطل فالخير والشر في طبائع الأشياء، وتتفاوت الغريزة الجنسية قوة وضعفا لدرجة الصفر عند بعض الرجال وبعض النساء، وقد يكون أدعاء العفة والغيرة علي الدين والحرص علي الفضيلة حسدا وكل ذى عاهة جبار، واكتشف العلماء حتي الآن مأتين وخمسين ألف نوع من الحيوانات والطيو والأسماك والحشرات ويتوقعون اكتشاف عدد مماثل في المستقبل ولا يعرفون عن قاع المحيطات بقدر ما يعرفون عن القمر والمريخ، وصنف ذلك فورفوريوس في شجرة الأجناس والأنواع والفصائل في الألفية الثانية قبل الميلاد، وما أوتيم من العلم الا قليلا، وقل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي، وهذه الذرة كم تحمل سرا التجاني يوسف بشير، وما أنتم في غيركم من الأمم الا كالشعرة البيضاء في الثور الأسود والحيوانات والطيور وغير ذلك أمم مثلنا، ولا معني للكون اذا لم يخلق الانسان لاستكشافه ليكون شاهدا علي عظمة الله، ولكل نوع أدوات وآليات تساعده علي حفظ نوعه وتفادى الأخطار التي تحيط به، ويرفع ود أبرق رأسه مع كل جرعة ماء ويدور حول نفسه تحسبا لعدو غادر وكذلك العاشبات في موارد الماء، وتعلمت البعوضة أين تجد الأوعية القريبة من السطح وتفرز مادة مخدرة لكي لا تحس الضحية بالألم الا بعد أن تطير البعوضة بعيدا وكذلك الخفافيش مصاصة الدم، وفي غرب أفريقيا تحولت البعوضة الي حشرة نهارية تنام ليلا وتسعي في طلب الرزق نهارا بسبب الناموسيات المشبعة التي توزعها منظمة الصحة العالمية علي الأهالي مجانا، والحمار عند عبور حاجز مائي يختبر قوة التيار وصلابة الأرض تحت أقدامه ويعصي أوامر راكبه وقد لا يتحسب راكبه لذلك لأسباب داخلية أو خارجية، وكان الترابيون في المدارس والجامعات يحاسبون خصومهم الشيوعيين علي عبارة قالها ماركس في القرن الثامن عشر بأن الدين أفيون الشعوب لكنهم طبقوا ذلك عمليا في نهايات القرن العشرين والفعل أبلغ من القول، وكانوا يتهمون زعماء الطوائف الدينية بأنهم يخدعون الناس بأن في أيديهم مفاتيح القصور في أعالي الجنان لكن الترابي كان الماذون ووكيل العروسين في أعراس الشهيد التي كانت ملهاة ومضحكة السودانيين في مجالسهم، ويتفق العلماء في عصرنا هذا مع المعتزلة والصوفيين في أن العالم وحدة واحدة تربطه علاقات التفاعل والتكامل وان أدناه كأعلاه وأوله كآخره، واعدم الحلاج لأنه كان يقول ذلك كما أعدم محمود مجمود محمدطه علي يد الترابي والترابيين بدليل مواكبهم تأييدا لتلك الجريمة النكراء لكن جريمة اغتيال محمود كانت لا تشبه العصر الذى وقعت فيه عصر الديمقراظية وحقوق الانسان،
المسئولية الجنائية:
الأحادية كفر بالتعدد والتنوع الذى نشاهده في البر والبحر وتعطيل لقوله تعالي لو لا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض بدليل ترتيب السودان في قائمة الدول الأكثر فسادا والأقل شفافية، والمال مفسدة والسلطة المطلقة مفسدة مطلقة وعندما يجتمعان في نظام سياسي واحد تتحول الدولة الي شكل من أشكال المافيا الاجرامية، وبعض الناس ينتابه الخوف في الأماكن المرتفعة وبعضهم يتسلق الجبال الشاهقة ويمشي علي حبل مشدود بين جبلين تحتهما هوة سحيقة فهم يعشقون ركوب المخاظر ومغازلة الموت، وسئل متشرد من سكان الشوارع لماذا يضيع عمره في التسكع فقال ان أبويه هما اللذان أضاعا عمرهما بين الجدران، وبعض الناس يعشق الطبيعة ولا يطيق العيش الا بين أحضانها في الغابات والأحراش، وبعض الناس كما قال أبو الطيب يحاذرني حتقي كأني حتفه وتنكزني الأفعي فيقتلها سمي، ولولا نفوس كما قال تأبي أن تسكن اللحم والعظم ولو لا الفضول والشك وحب المعرفة لما ارتقي الانسان من عصر الغابة الي عصر الفضاء، وقال أرنورد تويبني ان الحضارة صنعتها قلة مبدعة يقلدها الناس ويحاكونها، وبعض الناس كا قال لبيد من لا يصانع في أمور كثيرة يضرس بأنياب ويوطأ بمنسم لكن الطغرائي قال حب السلامة يثني هم صاحبه عن المعالي ويغرى المرء بالكسل، وكم من عروة بن العبد عندما قال أيهذا اللائمي أحضر الوغا وأن أشهد اللذات هل أنت مخلدى اذا كنت لا تستطيع دفع منيتي دعني أبادرها بما ملكت يدى وأرى قبر نحام بخيل بماله كقبر غوى في البطالة مفسد وهؤلاء شعارهم لك الساعة التي أنت فيها، وآخرون حقانيون بطبعهم لا يخشون في الحق لومة لائم ولا سطوة ظالم ويحسون بآلام الناس ومتاعبهم ولا يجدون سعادتهم الا في سعادة الآخرين ويجودون بالروح ان ضن الجواد بها والجود بالنفس أقصي غاية الجود كما قال مسلم بن الوليد، والناس مختلفون في ملامحهم وسحناتهم وصفاتهم الجسدية وبصمات أصابعهم وبصمات عيونهم ولولا ذلك لما أمكن التمييز بينهم وتحديد المسئولية الجنائية، واكتشف العلماء اختلافات في خطوط حمير الوحش تتعارف بها، وشاهدت علي شاشة التلفزيون ضريحا لأمبراطور من أباطرة الصين القدماء يضم تماثيل لجنود الأمراطور المدججين بالسلاح وعددها سبعة ألف تمثال وأذهلني اختلاف ملامحهم وصفاتهم الجسدية، ولو أن صلاح أحمد ابراهيم رأى تللك التماثيل لما تمني ازميل فيداس ولا يوجد ازميل كازميل الطبيعة، وليس للاسم أى دلالة لولا اختلاف ملامح الناس وصفاتهم الجسدية، فالبرقع حالة نفسية تدل علي عدم الثقة بالذات والشعور بالنقص لأنه يتنافي مع العقل والمنطق وطبائع الأشياء وكل ما يتنافي مع العقل وطبائع الأشياء يتنافي مع الاسلام، والمرأة كعضو فاعل في المجتمع كالرجل مسئولة عن تبعات أفعالها، وكيف يتعامل الناس وتتعامل السلطة مع الأشباح؟.
المؤسسات الأمنية:
كان في مجتمع المدينة أولاد يعرفون بأف اشارة الي الآية ولا تقل لهما أف يتطاولون علي أبويهم ويحلو لهم التطاول علي كبار السن ويدعون المعرفة بكل شىء، ومن صفاتهم الشعور الزائد بالذات والأهمية والميل الي العدوانية والتسلط والاستبداد وقابلية الاشتعال لأدني احتكاك بالآخرين، ويولد الطاغية طاغية وخير مثال لذلك طفل يصادر الكرة ويصر علي اللعب بها منفردا ويستولي علي لعب الآخرين وأشيائهم، وعلي العكس من ذلك نرى طفلا منطويا وطفلا منفتحا ودودا يمد يده مصافحا كل من يلتقي به وطفلا كريما وطفلا شحيحا لحزا، وأذكر ان مدى الاستجابة للاستفزازكانت مادة رئيسية في اختبار المستجدين من رجال الشرطة لأن رد الفعل التلقائي عند بعض الناس يزيد علي الفعل ولا يتناسب معه، وقد يتسبب رجل الشرطة في كارثة أمنية ويسىء الي الشرطة كمؤسة تحتاج لاحترام الناس وتعاونهم، ويتسلل هؤلاء الي المؤسسات الأمنية لاشباع شهوتهم في اذلال الناس وقهرم والتعالي عليهم مثلما يتسلل اليها شياطين الانس من السفلة الاوغاد طلاب المال الحرام، وهؤلاء هم الخامات الأولية للجماعات الارهابية، وقد لا يكون للجرعات الزائدة في معامل الكراهية الدينية تأثير في الانسان السوى لكنها تحول الانسان غير السوى الي وحش دموى شرس، ويشكو قادة المؤسسات الأمنية في اسرائيل من أن المتطرفين اليهود يتسللون الي الشرطة والجيش لتنفيذ أجنداتهم الخاصة ضد الفلسطينيين، وكان أفلاطون في جمهوريته الخيالية يتخوف من طغيان المؤسسة الأمنية وتحقت مخاوفه في الحرس الثورى في ايران وجهاز أمن الدولة في السودان، وكانت المهدية تعاني من تجاوزات جنودها الذين كانوا يعرفون بالجهادية، وهم الآن في السودان من الجندى الي القائد العام طبقة حاكمة تفتح أمامها كل الأبواب كالنبلاء في أوربا في العصور الوسطي والفنقورا في الاستوائية، وكانوا يتخطون الناس في صفوف الرغيف ويدعون أن لهم حقوقا فوق حقوق الآخرين، وقال لي صف ضابط انهم يعرقون دما ونحن نعرق ماءا، وكان المجاهدون الترابيون كالجهادية في المهدية يصادرون المواد الغذائية من الأسواق باسم زاد المجاهد وكان ذلك يعرف في الأسواق بالنهب المسلح، وفي طوكر اشتكي الأهالي للزبير محمد صالح من العساكر الذين يعتدون علي أعراضهم فقال لهم البلد كان خشها البوت سوق عيالك وفوت، فقد أصبح السودانيون في عهد الكيزان كالعبد يشترى السوط لسيده لأنهم هم الذين يتحملون مرتبات العسا كر ومخصصاتهم وثمن القاشات التي يجلدون بها والأحذية التي يركلون بها والقنابل الغازية والرصاص الحي في سبتمبر وبور سودان وكجبار في لقمة الكسرة وكباية الشاى وكراسة المدرسة وكبسولة الدواء، واتضح من التحقيق الذى نشرته التيار ان ناس عنتر الراكب الهنتر هم الذين أقنعوا نميرى بالتملص من اتفاقية أديس أبابا وافشال السلام، ولدينا خمسة عشر انقلابا ومحاولة انقلاب في ثلاثين عاما وعشرة سنوات من الديموقراطية المتقطعة وخمسين عاما من حكم العسكر، ومن أغاني البنات في بيوت الأفراح سنة يا ولد العساكر خربو البلد وحبيبي تعلم حركات الجيش.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.