رفضت الخرطوم تحذيرا صادرا من الولاياتالمتحدة من أن متطرفين إقليميين يخططون لشن هجوم على رحلات جوية لشركة الخطوط الجوية الأوغندية بين جنوب السودان والعاصمة الأوغندية كمبالا، بالإضافة إلى توجيهات بتعزيز إجراءات الفحص الأمني للركاب المسافرين من أو عبر السودان و13 دولة. وقال الناطق باسم الخارجية السودانية ل«الشرق الأوسط» إن المعلومات التي أوردتها واشنطن «غير صحيحة، وليس لها سند»، وأكد الناطق السوداني أن حركة الطيران بين السودان والعواصم كافة «طبيعية وآمنة». وفي الوقت نفسه، أعلن الطيران المدني الأوغندي أن طائرة ركاب تابعة لشركة الطيران الأوغندية كانت تقوم برحلة بين كمبالا وجوبا في جنوب السودان عادت أدراجها إثر تحذير أميركي. وقال المتحدث باسم الطيران المدني الأوغندي، إيغني إيغوندورا، لوكالة الصحافة الفرنسية أن الطائرة عادت إلى عنتيبي. وأكد «لا يستطيع أي طيار أن يتجاهل تهديدا من هذا النوع». وتابع المتحدث «لقد سمعنا بهذه المعلومات قبلا وعلمنا منذ بعض الوقت بوجود تهديد من هذا النوع... إلا أن هذه المعلومات تتكرر، وبما أنها جاءت هذه المرة من مصدر أميركي ومصادر أخرى فقد فضلنا عدم أخذ أي مجازفة». إلى ذلك، بررت واشنطن الخطوة بأنها جزء من التحوطات الأمنية بعد محاولة التفجير الفاشلة يوم عيد الميلاد لطائرة أميركية كانت متوجهة من «أمستردام إلى ديترويت»، بواسطة عمر الفاروق نيجيري الأصل ويعتقد أنه ينفذ تعليمات من تنظيم القاعدة. وفي واشنطن دعت وزير الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، في بيان مشترك مع المبعوث الأميركي للسودان سكوت غريشن، شريكي الحكم في السودان: حزب المؤتمر الوطني والحركة الشعبية إلى تقديم تنازلات ضرورية لبناء الثقة المتبادلة، وتحقيق الاستقرار والسلام الدائم، وحدد البيان أن المؤتمر الوطني باعتباره الحزب المهيمن، فإنه يتحمل مسؤولية أكبر في ضمان التنفيذ الكامل والناجح لاتفاق السلام. وصدر البيان بمناسبة الذكرى الخامسة ل«اتفاق السلام الشامل»، الذي أنهى الحرب بين الشمال والجنوب. من جانبه، قال معاوية عثمان خالد، الناطق باسم الخارجية السودانية ل«الشرق الأوسط» إن حديث الولاياتالمتحدة بوجود متطرفين إقليميين يخططون لشن هجوم على رحلات جوية لشركة الخطوط الجوية الأوغندية بين جنوب السودان والعاصمة الأوغندية كمبالا، «غير صحيحة بالنسبة لنا.. وليس لها سند»، وقال إن الأجهزة الأمنية السودانية التي تتابع الأوضاع الأمنية لم يثبت لها وجود أية تهديدات تنطلق من الأراضي السودانية لتطال مصالح إقليمية أو دولية، وأضاف «كان حريا بالولاياتالمتحدة إذا ما توفرت لديها معلومات أو كانت لها مشاغل في الصدد أن تبحثها مع الجهات السودانية المختصة لاتخاذ الإجراءات اللازمة»، وأضاف قائلا «إن هناك قناة مفتوحة وسالكة لمتابعة قضايا كهذه بدلا عن إثارة الموضوع في الإعلام من غير سند كاف». وأكد الناطق باسم الخارجية السودانية أن حركة الطيران بين السودان والعواصم كافة حركة «طبيعية وآمنة» وأن الأجهزة الأمنية السودانية تتبع أعلى درجات إجراءات السلامة المطلوبة لحماية الطيران وأمن المطارات، وقال إن الأجهزة الأمنية في بلاده «تقوم بواجبها بكفاءة عالية ومهنية كبيرة». نقلاً عن الشرق الاوسط 10/1/2010م