تحصلت " التغيير الإلكترونية " علي شهادات من ضحايا وشهود ووثائق حول مجزرة بانتيو بحق السودانيين المتهم بها موالون لنائب رئيس جنوب السودان السابق رياك مشار في وقت اتهم شهود عيان " سوادنيين بزي عسكري للجيش السوداني تورطوا في عمليات القتل". ومع أن التقارير تضاربت حول هوية الفاعل الحقيقي لمجزرة بانتيو التي راح ضحيتها العشرات من السودانيين، إلا أن شهادات تشير إلى أن ن القوات التي هاجمت المدينة استهدفت السودانيين المنحدرين من دافور بشكل خاص. وقال ابكر عبد الله وهو احد التجار في المنطقة منذ أكثر من خمس سنوات " ان قوات رياك المعروفين بالجيش الأبيض دخلوا الي المدينة وظلوا يبحثون عن أبناء دافور.. فقتلوا كل من يعتقدون انه من دافور بلا رحمة". ويضيف "عندما ازداد الاستهداف وقتل الكثيرون لجأنا الي المسجد الكبير طلبا للحماية.. فهاجمونا في المسجد بالقذائف والراجمات وقتلوا العشرات في الحال. كما تم اسر آخرين وسط أصوات تنعتنا بالخونة". وتقول بتول ابراهيم وهي ربة أسرة تعيش مع زوجها منذ سنتين في بانتيو " شهدت بأم عيني حالات اغتصاب كثيرة. حيث يتم سحب الفتاة من منزلها واغتصابها في وسط الطريق.. لم اصدق ما رأته عيناي لكنني كدت ان أكون احد الضحايا لولا تدخل أحدهم عندما أطلق النار علي المعتدي الذي فر بجراحه". وتعضد هذه الشهادات تقرير صادر عن قسم حقوق الأنسان ببعثة الاممالمتحدة في بانتيو والتي تحدثت عن مقتل العشرات واغتصاب عدد غير قليل من النساء ويشير التقرير الذي اطلعت عليه " التغيير الإلكترونية " الي ان قوات مشار لاحقت الدار فوريين الذين احتموا بموقع البعثة في بانتيو وقتلوا بعضهم بدم بارد. ووصف التقرير الأحداث " بالدموية والقاسية" ودعت الي تقل المصابين الي قاعدة الاممالمتحدة في جوبا لتلقي العلاج بعد ان امتلأ موقع بانتيو بالضحايا والنساء المغتصبات. وفي سياق ذي صلة أشار الفاضل التجاني المسؤول السياسي السابق بحركة تحرير السودان بزعامة مني أركو مناوي إلى أن " القتل كان اتقائياً لمن يخمن المقاتلون انتماءه الى دارفور ، حسب الملامح. وأكد شهود عيان تورط سودانيين يرتدون الزي العسكري للجيش السوداني في عمليات قتل المستهدفين داخل المسجد الذي لجأ بعضهم إليه. وكانت صحف الخرطوم الموالية للنظام قد ظلت تردد اتهامات بمشاركة عناصر من حركة العدل والمساواة إلى جانب قوات الرئيس سلفاكير ميارديت، وهو ما يبرر القتل الممنهج والانتقائي الذي طال ذوي الملامح الدارفورية دون غيرهم. وربط مراقبون بين مجزرة بانتيو وأحداث ليبيا في عام 2011 حينما صرحت وزارة الخارجية أن حركة العدل والمساواة حاربت إلى جانب القذافي فتعرض المئات من السودانيين لانتهاكات خطيرة من قبل الثوار والإسلاميين الليبيين. ولم تصدر الحكومة السودانية بيانا عن احداث بانتيو ولا عن عدد الضحايا إلا ان تقارير أممية أشارت الي ان أكثر من مئتي شخص قتل خلال الهجوم بينما تجاوز عدد الجرحي هذا العدد بكثير.