الشعب بالداخل سئم من هذا الوضع أعياه التعب – غلاء فاحش – علاج غير متوفر الصيدليات تعمل بكيفها أٍسعار الدواء غالية ليست بمقدور المواطن العادي – ليست هُناك رقابة على أسعار الدواء – هل من المعقول أن يذهب المواطن لعيادة دكتور خاصة ويدفع كشفية لمقابلة الدكتور مائة ألف جنية غير روشتة الدواء – هل لا توجد لهذا المواطن إلتزامات أخرى غير العلاج - كان شعبنا عفيفاً وصبوراً البعض منهم متمسك بحبال هذا الصبر ولكن البعض الآخر أجبرته الظروف ليمد يده – كم من مناظر مؤلمة نراها لمن لا يملك ثمن الدواء لمن لا يملك قوت يومه نراهم واقفين أمام الصيدليات طالبين مساعدتهم لشراء دواء لهم وكم من أبناء شعبنا نراهم واقفين أمام المحلات التجارية طالبين المساعدة بلقمة عيش وهُم صادقين لماذا لا تعالج الحكومة مثل هذه الظواهر السالبة بحق هذا المواطن المسكين ومن المسئول عن هذا الإنهيار المعيشي بحق هذا الشعب الصابر – نرى الإنهيار في كل مسالك الحياة في وطننا من إرتفاع العملة وإنهيار الجنية أمام جميع العملات في سابقة خطيرة جداً تنذر بشبح إنهيار أخلاقي في سلوكيات هذا الشعب لتجبرهم الظروف لفعل أيّ شىء من أجل أن يأكل ويتعالج ويتعلم وهذا ما نراه هذه الأيام وفي الشارع السوداني وهُناك حقائق يندى لها الجبين وليست للنشر من ضياع أخلاقيات الشباب والشابات وإنتشار المخدرات والدعارة من أجل ماذا ؟ من أجل أن يعيش هذا الشاب وتلك الفتاة ؟ نعم هُناك أُسر محافظة ولا نقول كل الأسر ولكن الجميع يعلم وحتى هذه الحكومة ترى العوج ولا تريد إصلاحه فهذه هي الطامة الكبرى وهذه هي الأمانة التي أخفقت حكومة الإنقاذ في تحمُلها. على حكومة الإنقاذ العمل على مجانية العلاج ومجانية التعليم ومجانية الدواء – محاسبة المفسدين والأموال التي نهبوها والعمارات التي بنوها والآرصدة التي حولوها على بنوك ماليزيا والدول الأخرى لو حصرنا كل وزير من وزرائك وحتى أنت نفسك من ممتلكاتكم لأغنت هذا الشعب وما تركت فينا فقيراً أو محتاجاً لشيدنا منها المستشفيات المجانية للفقراء وما أحوج الفقراء لمستشفى مجاني يكفيهم شر العيادات الخاصة التي لا حول لهم ولا قوة – لأعفينا منها طلبة الجامعات والرسوم الباهظة التي يدفعها أولياء أمورهم – لشّيدنا وعبّدنا الطرق (طرق الموت) التي تعم كل أنحاء السودان - وماذا يضيرك لو أصدرت قرار رحمت به المغتربيين وأسرهم ولبيت لهم مطالبهم المشروعة لمساعدتهم في إنهاء معاناتهم مع هذه الغربة التي طالت - وبعد كل هذه المآسي لا تريد أن تترجل وتفسح المجال لغيرك تريد أن تتضحك على هذا الشعب وتتمسك بهذه السلطة التي هيّ أمانة كبيرة جداً وأخفقت في حملها بعد هذه السنين الطويلة والإنهيار الفظيع في كل مرافق الدولة وهذا الوطن الذي أصبح طارداً وهذا العدد الهائل من الشباب في جهاز المغتربين حاملين جوازاتهم لمغادرة وطنهم غير مأسوف عليهم – ولو كانت هُناك إمكانية للهجرة لهاجر كل الشعب وترك لك الوطن خالياً تتمتع به أنت والمواليك والمطبلين لك وأنت ترقص على جماجم الموتى والكم الهائل من الشهداء من أبنائنا في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق ولم يسلم حتى الموجودين في أواسط السودان وشماله لم يموتوا من الحروب ولكنهم ماتوا من الغلاء والجوع . هذا وطن وبه أرواح وشعب وأنت مطلوب من الجنائية ومغلق التحركات وماذا أنت فاعل بهذه الأمانة فغداً سوف تحاسب عليها لأنك أضعتها بهذه الحماقة وصراخك الأهبل فعليك إنهاء معاناة هذا الشعب بالداخل والخارج وإصدار قرار بإنهاء هذا المسلسل على خاتمة خير حسنة تحفظ بها ماء وجهك وتترك هذه الأمانة لمن يرى بها هذا الإعوجاج لتقويمه – لمن يرى بها حال هذا الشعب الصابر بالداخل والمغتربيين بالخارج – ولكن أعلم يا سيادة الرئيس بأن الله يمهل ولا يهمل وما أصابك في نفسك من دعوات الذين ظلمتهم وقهرتهم وهمشتهم وجوعتهم وتركتهم يتوهون كالمجانيين في بقاع الدنيا . وحسبنا الله ونعم الوكيل – وحسبنا الله ونعم الوكيل .