في تقديرات العمل السياسي قد تتباين الآراء إزاء قضايا عديدة، ولكن من بين ثنايا الأحداث تكون هنالك منعطفات مهمة تتطلب وقفة حازمة يمليها الضمير الإنساني اليقظ. وبالضبط فإن ذلك الأمر ينطبق تماما على الموقف الراسخ للسياسة الخارجية القطرية، على مستوى التعامل مع أزمة ليبيا بكل أبعادها التي تجري وتتفاعل على أرض الواقع الآن، حيث يُجمع المراقبون على أن هذا الموقف المشرّف هو موقف قائم على ترجيح خيار الانحياز للضمير الإنساني. فقد كان تقدير دولة قطر، في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى، هو أن تتم المبادرة سريعا لاحتواء الموقف المتفجر على الأراضي الليبية بكل أبعاده على مستوى سلامة المدنيين بشكل أساسي، بالإضافة إلى الجوانب المتعلقة بتأمين الاستجابة للظروف الطارئة لمئات الآلاف من الليبيين والمقيمين بليبيا - من جنسيات مختلفة - في تطلعهم ليكونوا بمنأى عن نيران الاقتتال في ليبيا. إن كل تلك المعطيات مجتمعة كانت حاضرة دون شك، حين بادرت قطر، ومبكرا، للقيام بدورها المسؤول، لاحتواء تدهور الموقف في ليبيا بكافة مستوياته. وفي هذا الإطار، فقد توالت الإشادات، إقليميا ودوليا، بالمواقف القطرية الصريحة والشجاعة، التي تنبني بالأساس على السعي لحماية الشعب الليبي، وتهيئة أفضل الظروف الإنسانية والسياسية لأبناء الشعب الليبي ليحيوا حياة كريمة حرة. المصدر: الوطن القطرية 31/3/2011