برقو الرجل الصالح    مسؤول بالغرفة التجارية يطالب رجال الأعمال بالتوقف عن طلب الدولار    رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة يتفقد عمليات تأهيل مطار عطبرة ويوجه بافتتاحه خلال العام    مصر تكشف أعداد مصابي غزة الذين استقبلتهم منذ 7 أكتوبر    هيومن رايتس ووتش: الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها ارتكبت جرائم ضد الإنسانية وتطهيراً عرقياً ضد المساليت.. وتحمل حميدتي وشقيقه عبد الرحيم وجمعة المسؤولية    لماذا لم يتدخل الVAR لحسم الهدف الجدلي لبايرن ميونخ؟    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    مقتل رجل أعمال إسرائيلي في مصر.. معلومات جديدة وتعليق كندي    النفط يتراجع مع ارتفاع المخزونات الأميركية وتوقعات العرض الحذرة    توخيل: غدروا بالبايرن.. والحكم الكارثي اعتذر    أفضل أصدقائي هم من العرب" :عالم الزلازل الهولندي يفاجئ متابعيه بتغريدة    النموذج الصيني    غير صالح للاستهلاك الآدمي : زيوت طعام معاد استخدامها في مصر.. والداخلية توضح    تكريم مدير الجمارك السابق بالقضارف – صورة    مكي المغربي: أفهم يا إبن الجزيرة العاق!    بأشد عبارات الإدانة !    موريانيا خطوة مهمة في الطريق إلى المونديال،،    ضمن معسكره الاعدادي بالاسماعيلية..المريخ يكسب البلدية وفايد ودياً    الطالباب.. رباك سلام...القرية دفعت ثمن حادثة لم تكن طرفاً فيها..!    السودان.. مجلسا السيادة والوزراء يجيزان قانون جهاز المخابرات العامة المعدل    ثنائية البديل خوسيلو تحرق بايرن ميونيخ وتعبر بريال مدريد لنهائي الأبطال    شاهد بالصورة والفيديو.. خلال حفل مصري حضره المئات.. شباب مصريون يرددون أغنية الفنان السوداني الراحل خوجلي عثمان والجمهور السوداني يشيد: (كلنا نتفق انكم غنيتوها بطريقة حلوة)    ضياء الدين بلال يكتب: نصيحة.. لحميدتي (التاجر)00!    شاهد بالفيديو.. القيادية في الحرية والتغيير حنان حسن: (حصلت لي حاجات سمحة..أولاد قابلوني في أحد شوارع القاهرة وصوروني من وراء.. وانا قلت ليهم تعالوا صوروني من قدام عشان تحسوا بالانجاز)    شاهد بالصورة.. شاعر سوداني شاب يضع نفسه في "سيلفي" مع المذيعة الحسناء ريان الظاهر باستخدام "الفوتشوب" ويعرض نفسه لسخرية الجمهور    القبض على الخادمة السودانية التي تعدت على الصغيرة أثناء صراخها بالتجمع    الصحة العالمية: نصف مستشفيات السودان خارج الخدمة    إسرائيل: عملياتنا في رفح لا تخالف معاهدة السلام مع مصر    الجنيه يخسر 18% في أسبوع ويخنق حياة السودانيين المأزومة    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    الخليفي يهاجم صحفيا بسبب إنريكي    الولايات المتحدة تختبر الذكاء الاصطناعي في مقابلات اللاجئين    كل ما تريد معرفته عن أول اتفاقية سلام بين العرب وإسرائيل.. كامب ديفيد    زيادة كبيرة في أسعار الغاز بالخرطوم    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    وزير الداخلية المكلف يقف ميدانياً على إنجازات دائرة مكافحة التهريب بعطبرة بضبطها أسلحة وأدوية ومواد غذائية متنوعة ومخلفات تعدين    (لا تُلوّح للمسافر .. المسافر راح)    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    دراسة تكشف ما كان يأكله المغاربة قبل 15 ألف عام    نانسي فكرت في المكسب المادي وإختارت تحقق أرباحها ولا يهمها الشعب السوداني    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة حديثة تعلن بها تفويضها للجيش في إدارة شؤون البلاد: (سوف أسخر كل طاقتي وإمكانياتي وكل ما أملك في خدمة القوات المسلحة)    العقاد والمسيح والحب    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قوش وغسيل النبوغ: رسب في 1979 فتخلف عن دفعته بعام، وراديو ترانزسستور جعله هندوسياً !
نشر في سودان موشن يوم 20 - 04 - 2013

لسنوات عديدة تناقلنا كنية "قوش" حتي حسبناها اسما عائليا لابن الحاجة عائشة بت عثمان محمد الماحي والحاج عبدالله محمد محمد صالح .من أين له ، وكيف لهذا الاسم الهندوسي الرشيق النطق ، قوش ، أن يعبث بأوراقه الثبوتية ؟ لسنوات طويلة جلبت لنا ثقافتنا الشفاهية ورواة الاحداث قصصا عن هذا اللقب صبت كلها بتفخيم نبوغه العلمي في مادة الرياضيات . لم تسلم في زمان التزوير للألقاب العلمية والسير الذاتية حتي صحيفة رصينة ومدققة مثل (السودان تربيون ) من السقوط ضحية لهذه الكذبة الجماهيرية ! فقد غابت عنها حصافتها الاستقصائية المشهودة وهي تعرض سيرة الرجل فخلطت نبوغه في الرياضيات بدعاوي حول منشأ التسمية ، مكانها وسببها . قالت الصحيفة (وفي مدرسة بورتسودان الثانوية تمت تسميته بقوش انتسابا لأستاذه في الرياضيات نظرا لجدارته وموهبته في تلك المادة ) راجع رابط البروفايلhttp://www.sudantribune.com/+-Salah-Gosh,493- هذا التميز الكذوب روّج له قوش نفسه في لقاءاته الصحفية ، علي قلتها وندرتها . فهاهو يبلغ صجيفة الصجافة في 7 نوفمبر 2011 مانصه (اللي بدرسو رياضيات اديشينال كانت مجموعة محدودة، وده فيه تميز، وأنا برضو بحب التميز.) مثل هذا التميز الذي يدعيه ، ويروّج له ، هو الذي جعلنا نتقصد ماضيه الاكاديمي !
نقرر اليوم ، بعد طواف بأركان الدنيا بحثا عن من زاملوه ، ان الطالب صلاح عبدالله محمد صالح لم يكن سوي طالبا جامعيا بملكات متواضعة جدا منذ دخوله لجامعة الخرطوم في 1976 .دليلنا علي تواضع مستواه الاكاديمي هو رسوبه في سنته الثالثة ( 1979-1980) وعندما رسب أيضا في الملاحق ، أضطر لاعادة السنة الثالثة ، فتجاوزته دفعته ! فبدلا من أن يتخرج في 1981 ، لبس روب التخرج في العام التالي ، 1982 ! أما لقب "قوش" فقد فرضه عليه أقرانه في الدفعة تهكما واستفزازا ، وليس بسبب من تميزه!
درجت كلية الهندسة بجامعة الخرطوم علي تدريس مادة الرياضيات الهندسية في محاضرة مشتركة للفصول من السنة الأولي والي الثالثة . انتظم طلاب التخصصات الهندسية الخمسة(المساحة الكهرباء،المدنية ،الزراعية والميكانيكا ) بشكل روتيني بمدرج كلية الهندسة الكبير "المطل علي شارع النيل ". المحاضران المشرفان علي تدريس الرياضيات الهندسية هما الدكتوران البريطاني ساندرز والهندي قوش . كان حظ دفعة طلاب السنة الثالثة هندسة في عام 1979 مع المحاضر الهندي . ذات يوم حضر طالب الصف الثالث هندسة مدنية ، صلاح عبدالله ، للمدرج المذكور لحضورالمحاضرة المشتركة . قرر الطالب غير المكترث بالمحاضرة استبدالها بالاستماع ومتابعة اذاعة "هنا أمدرمان "!استلف راديو الترانسستور الذي يمتلكه ابن دفعته ، مدحت عبدالمجيد ، المتفوق أبدا في قسم الهندسة الكهربائية . انهمك صلاح في الاستماع وانصرف عن المحاضرة وموضوعها ... وفجأة ، سقطت سماعة الاذن ، ولعلع الراديو في المدرج ! توقف المحاضر وانكشف أمر الطالب صلاح عبدالله ، فانفتحت عليه أبواب الجحيم تقريعا وتوبيخا من البروفسور الهندي الغاضب. انتهت الحصة وخرج الطالب المنكسر تلاحقه قهقهات الشامتين فعوضوه عن موضوع المحاضرة لقبا هندوسيا بمذاق فلفل الكيري اللاذع ! بعد التخرج ، غسل صلاح قوش اللقب وارتداه بفخر . وكما شهدنا ، فقد أعاد كتابة التأريخ وملابسات تنزّل اللقب عليه ! فأصبح الخمول الاكاديمي نبوغا ، واسم الهندي تيمنا ، أما التوبيخ العلني فأصبحا نسيا منسيا ومعه دفنت رواية الفضيحة والزجر المشهود . فمن غسل الماضي ، والي غسل الأموال توفرنا اليوم علي مفخرة صناعية بعد ان توقفت مصانعنا ومحالجنا وخطوطنا الجوية والبحرية والحديدية ، سمّها الصناعة الاكثر ربحية في السودان : غسيل الماضي السيئ !
بعد 34 عاما من الواقعة طفقنا نبحث عن صاحب الراديو حتي وصلنا اليه في القارة الاسترالية ، بعضا من حالنا البئيس وقد تفرق أهل المعرفة بكل واد . فصاحب الراديو ليس سوي برنجي دفعته طوال سنواته في قسم الكهرباء بجامعة الخرطوم ، وهو اليوم دكتور الهندسة الكهربائية ، مدحت عبدالمجيد عبدالمنعم . ليس استثناءا في من أنزلهم حال الوطن منازل هجرة لم يسلم منها خط كنتور واحد في الكرة الارضية . وجدته في استراليا عضوا منتدبا لشركته المسماه
Australia-MENA Links Pty. Ltd.
راسلت الدكتور مدحت عارضا ما تجمع لدىّ من أقرانه عن واقعة الراديو ، طالبا منه التعليق . لم يخيب ظني ونهض معتصرا الذاكرة . قال في رده المكتوب ، وأنا أورده هنا بحذفاره النصي حيث ان لا علاقة للرجل بأي جزئية أخري في هذا التقرير بخلاف واقعة الراديو . قال ( نعم ، القصة عن الراديو صحيحة تماما ومن هنا أتي اللقب. صحيح انني كنت أول تلك الدفعة ، ولكن تخصصي كان الهندسة الكهربائية وليس الهندسة الميكانيكية . أود ان أضيف ان الراديو خاصتي تمت مصادرته بواسطة المحاضر الهندي الدكتور قوش كعقاب لاستخدامه أثناء المحاضرة . أصر المحاضر علي حضور صاحب الراديو لمكتبه لاستلامه ، ظنا منه ان صاحبه هو صلاح عبدالله . طلبت من صلاح تولي ذلك الأمر والذهاب للمحاضر للافراج عن جهازي ، الا انني لازلت انتظر ارجاع جهاز راديو الترانزستور الأزرق الجميل الخاص بي !) . تكرم الدكتور مدحت وأرسل لي مشكورا صور تشابه الراديو الذي فقده للأبد!
وعلي محور آخر ، سألنا رصفاء قوش عن شخصيته في تلك الأيام . أجمع 6 منهم علي أنه كان أكثر من طالب عادي جدا ، بلا أي شئ فاقع يميزه . قالوا انه لم يكن "بارزا" في اسلاميته وأمامه قامات سامقة ، امين بناني أو المهندس داؤود يحي محمد "بولاد". لم يمارس نشاطا رياضيا أو ترفيهيا يقربه من الضوء . قالوا ، حتي مخالطاته لم تتجاوز زملائه بالكلية من أبناء الشرق ، وكسلا بالتحديد . يذكرونه كطالب مهمل لواجباته في كلية حفلت بالنوابغ ، متأخرا دوما في تسليم الواجبات المستحقة . يقارنوه بمن غادر الكلية بسبب من أحداث شعبان في أوائل السبعينات وعاد اليها بعد سنوات ، ويقصدون بولاد، فيقرروا ان سنوات انقطاعهم لم تخدش مقدراتهم العلمية .
كان صلاح قوش لصيقا بأحد أبناء كسلا ، المهندس كمال صديق ، الذي ينحدر من أسرة ملتزمة بتيار الجبهة الاسلامية مما يفسر اختيار البشير لشقيقه كطبيب خاص. في كثير من الأحيان استفاد قوش من جدية كمال صديق الاكاديمية بل واعتمد عليه في الكثير من المطبات العلمية والواجبات ، وماأكثرها ! يلاحظ ان هذه الدفعة من المهندسين الاسلاميين ارتبط جميعهم بجهاز أمن الانقاذ ! فكثيرون منهم غدوا أسماء ساطعة في تكبيل حرياتنا والازديان بالمال المسروق ! مهندسون فارقوا التخصص الي تقنيات "هندسة التعذيب " ومن زنازين التعذيب تلألأت سيرتهم في اللصوصية والثراء الحرام ، ماهو سرهم ياتري ؟ كيف هبطت عليهم ليلة القدر وساقتهم من الجامعة بمفكاتهم ليسطوا علي خزائن المال بهويات جهاز الأمن الأخواني ! اسمعوا قوش يتحدث في 26 يوليو 2012 وسنأتي للمزيد لاحقا .سألوه عن عمله بعد التخرج ، قال (ما اشتغلت كنت متفرغ سياسياً) ويستمر الحوار ، فيقول ان رتبة تعيينه التي بدأ بها في الجهاز كانت رائد .سألوه ان كان دخل الجهاز بواسطة أجاب ( عمري مادخلت حته بواسطة) ، ثم تراشق ( ليه دخلت الجهاز؟) قال الالتزام التنظيمي ، ( بمعني ؟؟) فأكمل (أنا كنت في الجامعة مسؤول عن الأمن والمعلومات وعملت في الأجهزة الخاصة للحزب.)
الي جانب عبدالباسط حمزه وقف أبوعبيدة "دج". أما موسي المتخصص "هندسة / مساحة" فقد رافق قوش المتخصص "هندسة /مدنية "الي جهاز الأمن . يتوارد ان قوش خشي منه فأبعده واستبدله بمحمد عطا " هندسة/ميكانيكا "! وهناك طارق فته "هندسة/ ميكانيكا " ابن بورتسودان الأقرب سلوكا لليبراليين الا انه نال حطوته في الأمن أيضا ! ، وعلي مقربة منه كان آخر ، نسخة مطوّرة من الطيب سيخة في الفتونة ، فأسموه لقبا ب(راجل البركس ) . أما الأشقاء السعيد ومحمد عثمان محجوب فانخرطا في العمل الاسلامي المنظم وتقربا من قوش برابط شلة أولاد كسلا ، ونالهم نصيب وافر من هذه القربي ! كانت ايضا شركتا دانفوديو والنصر الأكثر كرما في استيعاب هؤلاء النفر فهبطوا عليهما من الجامعة
زرافات ووحدانا كما في حالة كمال صديق وقوش ومعظم الاخرين . سألنا ابناء دفعته عن نشاطات البصبصة التي مارسها صلاح قوش بالجامعة ، أشار اصنان منهم لواقعة ورقة غريبة تسربت من داخلية "ترهاقا" حيث أقام طلاب السنة النهائية . غرابة تلك الورقة انها حوت معلومات مفصلة عن الميول السياسية لكل الدفعة الا ان الكل عجز في ربطها بمن أعدها ، فبقت سرا مكشوفا بلا حاضن معروف !
المال والمهندسون الأمنيون...وزينة الحياة الدنيا !
كل التجربة الحياتية المهنية للمهندس صلاح قوش دارت شموسها في مجرّة الامن . ففيه ترعرع منذ أيام الحياة الجامعية، وبأخلاقه تطبع ، وله تفرغ . أدمن علي شراء الولاء والذمم وللدرجة التي اعتقد معها أن كل شئ معروض للبيع ، وأن الأمن لابد أن يكون أكبر مشتر في السوق –ولكل شئ . يقول لنا برلماني سابق أن قوش هو أكثر المستفيدين من آلية تجنيب الأموال . قال ان البرلمان ووزارة المالية عجزا تماما من اخضاعه لأي سقف محدد للمخصصات في الميزانية ، فقد صرف دوما 4 أضعاف مخصصات ميزانيته من الدخل "الجانبي " الذي تدره شركات الجهاز ، داخل وخارج السودان . قال البرلماني أن قوش كان عدوا أصيلا للمراقبة المالية والضوابط المحاسبية فصرف ، وصرف بلا خشية من مساءلة أو فقر . ساق لنا مصدر موثوق نموذجا للكيفية الادارية التي كان يدير بها قوش الجهاز . فمثلا ، عيّن قوش زميلة السابق بالهندسة الدكتور" ح .ف " كعضو في مفاوضات أبوجا وقد كان الرجل يعمل في دبي براتب شهري مقداره 10 ألف دولار . تردد الدكتور ، بدءا ، في القبول بالعرض ، الا أن قوش أقنعه بأنه سيدفع له راتب عامين مقدما (240 ألف دولار). ولتأكيد الجدية سلمه في دبي حقيبة مكتنزة ب200 ألف دولار وقال له ان المتبقي سيصله بعد حضوره من أبوجا للخرطوم .استقال الدكتور من وظيفته وبالفعل سافر للمشاركة في المفاوضات . عاد للخرطوم واستلم المتبقي وتم تعيينه في السلطة الانتقالية لدارفور براتب مقداره 5 ألف دولار ومخصصات السكن والسيارة والبنزين . وما ان هبت العواصف علي الاتفاق ، بعد سنوات قلائل وانقلب العسل الي بصل ، أوقفت المخصصات وتمت مصادرة السيارة من الدكتور الذي تقطعت به السبل في الخرطوم ! لم يجد من سبيل الا الاعتياش ببيع كبونات النزين لتأمين خبزه اليومي !وبعد الحاح وتظلمات لزميله بالجامعة ، وافق قوش علي ارجاعه كمحاضر بجامعة الخرطوم حيث يعمل الأن بعد أن قال وداعا لحياة الدعة في دبي والخرطوم بعد أقل من 4 سنوات !
من تابع حلقاتنا عن بن لادن لابد وان علم بتفاصيل النهب الذي تعرض له ممن حرسوه من رجال جهازنا الاشاوس .
كتب الزمبل محمد علي أونور في 18 مارس الماضي مقالا بعنوان "ملف الفساد في صندوق اعمار الشرق " رصد عجبا عن أحد ابناء دفعة قوش ، أبوعبيدة دج واستعرض بدقة شراهته في التسحت من المال العام ! تسلح الملف بتقرير المراجع العام حول اداء صندوق اعمار الشرق لعام 2011. أنشأ صندوق إعمار الشرق بالمرسوم الجمهورى رقم «1» لسنة 2007 انفاذاً لاحكام اتفاقية سلام الشرق الموقعة بين الحكومة وجبهة الشرق فى 2006 بأسمرا .رصدت الاتفاقية مبلغ «600» مليون دولار على مدى خمس سنوات لإعادة البناء والتنمية بشرق السودان . بينت المراجعة أن وزارة المالية خصصت مبلغ «616.420» جنيهاً لمشتروات السلع الا أن جهاز "دج" تجاوز المسموح بثلاثة أضعاف ، بل واشتملت المشتروات علي وجبات بل وحتي الشاى والقهوة!! ففي 3 فبراير الماضي كشف البرلماني صالح مندر لصحيفة «آخر لحظة» عن وجود بند باسم «بند القهوة» فى الصندوق خصص له أكثر من «15» مليون جنيه!! اخطر الفضائح ان ادارة الصندوق درجت علي عدم إرفاق الفواتير النهائية المؤيدة لشراء السلع والخدمات! أما مرتبات الوظائف المصدقة بالميزانية لكنها ظلت شاغرة فقد تحول مبلغها ( 846.886 جنيهاً) لبند شراء السلع والخدمات !ويشير تقرير المراجع العام أن العهدات الحكومية وبالذات السيارات ، لا يتطابق عدد الموجودة منها فعلاً مع تلك المسجلة بدفتر عهدة الشؤون الإدارية بالصندوق . وثالثة الأثافي نوردها نصا من صفحة 21 «تم دفع مبلغ «21.071» جنيهاً نثريات وتذاكر سفر للسيد وزير الشؤون الإنسانية لمشاركته فى مهمة رسمية بدولة الامارات) ! ودبي تقع فعلا في الشرق الجغرافي للصندوق !
التبرؤ من قوش ، السكاكين والثور الذي هوي ... غندور والأمريكان !
سقط قوش وجاء يوم التبرؤ منه ، من داخل الاستديو ...ومن خارج الاستديو !تنصل بعضهم علنا ، وآخرون خفية ! فبعد أعتقاله دخل مصاف المبتلين بداء الجذام ، حمانا الله. أمسك من زاملوه عن ذكره بخير ، وحاذر رصفاؤه في السلطة الوقوف بجانبه ، ولم نسمع بقيادي سعي لتفقد حاله حيث ما كان يحشر الناس ، أو بالمستشفي حتي !
هرطق مرجفو السياسة ان قوش بأهمية الجراح الباكستاني ، شاكيل افريدي ، للامريكان من منظور الخدمات المقدمة. قالوا أن واشنطن ستضغط باتجاه الافراج عنه مثلما مافعلت مع من أوصلها لرقبة بن لادن ، فنحرته في غرفة نومه .بسبب أفريدي ، دخلت باكستان لعبة عض أصابع مكلفة مع واشنطن . فما أن حاكموه في 23 مايو الماضي ب 33 عاما ، حتي قررت امريكا تكريمه ! فجنسته غيابيا وشرفته ببراءة ميدالية الكونغرس الرفيعة، وخفضت مساعداتها لباكستان بمقدار 33 مليون دولار ، مليونا عن كل سنة لشاكيل في سجنه .
أغرب قصص التبرؤ هي ما جاء علي لسان السفير الامريكي السابق ريتشارد وليامسون ، مساعد وزير الخارجية لشؤون المنظمات الدولية ابان رئاسة ريغان في 1988 ، ومنذ 21 ديسمبر 2007 والي مارس 2009 كان المبعوث الخاص للرئيس جورج بوش (الابن) في بلادنا . واقعة النادي الدبلوماسي بالخرطوم جعلته المبعوث الأمريكي الأكثر شهرة . يومها احتشد الانقاذيون للاحتفاء بتوقيع اتفاق رفع اسم السودان من قائمة البلدان الراعية للارهاب . وفي النادي رن جوال وليامسون بمكالمة هاتفية من واشنطن ، فأنتهي الحفل دون أن يوقع علي شئ الي أن غادرللسودان ! .في يوم 11 مارس الماضي ، وفي ختام قمة مفاجئة احتضنتها جامعة جورج ميسون بولاية فيرجنيا لمنظمات المجتمع المدني الأمريكية الفاعلة ، فجّر السفير القانوني ريتشارد وليامسون القنبلة اذ قال نصا :
(Being familiar with a significant quantity of what was learned for cooperation with Salah Gosh, Sudan's former intelligence chief, that intelligence wasn't worth the spit on your shoe)
بما يمكن ترجمته علي نحو (بما أعرفه من كم معتبر من التعاون المعروف مع صلاح قوش ، مدير مخابرات السودان السابق ، فان تلك المعلومات الاستخبارية لا تساوي في قيمتها بصقة علي حذائك ) !!!
وااااو ! ثم واااااو ........ثم وااااااااااااااو !
الي هذه الدرجة تم تبخيس قيمة المعلومات والخدمات التي تعرف كل الدنيا أن قوش قدمها للسي آي ايه ؟ ربما ونتيجة لهذا الجحود ، فان رسالة التنظيمات المشاركة في هذه القمة الي وزير الخارجية جون كيري في 19 مارس طالبته بمعاملة الخرطوم بما تستحقه من عنف وغلظة (نص الرسالة الداوية http://www.scribd.com/doc/131240029/...ecretary-Kerry .ذهبت تلك الرسالة الي حد الطلب الصريح من ادارة الرئيس أوباما عدم تعيين السفير تيموثي كارني (المتعاطف مع الخرطوم ) ورشحت بدلا عنه أشداء أقرب الي التطرف بعصي مرفوعة دوما! من هؤلاء رس فينقولد، ريشارد وليامسون ، هوارد بيرمان وتوم بريلليو ! أهم قرارات قمة جورج ميسون تنفيذ فكرة معرض متفرد في الصدمة وعلم الاعلان التأثيري. أنت مدعو اينما كنت ، عزيزي القارئ ، لمشاهدة قنوات التلفاز مساء يوم 8 يونيو القادم تعرض أمامك ما يحاكي مليون قطعة عظم آدمي سيتم رصها أمام النصب التذكاري بالعاصمة واشنطن !.سيقولون ان هذا الرميم البشري يشابه ماخلفه التطهير العرقي في سوداننا المنكوب والصومال وبورما والكونغو ! ينهمك الآن اعضاء تلك المنظمات وللأشهر الثلاثة القادمات في صنع هذه الرمم من الطين ! نجزم ان نهر العاصمة الوديع ،(الباتومك) ، سيسيل دمعا وحزنا في ذلك اليوم وسيبدو النصب التذكاري كيوم تقيأت فيه أمعاء الأرض مافي جوفها من أكفان !!
الوثيقة المعروضة محشوة بالكثير من المعلومات لما قاله ابراهيم غندور عندما التقي المسؤول السياسي بالسفارة الامريكية بالخرطوم يوم 28 يناير2010 . ستتوقف ، مثلنا ، عند قصة سحب ياسر عرمان من سباق الرئاسة بروايتيها المتناقضتين لمشار وغندور . وستتعجب أيضا من "قوة عين" طبيب الاسنان وهو يبلغ الخواجات في البند 6 مانصه ( الصحافة السودانية هي أكبر عدو للمؤتمر الوطني ( انها تعرضنا في ضوء مبهرج ) وأن حزبه كان يأمل في صحافة ناقدة له حتي يثبتوا قوة المساندة الحقيقية لهم . " السودانيون يوافقون علي الطريقة التي ندير بها أعمالنا " كما قال .) . لم نعرض وثيقة غندور/وايتهيد بحثا عن لك الخبريات ، علي أهميتها . أردنا أن نبرهن عنف الحملة السرية للتبرؤ عن قوش ، بعد 3 سنوات عندما ورطوه مسرحيا في انقلاب وهمي ! جلس ابراهيم غندور الي بصاص السفارة الامريكية ينقل له مايدور داخل الأروقة ، فذكر اسم قوش 13 مرة ! هذه الترويج المحموم لقوش لاحظه المسؤول الأمريكي فخصص البند 7 من برقيته ، وبكامله ، للحديث عنه . تحت عنوان ( صلاح قوش يلعب دور المستشار) ساق الخواجه ملاحظته عن "كبكبة" غندورفقال (أشار غندور باستمرار متصل لمشاركة صلاح قوش في المناقشات السياسية) !
ان أعجبتك وظيفة خرقة القماش المخروطية المشابهة ل"كون" الايسكريم في ممرات الطائرات ، فقد قيض الله لنا أمثالها بشرا بمواهب الدلاقين في قراءة اتجاه هبوب الرياح ، فمالوا أينما هبت ! فقط يحزنك ان جراب الدلاقين يعتد بنزاهته اذا لا يحشوه الا الهواء لقاء خدماته !أما أُوْلَئِكَ فلهم مع كل ميلة من العطايا نصيب . تراهم في دأب النمل انشغالا بازاحة ماسقط من البترينة من مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ وتنصيب الجديد ، ورفع التحية بالتمام ! في 8 مايو 2011 تم أعفاء قوش للمرة الثانية خلال اسبوع من أمانة العاملين ، وأزيح فتحي شيلا من أمانة الإعلام ، فتوهط غندور مكان الثاني . استوضحته الزميلة سامية اسماعيل "الرأي العام" عن المجزرة ، ونشرت رده (وتحدث بروفيسور إبراهيم غندور بذات لهجة التقليل من أهمية الأمر. وقال إن الخلاف عادي والتعديلات طبيعية وأن تحريك أمناء الأمانات لايعني خلافاً يؤدي الى شقاق وأكد في حديثه لل«الرأي العام» أنه لا توجد خلافات بالوطني كما لا توجد مشكلات أو تقاطعات فردية، وإعفاء أي شخص من منصبه بالحزب أمر طبيعي ولا يعني بالضرورة وجود خلاف) !
يوم أن استضافت الرأي العام بروف العمال ليتحدث ، توقعنا ان ينهض للصدح بما هو مستحق ، وهناك أكوام من هذا المستحق . كان ، علي الأقل ، بامكانه ان يذكّر جماعته بمستوجبات العدالة ، كالطلب بابراز أدلة الادانة الموعودة أو تقديم قوش ورهطه لمحاكمة عادلة .مثل هذا الحديث الاكاديمي سيكون آمنا ، ففيه رفع عتب ، من جانب ، وربما عاد ببعض فائدة علي حزبه . ترك غندور مستحقات الساعة وأتحفنا بنصائح من وحي تجربته في الزواج للمرة الثالثة !! قال (قرار الزواج الثاني هو لاصعب,وقرار الزواج الثالث هو الاسهل، والثاني صعب لجهة انه اول قرار للتعدد، ليكون الانسان متخوفا من مآلاته و انعكاساته الاسرية ، ولكن في حالة النجاح في الثاني يكون الثالث سهلا جدا،(اضاف ضاحكا)وربما لا يكون الرابع صعبا) وختم نصائح الساعة " بنفي سبة الثراء ، وهي تهمة لم يذكر انقاذي الا وقامت تسعي من خلفه ! حشر في رده علي سؤال بزواج الانقاذيين من بعضهم هذه الاضاءة ( والجدير بالذكر نحن لسنا أهل بزنس ولا نملك حتى كشكا صغيرا لإدارة اي عمل تجاري او استثماري) !
ترك غندور قوش في زنزانته ، وهرع يبحث عن ظل جديد يحتمي به .ذهب لشجرة يعرفها عندما "أفتعل" البشيرأضحوكة تنحيه في 2015 ورمي بطعمها لصحيفة الشرق القطرية يوم 20 مارس 2013.ما أن شهد غندور الاصطفاف ينتظم "الجماعة " حتي خرج علي الناس في اليوم التالي وفي جريدة الصحافة 21 مارس بأصبعين أحولين ، لا تعرف الي أين ينظران ! فقال بجهة من فمه ( علي عثمان محمد طه هو الأقرب إلى خلافة الرئيس عمر البشير في الترشح للانتخابات المقبلة بحكم أن طه ظل نائباً للرئيس لفترة طويلة)..ثم استدار وقلب "الكضم" ليشكّر الرئيس (ٍ في حالة البحث عن مرشح آخر يكون خليفة حقيقياً للبشير، يتمثّل في سد الثغرات التي كان يملأها الرئيس والمتمثلة أولاً من حيث المقبولية وثانياً من حيث الشجاعة وثالثاً من حيث القدرة على اتخاذ القرار.)!!
عندما انتاش الصقور تصريحه ، وشرعوا في ضبط احداثيات مدفعيتهم صوبه ، أطلق لسانه هربا من لسانه وأعطاهم الدبر! ذهب لجريدة الوطن يوم 25 مارس ، أيضا بأصبعيه الأحولين ليصحح (هذا قرار شخصي للأخ الرئيس ... لا زالت هنالك ثلاث سنوات من دورة الرئيس، والحديث عن خلافة البشير وعدم ترشحه يخلق بلبلة كبيرة. وشخصياً اتمنى من الإعلام الواعي أن لا يجعل من هذا الأمر شاغلاً للناس، واتمنى من الأخ الرئيس ان يترك الأمر لأجهزة الحزب !!!) أغرب ماختم به غندور تصريحه ، وبلا مناسبة ، هرولته للتمسح بعطا وشطب 9 سنوات من ترؤس صديقه المعتقل لجهاز الأمن وتعاونه المشهود مع الأمريكان .قال بروف العمال (الحديث حول تسليم أسماء للولايات المتحدة هذا نفاه جهاز الأمن والمخابرات السوداني.. وبالطبع هذا الحديث كان محاولة لتشويه صورة الجهاز.)!
ياتري هل قرأ غندور ما صرح به شقيقه في المهنة ، طبيب الضروس والسوس ، مصطفي اسماعيل ، مزهوا لصحيفة لوس انجلوس تايمز في 2005 عندما حسب ، وهو وزير خارجية ، تعاون قوش مع أمريكا مدعاة للتفاخر والمنة (ظللنا نخدم كعيون وآذان للسي أي أيه في الصومال )..! هل قرأ ما كتبه في 30 اغسطس 2008 محرر الواشنطن بوست جيف شتاين وكشف ان العمليات المشتركة مابين السي أي ايه والمخابرات السودانية اسمها الحركي هو (الحرب الطويلة)؟
انكار الثابت هو ضرب من سخف قلة الحيلة . فمثلما علمنا بأنه لولا الثورة الايرانية في 1979 ضد الشاه ، لما سمعنا بالخميني ، عرفت الدنيا انه لولا تدمير القاعدة لتوأمي برج التجارة في 2001 فان قوش ما كان سيحلم بدخول "لانغلي" !
احتشد غندور واستنفر لسانه ترقبا لأي مستجد يقفز به للمعسكر الآخر. تأكد له ان معسكر نافع كسب جولة دامية ضد حلفائه علي عثمان وقوش ، فباعهم ! أراد هبوطا آمنا في دار نافع بحلقوم يصيح "أنا منكم ومعكم " . لم ينتظر طويلا ! ففي 5 أبريل نتف نافع كل ما علق بكتف غازي من علامات وألقاب ، وأعاده للبرلمان برتبة جندي نفر بعد أن كان قائدا لكتيبة النواب ! هذا النبأ تطايرت به كل وكالات الانباء ، ولم يشكك أحد في صدقيته . بل وحتي "الفاعل " و"المفعول به" اعترفا بحدوثه رغم ذلك قرر بروفسور الضروس " تكسير الثلج " برفع اللوم عن الفاعلين !كتب الزميل عمار محجوب يوم السبت 6 ابريل في (آخر لحظة) يقول (اعتبر البروفيسور إبراهيم غندور أمين العلاقات الخارجية بالمؤتمر الوطني التعديلات التي أجراها الحزب في بعض هياكله أنها أمر طبيعي ونفى غندور بشدة أن يكون إعفاء الدكتور غازي صلاح الدين العتباني من أمانة الشؤون البرلمانية بسبب تصريحاته الأخيرة الخاصة بترشيح المشير عمر البشير) !!!
ولله في خلقه شؤون !
الفيسبوك ...سلاح الكلام في صفحة قوش !
لاتطالع أي صفحة بالفسيبوك ذات اهتمام بالسياسة السودانية الا وترسخ استغرابك عن شجاعة المتداخلين . فالاسماء في معظمها حقيقية ، والجدال علنى والآراء حدية وقاطعة ! وبنقرة علي الصورة تتعرف علي كامل مفردات هوية الكاتب وتفاصيل حياته . والأمر كذلك ، يقفز سؤال مشروع ، وبخاصة عن المداخلين من السودان : اين هم في الواقع المعاش ، لا الافتراضي ، علما بأن هوياتهم في فضاء الاسافير تشابه هويات المنشقين من الجيش الحر وكل أمرهم معلوم ولو كان مدن وأحياء سكناهم ؟ ان تصفحت صفحة جهاز الأمن والمخابرات ، لفهمت ما نقصد . فهناك فتية وفتيات تخصصوا في ارتياد تلك المدونات وترك ممنوعات الكلام بلا وجل أو تهيب !
ياتري ، هل سيذكر التأريخ الفيسبوك بأنه انتفاضة السودانيين في الهواء ، و"حضرنا ولم نجدكم" في الميادين !
ذهبنا نستمزج سريعا بعض الصفحات من الفيسبوك ذات ضجيج وصيت ،وتوقفنا طويلا عند صفحة الفريق أول صلاح عبدالله قوش وزيارتها بضعة أيام لتقفي جديدها .
صامت صفحة (السائحون) عن ذكر شئ بشأن رموزهم من المعتقلين العسكريين في (الانقلاب / المحاولة تخريبية ) وكان اول خبر عنهم في 9 ديسمبر ، بعد 10 ايام .وفي صفحتهم جاء من يناكفهم فألصق صورة بهية للشهيد العقيد الركن عصمت ميرغني طه عصمت أحد شهداء مذبحة رمضان ال 28 . قال لهم ابراهيم محمد عامر (يا جماعة انتوا عارفين من هذا الرجل العظيم ... انه احد شهداء رمضان) جاء التبرؤ خجولا ..رد عزالدين ياسين (العقيد عصمت من الضباط الذين اعدموا مع شهداء رمضان وعددهم 28 ضابط وليس له علاقة مع السائحون) وبدأ الهجوم المرّكز ، كتب ابراهيم عثمان يوم 15 ديسمبر (شوف النفاق الشهيد عصمت اغتيل ظلما ضمن شهداء28رمضان الذين تم اغتيالهم بيد الذين يدعون الاسلام) ثم قذيفة مدوية في اليوم التالي من عبدالحافظ الطاهر (اللهم ارحم شهداء 28 رمضان و دمر السائحون الكاذبون عبدة العمارات والفواره وحرامية الشعب)، وارتفع صوت رامي روميو بهتاف يوم 17 يناير (عاش شهداء 28 رمضان في عليين) أما ود ياسين فأشعل الزناد بجرأة (هم عشان ماعندهم رجال زي ضباط 28رمضان دايرين اتلصقو قسما دم 28 في رقابنا قال سائحون) ..انتهت معركة تفرقوا بوعد صدام في يوم آخر .أول اشارة في الصفحة لأسري السائحون كانت يوم 18 يناير 2013 ، أي بعد قرابة 3 أشهر ..أين كان كتبة الدبابين ؟ هل هذا الانتظار الطويل كان للتهدئة ، هل لأن الخروج العلني علي الانقاذ وقيادتها لا بد وأن يجري وفق حسابات معينة ...اسئلة منزوعة البراءة ، لا اجابات لنا عليها ! المهم ، بعد 3 أشهر ظهر الملصق الشهير ذي الدوائر الست بصورة ود ابراهيم تعتلي قمة الهرم . بالرغم من أن البوست حصد كثيرا من التعليقات والاستحسان الا ان ابراهيم محمد عامر تسلل الي عرين الدبابين وفجّر نفسه فقد (لله دركم شهداء رمضان اين كنتم عندما تم اعدام 28 ضابط من الجيش السودانى من غير حتى محاكمة ناهيك ان تكون عادلة .. بالله عليكم كيف تحكمون .. اين قتلوا اين دفنوا بل كيف قتلوا بالله عليكم اين كنتم عندما قالوا ( اكتلونا كويس بعداك ادفنونا ) يالله .. يالله) . تقنع تماما أن لعنة رمضان 1990 لا تزال لها غصة طرية في الحلق ترشح حموضة ومرارة !
أكبر الخاسرين في صفحة السائحين هو قوش ! لم يرد اسمه كثيرا ، وان ورد فلا أحد هنا يذكره بخير . زج باسمه المتداخل عمر قاسم فقال (قوش رجل امن فاشل كفايه الهجوم على امدرمان) وللتعريف بهويته ، عن عمد ، هتف عمر بالمحفوظات الحزبية اياها ( الله أكبر .سير سير يابشير) ! ينبري له عمر مبارك أحمد علي ( قوش فاشل نحن معك ولكن وزير الدفاع هو من سمح بدخول خليل ام درمان الخ ) ويرد عمر قاسم ....وفي كل السجال لا بواكي علي قوش عند (السائحين ) من مئات المداخلات لايذكر اسمه الا 4 مرات ، وبالسوء !
في 18 يناير الماضي ظهرت صفحة فيسبوكية جديدة ، سموها (مبادرة ترشيح صلاح قوش لرئاسة الجمهورية ) !يعطرها حائطها احمد حسن الخيرابي بطرفة هي الأهم في كل المحتويات ،كتب ساخرا ( الحروف العربيه فى هذا الزمن: أ أكل ، ب بلد ، ت تمساح ، ث ثروة ، ج جغم ،ح حرام ، خ خمش ، د دفس ، ش شال، ، ض ضرب ، ط طمع ، ف فساد ، ل لبع ، ن نهب،،،،،، ولما تجى جوار مدرسه وتسمع الطلبه يرددو ورا الاستاذ خااااا خمش أعرف انو دى مدرسه سودانيه) ويمضي في حال سبيله تاركا بقايا من قهقهات .
هنا قوش في الفيسبوك ............وياله من كتاب وجه!
صفحة قوش وبرغم قلة محتوياتها الا انها مستودعا من نفائس . اذا تجولت في ارجائها وطالعت مدونات المعجبين ( 633 فقط ) ستعلم كيف انه يتعامل مع جمهوره ، وكيف يرمي بكرت القبيلة عندما يريد . يكشف تحليل المحتويات شيئا يسيرا عن ظروف اعتقاله . فهو يتابع الصحف (الانتباهة تحديدا ) وسمح له بالتواصل بالانترنت 3 مرات طيلة الخمسة أشهر الماضية بل وزف للناس نبأ نقله لمستشفي الامل يوم 1 ديسمبر ! . في 4 ديسمبر الصق بصفحته خبرا منقولا من "الانتباهة " اذ كتب (تمهيد لإعتقال الحاج عطا المنان في صحيفة الإنتباهة) فما تورع 3 من الغاضبين البوح بمكنون غضبهم . غضب " ودالزومه احمد محمد عثمان" وهجر التورية فكتب مهاجما بالصوت والصورة نافع علي نافع ،قال ( ضار علي ضار ده لو ماكملكم مابيرتاح ) ! أيده اثنان . يبدو ان سهولة تحوير اسم د.نافع جعلته هدفا مباشرا لمعجبي قوش ، فهاهو آخر يسميه (نافق علي نافق ) !علي نقله لمستشفي الأمل علق 30 متداخلا ! أعلاهم صوتا كان المدعو (خال علا) الذي كتب " حمدلله على السلامة ايها الفارس القائد ... تخرج بالسلامة وترجع كل الافاعى الى جحورها ويصمت كل الماجورين الذين ارادوا ان ينالوا منك ... سير نحن من خلفك والحساب ولدنا "! أغدقوا عليه الألقاب ، فهو لأحدهم " الزعيم" ولآخر "الاسد النتر" ولكثيرين "الريس" وزايد المدعو "بكري مصطفي "ابن منطقة نوري فكتب (كفاره ليك ي حبوب ويا نص البلد )...نص البلد ! لم تسلم صفحته من زيارات المشاغبين. منهم "خواض حامد" الذي اشتري الرواية الحكومية بتآمر قوش ، كتب يوم 28 نوفمبر ( ان يلاقى جزاءه العادل مش يطلقوا سراحو) ومن منطقة الدبة يكتب محمد مهدي أبوعلي الهواري متسائلا (ماهوالرد علي خاين الوطن ياشباب وعقوبته)!! هلل أحمد عبدالله ، المنتسب لشركة سودابت للعمليات البترولية، في اعقاب الاعلان عن اطلاق سراح المعتقلين المدنيين يوم الثلاثاء 2 ابريل ، فكتب ( نحن بي فراق منتظرين خروج الاب الروحي لكل الشوايقه)!
افتتح صلاح قوش حسابه في الفيسبوك يوم 26 فبراير 2011. أول ملصقاته كان بوستا كاللغز : كتب قوش عن نفسه (الرجل القامة ) ..ولم يزد ! أعجبه ماكتب فزينه بأصبع استحسان (لايك) ! لم ينتبه الناس الي هذا الحساب الا بعد شهرين حين كتب المدعو حسن محمد دهب في 10 أبريل 2011 (يديك العافيه انت وسيدي الرئيس وباقي الرجال من خلفكم ودمتم عزا للسودان).في هذه المداخلة الأولي ، والي اعتقاله في 23 نوفمبر 2012 ، هرع اليه 10 مريدين ، بعد 7 أشهر نزل عليه المحب ( محمد مهدي ) بالصفحة فسجل يوم 24 سبتمبر 2011 مداخلتين ، قال في الأولي (وأنت سيد الرجال ) وتبعها بأخري أثقل عيارا اذ قال (مائة سنة قبلك ومائة سنة بعدك نسوان السودان ماحايلدن زول برجالتك) !
سنأتي علي هذه الرجالة .....
غاب عن قوش الفسيبوك لشهور ولم يعد الا في أكتوبر 2011 ، بعد 8 أشهر . ومع عودته رجع الي اسلوب همهمات وغمغمات كاتب الانتباهة الغافلة : كلمة أو كلمتين ، وشولات وضمات ونقاط يحشوها خيالك نثرا أو تحليلا!
يوم 23 أكتوبر 2012 شرّف صفحته . قال في رسالة من هاتفه الجوال لصفحته( صباحكم أخضر) ، نهض اليه مبكرا من عرّف نفسه مناطقيا ، ( ود الزومة أحمد محمد عثمان ) قال له " خلاص نعز السلام الوطني"..فألصق قوش لايك علي الاجابة ثم عاد العاشرة الاربعا من ذات المساء فرمي لهم بمدح مجاني ( شباب بلدي يملؤ العين) ,,هكذا كتبها . في مساء 23 اكتوبر افترع بوستا مبهما قال فيه (الرجل مواقف والبت طبع بس في النهايه الوطن واحد مساكم سعاده في وطن يسعي الجميع ") . هاج المعجبون وتدافعوا تسابقا لتقلف مارمي به من "لايكات" ، كان كريما بأصبع اللايك المنتصب ! يلفت النظر ان هذا البوست رد عليه 14 شخصا منهم 11 فردا ذلك المساء وصباح اليوم التالي . آخر 3 زوار تسوروا حائط الصفحة وسيد الدار في السجن ، انتهي موسم اللايكات المباشرة ! اهتبل البعض فرصة التداخل مع الرجل لعرض مطالب جهوية محضة لا تتعدي دار الشايقية بل ولا تصل الي "الهاي واي" القومي ، رابطهم ببقية أرجاء الجمهورية ! من بين الاحد عشر تعليقا كان المدعو عبدالله عباس الأكثر هتافا والأعلي صوتا تارة بالمدح وتارة بتبخيس الاخرين فعلق 4 مرات في 20 دقيقة ربما مزهوا من مخاطبة قوش له باسمه الاول ، دليل توطد المعرفة في العالم الارضي! في بوست 23 أكتوبر ، وقف عبدالله عباس عند الباب ، كان أول المرحبين بمقدم فارسه ، فكتب (مساءك عافيه ياالأسد الحرس غابتو الضرئيه وربنا ينصرك علي من عاداك يابن السودان البار) ، رد قوش بابهام منتصب وأضاف (مساك افراح عبدالله)..عاد عبدالله عباس بجرعة أضافية من المحلبية ( فوالله الذي بعث محمد بالحق لابديل لك في هذه الحكومه لانك رجل المسؤليه الأول في هذا الوطن ربناينصرك باذنه تعالي) .أما محمد احمد فقد زار الصفحة فجر24 أكتوبر وتحلل من الدبلوماسية ، ف " جابها من الآخر" كما نقول –كتب المحب (اع راجنك الاسد هل حنرجي كتير)؟ اكتفي قوش بأصبعه باصما علي المداخلتين ! وفي وقت لاحق عاد زعيم الجاسوسية المخلوع وكتب (مساء بلون سودان جديد . . . وشمال محبب مليان ثروات بس لازم الناس تعمر شمالها بانفسهم) رد الشفيع ود الشيخ بعرضحال ( كلامك زين والله بس شمال شمال السودان تعبان وعايز منكم وقفه والاقليم الشمالي بجغرافيته القديمه الدولة منه بعيده كل البعد بالنظر لبقية الولايات وخيركم لاهله وصباحك نور ايها الهمام) الا ان الهمام كان ذهب لينام ولم يعود للرد الا في السادسة والنصف مساء 25 أكتوبر فقال للشفيع (ده كلام جميل)! ولو سألت عن ماهي اوجه الجمال في مثل هذا الكلام لن تجد عندنا ضالتك فلا خبرة ندعيها في تدليك مفاهيم قبلية تكلست كالضفادع وتسكب عليها المياه لتبدأ نقيقها !
:
:
:
:


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.