تحتشد ساحة العاصمة الخرطوم هذه الأيام لاستضافة عدد من الفعاليات البرلمانية الأفريقية، حيث يخاطب رئيس الجمهورية، عمر البشير، بعد غد الأربعاء، بقاعة الصداقة، الجلسة الافتتاحية لأعمال مؤتمر الاتحاد البرلماني الإفريقي رقم "34" بمشاركة "27" برلمانًيا إفريقيًا وأكثر من "11" منظمة إقليمية ودولية تشارك بصفة مراقب. كما سيخاطب الجلسة رئيس الهيئة التشريعية القومية، أحمد إبراهيم الطاهر ورئيس الاتحاد البرلماني الإفريقي، رئيس برلمان غينيا الاستوائية، إنجل سيرافين بجانب رئيس برلمان عموم أفريقيا، الدكتور إدريس أمبيلي موسى. وأكملت الخرطوم ترتيباتها لاستضافة الفعاليات البرلمانية الأفريقية، واستمع المجلس الوطني إلى تقرير من نائب رئيسه، هجو قسم السيد رئيس اللجنة التحضيرية المكلفة بالإعداد لانعقاد المؤتمر حول سير التحضيرات لعقد الاجتماعات الثلاثة. وأشار التقرير إلى أن المؤتمر الذي يستمر عدة أيام يناقش دور البرلمانات في الحكم الراشد والتنمية المستدامة وإن اللجنة التنفيذية للاتحاد البرلماني الإفريقي تستعرض المسائل الإجرائية الخاصة بالعضوية والموازنة بالإضافة لاجتماعات لجنة النساء البرلمانيات. وبدأت أمس الأحد بقاعة الصداقة اجتماعات الدورة "59"، للجنة التنفيذية للمؤتمر، وأوضح رئيس برلمان غينيا الاستوائية، رئيس اللجنة التنفيذية، انجل سيرافين، أن اجتماعات هذه الدورة تنعقد في ظروف بالغة التعقيد تمر بها القارة الإفريقية لاسيما في الجوانب الاقتصادية، مؤكدا عزم الاتحاد البرلماني الإفريقي على المساهمة بفاعلية في معالجة القضايا التي تهم الشعوب الإفريقية، ودعا رئيس اللجنة كل دول القارة للانضمام إلى منظومة الاتحاد البرلماني الإفريقي لتعزيز التقدم والازدهار لشعوب المنطقة، لافتا إلى أن الاجتماعات ستنظر فيما تم انجازه وما تم تنفيذه من مقررات سابقة خاصة فيما يلي تعزيز الاستثمارات التي تفضي لخلق وظائف جديدة لإنسان القارة، بجانب الحفاظ على السلم والأمن وإرساء الحكم الرشيد في دول القارة. وناشد الدول الأعضاء لسداد ما عليها من متأخرات حتى يستطيع الاتحاد البرلماني الإفريقي من القيام بالدور المنوط به. وثمن سيرافين جهود السودان في استضافة إعمال هذه الدورة وقال "إن ما وجدناه من حفاوة الاستقبال والتنظيم المتميز لأعمال المؤتمر يعكس التعاون الوثيق الذي وصلت إليه علاقات الدول في إطار التضامن الإفريقي". وعبر رئيس المجلس الوطني، لدى مخاطبته أمس، اجتماع اللجنة التنفيذية، عن سعادة السودان باستضافة مؤتمر الاتحاد البرلماني الأفريقي، معبرا تعبيرا قويا عن ثقة الأفارقة في البرلمان السوداني، وتأكيد لتكريس العمل الجماعي الإفريقي من أجل رفعة شأن إفريقيا وتحقيق مصالح شعوبها وتعزيز قدرتها لاسيما في الساحة البرلمانية لمقابلة التحديات التي تواجهها. وأكد الطاهر أهمية تكامل الجهود ومؤسسات العمل الجماعي الإفريقي خاصة البرلمانية لضمان عدم تضاربها في الرؤى والأفكار، لزيادة فاعليتها في تقوية دور المؤسسات النيابية في الإسهام في تعزيز البناء الديمقراطي على المستوى الوطني، منوها إلى أن الاتحاد البرلماني الأفريقي قادر على القيام بهذا الدور باعتباره المنظمة الوحيدة التي تجمع البرلمانات الوطنية في عضويتها. وجدد رغبة البرلمان السوداني في تقوية علاقات الاتحاد مع البرلمان الأفريقي والبرلمانات في إفريقيا وغيرها من المنظمات البرلمانية القارية والدولية ومد جسور الحوار والتعاون بين البرلمانات الأفريقية ورصيفاتها في دول العالم العربي لمناقشة آفاق التعاون المشترك نظراً للارتباط المصيري بين هذه الدول. وستشارك في هذه الدورة قيادات برلمانية ممثلة لبعض دول ما يعرف بالربيع العربي، على رأسها المجلس التأسيسي التونسي الذي أنتخب مؤخراً وليبيا التي وافقت على المشاركة بممثل لها في المؤتمر، وستناقش اجتماعات الخرطوم موضوعين أساسيين هما: دور المؤسسات البرلمانية في تعزيز التضامن بين الدول الإفريقية من اجل تدعيم الأمن والاستقرار وازدهار الشعوب إضافة لموضوع مشاركة الشعوب ولاسيما الشباب في التنمية الوطنية للحد من الفقر وإنهاء الإقصاء وتعزيز العدالة. وأعتبر رئيس الهيئة التشريعية، أحمد إبراهيم الطاهر، في مؤتمر صحفي أمس الأول، انعقاد المؤتمر فرصة للبرلمانات الإفريقية والاتحاد البرلماني الإفريقي للتشاور حول القضايا التي تهم شعوبها ورفعها لإدراجها ضمن جدول أعمال البرلمان الدولي لمناقشتها بجانب إتاحة الفرصة لأعضاء البرلمان للوقوف على الأوضاع بالسودان. وأوضح نائب رئيس المجلس الوطني رئيس اللجنة التنفيذية، هجو قسم السيد أن المؤتمر يحظى بمشاركة واسعة حيث يشارك فيه 9 رؤساء برلمانات و7 نواب للرؤساء من 27 دولة بجانب مشاركة 35 برلمانية أفريقية، موضحا أن اللجنة التنفيذية خاطبت الأمانة العامة للمؤتمر بشأن مشاركة برلمان دولة جنوب السودان الوليدة بصفة مراقب في أعمال المؤتمر، مشيرا إلى أن التجمعات الإفريقية الاقتصادية الخمسة التي تضم جنوب وشرق وغرب وشمال ووسط القارة، ستشارك في المؤتمر لتقديم رؤاها حول معالجة الأزمة الاقتصادية في القارة الأفريقية. وتقدم برلمان جنوب السودان، بطلب للانضمام لعضوية الاتحاد البرلماني الإفريقي. وقال عضو الوفد البرلماني الجنوبي، رمضان حسن لاكو الذي يشارك بصفة مراقب في أنشطة اللجنة التنفيذية للاتحاد في تصريحات صحفية أن برلمان جنوب السودان يريد تثبيت عضويته في الاتحاد للاستفادة من الخبرات. مشيرا إلى أنهم في الوفد وصلتهم الدعوة قبل يومين لكنهم شاركوا بهدف المحافظة على العلاقات الأزلية بين الشعبين الأمر الذي يساعد في دفع النقاش حول القضايا العالقة. وكشف رمضان أن الوفد البرلماني الجنوبي سيتحدث إلى البرلمان السوداني حول كيفية العمل على وضع حد للنزاعات بين الدولتين ودفع الجهاز التنفيذي في هذا الاتجاه. وقال إن برلمان الجنوب سيضع خارطة طريق لترقية العلاقات الشعبية مع السودان. ويستضيف السودان اجتماعات الاتحاد البرلماني الأفريقي بناءً على رغبة البرلمانات الأفريقية، حسبما أوضح هجو قسم السيد، الذي اعتبر أن المؤتمر سيتيح الفرصة للسودان لتأكيد دوره الريادي في إفريقيا لافتا إلى أنه سيتم توزيع كتيبات تعريفية عن السودان بشكله الجديد بعد الانفصال والبرلمان السوداني لافتا إلى أن الأنشطة الجانبية ستشمل زيارة الوفود المشاركة لسد مروي وشركة سكر كنانة. ويتضمن جدول أعمال الاتحاد البرلماني الأفريقي، تقريرا تقدمه اللجنة التنفيذية وتقرير آخر من الأمين العام حول الأنشطة بجانب تقرير حول المؤسسات الديمقراطية التي تكفل تحقيق التقدم الاقتصادي والاجتماعي ودور المؤسسات البرلمانية في تعزيز التعاون والتضامن بين بلدان القارة الأفريقية من أجل تدعيم الأمن والاستقرار والازدهار لشعوبها واستمع اجتماع عقدته اللجنة التحضيرية لآراء ومقترحات اللجان الفرعية حيث أكدت اكتمال الاستعدادات لانعقاد المؤتمر. وأنشئ الاتحاد البرلماني الأفريقي في 13 فبراير 1976م بأبيدجان كتنظيم قاري وأصبح الاتحاد الأفريقي منبراً تعبر من خلاله البرلمانات الأفريقية عن أفكارها وآرائها فضلا عن كونه ملتقى لتبادل الخبرات مما يتيح للرأي العام العالمي الفرصة للحكم على مدى تطور مسار الديمقراطية في الحياة السياسية في أفريقيا. ويهدف الاتحاد البرلماني الأفريقي لتحقيق جملة من الأهداف على رأسها، ربط المؤسسات البرلمانية في جميع الدول الأفريقية مع بعضها البعض، وتشجيع الاتصال بين البرلمانيين الأفارقة من جانب وبين البرلمانيين الأفارقة ورصفائهم البرلمانيين من القارات الأخرى، بجانب المساهمة في تقوية ودعم المؤسسات البرلمانية الأفريقية وتطوير وتركيز الديمقراطية وحقوق الإنسان وإنفاذ أهداف منظمة الوحدة الأفريقية لتأسيس سلام مستدام. ويهدف الاتحاد البرلماني الأفريقي، وفقا لإستراتيجيته إلى تعزيز السلام وتحقيق الديمقراطية وتأسيس الحكم الراشد وتحقيق التطور السياسي والاقتصادي والاجتماعي بالقارة الأفريقية، التي تعاني من ويلات الحروب والفقر والأمراض. ويلتئم الاتحاد سنوياً في شكل مؤتمر ويخصص المؤتمر للنظر في مشاغل القارة ويصدر القرارات والتوصيات التي من شأنها أن تعبر عن مواقف البرلمانيين الأفارقة وآرائهم في كافة الشئون الخاصة بالقارة ومن ثم يحملون نتائج توصياتهم إلى برلماناتهم وحكوماتهم وإلى جميع المنظمات والمؤسسات العالمية المعنية. ويضم الاتحاد حالياً في عضويته (39) برلماناً قومياً، بينما تتابع البرلمانات الأخرى غير المنضوية تحت لواء الاتحاد والمنظمات والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية أعمال الاتحاد بصفة المراقب. ويتخذ الاتحاد من أبيدجان مقراً له وقد تم توقيع اتفاقية المقر في السابع من يناير 1983م بين كل من جمهورية ساحل العاج والاتحاد البرلماني الأفريقي. وتتبع للاتحاد البرلماني الأفريقي عدد من الأجهزة هي: مؤتمر رؤساء البرلمانات الأفريقية، اللجنة التنفيذية، لجنة النساء البرلمانيات والأمانة العامة. وأسهم الاتحاد البرلماني الأفريقي بقدر كبير في معالجة بعض الموضوعات التي تهم القارة من خلال العمل البرلماني المتميز تمثلت في دراسة وبحث دور البرلمانات في: دور المجتمع المدني في بسط وتطوير الديمقراطية وتسوية النزاعات الإفريقية بالوسائل السلمية ومحاربة الإرهاب، بجانب قضايا البيئة وإدارة الموارد البشرية والتعليم والسكان والقضايا الاقتصادية وإصلاح وهيكلة الاقتصاديات الأفريقية والديون الخارجية للبلدان الأفريقية وأثرها على الديمقراطية فضلا عن دور البرلمانات في تركيز الديمقراطية وبناء الثقة بين الشعوب والمؤسسات. وتربط الاتحاد البرلماني الأفريقي صلات واسعة بالمؤسسات الدولية النظيرة، حيث ينظم بالاشتراك مع الاتحاد البرلماني العربي، المؤتمر "البرلماني – الأفريقي – العربي"، الذي يعقد كل عامين للتداول حول الموضوعات التي تهم أفريقيا والعالم العربي، كما ينظم بالاشتراك مع الاتحاد البرلماني الدولي والمنظمات المتخصصة التابعة للأمم المتحدة مؤتمرات برلمانية أفريقية لمناقشة مختلف القضايا التي تهم القارة السمراء. نقلا عن صحيفة الرائد بتاريخ :28/11/2011
