فى بلاد الغربة والهجرة خاصة فى دول الخليج يعاني السوداني من عقدة تجعله يتوجم ويتوجس ويشتعل وبتأبط شرا عندما يناديه الاخوة الخليجين بالزول بالرغم ان هذه التسمية لا تعني شيئا مستفزاً، لكن جميع السودانيين يرفضون فى دواخلهم أن يناديهم أى شخص غير "سوداني" بهذه الكلمة. هذ الرمية كما يقول الاستاذ البوني مهمة قبل الدخول فى أحداث هذا السيناريو لهذه القصة او الطرفة الواقعية. وتقول الحكاية ان الأمير وليد بن طلال كان يقود سيارته الفارهة يتجول فى شوارع العاصمة السعودية، واثناء سيره لمح منظرا لفت انتباهه مما جعله يوقف السيارة ويراقب أحد السودانيين وهو يقف على جانب الطريق ووضعيته تدل على انه يبحث عن وسيلة مواصلات تقله. ويبدو ان الأمير قد لاحظ ان الزول تحدث مع اكثر من صاحب سيارة خاصة ويبدو انه لم يتم اتفاق قد يكون بسبب المال او الاتجاه الذي يقصده صاحب السيارة قد لا يتوافق مع خط سيره، وللمعلومية إن الإخوة السعوديين والاجانب الكثيرين منهم يوظف سيارته الخاصة لكسب مزيد من المال والدخل. وعند هذه الحالة وقف الأمير امام الزول مخاطبا: "ماشي وين يازول"؟، الزول: "ماشي محل ما ماشي.. إنت داير شنو غير تاخد فلوس .. عموما ماشي الناصرية". "طيب يا زول ما تقول كدة من الأول لأنى فى طريقي الى حى الناصرية (حى مشهور يقيم فيه الأمراء). " اتفضل اركب يا زول انحنا اخوان". الزول: "بالله خلينا قول كم عاوز؟" وعند اصرار الزول على هذا الموقف قال له الأمير : "خلاص اركب وادفع العادة بتدفعه لهذا المشوار". وهنا قام السوداني بفتح الباب الخلفي للسيارة وركب فى المقعد الخلفي والأمير الوليد يحاول بكافة السبل فتح قنوات للتواصل ولكنه كان يجد الصد واحيانا السكوت الا ان وصل الزول الى المكان الذي يقصده، ونزل من السيارة وسلم الأمير الوليد مبلغ عشرة ريالات. وهنا حاول الأمير وبكل الطرق أن يجعل السوداني يترك مسألة دفع الأجرة. وبعد الحاح شديد استلم الامير العشرة ريالات مستغربا لهذه النوعية من البشر التى تتمتع بالإباء والأنفة والتعفف. وحاول الامير فتح باب لمواصلة الحديث مع الزول قائلا: "اسمع يا زول انت عارف انا مين"؟. أجاب السوداني بالنفي، " اسمع يا زول ان الأمير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز". وهنا يبدو ان اخونا السوداني قفلت معاه وقام بسؤال الأمير: "هل تعرف من أنا؟". أجاب الامير بالنفي. وهنا انتفخ الزول وقال للأمير : " أنا خالد بن الوليد!!!". ولم ينتظر الزول رد الأمير وسار الى حال سبيله بين دهشة الأمير الوليد وحيرته واعجابه بل الأدهي أن الأمير وكما قال لم يضحك فى حياته مثل هذه الضحكة ولم يذف طعم الفرح الجميل الا فى هذا الموقف الذى اصبح يلازمه ويزداد ضحكا مرة بعد الأخري حتى انه رصد جائزة كبيرة لهذا الزول اذا ظهر وشرفه فى مكتبه. عليه فقط أن يذكر كلمة السر.. وهى المكان الذى ركب منه أو المكان الذي نزل فيه... عندها سوف يجد فى انتظاره مليون ريال عند مدير مكتبه. هل هنالك من سمع بهذه الرواية ليدلنا على اسم الزول حتى لا يضيع المليون ريال. ؟؟