اعادت منظمة اليونسيف التأكيد علي نتائج المسح الاسري بالسودان , والتي توضح بأن أكثر من ثلث النساء الشابات 37.6% تزوجن قبل أن يكملن (18) عاماً بنسبة تتراوح بين 20.5% في الولاية الشمالية و62.2% في ولاية النيل الأزرق . وأعلنت المنظمة عن تنظيم سلسلة من الأنشطة للفت الانتباه الي هذه القضية تحت شعار (هذه حياتي، وهذا حق من حقوقي، فلتضعوا حداً لزواج الأطفال) . وأظهر تقرير جديد لصندوق الأممالمتحدة للسكان أن أكثر من 14 مليون فتاة تحت سن الثامنة عشرة سيتزوجن سنويا خلال العقد المقبل وأن هذا العدد قد يزداد إلى أكثر من 15 مليونا في الفترة من عام 2021 حتى 2030. وأضاف التقرير أنه مع زيادة هذه الزيجات فسوف يزداد عدد القاصرات الحوامل وستصحب ذلك زيادة في الوفيات بين الفتيات. وزواج القاصرات انتهاك للحقوق الاساسية للانسان وفقا للمواثيق والمعاهدات الدولية. ويؤدي الزواج المبكر غالبا إلى التسرب المبكر من المدارس والتبعية الاقتصادية وصعوبة الحصول على فرصة عمل. ويمكن أن يؤدي زواج القاصرات أيضا إلى إطالة أمد الفقر وإمكانية انتشار الأمراض المنقولة جنسيا مثل فيروس اتش.آي.في المسبب لمرض نقص المناعة المكتسب (الايدز). وكان محمد عثمان صالح الأمين العام لما يسمي بهيئة علماء السودان التابعة للمؤتمر الوطني دافع عن اباحة زواج الطفلات في الورشة التي نظمتها وزارة الاوقاف بالتنسيق مع صندوق الاممالمتحدة للسكان , وقال ان زواج الصغيرات ( يحقق منافع كثيرة ... وإن الإسلام لا يمنع زواج الصغيرة وأنه مباح ) . وفي نفس الورشة استعرضت الدكتورة رؤى الخالدي من جامعة الاحفاد ورقة حول الصحة الإنجابية وزواج الطفلة أكدت فيها خطورة زواج الطفلة صحيا وتعرضها لأمراض الناسور والوفاة وأن 38% من النساء في السودان تزوجن فى سن مبكرة حسب مسح 2010 م وفى وقت لم يكتمل فيه نمو الفتاة الجسدي والنفسي والاجتماعي لمواجهة الحياة الزوجية . واعترفت عطيات مصطفى رئيسة الادارة الحكومية لمكافحة العنف ضد المرأة بوجود مادة في قانون الأحوال الشخصية تتحدث عن زواج الطفلة , داعية الي مراجعة القانون وتوعية المجتمع بخطورة زواج الطفلات . وسبق وقال عبد الجليل النذير الكاروري – ابرز فقهاء المؤتمر الوطني – في ورشة مراجعة قانون الأحوال الشخصية سبتمبر 2011 (الصغيرة مثل الثمرة إذا بدا صلاحها تكون مثل الحيازة بعقد ريثما تطيب، وزواج الصغير أصل في الدين من الكتاب والسنة للتناسل والإنجاب ) ! وتؤكد فتاوى سلفيي المؤتمر الوطني عن زواج الطفلات على مفارقة فكرهم للحياة المعاصرة . ورغم ان زواج الطفلات ، ربما تسنده بعض النصوص الدينية والممارسات السابقة , ولكن لابد من وضعها في سياقها التاريخي في الازمنة السابقة , وهو الامر الذي يرفضه السلفيون في تقيدهم بحرفية النصوص مما يوقعهم في تناقض مع مطلوبات الازمنة الحديثة ويجعل فتاواهم ( منتهية الصلاحية ) وسببا لتنفير الاجيال الجديدة عن الدين