حيا سعادة السيد محمد يوسف آدم والي ولاية كسلا السودانية،الحدودية بين السودان وارتريا، الموقف التاريخي لحضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى، في نصرة السودان وقضاياه، ووقوفه معه في كل ابتلاءاته حينما عز النصير، معتبرا سموه من اولئك الرجال الذين يقدرون، على الدوام، الابتلاءات والضغوط التي يتعرض لها السودان انطلاقا من نخوته العربية وأخوته الإسلامية. وأشاد الوالي، أيضا، بموقف سمو الأمير حينما عبر بالسودان إلى بر السلامة والأمان باتفاق الدوحة لوقف نزيف الحرب في دارفور، وهي القضية الأخطر التي أدارها سموه بمثابرة ومصابرة رغم مؤامرات النظامين البائدين في ليبيا ومصر، اللذين أرادا الشر بالسودان فأبادهما الله ونصر سمو الأمير ونصر به أهل دارفور والسودان، وأضاف الوالي أن هذا الموقف وغيره الكثير من المواقف هي محل اجلال وتقدير من كل أبناء وبنات الشعب السوداني كما أشاد الوالي بالمواقف النبيلة والمشابهة لدولة قطر أميرا وحكومة وشعبا في حلحلة الكثير من مشاكل العرب والمسلمين في شتى بقاع العالم ودورها المتنامي والمحوري سياسيا واقتصاديا، قائلا إن العبرة ليست بكبر مساحة الدولة ولا بكثافة السكان ولكن العبرة بالفعالية وقوة الإرادة، ولهذا أصبحت قطر اكبر نصير للمستضعفين في كل أنحاء العالم، مثمنا دورها لإحلال السلام وإغاثة المظلومين في غزة وفلسطين واليمن وسوريا والآن عبر فتح الحوار بين كابول وطالبان في أفغانستان. وأضاف الوالي: أهنئ قطر على هذا الدور المحوري وأقول لسمو الامير المفدى أعانك الله ووفقك لهذا العمل وجزاك الله خيرا. وأشار سعادته، للفائدة الكبيرة التي جنتها ولاية كسلا حينما تشرفت بزيارة سمو الأمير مؤخرا وافتتاحه للطريق القاري بين السودان وارتريا، حيث كانت أول ولاية تتشرف بان يزورها الأمير مباشرة دون المرور بالخرطوم حينما حطت طائرة سمو الأمير مباشرة في مطار كسلا قادمة من الدوحة، واعتبر أن الزيارة وثقت بصورة قوية ودعمت العلاقات بين الدول الثلاث: قطر والسودان وارتريا، حيث شهدت كسلا قمة ثلاثية بين كل من سمو الأمير المفدى والرئيس عمر البشير والرئيس الارتري اسياس افورقي، وخرجت هذه الزيارة وهذه القمة الثلاثية بمشاريع ضخمة للولاية، حيث تكفل سمو الأمير حفظه الله بإنشاء منطقة حرة ضخمة بين السودان وارتريا، ونحن حددنا فعلا المنطقة وفي هذه الزيارة تكفل سمو الأمير أيضا بإنشاء منطقة صناعية ضخمة كاملة على احدث الطرز، والمنطقتان على مساحة مليون متر مربع خالية من الموانع، سلمناها لمكتب سمو الأمير وهنالك وفد قطري سيصل كسلا قريبا من الدوحة للتنفيذ ونحن من جانبنا سنقوم بكل التسهيلات المطلوبة، كما ستصلنا أيضا لجنة من ارتريا وبهذا تستفيد المنطقة بأكملها تجاريا واقتصاديا وصناعيا. ويتابع الوالي: كما وجه سمو الأمير أيضا بافتتاح فرع لبنك قطر الوطني في كسلا وقد سلمنا مكتب سمو الأمير شهادة بحث الأرض واعتمدت بحمد الله. وأوضح الوالي أن سمو الأمير ابدي كريم دعمه واستعداده التام لدعم التعليم والرياضة وتبني أندية رياضية بالولاية. جاء كل ذلك، في لقاء حاشد لسعادة الوالي مع أبناء الجالية السودانية، مساء الخميس الماضي بالسفارة السودانية، وبحضور السفير ياسر خضر خلف الله والوزير المفوض عبد العظيم الكاروري والمستشار محمد حامد تبيدي ورؤساء روابط كسلا وشرق السودان. وأضاف سعادة الوالي انه قدم للدوحة بدعوة رسمية كريمة، مضيفا أن الوفد قد حظي بأفضل استقبال وأحسن تكريم وخير وفادة، من أهل كرام واصلاء أشادوا بالسودانيين على كل المستويات، داعيا أبناء الجالية للمحافظة على هذه العلاقات الطيبة مع قطر وطالبهم بان يردوا الجميل بمثله وأكثر أخلاقا وعملا وتفانيا، مشيدا بسعادة السفير وجهوده في هذا المنحى. حكومة عريضة.. وتنمية مستمرة في كل المجالات وحول الوضع السياسي الراهن بالسودان، والولاية بصفة خاصة، أوضح الوالي انه قد تشكلت حكومة القاعدة العريضة وشاركت فيها معظم القوى السياسية السودانية في المركز والولايات، وبالنسبة لنا في ولاية كسلا شاركت كل القوى السياسية ما عدا "الشينات الثلاث"، قاصدا الشعبي والشيوعي والحركة الشعبية، ووصف الحكومة الحالية بأنها الأوسع والأكثر شراكة سياسية حزبية في تاريخ السودان السياسي، وتحدث الوالي أيضا عن انتخابات الولاة التي حدثت لأول مرة، حيث قال انه ترشح للانتخابات ببرنامج تركز في محاور التأصيل والدعوة والبرنامج الخدمي، وجعلنا مؤسسة الخلوة والمسجد من الأوليات لنشر القيم الفاضلة في المجتمع ثم البرنامج الخدمي ومحوره الأساسي هو التعليم. ثم استعرض الوالي باستفاضة جهود حكومته في التنمية عبر كل محليات ولاية كسلا في كل المجالات التعليمية والصحية والزراعية والسياحية وخدمات الكهرباء والمياه والطرق مضيفا: أننا نريد تحولا كبيرا في الواقع الاقتصادي عبر مشروعات بنى تحتية اقتصادية رائدة ومجتهدين في توزيع التنمية على كل المحليات وشكلنا مفوضية للاستثمار ومجلسا أعلى للاستثمار برئاسة الوالي. وهنالك نقلة في مدن الولاية في كسلاوحلفا عبر الشركات الاستثمارية، وأوضح: بعد فوزنا وأدائنا القسم لقيادة الولاية شكلنا خمس لجان برئاسة وزير لكل لجنة عبر كل المحليات وقامت اللجان بحصر كل المرافق من مدارس ومستشفيات ومرافق عبر واقع حالتها في كل المحليات وبعد شهرين جمعنا هذه البيانات وعرفنا احتياج كل محلية، وبدأنا بالتعليم حيث أكملنا أي نقص للمعلمين والكتاب والإجلاس في مرحلتي الأساس والثانوي، إضافة للبرامج التدريبية للمعلمين، وفي عام 2011م كان الأول في الشهادة السودانية من ولاية كسلا بأعلى نسبة نجاح في تاريخ الشهادة السودانية بنسبة 98.3 % وجاءت الولاية في المرتبة الرابعة على مستوى التعليم بين كل الولايات. أما في محور الصحة فقد قامت الولاية بإنشاء عدة مستشفيات، بينها المستشفى المرجعي وهو الثاني في السودان بعد مدني وأيضا دعم القطاعات الصحية من مخرجات مؤتمر الكويت للمانحين. وبخصوص المياه تمت معالجات كبيرة للمحطات الرئيسية في كل المدن وتجديد للشبكات القديمة في كسلا ومن دعم ياباني قيمته 17 مليون دولار جددنا كل المحطات. وأيضا مما ساعدنا في مجال المياه أن المنظمات نفذت ميزانيتها بنسبة 100 % لوجود المكون المحلي في الميزانية ونفذت برامجها في المياه والصحة والتدريب ليبلغ الدعم من المنظمات 185 مليون دولار في العام 2012م. أما بخصوص الكهرباء، فقد كان احتياج المدينة 23 ميغاواط وكان المتاح 7 ميغاواط فقط وكانت هنالك أزمة كهرباء كبيرة، وبعد جهد كبير مع وزارة الكهرباء أصبحت لدينا الآن أربع محطات كهرباء في كسلاوخشم القربةوحلفا واروما، حيث سدت الاحتياجات تماما والآن لدينا كهرباء تكفينا لثمانين عاما واحتياطي لثمانين عاما أخرى. أما بخصوص الطرق فسيكون هنالك ربط بين ود شريفي وكسلا، وكسلا وعواض واديبرا واغوردات وهو سيكون في المنطقة الحرة التي سيبنيها سمو الأمير والطرق الزراعية في مشروع حلفا. مشروع التلفريك ومنتجع الرميلة وسباق الهجن.. مشاريع سياحية رائدة وحول مشاريع قلب المدينة السياحية والتنموية أوضح الوالي على شاشة العرض المشاريع العملاقة التي تسعى حكومة الولاية لإقامتها بعد إزالة وسط المدينة وتحوي المتنزهات والفنادق والبنايات والمصارف ومن بينها مصرف قطر الوطني والأسواق، مثل المنتزه الضخم الذي يغطى مساحة 35 ألف متر مربع والمعالجات الفنية للميادين، وأيضا مشروع التلفريك بقيمة 12 مليون دولار الذي يربط قمم التاكا بطول 3 كيلو ومنه يشرف السائح على كل معالم المدينة. وأيضا استعرض الوالي القرية السياحية ومنتجع الرميلة التي ستبنى قرب خزان خشم القربة بقيمة 14 مليون دولار، وقرية الصادر الضخمة التي تشمل كل ما يختص بالصادرات، والمحجر، وميدان سباق الهجن الذي سينشأ أيضا على احدث طراز بقيمة 20 مليون دولار، ونماذج من الفنادق مثل فندق الصفا الفخم. كما تطرق الوالي أيضا لمراحل تطوير منطقة حلفا، حيث تحدث عن مدينة بديلة قرب حلفا لان حلفا أغلقت تماما بالمشاريع، وعن إنشاء محطة متكاملة للكهرباء والمياه بدعم مباشر من رئيس الجمهورية. وتحدث أيضا الوالي عن المشروعات الممولة من مؤتمر المانحين بالكويت شاكرا حكومة الكويت على مجهوداتها في هذا المجال، وهي مخصصة لولايات شرق السودان الثلاث كسلا وبورتسودان والقضارف، مستعرضا نصيب كسلا من مستشفيات ريفية وطرق مثل طريق كسلا شللوب وكبري القاش وخدمات لمشروع حلفا الزراعي والمدارس الفنية والمشاريع الخدمية والزراعية والتعليمية. وكان قد قدم سعادة الوالي سعادة السفير ياسر خضر خلف الله الذي رحب بالوالي ووفده الكريم متحدثا عن كسلا والتنمية التي تشهدها حاليا مبديا إعجابه بمشروع قلب كسلا ومشابهته لمنطقة مانهاتن، وأضاف سعادة السفير انه كان يعتبرها أحلاما مشروعة ولكنها ستصبح حقيقة بمثابرة الوالي وجديته لبلوغ الهدف بإذن الله، وأيضا تحدث رئيس لجنة الاستقبال البروفيسور احمد عبد الله المتعارض مرحبا بالضيف ووفده الكريم، واصفا الزيارة بأنها الانجح التي يشهدها بدولة قطر.