في الخبر الذي تم نشره في صحيفة الإثيوبيان هيرالد الإثيوبية حول القمة الاستثنائية التي دعي لها رئيس وزراء إثيوبيا، الذي يترأس الدورة الحالية لمنظمة (إيقاد)، قد دعا الأسبوع الماضي، إلى قمة استثنائية لرؤساء الدول والحكومات بالمنظمة، في 12 يونيو الجاري بأديس أبابا، لمناقشة سبل إنهاء التدهور المستمر للأوضاع الأمنية والإنسانية في جنوب السودان وعملية الحوار الوطني. وقال دسالن إن تنفيذ اتفاق السلام في 2015 لم يتم بصورة جيدة وأن القتال ما يزال مستمرا رغم إعلان وقف إطلاق النار من جانب واحد. وعقد رئيس الوزراء الإثيوبي هيل ماريام دسالن اجتماعا استثنائيا ردا على تقارير عديدة من رئيس لجنة الرصد والتقييم المشتركة بشأن الوضع في جنوب السودان والجهود الجارية لعقد الحوار الوطني. و بحثت القمة، وفقا لبيان الإيقاد، على إيجاد سبل ودية للوضع الأمني والإنساني المتردي في جنوب السودان. ودعا رؤساء دول الهيئة الحكومية لتنمية شرق أفريقيا (إيقاد) هي منظمة شبه إقليمية في أفريقيا، مقرها دولة جيبوتي، وتأسست في عام 1996 ، كافة الأطراف المتحاربة في دولة جنوب السودان إلى الالتزام بوقف إطلاق النار وإحياء عملية السلام. جاء ذلك خلال قمة استثنائية ل "إيقاد" بشأن جنوب السودان، في العاصمة أديس أبابا، بمشاركة الرئيسين السوداني عمر البشير، والأوغندي يوري موسفيني، و الصومالي، حسن علي خيري، والنائب الأول لرئيس جنوب السودان، تعبان دينق، ووزيري خارجية كينيا، أمينة محمد، وجيبوتي محمود علي يوسف. وفي كلمة له بالجلسة الافتتاحية للقمة، دعا رئيس الوزراء الإثيوبي، رئيس الدورة الحالية لإيقاد"، الأطراف المتحاربة في جنوب السودان إلى استبعاد الحل العسكري. ومضى دسالن قائلا إنه رغم الوقف اللأحادي لإطلاق النار من قبل الحكومة يوم 22 مايو الماضي وإطلاق الحوار الشهر الماضي، إلا أن التصعيد والأعمال العدائية ما زالت مستمرة. وأضاف، بحسب وكالة الأناضول، أن التحدي الذي يواجه جنوب السودان الآن هو الوضع الاقتصادي المتردي ونقص التمويل، موضحا أنه دعا إلى انعقاد القمة "في محاولة لدعم جنوب السودان في هذه المرحلة الحرجة لإحياء تنفيذ اتفاق السلام". وناشد دسالن كافة الأطراف "الالتزام بقف إطلاق النار وحماية المدنيين ومحاسبة مرتكبي الجرائم"، داعيا حكومة جنوب السودان إلى "أن يكون الحوار شاملا ومحايدا". ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو هل فشلت الايقاد في إحلال السلام في جنوب السودان ؟ هل فقدت الايقاد المصادقية من قبل الاطراف المتحاربة ؟ ماهي اهدف هذه القمة الاستثنائية ؟ ماذا تريد دولة جنوب السودان من القمة ؟ هل سيتحقق السلام مع اختلاف الحكومة والمعارضة في جنوب السودان ؟ طالبت قمة الهيئة الحكومية للتنمية /الايقاد/ بضرورة تنفيذ اتفاق السلام الموقع بين الفرقاء في دولة جنوب السودان باعتباره أساس التسوية والمسار الوحيد لإعادة الاستقرار والأمن. ودعت القمة في اختتام أعمالها بالعاصمة الأثيوبية في /أديس ابابا/ كافة أطراف عملية السلام بالدخول في الحوار الوطني والالتزام بوقف العدائيات وإطلاق النار والسماح بانسياب المساعدات الإنسانية. وأقرت القمة في بيانها الختامي بتنظيم ملتقي فوري من أجل تنفيذ اتفاقية السلام ووضع خارطة طريق واضحة ملزمة لكافة الأطراف لافتة إلى أهمية توافر الجدية من أجل احتواء هذه الأزمة وضمان الاستقرار الإقليمي. كما طالب البيان بالالتزام التام بالجداول الزمنية والخطوات الخاصة بنشر قوات إقليمية لتوفير الأمن مشددا على أن الضمان الوحيد لاستتباب الأمن وعودة السلام لدولة جنوب السودان هو الاعتماد على وساطة الايقاد لحل الأزمة التي يشهدها هذا البلد . يذكر أن /الايقاد/ نظم العديد من القمم لتسوية أزمة دولة جنوب السودان إلا أن مقرراتها لم تجد طريقا إلى الواقع بسبب حدة الخلافات بين رئيس دولة الجنوب سلفاكير ميارديت وقائد المعارضة المسلحة نائبه السابق رياك مشار وما تبع ذلك من مواجهات عسكرية عنيفة زادت من تفاقم الازمات وعقدت مسارات الحلول. يرى الخبراء ان تطابق الرؤى حول أهمية دعم جهود السلام والتوصل لوقف إطلاق النار وشمولية الحل ودعم مساعي منظمة إيقاد الرامية إلى إعادة الأمن والاستقرار في جمهورية جنوب السودان سوف تحقق الايقاد مكسبا ثمينا في إرساء السلام في دول الجنوب اذا تحقق ذلك !! . وقال المستشار الرئاسي لشؤون اللامركزية بحكومة جوبا تور دينق ماوين في تصريحات له "هذا اجتماع هام لرؤساء دول الإيقاد، وهو يعقد خصيصا لمناقشة الوضع الحالي في البلاد وهو مبادرة مشجعة ومهمة. ان الإيقاد لها دور فى إقناع القوات المسلحة وغير السياسية بالانضمام إلى الحوار الوطني وهذا يؤكد فيما لا يدع مجالا للشك ان الايقاد تسعي في حلحلة الخلافات بين الأشقاء في دولة جنوب السودان عبر الاجتماعات الدورية والاستثنائية والجولات المكوكية لاحتواء الموقف حسب ما أكده هاشم علي حامد الصحفي في الشان الإفريقي . وشدد ماوين على أن التوصل إلى اتفاق سلام محلي من الحوار سيكون مستديما وشاملا ومرتكزا على الاحترام الكامل للمعاهدات الدولية لحقوق الإنسان. وجاءت تصريحات المسؤول في أعقاب رسالة من منظمة الإيقاد تدعو الرئيس كير إلى حضور القمة الاستثنائية في 12 يونيو 2017 في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا ولكنه للاسف الشديد لم يحضر القمة ناب عنه "تعبان دينق قاي"، النائب الأول لرئيس جنوب السودان، إلى أديس أبابا على رأس وفد حكومي رفيع للمشاركة في أعمال القمة. من جانبه، قدم النائب الأول لرئيس جنوب السودان، تعبان دينق قاي، اعتذارا إلى القمة عن غياب الرئيس سلفاكير ميارديت عن القمة، وقال إن "انشغالات داخلية منعته من المشاركة". وأضاف تعبان أن نقص التمويل وغياب المانحين ساهم في تدهور الوضع الاقتصادي والمعاناة الإنسانية، معتبرا ذلك "أكبر تحد أمام تنفيذ اتفاق السلام". ورفض نائب سلفاكير عودة ريك مشار إلى جنوب السودان حاليا، معتبرا أن عودته "ستكون بمثابة كارثة للأوضاع المعقدة"، وناشد قادة دول "إيقاد" مواصلة دعمهم لجنوب السودان. وأعرب رئيس اللجنة المشتركة لمراقبة تنفيذ اتفاق سلام بجنوب السودان، الرئيس السابق لبتسوانا، فستوس موقاي، عن أمله في إحياء عملية السلام، وناشد كافة الأطراف وقف إطلاق النار، وعدم عرقلة المساعدات الإنسانية والانخراط في الحوار، ودعا إلى الإسراع في نشر قوات إقليمية في جنوب السودان. واللجنة المشتركة لمراقبة تنفيذ اتفاق السلام هي آلية تم إنشاؤها وفقا لاتفاق السلام عام 2015، لدعم ومراقبة سير تنفيذ الاتفاق. ودعا الاتحاد الإفريقي، يوم الجمعة الماضي، القوات الحكومية في جنوب السودان والمعارضة المسلحة إلى "وقف فوري للعنف والصراع المسلح". وقال بيان صادر عن الاتحاد، إن رئيس مفوضيته موسى فكي محمد "طالب حكومة جنوب السودان والمعارضة المسلحة الموالية لرياك مشار بوقف العنف والصراع المسلح". وأعلن "فكي" في البيان دعمه ل "قرارات قمة الهيئة الحكومية لتنمية شرقي إفريقيا (إيقاد) الاستثنائية التي عقدت الإثنين الماضي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا". وأكد "استعداد الاتحاد الإفريقي للتعاون مع رئيس اللجنة المشتركة لمراقبة تنفيذ اتفاق السلام في جنوب السودان، الرئيس السابق لبتسوانا، فستوس موجاي، والسكرتير التنفيذي لهيئة إيقاد، محبوب معلم، من أجل التحضير لمنتدى تنشيطي يجمع الأطراف المتصارعة في أقرب وقت ممكن"، دون تفاصيل عنه. وأشاد "فكي" ب "إعلان رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت وقفا أحادي الجانب لإطلاق النار من قبل الحكومة". من جهته، أعرب مفوض مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي، إسماعيل الشرقاوي، عن قلق الاتحاد من تصاعد الأعمال العدائية في جنوب السودان، وناشد المعارضة المسلحة الانخراط في الحوار، وشدد على أن الاتحاد الأفريقي يرفض أي حل عسكري للأزمة. وقال ألدو أجو دينق أكوي رئيس لجنة حقوق الإنسان والشؤون الدستورية بمجلس الولايات في برلمان جنوب السودان إن إيقاد والسلطات الإثيوبية ليستا محايدتين أبدا، وتساءل "كيف يمكن للمحادثات الجديدة أن تكون ذات مصداقية، إذا استمرت المنطقة في اتخاذ معايير مزدوجة". وأضاف البرلماني "في رأيي يجب أن يستمر اتفاق حل النزاع في جنوب السودان، ومن المعروف جيدا أن هذا الاتفاق يحتاج إلى مزيد من التعديلات كما لاحظ الرئيس سلفا كير بشكل صحيح في تحفظاته أثناء صياغته أغسطس 2015. وهذا هو أحد الأسباب التي تدفع الأطراف المتحاربة إلى مواصلة الحوار والمصالحة بشأن الاتفاق الذي توسطت فيه إيقاد". وتأتي تصريحات البرلماني ردا على الدعوة التي وجهها رئيس الوزراء الإثيوبي هيل ماريام ديسالين لعقد اجتماع لقادة إيقاد في أديس أبابا الإثنين الاسبق لمناقشة تصعيد العنف وإيجاد حل لحدة الأزمة الانسانية في جنوب السودان باعتبارها تؤثر على الاستقرار الإقليمي. وفي رسالة بعث بها إلى الرئيس سلفا كير ميارديت قال رئيس الوزراء الأثيوبي "إن تصعيد العنف وتزايد الأعمال العدائية يلقي بظلاله على الحوار الوطني واتفاق حل الصراع في جمهورية جنوب السودان، وهذا الوضع الخطير يتطلب منا أن نتكلم بصوت واحد". ويرى خبراء القرن الإفريقي بان جوبا أكدت مرارا أنها لديها بعض التحفظات حول الاتفاق بينما تريد حركة التمرد الرئيسية بقيادة نائب الرئيس السابق رياك مشار مراجعة الاتفاق لإجراء المزيد من المحادثات. ومن جهة اخري قلل مناوا بيتر قاتكوث القيادي في المعارضة المسلحة في دولة الجنوب بقيادة مشار، من فرص نجاح قمة رؤساء الإيقاد الطارئة والخاصة بمناقشة الأوضاع الأمنية في جنوب السودان، متهما دول الإيقاد بتبني رؤية الحكومة في جوبا. ويقول خبراء إقليميين إن عملية الحوار الوطني التي أطلقها الرئيس سلفاكير يمكن أن تمهد السبيل أمام التنفيذ الحقيقي لاتفاق السلام إذا كانت العملية شاملة وسبقها وقف إنساني للأعمال الحربية. وقال بيان صادر عن الكتلة الإقليمية "من المتوقع ان يتداول الاجتماع الوضع الأمني والإنساني الخطير الذي يواجهه جنوب السودان. وإذا ما تأكد ذلك أن تدهور الحالة الأمنية تؤدي إلى زيادة حادة في عدد النازحين واللاجئين، فإن على قادة الهيئة الإقليمية التحدث بصوت واحد للتخفيف من حدة الأزمة". وأضاف البيان ان "مشاورات الايقاد مع الاتحاد الافريقي والأممالمتحدة تؤكد ايضا انه يتوجب على المنطقة ان تقود الجهود لدفع عملية الحوار الوطني لحل أزمة جنوب السودان". ولفت البيان إلى ان تدهور الوضع الإنساني في جنوب السودان يعد "مصدر قلق بالغ" للدول الأعضاء في الايقاد، موضحا بأن الوضع قد يصبح أسوأ مع بداية موسم الأمطار في البلاد. ويرى مراقبون أن الإيقاد ترغب مجددا خلال الاجتماع ان توضح للطرفين بأن المنطقة والقارة والمجتمع الدولي يريدون تنفيذ اتفاق السلام بشكل كامل لا غير وهذا هو هدف المنظمة اولا واخيرا لا غير . وأضاف البيان أن دول إيقاد "تأمل في التزام الأطراف بتنفيذ اتفاق السلام وإيجاد حلول ودية". ولا تزال دول الإيقاد، لا سيما إثيوبيا وكينيا والسودان وأوغندا، تستقبل التدفق المتزايد للاجئين. وكانت قد ناشدت منظمة "تمكين المجتمع للتقدم"، هي منظمة غير حكومية مقرها جنوب السودان، وتعنى بقضايا السلام وفض النزاعات.الاسبوع الماضي ، قادة الهيئة الحكومية للتنمية "إيقاد" وضع تصورات ملموسة لتحقيق السلام ووقف الحرب في البلاد. وطالب ادموند ياكاني، المدير التنفيذي للمنظمة في رسالة مفتوحة لزعماء "إيغاد" قائلا : "نتقدم بدعوتنا لرؤساء إيقاد أن يتخذوا خطوات جادة لوقف صوت السلاح في جنوب السودان، والتركيز على أجندة اللاعنف من أجل تهيئة بيئة مناسبة أمام المنظمات الإنسانية لتقديم المساعدات المطلوبة، ومن ثم بداية حوار سياسي شامل لتحقيق الحل السياسي". وأشارت إيجاد إلى أن المنتدى الجديد سيضم "جماعات متنافرة" ويبحث سبل تنفيذ اتفاق السلام، وأضافت فى بيان أن المنتدى يضع أيضا "مهلة زمنية منقحة وواقعية وجدول أعمال يسفر عن إجراء انتخابات ديمقراطية بنهاية الفترة الانتقالية". وقال دبلوماسيون فى المحادثات إن القادة قرروا فى النهاية ضرورة دعوة الأطراف المتحاربة وأشاروا إلى انه سيكون "من المبكر للغاية" إجراء الانتخابات فى موعدها المحدد نظرا للمستويات الحالية من العنف". كما تشير التقارير إلى الأثر السلبي الذي يولده الصراع الذي امتد لأكثر من ثلاث سنوات في الاستقرار الإقليمي. ودفعت زيادة العنف والانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان وجرائم الحرب مسئولي الأممالمتحدة الى الإعراب عن مخاوفهم من احتمال وقوع إبادة جماعية فى الدولة التي تنزلق في حرب مدمرة. إذن يتطلب منا أن نتكلم بصوت واحد وترك الخلافات جنبا من اجل إحياء فرص السلام في دولة جنوب السودان ...وإلا العواقب وخيمة والمعانة الإنسانية سوف تستمر بصورة جسيمة وسيكون تأثير أحداث جنوب السودان في كل منطقة القرن الإفريقي.. وبذلك يكون المستقبل قاتما يدعو للفوضى !. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.