حكمت محكمة سودانية أمس الأول الثلثاء (22 مارس/ آذار 2011) على متظاهر بالسجن ثلاثة أشهر وعلى اثنين آخرين بدفع غرامة مالية وذلك بعدما أدانتهم بتهمة نشر معلومات كاذبة عن الرئيس عمر البشير، بحسب ما أفاد وكيل الدفاع عن المدانين. وقال المحامي ساطع الحاج إن القاضي علي عثمان بمحكمة الخرطوم شمال حكم الثلثاء على المتظاهر مهند خيري (27 عاماً) بالسجن 3 أشهر والغرامة 500 جنيه سوداني (180 دولاراً). وأضاف أن القاضي «حكم أيضاً على وداد (25 عاماً) بالغرامة 500 جنيه سوداني وعلى ملاذ (23 عاماً) بالغرامة 500 جنيه بعد إدانتهم بموجب المادة 66 من القانون الجنائي السوداني بنشر معلومات كاذبة». وأضاف أنه «على الفور أودع مهند السجن». وكان الشبان الثلاثة اعتقلتهم السلطات يوم الاثنين الماضي في وسط الخرطوم بينما كانوا يوزعون منشورات ضد الرئيس، عمر البشير. وكانت تظاهرة صغيرة خرجت في الخرطوم ومدينة ودمدني ضد حكومة الرئيس البشير دعا لها ناشطون عبر موقعي التواصل الاجتماعي «فيسبوك» و «تويتر»، بينما حال الانتشار الأمني الكثيف من دون خروج تظاهرات في عدد من المدن السودانية. وقال أحد منظمي التظاهرات إن «السلطات اعتقلت في مدينة ودمدني 23 شخصاً وأودعتهم حراسات الشرطة ولكن هناك 7 من طلاب الجامعات بمدني مفقودين حتى الآن، ولا ندري عنهم شيئاً». وأضاف أن الذين احتجزوا في الخرطوم أطلق سراحهم بعد ساعات باستثناء هؤلاء الثلاثة الذين أحيلوا للمحاكمة. في سياق آخر، اتهم جيش جنوب السودان الشمال بقصف أراضيه وانتهاك اتفاق السلام الموقع في العام 2005 قبيل الاستقلال الوشيك للمنطقة المنتجة للنفط. وقال المتحدث باسم الجيش الجنوبي، فيليب أجوير إن الشمال أسقط قنابل يوم 21 مارس/ آذار الجاري في المسافة بين قرية وقاعدة للجيش الجنوبي ولم يسفر القصف عن سقوط قتلى أو جرحى في منطقة راجا بولاية غرب بحر الغزال التي تحد منطقة دارفور التي يمزقها الصراع في الشمال. من جهة ثانية، قال مسئولون من الأممالمتحدة إن أكثر من 70 ألف شخص فروا من القتال في منطقة دارفور بغرب السودان في الأشهر الثلاثة الأخيرة ليرتفع عدد المقيمين في مخيم كبير للنازحين بأكثر من الثلث. وفشلت سلسلة من اتفاقات وقف إطلاق النار والمحادثات المدعومة من الخارج في إنهاء القتال في المنطقة النائية حيث اندلعت المعارك بين المتمردين ومعظمهم من غير العرب والقوات الحكومية التي تدعمها مليشيات معظم أفرادها من العرب منذ نحو 8 أعوام. وقال مسئول عن الشئون الإنسانية من الأممالمتحدة إن نحو 44 ألفاً وصلوا لمخيم زمزم وحده بالقرب من الفاشر عاصمة درافور. وأفاد مسئولون محليون بأن 17 ألفاً آخرين وصلوا للمخيم وذكر مسئول الأممالمتحدة أنه لم يجر التحقق من هوياتهم بعد. وتابع أن أعداداً ما زالت تتوافد على المخيم حتى الأسبوع الماضي ويأوي المخيم حالياً ما بين 160 و170 ألفاً