( حريات ) دافع محمد عثمان صالح الأمين العام لما يسمي بهيئة علماء السودان التابعة للمؤتمر الوطني عن اباحة زواج الطفلات . وقال بحسب ما اوردت وكالة السودان للانباء ( سونا ) ان زواج الصغيرات ( يحقق منافع كثيرة ... وإن الإسلام لا يمنع زواج الصغيرة وأنه مباح ) . وقال الدكتور يوسف الكودة رئيس حزب الوسط الاسلامى في الورشة التي نظمتها وزارة الاوقاف بالتنسيق مع صندوق الاممالمتحدة للسكان إن الزواج المبكر من القضايا التي شغلت المجتمع وأثارت جدلا واسعا وأن هناك دوافع ومبررات اجتماعية ودينية وثقافية تدعو الي زواج الصغيرات في المجتمعات العربية اذ أن كثيرا من الاسرة تريد الحفاظ على ابنتها وجعلها في عصمة زوج يحفظها . ولكنه استدرك قائلا إن هناك إضرارا كثيرة تلحق بالطفلة نتيجة هذا الزواج المبكر يتمثل في عدم قدرتها على الحياة الزوجية والإنجاب وتركها للدراسة . واوضح أن هناك إشارات واضحة في الدين الإسلام لا تجوز زواج الصغيرة . وقالت ممثلة صندوق الأممالمتحدة للسكان إن الصندوق يعتقد أن الاحتفال بيوم الطفلة العالمي فرصة للفت انتباه العالم لقضايا الفتيات الصغيرات وإيجاد حلول لقضاياهم . ونادت بتضافر الجهود والتنسيق مع الشركاء الآخرين لمنع زواج الصغيرات . وأكدت أن زواج الطفلة يؤدي الي عواقب خطيرة واضحة مثل وفاة الامهات باعتبار ان الطفلات لم يكتمل نموهن الجسدي والنفسى للزواج والحمل والأمومة . وأبانت أن 95% من حالات الحمل وسط المراهقات بين أعمار 5-19 تحدث داخل الزواج. واكدت أن زواج الطفلات فيه انتهاك لحقوق الإنسان فهو يحرمهن من طفولتهن ويقطع تعليمهن وفيه خطر على حياتهن ويحرمهن من الاستفادة من الفرص لخلق واقع حياة أفضل . وأضافت أن زواج الطفلة يتم قسرا لأن الطفلات نادرا ما يعطيهن موافقتهن الكاملة وأن الفتاة تصبح أكثر سعادة عندما تختار الوقت الذي تريد أن تتزوج فيه . واستعرضت الدكتورة رؤى الخالدي من جامعة الاحفاد ورقة حول الصحة الإنجابية وزواج الطفلة أكدت فيها خطورة زواج الطفلة صحيا وتعرضها لأمراض الناسور والوفاة وأن 38% من النساء في السودان تزوجن فى سن مبكرة حسب مسح 2010 م وفى وقت لم يكتمل فيه نمو الفتاة الجسدي والنفسي والاجتماعي لمواجهة الحياة الزوجية . واعترفت عطيات مصطفى رئيسة الادارة الحكومية لمكافحة العنف ضد المرأة بوجود مادة في قانون الأحوال الشخصية تتحدث عن زواج الطفلة , داعية الي مراجعة القانون وتوعية المجتمع بخطورة زواج الطفلات . وسبق وقال عبد الجليل النذير الكاروري – ابرز فقهاء المؤتمر الوطني – في ورشة مراجعة قانون الأحوال الشخصية سبتمبر 2011 (الصغيرة مثل الثمرة إذا بدا صلاحها تكون مثل الحيازة بعقد ريثما تطيب، وزواج الصغير أصل في الدين من الكتاب والسنة للتناسل والإنجاب ) ! وتؤكد فتاوى سلفيي المؤتمر الوطني عن زواج الطفلات على مفارقة فكرهم للحياة المعاصرة . ورغم ان زواج الطفلات ، ربما تسنده بعض النصوص الدينية والممارسات السابقة , ولكن لابد من وضعها في سياقها التاريخي في الازمنة السابقة , وهو الامر الذي يرفضه السلفيون في تقيدهم بحرفية النصوص مما يوقعهم في تناقض مع مطلوبات الازمنة الحديثة ويجعل فتاواهم ( منتهية الصلاحية ) وسببا لتنفير الاجيال الجديدة عن الدين .