من أجمل برامج المنوعات الخفيفة طيلة شهر رمضان المعظم لسنوات عدة برنامج (أغاني وأغاني)، وجمال البرنامج يستمده من الفنانين الذين حباهم المولى بأصوات جميلة وحفظ للأغاني القديمة بصورة لم تخل عن مقدميها أمثال "عاصم البنا" و"جمال فرفور" و"عصام محمد نور" والراحل "نادر خضر" بالإضافة إلى الأسماء الجديدة التي أضافها "السر قدور" أو "الشفيع عبد العزيز" أمثال "طه سليمان" و"الفحيل" و"ريماز" وأخريات أثبتن وجودهن في البرنامج . أكاد أجزم أن نصف الشعب السوداني داخل الوطن أو خارجه كان حريصاً جداً على متابعة البرنامج عقب الإفطار أو عند الإعادة، ولذلك وجد البرنامج جمهوراً عريضاً ووجد كذلك نسبة مشاهدة عالية جداً إذا قارناها بالفضائيات الأخرى وبالبرامج التي يحرص المشاهد على متابعتها بخلاف المسلسلات .. لذا تربع برنامج (أغاني وأغاني) على عرش النجومية في كل رمضان بل ينتظر المشاهد رمضان القادم ليرى الجديد في البرنامج. أما أستاذنا "السر أحمد قدور" فقد استطاع البرنامج أن يقدمه للجمهور ولمع نجمه للأجيال الجديدة التي لم تعرف "السر قدور" وإمكانياته وقدراته في مجال الفن والغناء والشعر. فقد برز بصورة ربما غطى على كثير من الفنانين فلا أحد يستطيع أن تكون له قدرة على الحفظ الجديد والقديم وهو في هذه السن، كما استطاع أن يتحف الشعب السوداني بروائع الغناء القديم بل كان الهادي لأولئك الشباب في البحث عن الأغنية السودانية التي أظهرت مواهبهم ، لا أخفي إعجابي بهذا البرنامج منذ أن انطلق وأنا من الجديد القديم الذي تأثره الكلمة الجميلة خاصة أغاني الحقيبة وأغاني عمالقة الفن السوداني "عثمان حسين" و"الشفيع" و"إبراهيم عوض" و"وردي" و"كابلي" و"الجابري"، وكل عمالقة الفن السوداني القديم الذي استطاع أولئك الشباب من خلال برنامج (أغاني وأغاني) أن يحيوا القديم بصورة رائعة مما قدمتهم إلى الجمهور والذي حرص على متابعتهم وانتظارهم من رمضان إلى رمضان. للأسف الشديد لم أشاهد كثيراً من حلقات هذا العام ولكن لقد سمعت الكثير عن البرنامج وكمية النقد التي وجهت إلى الوجوه الجديدة التي حلت بديل النجوم السابقين أمثال "عاصم البنا" و"منار صديق" و"سميرة دنيا" وغيرهم من المبدعين الذين غابوا أو غيبوا عن هذا العام.. وللحقيقة لقد شاهدت تقريباً ثلاث حلقات لم اقتنع بالذي قدم ولا بالوجوه الجديدة رغم أن الأغاني هي نفس الأغاني إن كانت "لكرومه" أو "أبو صلاح" أو "العبادي" أو "الجابري" أو "صلاح محمد عيسى"، ولكن المؤدين كانوا في حالة ضعف شديد، وكل من حباه الله بامتلاك أذن موسيقية سيكتشف أن شخصاً أو شخصين من كل الموجودين يجيدون الغناء، أما البقية فكانوا ملء فراغ وتقضية وقت ولا أدري لماذا إدارة البرنامج دفعت بأولئك وهل أذن الأستاذ "السر قدور" أصابها الصمم، وأتعجب عندما ينتهي المغني ويضحك الأستاذ ويقول رائع يا فلان أو فلانة. قديماً قيل اعتلاء القمة سهل ولكن من الصعب المحافظة عليها، فهذا ما حدث لبرنامج (أغاني وأغاني) لهذا العام، فالمكابرة يا الشفيع ما بتنفع وإذا بتعتقد أن البرنامج ماركة مسجلة باسمك يجب أن تحافظ عليها قبل أن تزروها الرياح.