اندلعت مواجهات عنيفة في العاصمة السودانية الخرطوم بين أنصار تابعين للتيار السلفي "جماعة أنصار السنة المحمدية" ومجموعة أخرى تابعة لإحدى الطرق الصوفية في ميدان المولد بالخرطوم. وشهدت العاصمة السودانية خلال الفترة الماضية إرهاصات صراعات دينية ذات طابع مذهبي لم تكن موجودة في السابق. ويثير تفجر هذا النوع من الصراعات الجديدة على الساحة السودانية جملة من التساؤلات خاصة إضافة مهدد امني جديد داخلي يضاف إلى قائمة الصراعات التي تشهدها البلاد ولكن ببعد آخر غير الصراعات التقليدية في أطراف البلاد بدعاوي التهميش. ودشن الصراع الجديد ببعد مغاير للصراعات السابقة باستلاب النموذج العراقي وتكرار المشهد في السودان من خلال خلق فتن بين التيارات الطائفية التي كانت تشهد نوعا من التسامح خلال الفترة السابقة. لتنفجر الأوضاع بصورة فجائية إلى سطح الأحداث إيذانا ببدء صراع جديد بخلفية مذهبية داخل المجتمع السوداني. ليكون من اخطر الصراعات التي شهدتها البلاد لتهديده نسف النسيج الاجتماعي السوداني. وبدأت أولى الصدمات المذهبية بعد تفجير مجموعات مجهولة لاضرحة الصوفية بمنطقة شرق النيلبالخرطوم بحري. وقال حيدر التوم مساعد الأمين العام لهيئة علماء السودان ل"الشرق" إن السودان مستهدف سياسيا واقتصاديا. وهنالك دول تسعى للفرقة والفتنة بين مكوناته المجتمعية فهي تنفخ في نار المذهبية والجهوية والقبلية ولا أحد ينكر الأيادي الخارجية في مشاكل السودان اليوم.في المقابل، قال الخبير الأمني حسن بيومي ل"الشرق" أن مثل هذه الإشكالات دائما ما تصاحب المناسبات الدينية مثل مناسبة الاحتفاء بالمولد الشريف وهي ليست وليدة اللحظة ولا أتوقع نشوء أي حرب مذهبية واوكد عدم وجود أياد خارجية تسعى لإثارة الفتنة الدينية بالبلاد. إلى ذلك قال عبد المحمودابو زعيم كيان الانصار في السودان ل"الشرق": أعتقد أن هنالك احتقانا في الموقف السوداني حيث ظهرت جماعات متطرفة يصدرون فتاوى تكفيرية ضد كل من يخالف منهجهم وظهرت بعض الحوادث الغريبة على المجتمع السوداني ولكن في تقديري حوادث معزولة. وكان زعيم حزب الأمة القومي وإمام طائفة الأنصار الصادق المهدي،قال إن ظاهرة «التكفير» تهدد الأمن القومي السوداني، ودعا الدولة للاهتمام بها وإدراجها في هذا السياق، وذلك على خلفية آرائه الفقهية التي أثارت جدلاً واسعاً الأيام الماضية. المصدر: الشرق القطرية 1/2/2012م