أكدت السلطات الليبية أمس للمدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية عزمها على محاكمة سيف الاسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي المخلوع، في ليبيا. ويقوم لويس مورينو اوكامبو بزيارته الاولى الى ليبيا. وقال وزير العدل وحقوق الانسان محمد العلاقي "بكلمة واحدة لن نسلمه" الى المحكمة الدولية، وذلك خلال زيارة اوكامبو الذي جاء الى ليبيا ليبحث في مصير سيف الاسلام بعد اعتقاله السبت، ومصير عبدالله السنوسي الذي اعتقل الاحد. ولم تؤكد المحكمة الجنائية اعتقال السنوسي بعد. وقد صدرت في حق سيف الاسلام والسنوسي، في 27 يونيو مذكرتا توقيف من المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم ضد الانسانية خلال قمع الثورة الشعبية التي تحولت الى حرب اهلية (15فبراير-23 اكتوبر). وقال اوكامبو الذي ترافقه نائبته فاتو بنسودا انه ليس من الضروري محاكمة سيف الاسلام القذافي في لاهاي اذا كان القضاء الليبي قادرا على تولي المهمة. وأضاف، لن يلتقي خلال زيارته سيف الاسلام القذافي. وكان المجلس الوطني الانتقالي اعلن الاحد عزمه على ان يحاكم سيف الاسلام الذي اعتقل في الزنتان (170 كلم جنوب غرب طرابلس) وعبدالله السنوسي رئيس جهاز الاستخبارات في نظام القذافي. ووعد رئيس الوزراء الانتقالي عبد الرحيم الكيب ب "محاكمة عادلة" واكد ان سيف الاسلام "في ايد امينة"، وذلك على اثر دعوات من المجموعة الدولية ومنظمات غير حكومية من اجل معاملته معاملة جيدة والتعاون مع المحكمة. وقال الكيب الاثنين امام سفيرة الولاياتالمتحدة في الاممالمتحدة سوزان رايس ان "المعاملة التي يحق له بها هي معاملة جيدة جدا، افضل بمئات المرات من المعاملة التي كان يخصصها هو ووالده للشعب الليبي". واكدت رايس التي تزور ليبيا في مدينة بنغازي (شرق) ان المسؤولين الليبيين اكدوا لها ان سيف الاسلام "معتقل في مكان آمن" و"يعامل معاملة انسانية" وسيحاكم "طبقا للمعايير الدولية". وقال مورينو اوكامبو "يجب ان يحال سيف الاسلام القذافي وعبدالله السنوسي الى القضاء"، مؤكدا "ضرورة بت مسألة مكان اجراء المحاكمة بالتشاور مع المحكمة". وقتل معمر القذافي ونجله المعتصم بعد اعتقالهما على قيد الحياة في سرت (شرق) في 20 اكتوبر من قبل مقاتلين من المجلس الوطني الانتقالي. وكان المؤتمر الوطني الانتقالي، المنبثق من التمرد السابق الذي اطاح نظام القذافي بعد 42 عاما في السلطة، اعلن ان السنوسي اعتقل الاحد في جنوب ليبيا. ولا تستطيع المحكمة الجنائية الدولية التي تمارس صلاحياتها في ليبيا بموجب قرار مجلس الامن في 26 فبراير، ملاحقة منفذي ابادة او مرتكبي جرائم ضد الانسانية او جرائم حرب الا عندما لا يريد القضاء الوطني او لا يستطيع اجراء تحقيق او القيام بملاحقات ضدهم. من جانبها، رحبت السيدة نافي بيليه المفوضة السامية لحقوق الإنسان باعتقال كل من سيف الإسلام القذافي وعبد الله السنوسي الرئيس السابق للمخابرات الليبية. وأعربت نافي في بيان صحفي عن ارتياحها إزاء إعلان السلطات الليبية أن سيف الإسلام سيعامل بشكل إنساني ويحاكم بنزاهة بما يتوافق مع المعايير الدولية، مؤكدة في الوقت نفسه ضرورة ضمان احتجاز القذافي والسنوسي في ظل ظروف إنسانية. وحثت المفوضة السامية السلطات الليبية على التعاون بشكل كامل مع المحكمة الجنائية الدولية، وفقا لما ورد في قرار مجلس الأمن الدولي رقم /1970 /، بهدف ضمان محاسبة المسوؤلين عن انتهاكات حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي. نقلاعن الراية القطرية 23/11/2011