*الإخوة في قناة المنار الفضائية لهم الشكر درجوا علي التواصل معي من وقت لآخر في بعض خبايا الملفات الخطيرة ذات الإرتباط بشكل العلاقة الجنوبية مع دولة الكيان الإسرائيلي وبالأمس طلبوا مني تعليقاً عن زيارة سلفاكير الي تل أبيب والأبعاد الخفية والمنظورة لتلك الزيارة وهو أمر جيد ان يتفرد طاقم مكتب قناة المنار بالسودان بالغوص في ملف التغلغل الصهيوني في منطقة البحيرات الإفريقية والتي يشمل إطارها منابع النيل الأبيض وحتي الأزرق لأن بحيرة تانا الإثيوبية نفسها جزء من سلسلة البحيرات الإفريقية التي تربط بين خارطة جغرافية تشمل جنوب السودان وإثيوبيا وكينيا ويوغندا وتنزانيا ورواندا وبورندي والكنغو. *والغزو الإسرائيلي لهذه المناطق قد بدأ منذ الستينيات وبلغ أوج عنفوانه إبان حقبة رئيسة الوزراء غولدا مائير ووزير دفاعها موشي دايان ذلك الأعور صاحب العين الواحدة- المعروف بأحقاده تجاه العرب والمسلمين لدرجة أنه روي في إحدي المرات بأنه كان قد تاه في صغره وتعرض للعطش القاتل فعثرت عليه قافلة عربية ولما علموا بيهوديته وعطشه سقوه ماء لإرواء ظمئه ولكنهم في المقابل فقأوا عينه اليمني وجعلوه بعين واحده!! *المهم أن أفريقيا في حقبة ما بعد منتصف الستينات وحتي أواخر السبعينات كانت تمر بمراحل مخاض التحرر من الإستعمار الأوربي وقهر الفصل العنصري في دولة جنوب أفريقيا المستعمرة البريطانية خلال عهد رئيسها إيان اسميث، في ذلك الوقت قاد الرئيس الغيني المسلم أحمد سيكوتوري والرئيس التنزاني الإشتراكي جوليوس نايريري والرئيس السوداني يومها جعفر نميري حملة دبلوماسية قوية لنصب مصدات أمام الإنفتاح الإسرائيلي نحو أفريقيا السوداء بعد ان أفلحت جهود الدبلوماسية الصهيونية في إستمالة الرئيس الزائيري وقتها موبوتو سيسيسيكو والأوغندي عيدي أمين ولو بصفة مؤقتة! الآن وجدت إسرائيل ضالتها في إحداث دولة إفريقية ميلاداً وهي دولة جنوب السودان ذات الهشاشة في التركيبة الجيوبولوتيكية والهشاشة الإيدولوجية وهشاشة القيادات السياسية والعسكرية التي يسيل لعابها للدولار واليورو والإسترليني..لأن أمريكا وعبر إسرائيل لن تجد صعوبة في الوصول الي قلوب وأدمغة حكام دولة جنوب السودان بعد ان زودت المخابرات الأمريكية الموساد الإسرائيلي بمعلومات شخصية وإستراتيجية كافية في الطاقم القيادي بدولة الجنوب بشقيه المدني والعسكري، ولم تكن زيارة الفريق سلفاكير الأخيرة إلا للبصم والتوقيع وإعطاء الضوء الأخضر لقيام قواعد عسكرية إسرائيلية وأمريكية في عدة مواقع من دولة الجنوب فضلاً عن قيام مركز كبير للأبحاث الإستراتيجية والإيدولوجية في جوبا يدير منظومة النشاط التجسسي والإستخباراتي والإستقصاء عن الدول والرصد الدقيق للحكومات غير الصديقة.. عسكرياً وإقتصادياً وسياسياً. *إسرائيل خرجت بغنائم وإمتيازات كبيرة ومتعددة في جنوب السودان لتعويض ما إستعصي عليها تحقيقه منذ عهد غولدا مائير في تل أبيب، وعهد ليندون جونسون في البيت الأبيض الأمريكي.. ولا يزال بيننا من يتوهم في علاقات توأمة سياسية بين الخرطوموجوبا!! أيعقل هذا؟ نظرية التقارب الإسرائيلي مع دولة الجنوب تقوم في الأساس علي تنفيذ جوبا لموجهات تخريب دبلوماسي ضد الخرطوم. نقلا عن صحيفة أخبار اليوم بتاريخ:27/12/2011