قال شهود إن أكثر من 200 خريج جامعي عاطل خرجوا إلى الشوارع للمطالبة بوظائف في المنطقة المنتجة للنفط في شمال السودان أمس الخميس (10 مارس/ آذار 2011) في إظهار غير معتاد للاستياء في منطقة حساسة سياسياً. وسارعت الشرطة السودانية بسحق سلسلة من الاحتجاجات الصغيرة في شمال السودان هذا العام بعضها طالب بإنهاء حكم الرئيس عمر البشير المستمر منذ 21 عاماً متأثرة بالانتفاضات الشعبية التي تجتاح العالم العربي. ولكن هذه الاحتجاجات لم تجتذب أعداداً كبيرة. وقد تثير احتجاجات الخميس المطالبة بفرص عمل في بلدة الفولة بولاية جنوب كردفان قلق الحكومة إذ إن المنطقة يهيمن عليها بدو المسيرية وهم من القبائل العربية جيدة التسليح التي ساندت الخرطوم في الماضي. وتقع الفولة في المنطقة النفطية السادسة بالسودان التي يسيطر عليها كونسورتيوم تقوده شركة النفط الوطنية الصينية. وتقع ولاية جنوب كردفان على حدود دارفور وجنوب السودان. وقال شاهد ل «رويترز» في اتصال هاتفي إن الخريجين احتشدوا في شوارع الفولة صباح أمس ورددوا هتافات يطالبون فيها بوظائف. وأضاف أن الشرطة لم تتدخل على الفور لوقف الاحتجاج أو اعتقال الخريجين. ولا توجد أعداد رسمية للعاطلين في السودان لكن المحللين يقدرونها بنحو 20 بالمئة. وعادة ما يشكو الخريجون خاصة في جامعات خارج الخرطوم من نقص فرص العمل. وفي ديسمبر/ كانون الأول الماضي هاجم بدو مسلحون يطالبون بفرص عمل للسكان المحليين في قطاع النفط منشأتين نفطيتين واحتجزوا أحد العاملين لفترة وجيزة في جنوب كردفان. وفي تطور آخر، قال الجيش السوداني إن متمردي دارفور هاجموا قافلة إمداد تابعة له في جبل مرة وهو معقل جبلي للمتمردين ما أدى إلى مقتل 17 شخصاً على الأقل. ولم يتسنَّ الاتصال بمتحدث عن الجماعة المتمردة للتعليق والتي قال الجيش إنها فصيل من جيش تحرير السودان يتبع عبدالواحد النور والذي انسحب من محادثات السلام العام 2006 ورفض العودة منذ ذلك الحين. وقال المتحدث باسم الجيش السوداني، الصوارمي خالد إن الجيش تعرض لهجوم من جانب قوات عبدالواحد في روكورو بجبل مرة يوم الثلثاء الماضي. وذكر أن الجيش أجبرهم على الانسحاب وأن 15 فرداً من جانب المتمردين قتلوا إلى جانب اثنين من الجيش السوداني. وصرح خالد بأن الجيش كان ينقل معدات عسكرية إلى قاعدته في روكورو بجبل مرة وهي منطقة في وسط دارفور وهي واحدة من المعاقل الرئيسية لجيش تحرير السودان. من ناحية أخرى، قال مبعوثون للأمم المتحدة إن مجلس الأمن الدولي سينشر تقريراً مؤجلاً عن انتهاكات حظر على السلاح في دارفور وذلك على الرغم من اعتراضات سابقة من الصين. وقال التقرير السري الذي اطلعت عليه «رويترز» منذ نصف عام إن الخرطوم ارتكبت عدة انتهاكات للحظر وإن الصين لم تفعل ما فيه الكفاية لضمان ألا يتم استخدام أسلحتها في دارفور. وقال دبلوماسي غربي رفيع يوم الأربعاء الماضي «رفعت الصين اعتراضها على ذلك (التقرير)»