أربعة أيام تبقت لانطلاق جولة المفاوضات بين الحكومة والحركات المسلحة في إقليم دارفور التي تستضيفها العاصمة القطرية الدوحة في مناخ تشير معدلات الأوضاع فيه على الأرض الى نجاحها ووضع حدٍ للصراع في الإقليم. وكشف وزير الدولة بالخارجية القطرية أحمد بن عبد الله آل محمود، عن لقاء جمع مستشار الرئيس ومسؤول ملف دارفور الدكتور غازي صلاح الدين العتباني برئيس حركة العدل والمساواة الدكتور خليل ابراهيم في العاصمة التشادية انجمينا يوم الجمعة الماضي. وعكف اللقاء الذي تم بترتيب من الوسيط المشترك جبريل باسولي ووزير الخارجية التشادي موسى فكي بحسب مصادر عليمة استفسرتها عن فحوى مداولات الاجتماع، عكف على مناقشة قضايا عديدة من بينها وقف القتال وإطلاق سراح أسرى حركة العدل والمساواة واتفاق النوايا الحسنة المبرم بين الطرفين في الدوحة العام الماضي. ونقل الموقع الالكتروني لحركة العدل والمساواة عن الناطق الرسمي باسم الحركة أحمد حسين آدم، قوله بأن رئيس الحركة الدكتور خليل ابراهيم سلم مسؤول ملف دارفور رؤية الحركة لعملية السلام في دارفور وزاد: «ووعدنا بالرد عليها». وأماط المستشار الاقتصادي لحركة العدل والمساواة بشارة سليمان اللثام عن فحوى رؤية الحركة في قضايا التفاوض المقبلة وأهمية أن يكون الحل شاملاً ونهائياً. وقال: نحن نرى أن يكون الحكم فيدرالياً، وأن تكون رئاسة الجمهورية دورية لكل أقاليم السودان، وأن يتم توزيع السلطة والثروة اتحادياً وولائياً وفق عدد السكان. لكن وزير الدولة بوزارة الثقافة والشباب والرياضة الدكتور أمين حسن عمر، قال ان قضية تمثيل الحركات المسلحة في الحكومة أصبح أمراً غير وارد. ومضى للقول بأن الفترة الزمنية المتبقية لا تسمح باستيعاب الحركات المسلحة في الحكومة الحالية، باعتبار أن الانتخابات المقبلة ستفرز واقعاً سياسياً جديداً، وبالرغم من ذلك لم يغلق كبير المفاوضين الحكوميين الباب بقوله.. ليس هناك شيء ممنوع من النقاش. ويرى مراقبون استفسرتهم حول مدى تأثير اللقاء الذي تم بين د. غازي ود. خليل في انجمينا يوم الجمعة الماضي، أن هذا الاجتماع سيعطي دفعة إيجابية في اتجاه تحقيق السلام في دارفور، لافتين الى خبرة الدكتور غازي التفاوضية التي افضت بحسب افادات المصادر الى تواضع الطرفين على وقف القتال. وجاءت التصريحات التي ادلى بها رئيس حركة تحرير السودان مني اركو مناوي أمس الأول عقب زيارته لدارفور، معضدة ومؤكدة تحسن الأوضاع الميدانية في الاقليم، بتأكيده على استتباب الأمن في الكثير من المناطق بدارفور. وكان مناوي قد التقى خلال زيارته الميدانية بعدد من القيادات المسلحة من غير الموقعين على اتفاقية السلام، وحثهم على المشاركة في المفاوضات. وقال مناوي إنه وجد استقراراً امنياً وهدوءاً نسبياً ورغبة في السلام والتنمية. وبدا وزير الدولة بالخارجية القطرية أحمد بن عبد الله آل محمود متفائلاً بالتوصل إلى السلام في دارفور، وقال إن بلاده تعمل بالتنسيق مع الوسيط المشترك بين الأممالمتحدة والاتحاد الافريقي جبريل باسولي من أجل التوصل إلى شامل في دارفور، ومضى قائلاً للصحافيين: «نحن نعلم عندما قررنا الدخول في هذه القضية أنها مشكلة معقدة، وكما يقول البعض إنها من أكثر مشكلات القرن تعقيداً، وهناك الكثير من التحديات التي تحتاج للصبر والارادة، حتى نتمكن من القيام بواجبنا، ولدينا الأمل في تحقيق النجاح». نقلا عن صحيفة الانتباهة السودانية 20/1/2010م