تتخانق الزوجة مع جوزها وتدخل الجروب تفضفض لنساء الجروب، تلاقي كل واحدة تُدلي بدلوها في المشكلة، وتلاقي آراء متفاوتة ما بين التسخين والإشعال، وبين التهدئة والتسكين، يتعمل لها عملية بسترة تخليها تلف حوالين نفسها أكتر وأكتر دون مراعاة لطبيعتها الشخصية ولا لظروفها الحياتية. وتلاقي واحدة هادية ومطَّمنة مع جوزها، تدخل تتفرج على مشكلات الخيانة، فتبدأ تشك فيه وتدوَّر وراه، تتفرج على مشكلات سوء المعاملة فتبدأ تفتكر لما عاملها وحش السنة اللي فاتت وما خدتش حقها. تدخل تقرأ مشكلات البُخل فتفتكر لما كان بخيل في أول حياته الزوجية، مع أنه دلوقت معدش كده! إحدى الزوجات دلوقت بتيجي تسألني عن مشكلتها، وتقولي: بس أنا قلت لبنات الجروب وقالولي كذا وكذا. يا حبيبتي، يا نور عيوني، الجروبات دي ممكن تاخدي منها طبخة حلوة، تستشيريهم في موديل جديد وموضة جديدة، تشوفي رأيهم في أدوات الميك أب ومساحيق التجميل، تعرفي منهم إيه بيتباع فين. لكن، ما ينفعش أبداً أبداً تاخدي رأيهم في مشاكلك الشخصية؛ المشكلات الشخصية والزوجية شيء خاص جداً، خاص بكل علاقة على حدة. علشان تعرفي الحل الأمثل، دا بيعتمد على طبيعتك أنت الشخصية، وطبيعة زوجك، وظروف جوازكم، وطبيعة علاقتكم الأصلية، ومعايير كتييييرة أوي أوي. وفي النهاية، برضه الحلول المقترحة مش قطعية، مش 1+1= 2، مفيش إجابة نموذجية، مفيش حاجة اسمها الكتاب بيقول كذا، مفيش حاجة اسمها حل المشكلة الفلانية كذا وكذا. النفس البشرية مكعبلة ومعقدة جداً جداً، واللي ينفع مع واحد ما ينفعش مع التاني، واللي ينفع دلوقت يمكن ما ينفعش بعدين. ليه فاكرين إن كل الستات زي بعض، وكل الرجالة زي بعض، وكل العلاقات زي بعض؟ الطبيب لما بييجي يعالج حد من مرضاه بيعمل حساب معايير تانية كتيير جداً غير المرض نفسه. أنا ممكن -كطبيبة- أكتب علاج لواحد غير خالص العلاج اللي بياخده واحد تاني بيعاني نفس المرض. أنا بتعجب جداً؛ تلاقي الست مصوَّرة ابنها عنده مرض معين أو طلع له حاجة في جسمه أو أصيب إصابة معينة؛ حرق أو جرح، وحطاها على الجروب وبتستشير أصحابها، وبلاقي كمية جهل وغباء، أنا بتعجب منهم! خديه وروحي للدكتور المختص اللي بيفهم ويعرف، مش هناخد رأي بعض في المرض كمان. أنا مقدرة جداً حُرقة الزوجة لما جوزها يزعلها ويؤذيها، مقدرة النار اللي بتبقى فيها والألم اللي بتحس بيه، بتكون عايزة حد يفهمها ويطبطب عليها ويتعاطف معاها ويؤيد مشاعرها، لكن إنك تاخدي حلول من الستات فدا خراب بيوت. هضرب لكم أمثلة بشوفها كتير: زوجين كانت حياتهم مطمئنة جداً وعايشين في هَنا واستقرار، وبعدين الزوجة عرفت طرق التجسس على موبايل الزوج، ولقت واحدة بتجري وراه وبتحاول تقرّب منه وهو بيصدّها والراجل محترم. لكن، هي جابت لنفسها القلق والشك، وطول النهار تسأله وتتهمه لو كلمها أو ردّ عليها مرة، وهتدمر حياتها بالشك والغيرة، وتقعد تقولي: ما يمكن بيمسح الشات، ما يمكن بيكلمها من موبايل تاني، ما يمكن… هتدمر حياتها. زوجين كانت حياتهم في منتهى السعادة، وهي قاعدة طول النهار تحكي على لطفه وظرفه وإزاي بيعاملها، وأي واحدة تدخل تشتكي تقولها: إزاااااااي يعمل كذا! دنا جوزي بيعمل ويعمل… واحدة من الجروب اشتغلت عليه ووقّعته وهتتجوزه! زوجين كانت علاقتهم صداقة حميمية وكان بيحكي لها كل صغيرة وكبيرة ويشاركها في قرارات حياتهم، واكتشف إنها بتحكي على كل مشاكله في الشغل ومشاكله مع أهله على الجروبات د وفقَد الثقة فيها ومعدش بيتكلم معاها. زوجين كانوا متفقين جداً على تربية الأولاد ومكانش بينهم خناقات خالص، بدأت تتخانق معاه؛ لأنها قرأت إن طريقة معاملته لأولاده ممكن تعمل لهم عُقد نفسية، وبتحاول توجهه بشكل قبيح. يا ستات، اعقلوا واهدوا، وخاصة الزوجات الجدد اللي داخلة الجواز متحفزة ومستعدة للمشاكل، بتقرأ مشاكل كتير وتقرأ آراء عنيفة كتير، ومستنية بس تحصل المشكلة علشان ترد بالطريقة اللي هي برمجت عقلها عليها بالآراء العنيفة.. دا غير البنات اللي على وش جواز واللي اتعقدوا خلاص رسمي. أرجوكم، حافظوا على توازنكم وهدوء حياتكم، أنا نَفسي لما بدخل اقرأ المشكلات والردود بحس بالغضب ناحية جوزي وبكره صنف الرجالة كله، و لما لاحظت كده بطلت اقرأها؛ لأن أثرها سلبي عليَّ وعلى حياتي.. دا غير إني قريت مشكلات طالبي الاستشارة… ناس قابلتهم شخصياً. الستات بتأفور جداً؛ علشان تحصل على التعاطف اللي هي عايزاه ومحتاجاه، ولا تذكر هي عملت إيه في الطرف التاني، خلت حياة جوزها مرار..الستات مش ملايكة. بعض الجروبات بتعمل لي منشن على المشكلات، احترامي لنفسي يمنعني إني أرد؛ لأن فيه تفاصيييييل كتيييييرة جداً لازم تتعرف وتتفهم، دنا حتى استشارات الطرف الواحد بدأت أخاف منها؛ لأنها بتديني نص الحقيقة من وجهة نظر الشاكي مش الحقيقة كاملة. اتقوا الله في نفسكم، واتقوا الله في أزواجكم، ربنا قال لنا: "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون"، ومش أي واحدة متجوزة هي خبرة، خبرتها بس في نفسها وفي علاقتها وفي جوزها، لكن ما تعرفش الأزواج التانيين. أنا وغيري من الزملاء الأفاضل بنكتب أفكار عامة تصلح للجميع، لكن الحلول الخاصة بكل مشكلة دي محتاجة تفاصيل كتيييرة أوي. المهم نصيحة للبنات: ما تسليش نفسك بقراءة المشاكل الزوجية؛ لأن أثرها السلبي عليكي أكتر من أثرها الإيجابي، إلا لو إنتي عاقلة أوي وبتنقّي الآراء المتعقّلة القليلة والنادرة في مثل هذه الجروبات. دعاء راجح