السودان قادر على سد فجوة الغذاء:أكد عدد من خبراء وقيادات القطاع الخاص العربي مقدرة السودان على المساهمة الفاعلة والمباشرة في تقليل اتساع عجز الفجوة الغذائية بالدول العربية، وشددوا على ضرورة توافر بعض آليات التعاون العربي وتوفير المقومات الضرورية المالية والإدارية والتحسين العاجل لبيئة الاستثمار، وأشاروا الى أهمية السعي الى زيادة حجم التجارة البينية ووضع رؤية موحدة للاستثمار العربي، ونوهوا الى الامكانات التي تذخر بها قطر، مؤكدين أن قطر أصبحت قوة كبرى في اقتصادات العالم ومركزًا لاستقطاب الاستثمارات. وقالوا إن قطر تمتلك مقومات من شأنها أن تسهم في سد فجوة السلع الغذائية في العالم العربي بجانب السودان لما تتوافر به من الموارد والاراضي والمياه والموقع الجغرافي والكفاءات والقدرات البشرية المؤهلة، وقالوا إن السودان كان وسيظل من أكثر الدول المستهدفة لتأمين الغذاء بالمنطقة العربية في المرحلة المقبلة خاصة بعد ازدياد فجوة الاحتياجات من السلع الغذائية. لم نواجه عقبات:عضو مجلس رجال الاعمال السوداني القطري مدير عام شركة مكين للاستثمار على عبدالرحمن الهاشمي اكد ل(التيار) على الامكانيات الكبيرة الموجودة في السودان والتي تشجع المستثمرين العرب على الدخول في مجال الاستثمار في السودان،لافتاً لتوافر الميزات والتسهيلات في قانون الاستثمار السوداني، داعيا للمزيد من التحفيز للمستثمرين لتحقيق مقولة ان السودان سلة غذاء العرب. وتوقع الهاشمي معالجة كل العقبات التي تواجههم حال وجودها بالتعاون مع الشريك السوداني، مستدركا انه لا يخلو اي استثمار من وجود عقبات، قاطعا بعدم مواجهتهم اية عقبات خلال المرحلة السابقة من عملهم، متوقعاً ان ينجح قانون الاستثمار السوداني الجديد في ازالة اية تشوهات في العملية الاستثمارية في السودان، وكشف انهم في شركة (مكين) لديهم مشروع عقاري بكلفة (مليار دولار) يقع في المنطقة بين الفلل الرئاسية وبرج الاتصالات، وهو عبارة عن (24) برجاً عقارياً وبرجين شقق سكنية وفندق خمس نجوم متوقعاً خلال فترة قريبة طرح اول منتجات هذا المشروع بشراكة مع شركة لاركو السودانية. كاشفاً عزمهم التوسع في المزيد من الاستثمارات في المجالات الاخرى خلافاً للقطاع العقاري في المرحلة المقبلة في قطاعات الصحة والتعليم والخدمات. معوقات الاستثمار:ولفت عضو غرفة التجارة والصناعة بدولة قطر محمد ونجي للمعوقات في الدول العربية والتي تتمثل في البيروقراطية والمركزية، مشيراً إلى إمكانية تجاوزها من خلال الاجتماعات والاتصالات مع الحكومات، وقال إن الهدف من المؤتمر الوصول إلى حلول تخدم الأمة العربية وقضايا التعاون بين الدول العربية والنهوض بالجوانب الاقتصادية وتعزيز مستويات التجارة البينية المتدنية وتحقيق الأمن الغذائي العربي. 17% تجارة بينية:وأشار د.فهد السلطان الأمين العام لمجلس الغرف التجارية بالمملكة العربية السعودية الى أن أعمال ونتائج المؤتمر الذي انعقد بالسودان - والذي وصفه بسلة غذاء العالم العربي- أشار إلى أنها يمكن أن تسهم في زيادة حجم التجارة البينية التي لم تتجاوز نسبة ال 17% الى جانب زيادة الاستثمارات من خلال مشروعات مشتركة بالسودان، وقال السلطان إن الاستثمارات السعودية تنظر إلى السودان كشريك اقتصادي مهم يمكن أن يسهم في سد فجوة السلع الغذائية في العالم العربي لما تتوافر به من الموارد والاراضي والمياه والموقع الجغرافي والكفاءات والقدرات البشرية المؤهلة. من جانبه قطع الدكتور طلعت بن ظافر المدير العام السابق للمنظمة العربية للتنمية الصناعية بضرورة وجود توصية بمساعدة الدول العربية للسودان بما يمكنه من تحقيق الازدهار والنهوض باقتصاده لتحقيق الاكتفاء الذاتي ليصبح سلة غذاء العرب، وأقر طلعت بوجود إشكاليات تواجه تحقيق الأمن الغذائي العربي أهمها عدم وجود رؤية موحدة للاستثمار العربي وشدد على ضرورة التوجيه العاجل لجهود السودان لمعالجة معوقات الاستثمار لتحقيق الهدف المنشود والاهتمام باستخدام التقانة الزراعية والبذور المحسنة والأسمدة الى جانب التركيز على قطاع التصنيع الزراعي والاهتمام بالمواصفات القياسية لخلق المنافسة للسلع بالاسواق العالمية كما طالب بأن يقوم القطاع الخاص بقيادة الاقتصاد العربي وليس الحكومات. 37 ملياراً فجوة غذائية:واكد سعود البرير رئيس اتحاد أصحاب العمل السوداني ل(التيار) أن السودان كان وسيظل من أكثر الدول المستهدفة لتأمين الغذاء بالمنطقة العربية في المرحلة المقبلة، خاصة بعد ازدياد فجوة الاحتياجات من السلع الغذائية عاماً بعد عام والتي بلغت 37 مليار دولار في العام 2010م مع تصاعد زيادة السكان في الوطن العربي سنوياً بنسبة 2.2%، وأوضح أن ذلك أعطى السودان وضعاً إيجابياً للتعاون والشراكة مع القطاع الخاص بالدول العربية والاستفادة من فوائض الأموال بها لتنفيذ مشروعات استراتيجية ناقشها المؤتمر. إيقاف الرسوم والجبايات:وشدد المهندس يوسف أحمد يوسف رئيس اتحاد الغرف التجارية على معالجة الرسوم والجبايات التي ظلت تشكل هاجساً للاستثمار منذ سنوات خلت مطالباً بمعالجات واضحة، وقال إن تلك القضية من شأنها تعقيد العملية الاستثمارية منادياً بضرورة الاستفادة من الفوائض المالية العربية لتسهم في تحقيق الامن الغذائي العربي، وقال الدكتور عبد الستار عائش مستشار الغرف التجارية المصرية إن الاشكالية التي يمر بها الوطن العربي في السلع الغذائية ناتجة عن سوء ادارة واستغلال الموارد التي يتمتع بها، وأكد ضرورة الاهتمام بمجالات التصنيع الغذائي، مبيناً أن السودان ينظر إليه على أنه سلة غذاء العالم إذا ما توافرت لديه الإمكانيات المطلوبة. استثمارات فرنسية في السودان:الدكتور صالح بكر الطيار الأمين العام لغرفة التجارة العربية الفرنسية أشار إلى أن السودان تتوافر به الاراضي الخصبة ويحتاج الى رؤوس أموال أجنبية لاستغلالها لتحقيق الامن الغذائي وتشغيل العمالة، الى جانب استنباط فرص الاستثمار في القطاعات الاخرى الصناعية والزراعية وغيرها، وقال إن البنك الاوروبي والبنك الدولي يضعان السودان من الدول المهمة الأكثر جذباً للاستثمارات من حيث الموارد. وأعلن عن دخول فرنسا وأوروبا في استثمارات بالسودان في القريب العاجل بعد قطيعة دامت سنوات، ونوه الى أنه يبقى بعد ذلك مدى القدرة لتوفير المناخ لجذب المشروع الاستثماري للسودان وامكانية تحقيقه للتنمية المستدامة للدولة وتشغيل الايدي العاملة ودعم الاقتصاد الوطني، واشار الى ان المناخ الاستثماري في السودان مهيأ الى حد ما ويحتاج الى المزيد من الجهود لتحديد مواطن الضعف للمعالجة من قبل المشرع السوداني، مؤكداً استعداد غرفة التجارة العربية الفرنسية للتعاون مع السودان وإبداء الرأي حول تهيئة البيئة الاستثمارية حتى يصبح المناخ أكثر جذباً للمستثمرين.