بعد شئ من التاجيل والتاخير أعلنت وزارة التربية بولاية الخرطوم نتيجة مدارس الأساس للعام الدراسي المنصرم 2016م وجاءت الاسماء ما شاء الله بنين وبنات وانطلقت الزغاريد وانطلق الرصاص ووقعت مأساة حقيقية نرجو من الله ان يبسط جناح الصبر والسلوان علي والدي الطفل الذي راح ضحية إطلاق النار من قبل شقيقه بدافع الفرح والإبتهاج بنجاحه فكان أن خرجت الطلقة من البندقية الالية واردته قتيلا وقد أوردت هذه القصة التي جاءت في مواقع التواصل الإجتماعي لأعبر عن كراهيتي لضرب النار في مناسبات الفرح وكم من عريس قضي في يوم عرسه بسبب الرصاص المنهمر في المناسبة وكم عروس فاضت روحها الطاهرة لهذا السبب والآن إنتقلت هذه العادة السيئة لمجال التعليم وإعلان النتائج وهو امر محصور في التهنئة ونشر الصور في الصحف ومن علي وسائط التواصل الإجتماعي تشجيعا للأبناء لمزيد من التحصيل والتفوق في مسيرتهم الدراسية والعلمية . وكنت أود مطالبة السلطات بسن القوانين التي تمنع إطلاق الرصاص في الهواء في المناسبات الإجتماعية ولكني تذكرت ان من يطلقون النار في سمائنا المبتهج(( بعرس او ختان أنجال) في الغالب الأعم من أفراد القوات النظامية وشبه النظامية الذين يعتقدون ان المشاركة والمجاملة في الفرح تكون عن طريق إطلاق اكبر قدر من الذخائر الحية في الفضاء فيتحول الفرح إلي ماتم وعويل في دقائق معدودة ((خربانة من كبارها )) . من غير أن ننسي موضوعنا الأساسي وهو فضل الولايات علي الخرطوم في زحمة الأحداث والفرح البلا ميز نذكر خورطقت وحنتوب ووادي سيدنا وعطبر الثانوية والفاشر الثانوية والأبيض الصناعية ونيالا وزالنجي والجنينة وبورتسودان وكوستي والدويم مدينة العلم لا بل نذكر حمرة الشيخ وحمرة الوز وكاب الجداد واللعيت جار النبي والدلنج وكادوقلي والدبيبات وفي الماضي القريب ملكال وواو وجوبا وراجا هذه المناطق بمادرسها الصغري والعليا صنعت الاباء المؤسسين الذين جاء من اصلابهم الصبية الذين إبتهجت بهم الخرطوم وهي تلعب بأعصاب أهلهم وذويهم احيانا تعلن عن تقفيل المجموع بنسبة 100% كما حدث في العام السابق وفي هذا العام النسبة متدنية ولا احد قفل المجموع الكامل وأحرز 280 درجة والسبب هو وسائل الإعلام والصحافة التي قالت: إن هذا أمر غير ممكن فلا احد يستطيع ان يحرز الدرجة الكاملة في التعبير باللغة العربية والإنجليزية فحدث التراجع عن موضة تقفيل المجموع لدرجة أن أيا من هؤلاء التلاميذ لم يحرز حتي279 درجة فهل صعبت افمتحانات أم ضن المصححون علي الصغار بالدرجات ليكون الفارق طفيفا بين عام وآخر ؟؟. هذه المدارس الريفية التي ذكرناها كانت تصنع الأجيال وتقدم المعرفة للأطفال من غير ضجيج ولا كثير كلام فحينما خرجنا من بلدتنا حمرة الشيخ متجهين إلي حمرة الوز التي كانت المدرسة الوسطي الوحيدة في ريفنا الشمالي لشمال كردفان أصر أساتذنا علي أن نزور العارف بالله الشيخ محمد ود الريح الذي اكرم وفادتنا ودعا لنا وكان أن احرزنا المرتبة الأولي علي مستوي المركز الذي كان يضم مدارس جبرة الشيخ وحمرة الوز وأم ندرابة وأبو عروق وام سنطة وعديد راحة والبقرية الطوال والقصار والصافية التي إمتحن منها دفعتنا العبيد احمد مروح سفير السودان بتونس وعندما تسلمنا الكأس قال لنا استاذنا رددوا من خلفي(( الكأس الكاس شلناه خلاص بالعلم يا ناس)) وكان أستاذنا يومها آدم عباس مقبول يبكي من شدة الفرح وظللنا طيلة الأيام الثلاثة التي قطعناها في طريق العودة إلي أهلنا نهتف ونغني بأمجاد مدرستنا وكانت المفاجأة أننا عندما وصلنا إلي حمرة الشيخ لم نجد احد في إستقبالنا أو تهنئتنا فقط توقف اللوري وذهب كل منا إلي أهله وظللت لمدة شهر كامل اشرح وأردد أنني قد نجحت ودخلت الوسطي فذبح أبي شاة كرامة بهذه المناسبة وانتهي الأمر . وذات الطريقة تكررت مع دخولي خورطقت وهي مدرسة يسيل لها اللعاب فكان أن عرفت بالصدفة اني ذاهب إلي المدرسة الثانوية . وكنت أعتقد أنني وحدي حتي جاء أول السودان بلدياتنا وشيخنا البروفسير محمد امحد علي الشيخ الطيبب البارع في امراض النساء والتوليد والمدير الأسبق لجامعة الخرطوم والذي لم يعرف أنه أول السودان إلا بالصدفة المحضة عندما قابله أحدهم ليخبره بأنه أول السودان وتم تكريمه من قبل الفريق عبود الذي صدق له بلبلغ مالي كبير عشرجنيهات لم يستلمها يعني هذا الرجل طالب حكومة السودان مبلغ 10 مليار جنيه بالقديم إذا كان ذلك في العام 1964م .بالمناسبة دي أين الحديث عن المدارس الخاصة ولعلي لم اتابع المؤتمر الصحفي بصورة دقيقة لأنه يأتي في وقت العمل ولم تتضح لي قصة هذه المدارس التي صارت بدعة جديدة في التعليم وأنتهي معها التعليم الأهلي الذي كان عنوان للتعليم في السودان مع المعهد العلمي والمدارس الأهلية ((ونسمع بكل أسف هذه عن نزاع علي المدرسة الأهلية بأم درمان وميدانها)) وحتي نتأكد من فضل الولايات علي الخرطوم أقترح ذكر إسم الولاية التي إنحدر منها والد التلميذ المتفوق ووالدته جنبا إلي جنب مع إسم الأم . عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.