الجوع الكافر يضرب الآن منطقة القرن الإفريقي. التقارير تقول إن «11» مليونا في كينيا وجيبوتي وأثيوبيا والصومال يتهددهم الموت جوعا، في عالم متخم يكب أكثر من ثلث طعامه في «الزبالة»! أين العدل، وأين الاعتدال.. وأين روح المشايلة، بل أين كل تلكم التعاليم التي تنزلت من السماء، لإشاعة التكافل في الأرض، وغرس المروءة في أفئدة وضمائر الناس، كل الناس؟ لئن يموت إنسان واحد في هذا العالم، فتلك سبة في وجه هذا العالم، فأي وجه لهذا العالم يمكن أن يتحمل ملايين «السبات» والملايين يتهددهم الجوع الكافر الزنيم؟ الجوع الذي ينشب أظافره الآن، في مصارين الملايين، في تلك المنطقة من العالم، وراءه واحدة من أسوأ موجات الجفاف في المنطقة، ووراءه النزاعات الأهلية البغيضة، ووراءه السياسات الخائبة، وغياب الحكمة في ترتيب الأولويات. وراءه كل ذلك، لكن كل ذلك، لا يعفي هذا العالم، من أن ينهض بواجبه الإنساني والأخلاقي، ولا يعفي ضميره، الذي لا يزال في سبات عميق، وملايين المصارين تصرخ، وتتلوى، من أن يستيقظ، ويتعذب، ويتحرك خفيفا بالمروءة. «الأمم» دقت جرس الكارثة الإنسانية، في القرن الإفريقي.. وكذا منظمة المؤتمر الإسلامي، ومنظمات إنسانية عدة، ويبقى ماهو مطلوب الآن أن يتداعى هذا العالم، باللقمة، سريعا.. ودون منٍّ أو أذى، لانتشال الملايين التي تتضور جوعا. نعم، لا خير في هذا العالم إذا لم يتداع، وإذا لم يجسد كل معاني الإنسانية الخيرة.. وأهم من ذلك، لا خير فيه- إطلاقا- إذا لم يجسد في هذه الأرض تعاليم السماء. المصدر: الوطن القطرية 21/7/2011